خوف المُحَرِّر الأدبي من ضربة «الذكاء» !
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
في أحد أيام عام 1957، قدّمت كاتبة شابة مغمورة اسمها «هاربر لي» إلى إحدى دور النشر الأمريكية مسودة أولية لروايتها الأولى التي اختارت لها عنوان Go Set a Watchman («اذهب ونصّب رقيبا»)، ولحسن حظ الكاتبة وقعت الرواية في يد المحررة الأدبية المتمكّنة تاي هوهوف التي رأت من القراءة الأولى أن الرواية تَعِدُ بنصّ أدبي مميز، لكنها في شكلها الأولي ذاك كانت أقرب إلى سلسلة من الحكايات منها إلى رواية ناضجة ومتكاملة.
وأنا أتأمل هذه الحكاية التي تسرد العلاقة المميزة بين المحرر والمؤلف، والتي يمكن أن نضيف إليها عشرات الحكايات الأخرى الموثقة في كتبٍ وأفلام سينمائية، هذه العلاقة التي حَولت نصوصًا هي في أحسن الأحوال متوسطة الجودة الأدبية (إن لم نقل سيئة) إلى نصوص أدبية مميزة وممتعة، يقفز إلى ذهني سؤال مهمّ: هل يستطيع الذكاء الاصطناعي حقًّا بأدواته المتنوعة أن يحلّ محل المحرِّر الأدبي؟ هل بمقدوره مرافقة المبدع سنة أو اثنتين ومساعدته في بلوغ أقصى ما يمكن لنصه أن يصل إليه؟ هل يقدر على تحسين صياغة النص دون المساس بأسلوب الكاتب، كما يحرص المحرِّر الإنسان؟ والأهم من هذا كله هل يستطيع من خلال تعديلاته واقتراحاته أن يحافظ على روح النصّ ولمسته الإنسانية؟ في تصوري أن الإجابة عن كل هذه التساؤلات هي بالنفي، رغم اعترافنا جميعًا بما يمكن أن تفعله هذه الأدوات.
ولكن ماذا يمكن أن تفعل أدوات الذكاء الاصطناعي؟ في الحقيقة يستطيع المدعو «تشات جي بي تي» وإخوتُه فعل الكثير؛ أن يصححوا الأخطاء النحوية، والإملائية، وعلامات الترقيم، أن يُبدوا الرأي في تسلسل أحداث رواية وبناء شخصياتها، والحوار، والثيمات، ومدى وضوح رسالة النص (إن كان ثمة رسالة)، أن يقترحوا إعادة ترتيب الفصول أو حذف مشاهد ودمج أخرى لتقوية الحبكة أو لتحسين تدفق السرد. بل يستطيعون حتى أن يوجهوا الكاتب نحو اختيارات تناسب جمهورًا معينًا أو دار نشر بعينها، مثل تعديل الأسلوب ليلائم فئة عمرية معينة، أو تقليل الحشو لتقليل عدد الصفحات. لكنهم لن يستطيعوا أبدًا أن يُضفوا روحًا إنسانية على العمل. لن يشعر القارئ، أو هكذا أتصور، بالألم الذي يسببه وخز الشوكةِ إصبعَ بطلة الرواية، ولن يشهق وهو يقرأ وصفًا لمشاعر البطل بعد تعرّضه لموقف حزين: «إنه يعبّر عني. هذا ما حدث لي بالضبط!»، ولا أظنه سيقرر التوقف فجأة عن القراءة شاخصًا بعينيه إلى السماء ليتلذذ بعبارة جميلة.
أعرف أن هناك من سيعُدُّ ما قلتُه مجرد «رَمْنَسة» لحالة القراءة ومهنة التحرير لا تمت إلى الواقع بصلة، وسيعتبر هذا رفضًا مني للتجديد والتطور، وربما يذكرني بتحريم أجدادنا للقهوة ردحًا من الزمن قبل أن يحللوها وتصبح زينة المجالس، ورفضهم كذلك للراديو في بدايات ظهوره، عادّين إياه من مكائد الشيطان. غير أنني سأعود للتوضيح أنني لا أرفض هذا المحرِّر الاصطناعي في المطلق، وأعرف جيدًا كل ميزاته التي جربتها بعض دور النشر؛ سرعته الفائقة في المراجعة مثلًا، بحيث يمكن أن يُحرِّر كتابًا كاملًا في دقائق، في حين يحتاج المحرِّر الإنسان لساعات أو أيام، وأعرف أيضًا أنه سيُبلي بلاء حسنًا إذا ما طُلِب منه اكتشاف ما في النص من أخطاء أو عيوب، كل هذا أعرفه. لكنني أعرف أيضًا أن هذه الآلة الصماء ليس لها حسّ جمالي ولا حدس لغوي من ذلك الذي يتمتع به محرِّرٌ إنسان، خاصة في النصوص الأدبية أو الإبداعية التي تحتاج إلى لمسة إنسانية كما سبق أن أشرتُ، وأنها –أي الآلة الصماء- لا يمكن أن تعي الخلفيات الثقافية أو التاريخية التي تحيط بالنص، وقد تقترح تعديلات مضحكة تؤدي إلى تحريف المعنى المراد أو إضعافه. ولأن الكاتب هو الأسلوب فإن ما يردده البعض عن قدرة الذكاء الاصطناعي على المحافظة على «أسلوب» الكاتب ليس سوى وهم طوباوي، فقد يُنتِجُ بالفعل نصًّا «منمقًا» و«صحيحًا» وربما «مُحْكَم الصنع»، لكنه قد يكون مملًا في الآن نفسه، أو خاليًا من النَفَس الإبداعي، بسبب ميله إلى التوحيد الآلي للنصوص.
