تحل اليوم الأربعاء ذكرى رحيل الشاعر السوري نزار قباني (1923 – 1999)، أحد أعمدة الشعر العربي الحديث، الذي جمع بين الرقة والتمرد، ولقّب بـ”قديس الكلمات” و”شاعر المرأة” و”شاعر الياسمين”، لما تميزت به قصائده من رومانسية مشبعة بالصدق والجرأة، قبل أن تتحول إلى صوتٍ غاضب يفضح الانكسارات العربية بعد نكسة 1967.

نزار قبانيبداية حياته

وُلد نزار في 21 مارس 1923 بحي مئذنة الشحم الدمشقي، لعائلة فنية مثقفة، فجده أبو خليل القباني يُعد من مؤسسي المسرح العربي في سوريا. درس الحقوق في جامعة دمشق وتخرّج منها عام 1945، ليلتحق بعدها بالسلك الدبلوماسي السوري، متنقلًا بين سفارات بلاده في مصر وتركيا والصين وإسبانيا حتى عام 1966، حين قرر التفرغ للشعر.

 

رحلته الأدبية

بدأت رحلته الأدبية بديوان “قالت لي السمراء” عام 1944، ومنذ ذلك الحين توالت دواوينه التي تجاوزت 35 ديوانًا، نذكر منها:
• طفولة نهد
• الرسم بالكلمات
• يوميات امرأة لا مبالية
• أحبك أحبك وهذا توقيعي
• قصائد متوحشة
• هوامش على دفتر النكسة
• السيرة الذاتية لسياف عربي
• كتاب الحب

تميزت أعماله بمزجٍ شعري فريد بين العامود الكلاسيكي والحداثة الشعرية، حتى صار صوته رمزًا لحب المرأة، وثورة الإنسان، وخيبة الوطن.

وعلى مستوى الأغنية، حوّل كبار الملحنين والمطربين قصائده إلى أيقونات خالدة. فقد غنت له أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ، وفيروز، ونجاة الصغيرة، وبلغت ذروة النجاح في التعاون الاستثنائي مع كاظم الساهر، الذي لحّن وغنّى له 23 قصيدة، جعلت الملايين تعيد اكتشاف نزار من جديد، أبرزها:
• إني خيرتك فاختاري
• زيديني عشقًا
• مدرسة الحب
• قولي أحبك
• كل عام وأنتِ حبيبتي

عانى نزار في حياته من مآسٍ شخصية، منها انتحار شقيقته “وصال” بسبب رفضها لزواج تقليدي، ومقتل زوجته بلقيس الراوي في تفجير إرهابي ببيروت عام 1981، ما ترك جرحًا غائرًا عبّر عنه في قصيدته الشهيرة بلقيس التي هزّت العالم العربي.

 

إرثه الفني

توفي نزار قباني في 30 أبريل 1999 في لندن إثر أزمة قلبية، وأوصى بأن يُدفن في دمشق، حيث وُوري الثرى في مقبرة الباب الصغير، وقد شُيّع في جنازة شعبية مهيبة، ودّعته فيها القلوب قبل العيون.

 

نزار لم يكن مجرد شاعر، بل ظاهرة فنية وثقافية متجددة، لا يزال تأثيره ممتدًا في الكتب والمسرح والغناء والتعليم، حتى بات رمزًا شعريًا تتوارثه الأجيال.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قصيدة نزار قباني نزار قبانى

إقرأ أيضاً:

بعبقرية “العراب” سالم الهندي.. مدلي الرويشد يجمع القلوب قبل الأصوات

محمد المرحبي – جدة
أطلقت شركة روتانا للصوتيات والمرئيات عملاً فنياً مصورًا بعنوان “مدلي روائع الرويشد”، كإهداء إلى الفنان الكبير عبدالله الرويشد، الذي يمر حالياً بعارض صحي حال دون استمراره في نشاطه الفني.

العمل طُرح عبر قناة روتانا الرسمية على “يوتيوب”، وحقق أكثر من 200 ألف مشاهدة خلال أول 24 ساعة من إطلاقه. وقد جاء بإشراف مباشر من الرئيس التنفيذي لروتانا، الأستاذ سالم الهندي، الذي لعب دورًا محوريًا في تحويل الفكرة إلى مشروع فني وإنساني متكامل، يُجسّد رؤيته العميقة وشغفه في دعم رموز الفن الخليجي. ويُعد هذا الكليب أول ظهور لسالم الهندي في فيديو كليب طيلة مسيرته المهنية، في خطوة لافتة تعكس حجم التأثر الشخصي والدعم المعنوي الذي أراد أن يُعبّر عنه من خلال المشاركة الرمزية في هذا العمل.

التنفيذ الموسيقي الحديث والمتقن بصوت الرويشد فترة انقطاعه وبأسلوب الجلسة المطورة والفيديو كليب يُعد تجربة جديدة وغير مسبوقة، حيث ضم عدداً من الشخصيات يتقدمهم معالي المستشار تركي آل الشيخ، إلى جانب مشاركة نحو 15 فناناً من أبرزهم محمد عبده وأصيل أبو بكر، في مشهد جماعي يُجسّد روح الوفاء والتكامل الفني.

ويتضمن الكليب مجموعة مختارة من أبرز أعمال الرويشد، من بينها: “وحشت الدار”، “لا سبب تزعل”، و“دنيا الوله”، قُدّمت بأسلوب فني مبتكر يجمع بين الأرشيف البصري والمونتاج المتقن، ليبدو وكأن الفنان الرويشد حاضر بنفسه في تفاصيل العمل، رغم غيابه لأسباب صحية.

ويعتمد الكليب على لمسات بصرية راقية، حيث تظهر لوحات فنية تنبض بصور الرويشد، تخرج منها الأغاني واحدة تلو الأخرى، في رمزية مؤثرة توثق أثره الكبير في وجدان جمهوره، وتبعث برسائل التفاؤل لعودته القريبة.

وقد حظي “مدلي روائع الرويشد” بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، واعتُبر تحية وفاء نادرة، ورسالة إنسانية بليغة. كما نال العمل إشادة كبيرة لقيادة الأستاذ سالم الهندي، الذي أثبت من جديد حضوره كأحد أبرز صُنّاع القرار الفني في العالم العربي، وصاحب رؤية تتجاوز حدود الإنتاج التقليدي نحو بناء مشاهد تحتفي بالقيم والمشاعر قبل الأرقام.

مقالات مشابهة

  • نبوءات ويتمان.. كيف تنبأ شاعر القرن الـ 19 بأمريكا العصر الحديث؟
  • بعبقرية “العراب” سالم الهندي.. مدلي الرويشد يجمع القلوب قبل الأصوات
  • اليمن يشارك في المنتدى العربي السادس للمنافسة بالعراق
  • تقرير يضع 6 دروس عراقية أمام سوريا: إحذروا منها
  • هل يجوز إعطاء غير المسلم من لحوم الأضاحي؟.. دار الإفتاء: تؤلف القلوب
  • مَا الحبُّ غيرَ مُحصَّبٍ وجِيادِ
  • الحزن الذي يحرق شرايين القلوب!
  • إغلاق باب التسجيل في الموسم الـ12 من «شاعر المليون»
  • منها مذبحة عيد الحب.. جدول سريع عمّا قام به ماسك بقيادة الكفاءة الحكومية
  • زكي طليمات.. رائد المسرح العربي الذي أضاء الخشبة بعقله وفنه