18000 مشارك يجتمعون في فعاليات «ديهاد» اليوم
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
رحّب السفير الدكتور عبدالسلام المدني، رئيس منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة ورئيس «ديساب»، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في دول مجلس التعاون الخليجي، بأعضاء المجلس الاستشاري العلمي العالمي لديهاد ديساب، المشاركين في الاجتماع السنوي للمجلس، الذي عقد أمس في مركز دبي التجاري العالمي، وشكّل محطة مفصلية لرسم ملامح مستقبل العمل الإنساني.
تنطلق اليوم فعاليات الدورة الحادية والعشرين لمعرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ويتوقع مشاركة أكثر من 18000 مشارك يمثلون 160 دولة.
وضم الاجتماع ممثلين عن نخبة من المنظمات الدولية المرموقة، لمناقشة الموضوع الرئيسي لدورة العام المقبل، بما يعكس توجهاً استباقياً لمعالجة التحديات الإنسانية المستقبلية.
تركزت المناقشات على قضايا رئيسية، شملت توسيع نطاق المبادرات الفاعلة في مناطق النزاعات، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، ومواكبة التحولات المتسارعة في المشهد الإنساني العالمي.
كما قدّم أعضاء المجلس مجموعة من المقترحات المتعلقة بالموضوعات المطروحة، بهدف التصدي للتحديات الإنسانية الملحة وتعزيز الحوار العالمي في العمل الإنساني.
كما نُظمت ورشة عمل تمهيدية تحت شعار: «الأخلاقيات في ميدان العمل الإنساني: تعزيز القيم والمبادئ الإنسانية في ظل الانقسامات العالمية»، وجمعت نخبة من الخبراء وصناع القرار والمتخصصين في المجال الإنساني لمناقشة التحديات الأخلاقية.
وأوضحت ساجدة الشوا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا): يظل العمل التوعوي في صميم مهمة مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومن الضروري أن نستمر في إبراز وتعزيز جهود جميع الجهات الإنسانية الفاعلة التي تقدم المساعدات المنقذة للحياة في أحلك الظروف. وتناولت النقاشات كيفية مساهمة الرؤية المستقبلية لدولة الإمارات، إلى جانب التزامها الراسخ بالابتكار، في تعزيز مكانتها كدولة رائدة عالمياً في مجال العمل الإنساني، وأكد المشاركون أن هذا النموذج لا يقتصر على تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، بل يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الصمود والاستقرار في المناطق المتأثرة بالأزمات.
وتركزت مواضيع ورشة العمل على ريادة دولة الإمارات في الدبلوماسية الإنسانية، وأهمية القيادة الفاعلة خلال فترات الأزمات المتعددة، والدعوة للاستثمار في تحقيق العدالة المناخية، فضلاً عن أهمية المبادئ الإنسانية الأساسية، وأهمية التفاوض الإنساني المرتكز إلى القانون الدولي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات العمل الإنسانی
إقرأ أيضاً:
الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود: الإعلام يخلق الوعي باحتياجات المجتمعات ويتكامل مع العمل الإنساني
الرياض - الوكالات
أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، الأمين العام وعضو مجلس أمناء "مؤسسة الوليد للإنسانية"، أهمية السرد الإعلامي في تمكين النساء والارتقاء بأوضاعهن حول العالم، ومسؤولية وسائل الإعلام في نقل قصص النساء بصدق وأمانة، وعدم الاكتفاء بالحديث عنهن من بعيد، مشيرة إلى أن الإعلام والعمل الإنساني متكاملان، فالإعلام يخلق الوعي باحتياجات المجتمعات، فيما يسهم العمل الإنساني في تحويل هذا الوعي إلى برامج ومشاريع ذات أثر مستدام.
جاء ذلك في جلسة بعنوان "نهاية الاستجابة المؤقتة للإعلام تجاه القضايا الإنسانية والأزمات" حاورها فيها الإعلامي في صحيفة The Observer ماثيو بيشوب، ضمن فعاليات اليوم الثاني من قمة "بريدج 2025"، أضخم حدث عالمي في قطاعات الإعلام والمحتوى والترفيه.
السرد القصصي والعمل الإنساني
وقالت سموها: "حياتي مرتبطة بقصص النساء، فالحياة في جوهرها قصص تُروى، وعندما أختار بين مشروعين، تكون القصة هي العنصر الأهم: ما هي القصة؟ وإلى أي مدى تمسّ هذا المجتمع؟ مؤسسة الوليد للإنسانية تعمل في 190 دولة، ومن أهم مجالات تركيزها تمكين النساء والشباب".
وأوضحت سموها أن نهج "مؤسسة الوليد للإنسانية" يقوم على احترام المجتمعات المحلية والقيام ببحث جاد قبل إطلاق أي مبادرة، مشيرة إلى أن البحث يعني فهم احتياجات النساء والشباب في كل مجتمع، وأكدت أن العمل الإنساني يستند إلى المعلومات والسرديات والمعرفة بالمجتمعات واحتياجاتها وكيف يمكن مساعدتها.
وربطت سموها بين نجاح المحتوى الإعلامي وقوة القصة، قائلة: "أنجح الأعمال والبرامج والأفلام التي تتناول قضايا المرأة تقوم على قصة حقيقية. الحياة عموماً هي قصتك وقصتي، وتلهمني قصص الناس الذين ألتقيهم كل يوم، ويشرّفني أن أساند النساء في مختلف أنحاء العالم".