من الجيد هنا سرد حكاية المحرِّر الأمريكي نيل كلارك الذي هو أيضًا ناشر مجلة متخصصة في الخيال العلمي تسمى Clarkesworld كان قد جعلها نافذة مفتوحة لاستقطاب الكتّاب الموهوبين في هذا الجنس من الأدب، بمنح مبلغ مغرٍ عن كل نص تنشره المجلة يتجاوز الألفي دولار. وما إن ظهرت أدوات الذكاء الاصطناعي في نوفمبر من عام 2022، وبعد أقل من شهرين من ذلك التاريخ، اضطّر كلارك إلى رفض مائة طلب لنشر قصص الخيال العلمي في المجلة، بل ومنع «مؤلفيها» (إن جاز أن نسميهم كذلك) من التقديم في المجلة مرة أخرى، لكون الأعمال كلها مكتوبة عن طريق «تشات جي بي تي» بغرض الفوز بمبلغ الاستكتاب، ثم ما لبث أن ارتفع رقم المحظورين من النشر في المجلة إلى خمسمائة، إلى أن أغلق بوابة التقديم الإلكترونية وهو يتحسّر قائلًا إن تلك الآلات سهّلت إنتاج مئات الآلاف من الأعمال، في الوقت الذي قد يُنتِج فيه مؤلفٌ إنسان عملًا واحدًا أو اثنين، وشبّه الأمر بـ«غرفة ممتلئة بصراخ الأطفال الصغار، بشكل لا يمكّننا من سماع الأشخاص الذين نحاول الاستماع إليهم».
رفض كلارك مئات النصوص التي وصلتْه لأنها باردة ومفرطة الصنعة، ولا توفّر للقارئ الفائدة المرجوّة من القراءة التي لخّصها في حوارٍ له الكاتب الأمريكي جورج ساندرز (وهو بالمناسبة أحد الكتّاب الذين رفعوا في عام 2023 دعوى قضائية على شركة OpenAI لاستخدامها أعمالهم الأدبية لتدريب نماذجها اللغوية الكبيرة كـ(تشات جي بي تي). يقول ساندرز: «عندما أفتح كتابًا أدبيًّا، أريد أن أشعر بعقل إنسان معين يتأمل معنى الحياة. أريد أن أرى العالم، مثلًا، من خلال عيني «أليس مونرو» [الكاتبة الكندية الفائزة بنوبل عام 2013]. إنسانة بعينها، لها تجارب خاصة. وظيفتها أن تعمل بتلك التجارب، عبر الحرفة، حتى تتحدث حقائقها الخاصة إليّ، أنا، شخص مختلف في العقل والخبرة». ثم يصل ساندرز إلى زبدة القول: «الذكاء الاصطناعي لا يستطيع فعل ذلك، بحكم تعريفه - يمكنه أن يقدّم محاكاة جيدة لما فعله الآخرون، لكن إلى أن يتمكن الذكاء الاصطناعي من أن يمشي في شارع مغبرّ، شاعرًا بشيء ما بسبب الأشجار المتدلية، ثم يُدرك أنه متأخر على مقابلة عمل، ويصل إلى هناك وسرواله مغطّى بالغبار وهو يلهث قليلًا - لست متأكدًا من أي شيء يمكن أن يعلّمني إياه».
