في خطوة تُعد الأولى من نوعها بهذا الشكل الرسمي والعلني، أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم عن فتح باب المشاركة في التجمع الأول لاختيار لاعبات المنتخب الوطني النسائي، استعدادًا للاستحقاقات الدولية القادمة.

الإعلان الذي نُشر عبر صفحة الاتحاد الرسمية على فيسبوك، حمل في طياته دعوة صريحة لكل اللاعبات الطموحات من مختلف مناطق ليبيا، لتقديم أنفسهن والمنافسة على تمثيل البلاد رياضيًا.

ورغم أن الإعلان يعكس رغبة حقيقية في النهوض بكرة القدم النسائية، وتحقيق انطلاقة جديدة نحو تمكين المرأة في المجال الرياضي، إلا أنه لم يمر مرور الكرام، بل فجّر جدلاً واسعًا داخل الأوساط الرياضية والثقافية والدينية الليبية، والتي انقسمت بين مؤيد ومعارض لهذه الخطوة.

الرياضة النسائية بين الواقع والطموح

منذ سنوات، ظلّ حضور المرأة الليبية في الرياضة خجولًا ومحدودًا، يقتصر غالبًا على مبادرات فردية أو أنشطة غير منظمة.

أما على مستوى المنتخبات الوطنية، فالتجارب كانت متقطعة، دون دعم مؤسسي فعّال.

ويبدو أن هذا الإعلان يهدف لتغيير هذا الواقع، عبر إدماج العنصر النسائي ضمن المنظومة الرياضية الرسمية، مما قد يسهم في اكتشاف مواهب محلية وتعزيز صورة ليبيا على الساحة الرياضية الدولية.

مواقف متباينة داخل المجتمع

في المقابل، أثارت الخطوة ردود أفعال قوية، خصوصًا من شريحة واسعة من المجتمع المحافظ الذي يرى أن ممارسة النساء للرياضة علنًا، وخصوصًا كرة القدم، قد تتعارض مع التقاليد والأعراف الاجتماعية، بعض الأصوات ذهبت إلى أبعد من ذلك، معتبرة أن مثل هذه المبادرات تتعارض مع القيم الإسلامية.

الكرة في ملعب المؤسسة الرسمية

يبقى السؤال المطروح؛ هل سيتمكن الاتحاد الليبي لكرة القدم من المضي قدمًا بهذه الخطوة وسط هذا الجدل؟ نجاح هذه التجربة لا يتوقف فقط على قدرات اللاعبات ومدى إقبالهن على المشاركة، بل يعتمد أيضًا على قوة الدعم المؤسسي، وعلى قدرة الاتحاد على إدارة هذا الملف بحساسية، تجمع بين احترام الخصوصية الثقافية للمجتمع الليبي، وتعزيز حقوق المرأة في المشاركة الرياضية.

ما بين طموح رياضي مشروع، وجدال اجتماعي وديني محتدم، تقف كرة القدم النسائية في ليبيا أمام مفترق طرق؛ هذه المبادرة قد تكون نقطة تحول في تاريخ الرياضة النسائية في البلاد، أو تجربة عابرة تُجهض بفعل الضغوط الاجتماعية.

وفي كلتا الحالتين، يظل النقاش الدائر حولها فرصة مهمة لإعادة النظر في دور المرأة الليبية في المجتمع، وحجم المساحة التي تُمنح لها في ميادين الحياة المختلفة، ومنها الملاعب.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الاتحاد الليبي لكرة القدم كرة القدم كرة القدم النسائية

إقرأ أيضاً:

المصالح الأمنية المغربية عززت قدراتها في مواجهة المخاطر المرتبطة باستضافة التظاهرات الرياضية الكبرى

أكد المراقب العام، حسن البوزيدي، رئيس قسم الأمن الرياضي بمديرية الأمن العمومي، أول أمس الثلاثاء بالجديدة، أن المصالح الأمنية عززت قدراتها في مواجهة كل المخاطر المرتبطة باستضافة التظاهرات الرياضية الكبرى.

وأوضح البوزيدي، خلال ندوة حول موضوع « الأمن الرياضي أمام تحديات تنظيم كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030 » نظمت في إطار أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بالجديدة، أن المغرب يتوفر على « كافة الإمكانيات للتصدي لكل الجرائم السيبرانية وباقي التهديدات المحتملة التي قد تهدد السير العادي لهذه التظاهرات الرياضية ».

وأبرز، في سياق متصل، أن المملكة اكتسبت خبرة مهمة في مجال تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، مذكرا باحتضان عدة تظاهرات دولية ككأس العالم للأندية سنوات 2013 و2014 و2022، إضافة إلى تنظيم عدة فعاليات عالمية في أصناف رياضية أخرى.

وبعدما تطرق لمعايير الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) والاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بخصوص تأمين جميع المواقع الرسمية، أشار المسؤول إلى أن المسيرات الطائرة توجد في صلب المراقبة الأمنية، مضيفا أنه من شأنها، في إطار هذه التظاهرات الرياضية، الاضطلاع بدور محوري في تأمين الفضاء العام ورصد وتحليل تحركات الجمهور بدقة عالية، وإحصاء المتجمهرين في حالات الشغب والتعرف على هوياتهم، وكذا تعزيز الاستجابة الأمنية الميدانية عبر المراقبة المستمرة والتدخل الاستباقي.