استمرارية التغطية.. أبرز تحديات العمل الإنساني في الإعلام
وحول التحديات التي تواجه العمل الإنساني في الإعلام، قالت سموها: "أبرز هذه التحديات هي الاستمرارية في تغطية القصص الإنسانية. فعندما تقع أزمة ما، تصبح عنواناً رئيسياً في كل قناة إخبارية لمدة شهر، ثم تختفي. أما في العمل الإنساني، فأنا أؤمن بأننا نلعب دور الوصي الذي يواصل تذكير الناس. على سبيل المثال، ما حدث في سوريا وما يحدث في فلسطين وميانمار، ينبغي للمنظمات غير الحكومية وغير الربحية أن تواصل تذكير الناس بأهمية دعم المتضررين".
وأضافت: "إذا كنت تحمل هدفاً واضحاً، مثل دعم المرأة، فمن واجبنا نحن أن نبقيك على اطلاع، وهذا ما نفعله في المؤسسة؛ نحدث الناس أسبوعياً بما أنجزناه، وما الذي تحقّق، وكيف استطعنا مع شركائنا تضييق الفجوات أو سدّها بالكامل".
نموذج رائد للتأثير الإيجابي طويل الأمد
وتطرقت سموها إلى استراتيجية "مؤسسة الوليد للإنسانية" التي لا تؤمن بنهج التأثير المؤقت قصير المدى في العمل الإنساني، بل تلتزم بالبقاء إلى جانب المجتمعات المستفيدة لمدة ثلاث سنوات على الأقل لضمان أثر ملموس ومستدام، مشيرة إلى اعتماد المؤسسة نموذج شراكة يقوم على ثلاث ركائز أساسية؛ شريك دولي موثوق، كيان حكومي على الأرض يضمن استدامة العمل وألا يختفي المشروع بمجرد انتهاء التمويل، ومنظمة محلية غير ربحية تضمن تلبية الاحتياجات الفعلية للمجتمع.
وشددت سموها على أن هذا النموذج يمكّن المشاريع من إحداث أثر إيجابي مستدام على المجتمعات المستهدفة، ويضمن ألا تتوقف تلك المشاريع بمجرد انتهاء التغطية الإعلامية أو دورة التمويل الأولى.
الإعلام يوجه المسار.. تجربة جمهورية لاوس
واستعرضت سموها تجربة جمهورية لاوس، حيث تعمل المؤسسة ضمن محفظة واسعة لمشاريع التطعيم حول العالم، وصلت إلى 700 مليون طفل في إطار محور "تنمية المجتمع"، قائلة: "ذهبت إلى لاوس لأنها حالة معقّدة؛ بلد صغير يضم نحو ستة ملايين نسمة، وأكثر من أربعين لغة، وأكثر من 200 جبل، وعدداً كبيراً جداً من القرى الجبلية. أردت أن أرى بنفسي إذا كان نظام التبريد صالحاً لنقل اللقاحات إلى القرى في أعالي الجبال، وأن أتحقق من سلامة السلسلة كاملة".
وأضافت: "خلال البحث الميداني، تبيّن أن المشكلة الرئيسية في لاوس ليست التطعيم بحد ذاته، بل معتقدات غذائية خاطئة، حيث يسود اعتقاد بأن المرأة الحامل لا ينبغي أن تأكل إلا الأرز مع صلصة الصويا والبهارات والملح، وهي ممارسات تحرم الجنين من العناصر الغذائية اللازمة لنموه السليم، وينجم عنها مواليد قصار القامة وضعفاء البنية، وأدمغتهم أقل نمواً مما يجب أن تكون عليه".
وتابعت سموها: "لأننا قمنا بهذا البحث واطلعنا على الواقع بأنفسنا، استطعنا أن نطلق حملات توعية وأن نفهم بشكل أفضل كيف نساعد المجتمع. بدأنا المشروع على أنه مشروع تطعيم، لكنه انتهى بمسار مختلف تماماً يركّز على التغذية والصحة. ومرة أخرى، نعود إلى الإعلام؛ الإعلام هو من يوجه مسار العمل الإنساني".
العمل الإنساني ثقافة وهوية وإيمان قبل أن يكون أرقاماً
وأكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود أن فعل الخير ليس حكراً على الأغنياء أو أصحاب النفوذ، ولا يقتصر على المشاريع الضخمة، فعلى المستوى العملي، حتى الابتسامة في وجه إنسان صدقة. مشيرة إلى أن فعل الخير في هذه المنطقة من العالم جزء من الهوية والثقافة المحلية، ومتصّل بمفهوم الزكاة كركن أساسي من أركان الإسلام.
وقالت: "نؤمن بأن الإنفاق في سبيل الله على الفقراء والمحتاجين والمساكين يعود علينا، ولا نبحث عن أي مصلحة في عمل الخير. أكبر المؤسسات الإنسانية والإنسانية في الشرق الأوسط أطلقها كبار رجال الأعمال وعائلات تجارية عريقة. وهذه روح الإسلام؛ خير الناس أنفعهم للناس، وعندما تُعطي تلقى جزاءً حسناً".
واختتمت سموها الجلسة بالتأكيد على أهمية مواصلة الشراكة بين الإعلام والعمل الإنساني لتعزيز الأثر الإنساني المستدام حول العالم.