وإذن؛ لا شيء يمكن أن يعلمنا إياه الذكاء الاصطناعي مؤلِّفًا، ولا مُحرِّرًا أدبيًّا، سوى ما يحفظه بداخله من قواعد صارمة لنصوص تقليدية. هذا ونحن لم نطرح بعد سؤال النصوص المجنونة، النَزَّاعة للتجريب؛ أي تلك التي تكسر القواعد التقليدية للكتابة أو تُجرب أساليب جديدة في السرد، هل يستطيع المحرِّر الروبوت أن يفهمها ويُحيط بها؟ الجواب باختصار: لا، فهذه النوعية من النصوص تعتمد أحيانًا على كسر قواعد اللغة، أو التلاعب بالجُمَل والصيغ والإيقاع، وأحيانًا يعمد الروائي أو القاص إلى تقنيات التداخل الزمني، وتعدد الأصوات، أو السرد غير الخطي. ولأن حضرة المحرِّر «الاصطناعي» قد تدرّب على أنماط شائعة بعينها، فسيرى ما فعله المبدع هنا أخطاء ينبغي تصحيحها، وهو ما سيُفرغ النص من مضمونه.
قد يفترض أحد الأصدقاء جدلًا أنه مع مرور السنوات وامتلاء الذكاء الاصطناعي بملايين النصوص، وتعلّمه من أخطائه، سيصل في القدرة على التحرير الأدبي إلى حدٍّ مقنع. وفي الواقع، لا يمكن استبعاد هذه الفرضية، لكنّ سؤالًا أخلاقيًّا مُلِحًّا سيطل برأسه: لمن يُنسَب التحرير في هذه الحالة؟ إلى الآلة التي فعلت كل شيء؟ أم إلى الإنسان الذي حركها؟ ماذا لو تحذلق أحدهم وقال: «أنا الذي أصدرتُ الأوامر للآلة، ولذا فمن حقي أن أنسب هذا العمل لنفسي»؟! ألن نكون هنا أمام تضليل معرفي يمسّ جوهر مهنة المحرر الأدبي؟ ألن تُضعِف ممارسات كهذه من ثقة الجمهور في المحتوى الأدبيّ المقدَّم؟ ألن تُخلَق فجوة غير عادلة بين محررين حقيقيين يبذلون أرواحهم في النصوص، وآخرين كل ما فعلوه أنهم كبسوا زرًّا بأصابعهم؟ ألن يُمنح التقدير والإشادة، كما في نظام «إجادة»، لمن لم يبذل الجهد الحقيقي؟!
خلاصة القول إنه لا يُمكن إنكار ما للذكاء الاصطناعي من قدرات في التحرير الأدبي، وليست هذه نقطة الخلاف هنا، وإنما التساؤل حول ما إذا كان مؤهلًا ليحل محل إنسان ذي عقل وقلب وعينين قارئتين، وذي حدس وذكاء فطري قادر على الولوج إلى عمق النص وروحه. وإذا كانت الروائية الكندية مارجريت أتوود قد صرحت في أحد حواراتها أننا «لن نحصل أبدًا على مبدع أصيل من الذكاء الاصطناعي، لأنه مجرد جامع بيانات»، فإنه يمكننا أن نضيف إلى عبارتها باطمئنان أننا لن نحصل منه أيضًا على محرر أدبيٍّ أصيل. وإنه حتى وإن عَلا صراخ الأطفال الذين تحدث عنهم كلارك في غرفة العالم، فإنه ما من حلٍّ آخر أمامنا إلا أن نصيخ السمع جيدًا لأولئك الذين يستحقون منا الإصغاء.
سليمان المعمري إعلامي وكاتب وروائي عُماني
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی ر الأدبی یمکن أن
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يساعد في رعاية أكثر فعالية في الطوارئ
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد فرق أقسام الطوارئ على توقع المرضى الذين سيحتاجون إلى دخول المستشفى بشكل أفضل، قبل ساعات من الموعد الحالي لوصولهم، وفقًا لدراسة في مستشفيات عدة أجراها نظام صحي في نيويورك.
من خلال إخطار الأطباء مسبقًا، قد يُحسّن هذا النهج رعاية المرضى وتجربتهم، ويُقلل من الاكتظاظ و"الإقامة" (عندما يُدخل المريض ولكنه يبقى في قسم الطوارئ لعدم توفر سرير)، ويُمكّن المستشفيات من توجيه الموارد إلى حيث تشتد الحاجة إليها.
من بين أكبر التقييمات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في حالات الطوارئ حتى الآن، الدراسة التي نُشرت في العدد الإلكتروني الصادر في 9 يوليو من مجلة Mayo Clinic Proceedings: Digital Health.
في هذه الدراسة، تعاون الباحثون مع أكثر من 500 ممرض وممرضة في أقسام الطوارئ عبر نظام الرعاية الصحية المكون من سبعة مستشفيات. وقاموا معًا بتقييم نموذج تعلّم آلي مُدرّب على بيانات من أكثر من مليون زيارة سابقة للمرضى. على مدى شهرين، قاموا بمقارنة التوقعات، التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع تقييمات الفرز الخاصة بالممرضين لمعرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في تحديد حالات القبول المحتملة في المستشفى في وقت أقرب بعد وصول المريض.
