قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن مصادقة رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير على توسيع العمليات العسكرية في غزة يعكس تبني خيار تصعيدي متوسط يوازن بين التقدم العسكري وإبقاء باب التفاوض مفتوحا تحت ضغط ميداني متزايد.

وأوضح الدويري -في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة- أن النقاشات داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية دارت حول 3 سيناريوهات رئيسية، لافتا إلى أن السيناريو الذي جرت الموافقة عليه يتبنى تعميق العمليات البرية مع الإبقاء على هامش للمفاوضات، بما يتيح ممارسة ضغط عسكري مباشر على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

في الأثناء، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر سياسي رفيع قوله إن المؤسسة العسكرية تناقش توسيع نطاق العمليات البرية في غزة، بينما ذكرت صحيفة معاريف أن المجلس الوزاري الأمني المصغر يعقد هذا المساء جلسته الثالثة خلال أسبوع لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن تصعيد القتال، وسط تهديدات إسرائيلية بتوسيع الحرب لتحقيق مكاسب تفاوضية.

وبيّن الدويري أن الخيار المعتمد يقوم على تنفيذ عمليات مكثفة تمتد من ممر موراغ إلى محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، مع تعميق النشاط العسكري داخل المناطق المبنية بما تسمح به الظروف الميدانية، مما ينذر بعمليات تهجير واسعة النطاق، خاصة من شمال قطاع غزة ومدينة غزة باتجاه ما تسميه إسرائيل "مناطق آمنة".

إعلان

وأضاف أن التقدم الميداني المتوقع سيركز على مناطق جنوب القطاع مع الإبقاء على خط المواصي كممر إجلاء للمدنيين، وهو ما يكشف عن نية الاحتلال لإحداث تغيير ديمغرافي بالقوة تحت غطاء العمليات العسكرية الجارية.

قرارات مفصلية

وأشار إلى أن موافقة كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، وزامير على هذا السيناريو تعزز فرص تنفيذه، خاصة مع اقتراب المجلس الوزاري الأمني المصغر من اتخاذ قرارات مفصلية بشأن مستقبل الحملة العسكرية.

وتابع الدويري موضحا أن السيناريو الأول، الذي كان يقوم على هجوم واسع النطاق مع وقف كامل للمفاوضات، تم استبعاده لاعتبارات سياسية وميدانية، بينما بدا الخيار الثاني -المتمثل في استمرار المفاوضات مع تقدم ميداني محدود- غير مجدٍ بسبب طول أمده وخطورته على الجبهة الداخلية.

وبخصوص إدخال صاروخ "بار" إلى الخدمة، أوضح الدويري أن هذا السلاح يتميز بتقنيات متطورة تتفوق على صاروخ "روماخ"، مشيرا إلى أن مداه يصل إلى 30 كيلومترا، ويطلق من راجمات عيار 270 ملم، ويعمل بكفاءة عالية في مختلف الظروف الجوية مع دقة إصابة متقدمة.

كما أشار إلى أن صاروخ "بار" لا يحتاج إلى تعقيدات كبيرة في تثبيت الأهداف ونقل المعلومات، مما يمنح القوات الإسرائيلية أفضلية تكتيكية في استهداف نقاط محددة بدقة، لافتا إلى أن مدفعية الفرقة 282 وكتيبة "الرعد" هما من يتوليان تشغيله ميدانيا.

ويرى الدويري أن إسرائيل تسعى عبر هذه التحديثات العسكرية إلى تعزيز قدراتها الهجومية في ظل معادلة ميدانية شديدة التعقيد، ولم يستبعد استمرار التصعيد الإسرائيلي ضمن إستراتيجية "التفاوض تحت النار".

وكانت إسرائيل استأنفت حربها على غزة يوم 18 مارس/آذار الماضي بعد أن رفضت الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والتصعيد العسكري مع إيران.. تفاصيل

سلط برنامج "منتصف النهار" الذي تقدمه الإعلامية نهى درويش عبر قناة "القاهرة الإخبارية" الضوءَ على مجازر جديدة ضد الفلسطينيين بغزة، تحركات لاحتواء الأزمة الإيرانية، والتصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران.

ففي تصعيد جديد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم مجزرة مروعة باستهداف مباشر لفلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات الإغاثية وسط قطاع غزة أسفرت تلك المجزرة عن استشهاد العشرات من منتظري المساعدات وفق ما أفادت به مصادر طبية.

كما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين وعدة بلدات شمال الضفة الغربية بعد أن حولت قوات الاحتلال منازل فلسطينية إلى ثكنات عسكرية، واقتحمت عشرات المنازل واعتقلت عشرات الفلسطينيين.

فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل أحد جنوده في وقت سابق اليوم في معركة جنوب قطاع غزة .. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن 4 جنود من جيش الاحتلال قُتلوا في غزة، منذ بدء الحرب على إيران.

وفى ظل ردود الأفعال الدولية والإقليمية على تطورات المواجهة بين إيران وإسرائيل أعلنت روسيا والصين أن القضية النووية الإيرانية لا يمكن حلها إلا بالوسائل السياسية والدبلوماسية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين حيث أكدا على أن وقف إطلاق النار أولوية عاجلة واستخدام القوة ليس الطريقة الصحيحة لحل النزاعات الدولية.

وفي اليوم السابع من الحرب الإسرائيلية الإيرانية، أطلقت طهران دفعة صاروخية جديدة استهدفت تل أبيب وبئر السبع، وتسببت بانفجارات ضخمة وانهيارات وأضرار في عدة مبانٍ .. وقالت وسائل إعلام إيرانية، إن الهجمات استهدفت مركزا للقيادة والاستخبارات الإسرائيلي الواقع قرب مستشفى سوروكا في بئر السبع، جنوب إسرائيل.

وفي المقابل قال متحدث عسكري إسرائيلي، إن الجيش قصف مواقع نووية في بوشهر وأصفهان ونطنز، ويواصل استهداف منشآت أخرى ، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أصدر تعليمات للجيش بتكثيف الضربات على الأهداف الاستراتيجية بطهران مشيرا إلى أن المرشد الإيراني علي خامنئي يجب ألا يظل على قيد الحياة.

طباعة شارك الفلسطينيين غزة الأزمة الإيرانية إسرائيل إيران

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يحاصر الرُضّع.. منع إدخال الحليب يهدد حياة آلاف الأطفال بغزة
  • بينهم 11 من منتظري المساعدات.. استشهاد 18 فلسطينيا بنيران الاحتلال الإسرائيلي بغزة
  • الدويري: كمين القسام الأخير يؤكد أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة
  • 6 شهداء بينهم 3 من منتظري المساعدات بغزة
  • الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر على غزة
  • 70 شهيدا وغارات تستهدف المجوعين بغزة والموت عطشا يترصّد أطفالها
  • ماذا فعل الاحتلال باقتصاد فلسطين؟ وزير غزاوي يجيب
  • غرفة العمليات الحكومية تبحث أوضاع القطاع الخاص في غزة
  • مجازر إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والتصعيد العسكري مع إيران.. تفاصيل
  • الجزيرة نت تكشف أهداف الاحتلال من نشر فوضى المساعدات بغزة