الآبار اليدوية القديمة في الحدود الشمالية.. شواهد على عبقرية الإنسان وصموده في مواجهة الطبيعة
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
المناطق_
تعد الآبار اليدوية القديمة شواهد شامخةً في قلب البيئات الصحراوية بمنطقة الحدود الشمالية، على عبقرية الإنسان قديمًا وصموده أمام قسوة الطبيعة، إذ مثّلت هذه الآبار منذ القدم مصدرًا مهمًا أسهم في استمرارية الاستيطان بالقرى التاريخية.
وبرع الأجداد في حفر هذه الآبار بدقة وجهد يدوي شاق، لاستخراج المياه الجوفية العذبة من أعماق الأرض، وإحاطة جدرانها بالحجارة حمايةً لها من الانهيارات، مبتكرين وسائل بدائية كالدلاء لرفع المياه، ونقلها عبر “الراوية” الموضوعة على ظهور الدواب إلى المنازل.
وتحكي الآبار اليدوية المنتشرة في المنطقة قصة الإنسان مع الأرض، وتوثّق قدرته على التكيّف مع بيئته، وتجاوز تحدياتها الطبيعية.
وأوضح الباحث والمهتم بالتاريخ والآثار عبدالرحمن التويجري, أن منطقة الحدود الشمالية تحتضن أكثر من ألفي بئر قديمة حُفرت منذ آلاف السنين، ولا تزال قائمة حتى اليوم شاهدةً على حضارات تعاقبت ووجود بشري ممتد وسط الصحراء.
وأشار إلى أن هذه الآبار شكّلت شريان الحياة الرئيس لسكان المنطقة، وأسهمت في استدامة الاستيطان في قرى تاريخية بارزة مثل قرية (لينة)، التي تحتوي على أكثر من 300 بئر، وفي قرية (لوقة) قرابة 300 بئر، ما يعكس أهميتها كمراكز بشرية نشطة عبر العصور.
وأفاد أن قرية (زبالا) الأثرية تحتوي على عشرات الآبار، التي كانت تزود سكانها والمارين على طريق درب زبيدة بالمياه، فيما تحتوي قرية (الدويد) على أكثر من 200 بئر، فضلًا عن العديد من الآبار المنتشرة في أم رضمة، والهبكة، وقيصومة فيحان، وحدق الجندة، وأعيوج لينة، والمصندق، والخشيبي، وغيرها من المواقع التي مثّلت مراكز استيطان لقبائل قديمة.
من جانبه، أفاد المرشد السياحي والمهتم بالتراث خلف الغفيلي، أن عملية حفر الآبار كانت تتم بطرق تقليدية دقيقة، عبر الاستدلال على وجود المياه الجوفية بالاستماع لصوت جريان الماء تحت الأرض، واستخدام العصي أو قضبان الحديد لتحديد أماكنها.
وبيّن أن هذه الآبار لا تزال تمثل إرثًا تاريخيًا عظيمًا، لا سيما لكبار السن الذين يحتفظون بذكريات ترتبط بها، كونها كانت رمزًا للصمود والاعتماد على الذات في بيئات قليلة الموارد.
وأشار الغفيلي إلى أن العديد من هذه المواقع تحوّل لاحقًا إلى قرى قائمة مزودة بالخدمات الحديثة، فيما ظلت الآبار القديمة قائمة كمعالم تراثية وسياحية يمكن استثمارها في تعزيز الوعي بالتراث وتشجيع السياحة الثقافية.
وأكد أن الآبار اليدوية ليست مجرد حُفر في الأرض، بل رموز تاريخية نابضة تحكي قصص التحدي والتكيف مع الطبيعة، وتجسّد ملاحم الأجداد في مواجهة شح الموارد.
وتبقى الآبار اليدوية القديمة إرثًا إنسانيًا يجب الحفاظ عليه وصيانته، بوصفه مرآةً للتاريخ المحلي، ومصدر إلهام للأجيال القادمة لمعرفة الجهود العظيمة التي بذلها الأجداد في سبيل بناء الحياة وسط الصحراء.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: الحدود الشمالية الحدود الشمالیة هذه الآبار
إقرأ أيضاً:
عمرو سلامة يكشف سبب توقف مسلسل ما وراء الطبيعة.. ما علاقة شركة الإنتاج؟
كشف المخرج عمرو سلامة، عن تفاصيل توقف العمل على مسلسل «ما وراء الطبيعة» خلال الساعات القليلة الماضية، مشيرا إلى أن ذلك يرجع لأسباب إنتاجية دفعتهم لاتخاذ الإجراءات القانونية.
وأفصح عمرو سلامة، عبر حسابه الرسمي بموقع تداول الصور والفيديوهات «إنستجرام» عن تفاصيل وسبب توقف «ما وراء الطبيعة»، قائلا: «إلى جميع الصحفيين الفنيين الكرام، ولمن يهمه الأمر، نظرًا لتكرار الأسئلة والاستفسارات حول مشروعٍ توقّف ولم يكتمل، أودّ أن أوضّح ما أستطيع قوله في الوقت الحالي».
وأضاف عمرو سلامة: «أن يتاح لي قريبًا كشف كل التفاصيل وعرض ما لديّ من إثباتات ومستندات وأدلّة، أنا وبعض الزملاء من فريق عمل هذا المشروع بصدد اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والقضائية، وتقديم الشكاوى النقابية نختصم بها شركة إنتاج سيئة السمعة».
View this post on InstagramA post shared by @amrmsalama
وتابع عمرو سلامة، متحدثا عن أزماتها، قائلا: «الشركة لها سوابق مدانة فيها بأحكام القضاء، ولا تشبه أيًّا من شركات الإنتاج المحترمة العاملة في هذه الصناعة، إذ خرجت عن أعراف المهنة، وأخلّت بالتزاماتها القانونيّة، وتقوم بالتحايل المتعمد على العاملين».
وأشار عمرو سلامة: «ذلك مما يلحق الضرر بحقوقهم المادية والمعنوية والإبداعية، إيمانًا منّا بصحة موقفنا، وثقةً بعدالة القضاء المصري، ونزاهة نقابة السينمائيين ودورها في حماية حقوق الفنانين، نحن على يقين بأننا سنصل إلى حلولٍ عادلة تُعيد الحقوق إلى أصحابها».
واختتم عمرو سلامة: «أعتذر بصدق أني لست بحل أن أعرض التفاصيل الآن لأسباب قانونية، لكني أتطلّع لعرض التفاصيل كاملة قريبًا جدًا، لأنني مؤمن بأن في بعض المواقف يكون عرض الحقائق مفيدًا، وأحيانًا واجبًا، حتى يحتاط الزملاء من الفنانين والمنتجين والموزّعين من الوقوع في فخ التعامل مع أفرادٍ أو مؤسساتٍ تستخدم أساليب ملتوية وغير قانونية، قد تسبّب أضرارًا مادية أو معنوية أو إهدارًا للوقت والجهد».
اقرأ أيضا:
أخر تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبد المنعم بعد نقله إلى المستشفى
توقف مؤقت في الجهاز الهضمي.. نقل الفنانة منى فاروق إلى المستشفى |تفاصيل
«بريشة فنان وعين عالم».. إطلاق كتاب أجنحة ملوّنة لحماية الطيور المصرية