يقول المؤلف الرئيسي للدراسة جوناثان نوفر، ممرض مسجل ونائب رئيس التمريض وخدمات الطوارئ "أصبح اكتظاظ أقسام الطوارئ أزمة وطنية، تؤثر على كل شيء بدءًا من نتائج المرضى ووصولًا إلى الأداء المالي. تستخدم قطاعات مثل شركات الطيران والفنادق الحجوزات للتنبؤ بالطلب والتخطيط. في قسم الطوارئ، لا توجد حجوزات. هل يمكنك تخيل شركات طيران وفنادق بدون حجوزات، تعتمد فقط على التوقعات والتخطيط بناءً على الاتجاهات التاريخية؟ مرحبًا بكم في عالم الرعاية الصحية".
يضيف نوفر "كان هدفنا هو معرفة ما إذا كان الذكاء الاصطناعي، جنبًا إلى جنب مع مدخلات ممرضاتنا، يمكن أن يُساعد في تسريع تخطيط القبول، وهو نوع من الحجز. لقد طورنا أداة للتنبؤ باحتياجات القبول قبل تقديم الطلب، مما يوفر رؤىً من شأنها أن تُحسّن بشكل جذري كيفية إدارة المستشفيات لتدفق المرضى، مما يؤدي إلى نتائج أفضل".
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكشف خطر الإصابة بالسكري قبل الأعراض
أظهرت الدراسة، التي شملت ما يقرب من 50 ألف زيارة مريض في مستشفيات ماونت سيناي الحضرية والضواحي، أن نموذج الذكاء الاصطناعي يعمل بكفاءة في بيئات المستشفيات المتنوعة هذه. ومن المثير للدهشة أن الباحثين وجدوا أن الجمع بين التنبؤات البشرية والآلية لم يعزز الدقة بشكل كبير، مما يشير إلى أن نظام الذكاء الاصطناعي وحده كان مؤشرًا قويًا.
يقول الدكتور إيال كلانج، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي التوليدي "أردنا تصميم نموذج لا يقتصر على الأداء الجيد نظريًا فحسب، بل يدعم أيضًا عملية اتخاذ القرارات في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية".
وتابع "من خلال تدريب الخوارزمية على أكثر من مليون زيارة مريض، سعينا إلى رصد أنماط ذات معنى يمكن أن تساعد في توقع حالات الدخول إلى المستشفى في وقت أبكر من الطرق التقليدية. تكمن قوة هذا النهج في قدرته على تحويل البيانات المعقدة إلى رؤى آنية وقابلة للتنفيذ للفرق السريرية، مما يتيح لها التركيز بشكل أقل على الخدمات اللوجستية وأكثر على تقديم الرعاية الشخصية والرحيمة التي لا يستطيع تقديمها إلا البشر".
ورغم أن الدراسة اقتصرت على نظام صحي واحد على مدى شهرين، يأمل الفريق أن تكون النتائج بمثابة نقطة انطلاق للاختبارات السريرية المباشرة في المستقبل. وتتضمن المرحلة التالية تطبيق نموذج الذكاء الاصطناعي في سير العمل في الوقت الفعلي وقياس النتائج، مثل تحسين تدفق المرضى، والكفاءة التشغيلية.
يقول روبي فريمان، المؤلف الرئيسي المشارك "لقد شجعتنا رؤية قدرة الذكاء الاصطناعي على الاعتماد على نفسه في وضع تنبؤات معقدة. ولكن، وعلى نفس القدر من الأهمية، تُسلط هذه الدراسة الضوء على الدور الحيوي لممرضينا، حيث شارك أكثر من 500 ممرض وممرضة بشكل مباشر، مما يُظهر كيف يمكن للخبرة البشرية والتعلم الآلي أن يعملا جنبًا إلى جنب لإعادة تصور تقديم الرعاية".
هذه الأداة لا تهدف إلى استبدال الأطباء؛ بل إلى دعمهم. من خلال التنبؤ بحالات الدخول مبكرًا، يمكن منح فرق الرعاية الوقت الذي تحتاجه للتخطيط والتنسيق، وفي نهاية المطاف تقديم رعاية أفضل. من المُلهم أن نرى الذكاء الاصطناعي يبرز ليس كفكرة مستقبلية، بل كحل عملي وواقعي يُشكله الأشخاص الذين يقدمون الرعاية يوميًا.
عنوان الورقة البحثية هو "مقارنة التعلم الآلي وتنبؤات الممرضين لحالات دخول المستشفيات في نظام رعاية طوارئ متعدد المواقع".
مصطفى أوفى (أبوظبي)