في ذكرى ميلاده.. زكي طليمات رائد النهضة المسرحية في العالم العربي
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
لم يكن زكي طليمات، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، فنانًا تقليديًا، بل كان مشروعًا ثقافيًا متكاملًا، سعى إلى تأسيس نهضة مسرحية حقيقية، لا في مصر فقط، بل في العديد من الدول العربية، ويعتبر أحد أبرز رواد المسرح العربي في القرن العشرين، والذي وُلد عام 1894 في مدينة المنصورة بمصر.
ينتمي زكي طليمات إلى الجيل الذي آمن بأن المسرح ليس مجرد وسيلة للترفيه، بل هو أداة تربوية وتعليمية وثقافية، التحق بمدرسة الحقوق أولًا، ثم شدّه حب الفن، فالتحق بمدرسة التمثيل وتخرج منها عام 1913، ثم ابتُعث إلى فرنسا لدراسة فنون المسرح في "الكوميدي فرانسيز"، وهناك نهل من منابع الفن الغربي، وتعلّم أسس الإخراج، وأساليب التمثيل، وطرق إعداد النصوص المسرحية، ليعود بعد ذلك إلى وطنه محمّلًا برؤية جديدة.
كان طليمات مؤمنًا بضرورة تأسيس بنية تحتية للمسرح في العالم العربي، فأسّس عام 1944 "المعهد العالي لفن التمثيل" الذي أصبح لاحقًا "المعهد العالي للفنون المسرحية"، وكان أول من دعا إلى احتراف المهنة بشكل علمي، كما أسّس "الفرقة القومية للمسرح" التي قدّمت أعمالًا ذات طابع ثقافي وتنويري، وبقيت ركيزة للمسرح الجاد في مصر.
لم يكن طليمات مجرد إداري أو أكاديمي، بل مارس الإخراج والتمثيل، وكتب العديد من النصوص المسرحية، كما ترجم وأعدّ نصوصًا عالمية بما يتناسب مع الذوق العربي، وكان يرى أن المسرح الجيد يجب أن يكون مرآة للمجتمع، يعكس همومه ويطرح أسئلته، دون أن يسقط في الابتذال أو الوعظ المباشر.
ولأن طموحه تجاوز حدود مصر، فقد ساهم في تأسيس حركة المسرح في تونس بعد الاستقلال، وعمل هناك مستشارًا ثقافيًا وساهم في إنشاء أول فرقة مسرحية وطنية، كما لعب دورًا مهمًا في دعم النشاط المسرحي في الكويت في خمسينيات القرن العشرين، وساهم في تخريج عدد من أبرز روّاد المسرح الخليجي.
تميز أسلوب زكي طليمات بالصرامة والانضباط، وكان يطالب ممثليه بالتفرغ التام والالتزام، كما أولى اهتمامًا كبيرًا بالإعداد النفسي للممثل، والإخراج المتكامل الذي يوازن بين الكلمة، والحركة، والإضاءة، والديكور.
نال طليمات تكريمات عديدة خلال حياته، منها وسام الفنون والآداب من مصر وفرنسا، وظل حتى وفاته عام 1982 مثالًا للفنان الذي جمع بين الفكر والممارسة، بين التنظير والتطبيق.
في ذكرى ميلاده، لا نتذكر زكي طليمات كأحد رموز المسرح فحسب، بل كأحد بناة الوعي الحديث في العالم العربي، وأحد المؤمنين بأن الفن الحقيقي هو الذي يُضيء العقول ويزرع الأسئلة في قلب الحياة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زكي طليمات المسرح العربي المسرح زکی طلیمات
إقرأ أيضاً:
أنطونيو بانديراس في عيده الـ65: لن أعتزل التمثيل
أكد النجم الإسباني أنطونيو بانديراس في مقابلة نُشرت اليوم الأحد تزامنا مع عيد مولده الـ65 عزمه على الاستمرار في التمثيل.
وقال بانديراس -الذي برز بأدواره في أفلام "ذي ماسك أوف زورو" (The Mask of Zorro) و"ديسبيرادو" (Desperado) و"فيلادلفيا" (Philadelphia)- "عندما كنت في الـ20 من عمري كنت أعتقد أن من يبلغون الـ65 يستعينون بعصا عندما يمشون".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2محمد رمضان يكشف عن زيارته لعائلة الرئيس الأميركي دونالد ترامبlist 2 of 2مذكرات هوليودية.. 5 نجوم أمام محكمة الذاتend of listوأضاف في مقابلة مع صحيفة "إل باييس" الإسبانية "في الماضي، في سن الـ65 كان الناس يتقاعدون، لم يعد الأمر كذلك، فالتقاعد بات في سن أكبر".
وتابع النجم -الذي أصيب بنوبة قلبية عام 2017- "ربما أقوم بأمور لا ينبغي لي القيام بها، لكن الأطباء يقولون إنني بخير، وإنني أستطيع أن أفعل كل ما يحلو لي".
وأشار إلى أنه بدأ في الآونة الأخيرة يتلقى دروسا في الموسيقى واشترى بيانو، مضيفا "أعتقد أنني من أولئك الذين يموتون إذا توقفوا، أنا أؤدي عملا أحبه، أنا محظوظ بذلك".
ويواصل بانديراس -الذي بدأ التمثيل في مطلع ثمانينيات القرن الـ20- إدارة المسرح الذي أسسه عام 2019 في مسقط رأسه ملقا جنوبي إسبانيا.
وأمضى الممثل جزءا من فصل الصيف الراهن في بوسطن لتصوير فيلم "توني" (Tony) عن سيرة الشيف الأميركي الشهير أنتوني بورداين، قبل أن يتوجه إلى جزر الكناري للعمل على فيلم تشويق بعنوان "أباف آند بيلو" (Above and Below).