كرة القدم النسائية في ليبيا بين الطموح المجتمعي والجدل الثقافي والديني
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
في خطوة تُعد الأولى من نوعها بهذا الشكل الرسمي والعلني، أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم عن فتح باب المشاركة في التجمع الأول لاختيار لاعبات المنتخب الوطني النسائي، استعدادًا للاستحقاقات الدولية القادمة.
الإعلان الذي نُشر عبر صفحة الاتحاد الرسمية على فيسبوك، حمل في طياته دعوة صريحة لكل اللاعبات الطموحات من مختلف مناطق ليبيا، لتقديم أنفسهن والمنافسة على تمثيل البلاد رياضيًا.
ورغم أن الإعلان يعكس رغبة حقيقية في النهوض بكرة القدم النسائية، وتحقيق انطلاقة جديدة نحو تمكين المرأة في المجال الرياضي، إلا أنه لم يمر مرور الكرام، بل فجّر جدلاً واسعًا داخل الأوساط الرياضية والثقافية والدينية الليبية، والتي انقسمت بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة.
الرياضة النسائية بين الواقع والطموحمنذ سنوات، ظلّ حضور المرأة الليبية في الرياضة خجولًا ومحدودًا، يقتصر غالبًا على مبادرات فردية أو أنشطة غير منظمة.
أما على مستوى المنتخبات الوطنية، فالتجارب كانت متقطعة، دون دعم مؤسسي فعّال.
ويبدو أن هذا الإعلان يهدف لتغيير هذا الواقع، عبر إدماج العنصر النسائي ضمن المنظومة الرياضية الرسمية، مما قد يسهم في اكتشاف مواهب محلية وتعزيز صورة ليبيا على الساحة الرياضية الدولية.
مواقف متباينة داخل المجتمعفي المقابل، أثارت الخطوة ردود أفعال قوية، خصوصًا من شريحة واسعة من المجتمع المحافظ الذي يرى أن ممارسة النساء للرياضة علنًا، وخصوصًا كرة القدم، قد تتعارض مع التقاليد والأعراف الاجتماعية، بعض الأصوات ذهبت إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن مثل هذه المبادرات تتعارض مع القيم الإسلامية.
الكرة في ملعب المؤسسة الرسميةيبقى السؤال المطروح؛ هل سيتمكن الاتحاد الليبي لكرة القدم من المضي قدمًا بهذه الخطوة وسط هذا الجدل؟ نجاح هذه التجربة لا يتوقف فقط على قدرات اللاعبات ومدى إقبالهن على المشاركة، بل يعتمد أيضًا على قوة الدعم المؤسسي، وعلى قدرة الاتحاد على إدارة هذا الملف بحساسية، تجمع بين احترام الخصوصية الثقافية للمجتمع الليبي، وتعزيز حقوق المرأة في المشاركة الرياضية.
ما بين طموح رياضي مشروع، وجدال اجتماعي وديني محتدم، تقف كرة القدم النسائية في ليبيا أمام مفترق طرق؛ هذه المبادرة قد تكون نقطة تحول في تاريخ الرياضة النسائية في البلاد، أو تجربة عابرة تُجهض بفعل الضغوط الاجتماعية.
وفي كلتا الحالتين، يظل النقاش الدائر حولها فرصة مهمة لإعادة النظر في دور المرأة الليبية في المجتمع، وحجم المساحة التي تُمنح لها في ميادين الحياة المختلفة، ومنها الملاعب.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاتحاد الليبي لكرة القدم كرة القدم كرة القدم النسائية
إقرأ أيضاً:
تكريم السفيرة سها جندي من (UN Women) ضمن كوكبة من القيادات النسائية المصرية الملهمة
أعربت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج السابقة، عن بالغ فخرها واعتزازها بتكريمها من قبل هيئة الأمم المتحدة للمرأة (UN Women)، ضمن كوكبة من القيادات النسائية المصرية الملهمة.
وذلك خلال الاحتفالية التي نظمها المكتب القطري للهيئة في مصر بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على اعتماد أجندة مؤتمر بكين للمرأة (بكين +30).
وجاء هذا التكريم تقديرًا لمسيرة السفيرة سها جندي المهنية وإسهاماتها الممتدة في تمكين المرأة ودعم قضاياها، إلى جانب دورها المحوري في إدارة عملية التفاوض لإنشاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة خلال عملها الدبلوماسي، في خطوة تُعد من أبرز المحطات التي أسهمت في تعزيز مكانة قضايا المرأة على الساحة الدولية.
وأكدت السفيرة سها جندي أن شعور التقدير يحمل قيمة خاصة، ولا سيما عندما يأتي من الأمم المتحدة، لكونه يعكس اعترافًا دوليًا بجهودها في دعم المرأة المصرية والدفاع عن حقوقها.
وأضافت أن هذا التكريم يكتسب أهمية مضاعفة بوجودها ضمن مجموعة من القيادات النسائية المصرية المتميزة اللاتي أسهمن كلٌ في موقعها في ترسيخ دور مصر الريادي في ملف تمكين المرأة وتعزيز حضورها في مواقع صنع القرار.
واختتمت السفيرة سها جندي بكلمات مؤثرة وجهت فيها شكرها للأمم المتحدة، وتحيتها لكل امرأة مصرية قدمت من وقتها وجهدها ومحبتها الكثير لتظل راية مصر عالية وخفاقة دائمًا، مؤكدة أن دور المرأة يظل ركيزة أساسية في قوة المجتمع ونهضته.