يمانيون../
في تطور لافت يحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية رسميًا عن مشاركتها إلى جانب الولايات المتحدة في العدوان المتواصل على اليمن، من خلال تنفيذ ضربات جوية استهدفت العاصمة صنعاء وعدداً من المحافظات الشمالية، في سابقة تعكس حجم الفشل الأمريكي في تحقيق أهدافه العدوانية، وحاجته المُلِحّة لتوريط شركاء دوليين في مستنقع مكلف.

بيان الدفاع البريطانية وصف الهجوم بـ”عملية عسكرية مشتركة” نُفذت مساء الثلاثاء، مستعرضًا تفاصيل مشاركة طائرات تايفون FGR4 في قصف “مبانٍ جنوب صنعاء” باستخدام قنابل موجهة من طراز بافواي 4، مدعومة بطائرات فوييجر للتزود بالوقود في الجو، في محاولة لإضفاء الطابع العملياتي المنظم على غارات وصفتها مصادر ميدانية بـ”العشوائية” و”الانتقامية”، نتيجة لفشل العدوان في تحقيق أي اختراقات استراتيجية حتى اللحظة.

اللافت أن البيان البريطاني لم يأتِ بجديد سوى تأكيد ما سبق وأن حذر منه قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي أشار إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى الزج بحلفائها في المعركة، بعد أن تكسرت أدواتها العسكرية والاستخباراتية أمام صمود اليمنيين وضرباتهم النوعية في البحر الأحمر وباب المندب.

العودة البريطانية إلى مربع العدوان، بعد فترة من الحذر والتملص من التورط المباشر، تكشف عن أمرين جوهريين:
أولًا، عجز واشنطن عن مواصلة العدوان منفردة أو تحقيق أي ردع حقيقي أمام الضربات اليمنية المتواصلة التي استهدفت مصالحها وملاحتها.
ثانيًا، اضطرار بريطانيا للمشاركة من باب “تقاسم الخسارة” لا “تقاسم النصر”، في لحظة تبدو فيها الولايات المتحدة منهكة سياسياً وعسكرياً في المنطقة.

كما أن تباهي البيان البريطاني بتنفيذ الغارات “ليلاً” يضيف بُعداً إنسانياً قاتماً للعدوان، إذ يُعد هذا التوقيت أحد أساليب الترويع المقصودة لإحداث أقصى قدر من الصدمة لدى السكان المدنيين، وهي ممارسة لا تبتعد كثيراً عن أساليب الجيوش الصهيونية التي تُعنى ببث الرعب قبل إصابة الأهداف، أو حتى في حال عدم وجود أهداف عسكرية أصلًا، وهو ما يؤكده قصف منازل مدنيين وممتلكات خاصة في صنعاء وصعدة والجوف.

ميدانياً، شهدت صنعاء ومحيطها غارات جوية أمريكية – بريطانية استهدفت منشآت ومنازل سكنية، كما تعرضت محافظتا صعدة والجوف لعدة ضربات مشابهة، ما أدى إلى أضرار مادية كبيرة في الممتلكات، دون أن تسجل أهداف عسكرية ذات قيمة.

سياسياً، يُعد هذا التطور امتدادًا لتورط غربي مباشر في دعم الكيان الصهيوني عبر ضرب خطوط الدعم اليمني المفتوحة نصرةً لغزة، ضمن مسار متصاعد من التصعيد العدواني ضد محور المقاومة. لكن في المقابل، فإن انضمام بريطانيا إلى قافلة الدول المعادية لليمن يفتح أبواب ردود الفعل اليمنية، والتي لن تكون رمزية، لا سيما بعد أن باتت القوات المسلحة اليمنية تعتبر الملاحة البريطانية هدفاً مشروعاً شأنها شأن الأمريكية.

ختاماً، فإن مشاركة بريطانيا ليست دليلاً على القوة، بقدر ما هي علامة على التورط، وانخراط أوسع في أزمة لن تخرج منها لندن بأقل من خسائر سياسية واستراتيجية، وربما أمنية، خاصة بعد إدراج مصالحها البحرية ضمن قائمة الأهداف اليمنية المحمية بردع واقعي ومجرب.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا الشهر الماضي

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إنّ واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي على بلاده الشهر الماضي، حسبما أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، في خبر عاجل.

وفي وقت سابق، كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" التي يملكها أن "المواقع النووية الثلاثة في إيران دمرت بالكامل أو هدمت".

وزعم ترامب أن "إعادتها إلى العمل ستستغرق سنوات، وإذا أرادت إيران ذلك، فمن الأفضل لها البدء من جديد في مواقع أخرى، قبل تدمير هذه المواقع، إذا قررت ذلك".

طباعة شارك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان واشنطن العدوان الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • توتر دبلوماسي يهدد مشاركة ترامب في قمة الـ20 بجنوب أفريقيا
  • مشاركة نشطة لأعضاء مجلس النواب في جلسات البرلمان الإفريقي
  • الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعود إلى إيران للمرة الأولى منذ حرب الأيام الـ12
  • وقفة غاضبة أمام مقر الحكومة البريطانية تندد بتواطؤ لندن مع العدوان الإسرائيلي
  • صنعاء تتوعد: المرحلة الرابعة تحمل مفاجآت كبرى ستعيد تشكيل قواعد الردع في المنطقة
  • الكهرباء تعود تدريجيًا إلى مدن حضرموت وسط تحذيرات عسكرية من استغلال الأزمة
  • ضمن تحقيقاتها في استهداف مطار صنعاء.. اللجنة الوطنية للتحقيق تلتقي رئيس الخطوط الجوية اليمنية
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا الشهر الماضي
  • الرئيس الإيراني: واشنطن مهدت الطريق أمام العدوان الإسرائيلي علينا
  • السفير رياض منصور: عزم بريطانيا الاعتراف بفلسطين «قرار تاريخي»