المناطق_

تعد الآبار اليدوية القديمة شواهد شامخةً في قلب البيئات الصحراوية بمنطقة الحدود الشمالية، على عبقرية الإنسان قديمًا وصموده أمام قسوة الطبيعة، إذ مثّلت هذه الآبار منذ القدم مصدرًا مهمًا أسهم في استمرارية الاستيطان بالقرى التاريخية.

وبرع الأجداد في حفر هذه الآبار بدقة وجهد يدوي شاق، لاستخراج المياه الجوفية العذبة من أعماق الأرض، وإحاطة جدرانها بالحجارة حمايةً لها من الانهيارات، مبتكرين وسائل بدائية كالدلاء لرفع المياه، ونقلها عبر “الراوية” الموضوعة على ظهور الدواب إلى المنازل.

أخبار قد تهمك مكافحة المخدرات تقبض على شخصين بمنطقة الحدود الشمالية لترويجهما مادة الإمفيتامين المخدر 25 أبريل 2025 - 5:51 مساءً جامعة الحدود الشمالية تعلن فتح باب القبول في 32 برنامجًا للماجستير 25 أبريل 2025 - 5:43 مساءً

وتحكي الآبار اليدوية المنتشرة في المنطقة قصة الإنسان مع الأرض، وتوثّق قدرته على التكيّف مع بيئته، وتجاوز تحدياتها الطبيعية.

وأوضح الباحث والمهتم بالتاريخ والآثار عبدالرحمن التويجري, أن منطقة الحدود الشمالية تحتضن أكثر من ألفي بئر قديمة حُفرت منذ آلاف السنين، ولا تزال قائمة حتى اليوم شاهدةً على حضارات تعاقبت ووجود بشري ممتد وسط الصحراء.
وأشار إلى أن هذه الآبار شكّلت شريان الحياة الرئيس لسكان المنطقة، وأسهمت في استدامة الاستيطان في قرى تاريخية بارزة مثل قرية (لينة)، التي تحتوي على أكثر من 300 بئر، وفي قرية (لوقة) قرابة 300 بئر، ما يعكس أهميتها كمراكز بشرية نشطة عبر العصور.

وأفاد أن قرية (زبالا) الأثرية تحتوي على عشرات الآبار، التي كانت تزود سكانها والمارين على طريق درب زبيدة بالمياه، فيما تحتوي قرية (الدويد) على أكثر من 200 بئر، فضلًا عن العديد من الآبار المنتشرة في أم رضمة، والهبكة، وقيصومة فيحان، وحدق الجندة، وأعيوج لينة، والمصندق، والخشيبي، وغيرها من المواقع التي مثّلت مراكز استيطان لقبائل قديمة.
من جانبه، أفاد المرشد السياحي والمهتم بالتراث خلف الغفيلي، أن عملية حفر الآبار كانت تتم بطرق تقليدية دقيقة، عبر الاستدلال على وجود المياه الجوفية بالاستماع لصوت جريان الماء تحت الأرض، واستخدام العصي أو قضبان الحديد لتحديد أماكنها.

وبيّن أن هذه الآبار لا تزال تمثل إرثًا تاريخيًا عظيمًا، لا سيما لكبار السن الذين يحتفظون بذكريات ترتبط بها، كونها كانت رمزًا للصمود والاعتماد على الذات في بيئات قليلة الموارد.

وأشار الغفيلي إلى أن العديد من هذه المواقع تحوّل لاحقًا إلى قرى قائمة مزودة بالخدمات الحديثة، فيما ظلت الآبار القديمة قائمة كمعالم تراثية وسياحية يمكن استثمارها في تعزيز الوعي بالتراث وتشجيع السياحة الثقافية.

وأكد أن الآبار اليدوية ليست مجرد حُفر في الأرض، بل رموز تاريخية نابضة تحكي قصص التحدي والتكيف مع الطبيعة، وتجسّد ملاحم الأجداد في مواجهة شح الموارد.

وتبقى الآبار اليدوية القديمة إرثًا إنسانيًا يجب الحفاظ عليه وصيانته، بوصفه مرآةً للتاريخ المحلي، ومصدر إلهام للأجيال القادمة لمعرفة الجهود العظيمة التي بذلها الأجداد في سبيل بناء الحياة وسط الصحراء.

المصدر: صحيفة المناطق السعودية

كلمات دلالية: الحدود الشمالية الحدود الشمالیة هذه الآبار

إقرأ أيضاً:

يستفيد منها 60 ألف مواطن… تأهيل ست آبار لمياه الشرب في درعا

درعا-سانا

أعلنت مؤسسة مياه درعا وفرع الهلال الأحمر العربي السوري، عن إتمام تأهيل ست آبار لمياه الشرب، بالتعاون مع المجلس الدانماركي للاجئين ومنظمة تراينغل الدولية وهئية مار أفرام السرياني.

وأوضح مدير مؤسسة المياه المهندس مأمون المصري في تصريح لمراسل سانا، أن تأهيل الآبار يأتي ضمن إطار الجهود المستمرة لتحسين واقع مياه الشرب في محافظة درعا، مبيناً أن عدد المستفيدين من الآبار التي تم تأهيلها، يبلغ 60 ألف نسمة يقطنون في بلدات خربة غزالة ومعربة والسهوة ومدينة بصرى الشام.

وأشار المصري إلى أن محافظة درعا تشهد ظروفاً استثنائية من انخفاض مناسيب المياه الجوفية، واشتداد الجفاف للآبار، إلى جانب تحديات تغير المناخ التي تؤثر بشكل مباشر على المصادر المائية، داعياً المواطنين إلى أن يكونوا شركاء فعليين في حماية المياه عبر الترشيد في الاستهلاك، وتجنب الهدر، وتركيب التجهيزات في خزانات المياه لضمان عدم الفقد، والإبلاغ عن أي تسربات أو هدر للمياه.

بدوره بين منسق المياه في فرع الهلال الأحمر العربي السوري المهندس علاء برمو في تصريح مماثل، أن الآبار التي جرى تأهيلها هي بئر الحديقة في بلدة خربة غزالة، وأربع آبار ضمن محطة كحيل، وبئر السهوة، إضافة إلى محطة ضخ كحيل، وشملت الأعمال تركيب تجهيزات كهربائية وميكانيكية، ونظام طاقة شمسية لبئري خربة غزالة والسهوة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • أمير الحدود الشمالية يستقبل أعضاء اللجنة الأمنية الدائمة
  • محافظة ظفار تستعد لاستقبال موسم الخريف بجمال الطبيعة وتنوع الفعاليات
  • يستفيد منها 60 ألف مواطن… تأهيل ست آبار لمياه الشرب في درعا
  • مجلس النواب يوافق على تغليظ عقوبة حفر الآبار بدون ترخيص
  • في ذكرى وفاة محمد متولي الشعراوي.. أبرز الفتاوى التي أثارت الجدل
  • النواب يستكمل مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة 2025 - 2026
  • انطلاق فعاليات “أسبوع التراث” بمدينة تبوك ضمن مبادرات عام الحرف اليدوية 2025
  • أمير الحدود الشمالية يستقبل المهنئين من رؤساء المحاكم والقضاة بمناسبة عيد الأضحى
  • «تعليم الحدود الشمالية» تعلن استقبال طلبات تحديد المستوى للعام الدراسي 1447هـ
  • أمير الحدود الشمالية يستقبل منسوبي الإمارة بمناسبة عيد الأضحى