القيادة المتهورة «مشروع جناية».. شهر رمضان أنموذجا
تاريخ النشر: 1st, May 2025 GMT
مع اقتراب أذان المغرب، تتسارع المركبات في الطرقات بطريقة عشوائية ومرعبة، وكأنها سرب حشرات هاربة.
في هذه اللحظة، تفقد المجتمعات أرواحًا بشرية غالية، وتغمر البيوت أحزان دائمة، وتنقطع الآمال الباقية.
كل ذلك بسبب تهور جنوني يزداد في فترة المساء، وخاصة قبيل الإفطار، وفي شهر مبارك، شهر الرحمة والمغفرة، والروحانية والسكينة.
فلماذا يندفع البعض إلى القيادة المتهورة فقط من أجل الإفطار؟ نعم، كلٌّ منا يتمنى الاجتماع بأسرته وأحبّته، لكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب الأرواح، فهذه مخاطرة قد تصل إلى حد الجناية.
وقد شهدت شوارعنا على إثر ذلك ارتفاعًا ملحوظًا في الحوادث المرورية خلال عام 2023م، حيث سُجل 2040 حادثًا مروريًا أسفر عن 2129 إصابة و595 حالة وفاة، مقارنة بـ1877 حادثًا في عام 2022م أفضت إلى 2080 إصابة و532 وفاة، بحسب ما ورد في الكتاب الإحصائي السنوي للمركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
ويُلاحظ أن كثيرًا من هذه الحوادث تقع تحديدًا في الفترة التي تسبق أذان المغرب، حيث يسرع السائقون للّحاق بموائد الإفطار.
وتتعدد العوامل المسببة لهذه الحوادث، ولكن الكثير منها يعود للسائق ذاته. فالإرهاق الناتج عن السهر أو تأثير الصيام ينعكس سلبًا على التركيز والانتباه أثناء القيادة، وقد تؤدي غفوة لا تتجاوز ثواني معدودة إلى كارثة.
ومن العوامل الخارجية أيضًا: الازدحام المروري، والحيوانات السائبة، والحوادث المفاجئة، لكنها لا تعفي السائق من مسؤولية التحكم والتركيز الكامل.
ورغم كل هذه الظروف، يبقى السائق هو الطرف الأهم؛ لأنه المتحكم بالموقف، وبوسعه تدارك الخطر لو قاد بحذر، وراعى قوانين السرعة، واستعمل حواسه كاملة.
ومن الجدير ذكره أن بعض الصائمين يفقدون التركيز نتيجة الانقطاع عن المنبهات، كالتي تحتوي على الكافيين، ما يؤثر سلبًا على يقظتهم.
وبالنظر إلى هذه الأرقام والمخاطر، وجب التحرك فورًا. فالتوعية المرورية ضرورة، تبدأ من الفرد وتصل إلى الأسرة والمجتمع، وهي وإن لم تكن عصا سحرية، إلا أن تنظيم الوقت والانضباط يحدان من خطورة التهور، ويجعلان القيادة أكثر أمانًا، حتى وإن تأخر المرء عن موعد الإفطار.
ويجب علينا كذلك الابتعاد عن الانشغال بالجهاز الذكي أثناء القيادة، وأن نظهر وعينا الكامل أينما كنا.
ختامًا، القيادة المتهورة سلوكٌ وحشيّ يتنافى مع قيمنا الإسلامية السمحة، ويتناقض مع روح الصيام، الذي هو تهذيب للنفس لا تفريط في الأرواح..
لنجعل رمضان في كل عام فرصة حقيقية لتغيير سلوكنا، ولنصم عن الغضب والاندفاع كما نصوم عن الطعام، ولنحفظ أرواحنا الغالية، فاللقاء مع الأسرة لحظة جميلة لا تكتمل إلا بالسلامة.
تذكّر دائمًا:
رمضان فرصة... لا تفوّتها بالسّرعة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
شرطة أبوظبي تعزز الوعي المروري لزوار المراكز التجارية
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاختتمت مديرية المرور والدوريات الأمنية في شرطة أبوظبي مشاركتها في مبادرة «الوقاية من حوادث الصيف»، بالتعاون مع فرسان سنترال مول، ومجموعة اللولو العالمية، ضمن اهتمامها بتعزيز الشراكات مع مختلف مؤسسات المجتمع، وفي إطار الحرص على تعزيز الوعي بأهمية الالتزام بقوانين وقواعد وأنظمة المرور، واشتملت على تقديم تجارب تعليمية وترفيهية للعائلات استعداداً لموسم الصيف.
وأكد العميد محمود يوسف البلوشي، مدير مديرية المرور والدوريات الأمنية، اهتمام المديرية بتعزيز الوعي لدى شرائح المجتمع كافة بالسلامة المرورية والالتزام بقوانين وأنظمة المرور للحد من الحوادث المرورية، حاثاً أولياء الأمور على الالتزام بقواعد السير والمرور؛ للحفاظ على سلامتهم وسلامة أطفالهم.
وأوضح الرائد سيف النعيمي من إدارة المراسم والعلاقات العامة بشرطة أبوظبي، أن المبادرة تضمنت تقديم معلومات توعوية مهمة بطريقة تفاعلية وجذابة، بهدف الحد من الحوادث المرورية خلال فصل الصيف وعروض محاكاة تفاعلية بتقنية الواقع الافتراضي حول سلامة المركبات، إرشادات حول الاستخدام الصحيح لمقاعد الأطفال داخل المركبات.