مع اقتراب أذان المغرب، تتسارع المركبات في الطرقات بطريقة عشوائية ومرعبة، وكأنها سرب حشرات هاربة.

في هذه اللحظة، تفقد المجتمعات أرواحًا بشرية غالية، وتغمر البيوت أحزان دائمة، وتنقطع الآمال الباقية.

كل ذلك بسبب تهور جنوني يزداد في فترة المساء، وخاصة قبيل الإفطار، وفي شهر مبارك، شهر الرحمة والمغفرة، والروحانية والسكينة.

إنه شهر رمضان، الذي تكثر فيه العبادة والتقوى، والتأمل والتوبة. لكن في المقابل، تنقلب الأحداث رأسًا على عقب، وتنشغل بعض البيوت بالعزاء بدلًا من الفرح، وبالبكاء بدلًا من الابتهاج.

فلماذا يندفع البعض إلى القيادة المتهورة فقط من أجل الإفطار؟ نعم، كلٌّ منا يتمنى الاجتماع بأسرته وأحبّته، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب الأرواح، فهذه مخاطرة قد تصل إلى حد الجناية.

وقد شهدت شوارعنا على إثر ذلك ارتفاعًا ملحوظًا في الحوادث المرورية خلال عام 2023م، حيث سُجل 2040 حادثًا مروريًا أسفر عن 2129 إصابة و595 حالة وفاة، مقارنة بـ1877 حادثًا في عام 2022م أفضت إلى 2080 إصابة و532 وفاة، بحسب ما ورد في الكتاب الإحصائي السنوي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات.

ويُلاحظ أن كثيرًا من هذه الحوادث تقع تحديدًا في الفترة التي تسبق أذان المغرب، حيث يسرع السائقون للّحاق بموائد الإفطار.

وتتعدد العوامل المسببة لهذه الحوادث، ولكن الكثير منها يعود للسائق ذاته. فالإرهاق الناتج عن السهر أو تأثير الصيام ينعكس سلبًا على التركيز والانتباه أثناء القيادة، وقد تؤدي غفوة لا تتجاوز ثواني معدودة إلى كارثة.

ومن العوامل الخارجية أيضًا: الازدحام المروري، والحيوانات السائبة، والحوادث المفاجئة، لكنها لا تعفي السائق من مسؤولية التحكم والتركيز الكامل.

ورغم كل هذه الظروف، يبقى السائق هو الطرف الأهم؛ لأنه المتحكم بالموقف، وبوسعه تدارك الخطر لو قاد بحذر، وراعى قوانين السرعة، واستعمل حواسه كاملة.

ومن الجدير ذكره أن بعض الصائمين يفقدون التركيز نتيجة الانقطاع عن المنبهات، كالتي تحتوي على الكافيين، ما يؤثر سلبًا على يقظتهم.

وبالنظر إلى هذه الأرقام والمخاطر، وجب التحرك فورًا. فالتوعية المرورية ضرورة، تبدأ من الفرد وتصل إلى الأسرة والمجتمع، وهي وإن لم تكن عصا سحرية، إلا أن تنظيم الوقت والانضباط يحدان من خطورة التهور، ويجعلان القيادة أكثر أمانًا، حتى وإن تأخر المرء عن موعد الإفطار.

ويجب علينا كذلك الابتعاد عن الانشغال بالجهاز الذكي أثناء القيادة، وأن نظهر وعينا الكامل أينما كنا.

ختامًا، القيادة المتهورة سلوكٌ وحشيّ يتنافى مع قيمنا الإسلامية السمحة، ويتناقض مع روح الصيام، الذي هو تهذيب للنفس لا تفريط في الأرواح..

لنجعل رمضان في كل عام فرصة حقيقية لتغيير سلوكنا، ولنصم عن الغضب والاندفاع كما نصوم عن الطعام، ولنحفظ أرواحنا الغالية، فاللقاء مع الأسرة لحظة جميلة لا تكتمل إلا بالسلامة.

تذكّر دائمًا:

رمضان فرصة... لا تفوّتها بالسّرعة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ماجد عبدالله: رياضتنا تنطلق للعالمية بدعم القيادة

اعتبر الكابتن ماجد عبدالله نجم المنتخب السعودي ونادي النصر السابق في حديث خاص ل»المدينة» أن تمثيل المنتخب الوطني يعد ذروة الشرف لأي لاعب سعودي مشددا على أن من يرتدي قميص المنتخب ينبغي عليه أن يقدم جهداً مضاعفًا يفوق ما يقدمه في مشاركاته مع ناديه لأن تمثيل الوطن أسمى وأرفع.وقال إن الرياضة السعودية تسير بخطى متسارعة نحو العالمية بفضل الدعم اللا محدود من سمو ولي العهد والمشروع الرياضي الشامل الذي نعيشه اليوم سيصل ذروته في 2034 حيث ستحتضن المملكة كأس العالم وستكون لحظة فارقة في تاريخ الرياضة السعودية مؤكداً بأنه يرى جيل الأشبال اليوم يبشر بخير وسيقود منتخبنا إلى منصات التتويج بفضل الدعم الكبير وما تقدمه الدولة رعاها الله للرياضة.

واستعاد أسطورة الكرة السعودية ماجد عبدالله ذكريات معسكر نادي النصر في منطقة الباحة قبل اكثر 38 عاما مسترجعا ذكريات تلك المرحلة حين كان سمو الأمير محمد بن سعود -رحمه الله-اميراً للباحة مع التطور الكبير الذي اشهده واعيشه حين أقارن بين الحقبتين.وأضاف ماجد أن الباحة حينها وفرت بيئة ملائمة لمعسكر ناجح في تلك الفترة لكن ما يراه اليوم يبعث على الفخر والدهشة إذ تغيّرت المنطقة جذريا وتحولت إلى وجهة رياضية وسياحية واستثمارية متكاملة بفضل رؤية سمو أمير الباحة وقيادته الحكيمة التي جعلت من التنمية المتسارعة واقعاً ملموساً.وأكد ماجد عبدالله أنه يعرف حزم سمو الأمير حسام بن سعود ورغبته الملحة في التطوير فهو لا يقبل أنصاف الحلول فحقبته تميزت بالتطوير الجذري الذي يواكب تطلعات سموه ويوازي الدعم الذي تقدمه الدولة وهنا أتذكر حزم سمو الأمير حسام وإصراره وعزيمته حين يتولى أمراً ما …فقد كان سموه أحد أسباب تتويج النصر بكأس الملك في موسم 1407هـ بفضل متابعته اليومية والتزامه الكامل في دعم الفريق وحضوره وتفاعله قائلاً كان معنا في كل مباراة وكان إذا قال فعل.

ولفت نجم منتخبنا الأسبق أن بيئة الباحة مثالية لإقامة المعسكرات الرياضية لكافة الألعاب الرياضية ليس فقط كرة القدم فهي تمتلك مقومات نادرة لا تتوفر في كثير من المناطق منها موقعها الجغرافي المرتفع وأجواؤها المعتدلة صيفاً وغاباتها ومنتزهاتها وتضاريسها التي تساعد على رفع كفاءة الجهاز التنفسي لدى الرياضيين بفضل ارتفاعها عن سطح البحر مما يجعلها مثالية لإقامة المعسكرات الرياضية التدريبية للمنتخبات والأندية في مختلف الألعاب الرياضية.

وتابع مع توفر الفنادق الحديثة وصالات التدريب والملاعب والخدمات اللوجستية فإن الباحة جاهزة الآن لأن تكون حاضنة وطنية للمعسكرات الرياضية ونقطة جذب لموسم رياضي صيفي.وأشاد ماجد عبدالله بتجربة السياحة الريفية في الباحة وفكرة الأكواخ الخشبية والمنتجعات الجبلية والمزارع التي تضيف بعداً جمالياً وميزة نسبية للمنطقة.

وقال سعدت كثيراً اليوم بمشاركتي برنامج “حكايا الشباب» الذي تنظمه وزارة الرياضة بحضور معالي مساعد وزير الرياضة عبدالإله بن سعد الدلاك ووكيل إمارة منطقة الباحة الدكتور عبدالمنعم بن ياسين الشهري وأمين منطقة الباحة رئيس اللجنة التنفيذية للصيف الدكتور علي السواط والالتقاء بالرياضيين من أهالي الباحة وزوارها الكرام.

وشدد ماجد عبدالله على أن الرياضة قبل أن تكون ميداناً للتنافس فهي منظومة متكاملة من السلوك والانضباط تقوم على الأخلاق والالتزام بالعادات الصحية السليمة مثل التغذية المتوازنة والنوم المبكر وأكد أن اللاعب الحقيقي هو من يجمع بين الأداء والقدوة ويأتي بعد ذلك التنافس.

واختتم ماجد عبدالله حديثه بأن جمعية أصدقاء لاعبي كرة القدم التي تقدم خدماتها للاعبين في كل مناطق المملكة وليست مقتصرة على منطقة واحدة بشرط أن يكون اللاعب قد مثل المنتخب أو لعب لناديه لمدة ثلاث سنوات على الأقل.

جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدفاع المدني:طائرات مكافحة الحرائق ستصل العراق قريباً
  • مكمان «متهم» بـ«القيادة المتهورة»
  • النيابة العامة: المخلفات المرورية انخفضت بنسبة 28% والحوادث بنسبة 37%
  • «القانون مش عبء.. القانون أمان».. النيابة العامة تحذر من مخاطر المخالفات المرورية |فيديو
  • ماجد عبدالله: رياضتنا تنطلق للعالمية بدعم القيادة
  • القطيف.. جهود ميدانية وتقنية جديدة لخفض الحوادث المرورية
  • المرسوم القنبلة وفقه الأولويات عند القيادة الفلسطينية
  • استشاري يوضح أسباب نوم البعض أثناء القيادة.. فيديو
  • مصرع 13 شخصا بينهم أطفال بغرق عبّارة في نيجيريا
  • القبض على السائق وضع قدمه على نافذة السيارة أثناء القيادة أعلى الدائري