وبخصوص التنسيق الأمني واللوجستي لضمان سلامة الفعاليات الرياضية، أفاد المراقب العام بأن قاعة القيادة والتنسيق كمنطقة مركزية للتواصل بين مختلف الفرق الأمنية تعد أساس التواصل الأمني، إضافة إلى أن استغلال كاميرات المراقبة المثبتة بالمحاور الطرقية وكذا بأنحاء الملاعب الرياضية من شأنه إتاحة مراقبة أي نشاط مشبوه أو أحداث طارئة، وبالتالي الاستجابة السريعة مع إيفاد فرق الطوارئ والإنقاذ.

من جهة أخرى، استعرض المسؤول عددا من الرسوم التوضيحية التي تسلط الضوء على تصور السلطات لتدبير الحشود حول الملاعب وداخلها، والذي يرتكز على عدم تداخل التدفقات والمسارات المخصصة للفرق المتبارية، والشخصيات والصحافة والمشجعين من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويرتكز هذا التصور أيضا على اهتمام خاص بتدفقات غير المشجعين، فضلا عن التشجيع على استخدام وسائل النقل العامة للجمهور العادي.

كما استعرض الإجراءات التي سيتم اتخاذها لتأمين مناطق التشجيع والفرجة، فضلا عن إجراءات ضبط حركة الجماهير على مستوى شبكات النقل، لاسيما المطارات ومحطات النقل على مستوى المدن المستضيفة بالمغرب، مضيفا أنه من الضروري الانسجام والتكامل مع الإجراءات ذات الصلة المعتمدة في إسبانيا والبرتغال، الشريكتين في تنظيم كأس العالم مع المغرب.

من جهته، نوه المنسق العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، معاذ حجي، بالمجهودات الجبارة التي تبذلها المصالح الأمنية لضمان الأمن خلال تنظيم التظاهرات الرياضية، لاسيما مباريات كرة القدم التي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة، والتي أضحت اليوم واجهة وطنية ومجالا حيويا للتفاعل الجماهيري والرهانات المجتمعية والتنموية.

وأكد حجي أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تولي عناية خاصة لمسألة الأمن داخل الملاعب الرياضية، باعتبارها ركيزة أساسية لإنجاح أي تظاهرة كروية، وضمانا لبنية سليمة وآمنة لممارسي اللعبة والجماهير وكل المتدخلين في المجال.

كما أوضح أن الجامعة تعمل، بتنسيق تام مع الأجهزة الأمنية ومختلف الشركاء، على تنزيل المعايير الدولية المعتمدة في مجال السلامة والأمن الرياضي، بما يتماشى مع توصيات الاتحاد الدولي لكرة القدم، والكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وكذا الممارسات الفضلى المعمول بها في كبريات البلدان الإفريقية.

وأبرز حجي أنه، في إطار الدينامية الرياضية التي يشهدها المغرب، خاصة مع الاستحقاقات الكبرى المقبلة مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، أصبح ضمان أمن وسلامة الملاعب يشكل أولوية قصوى ومسؤولية جماعية مشتركة تتطلب تعبئة دائمة ويقظة مستمرة من المؤسسات.

وأضاف أن الجامعة الملكية انخرطت، بتعاون وثيق مع السلطات الأمنية، في تنزيل منظومة متكاملة تستند إلى المعايير الدولية للأمن في تنظيم التظاهرات الكروية، والتي يمكن إجمالها في تحديث وتحسين البنية التحتية الأمنية للملاعب، وتعميم نظام التذاكر الإلكترونية والمراقبة الأمنية للدخول والخروج، وتخصيص مناطق جلوس مرقمة، وغيرها.

يذكر أن فعاليات الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للمديرية العامة للأمن الوطني، المنظمة بمركز المعارض محمد السادس بالجديدة، تتواصل إلى غاية 21 ماي الجاري تحت شعار  » فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد »، وذلك تزامنا مع تخليد الذكرى الـ 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني.

وتروم هذه التظاهرة تكريس انفتاح مؤسسة الأمن الوطني على محيطها الاجتماعي، وإطلاع الجمهور بشتى فئاته على كافة المهام التي تضطلع بها مختلف الوحدات والتشكيلات الأمنية المجندة لخدمته وضمان أمنه وسلامة ممتلكاته والحفاظ على النظام العام، وكذا استعراض جميع التجهيزات والمعدات والآليات المتطورة الموضوعة رهن إشارة المصالح الأمنية.

كلمات دلالية التظاهرات الرياضية المصالح الأمنية

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الليبي للشطرنج ينظم الشهر القادم بطولة ليبيا للناشئين بغابة جود دائم بمدينة الزاوية
  • ليبيا تواجه فلسطين في مباراة فاصلة بالدوحة
  • اشتباكات طرابلس تدفع الدوري الليبي لكرة القدم نحو المجهول
  • قصور الثقافة بالغربية تناقش أهمية الحوار المجتمعي في دعم التنمية المستدامة
  • موعد مع العروبة على أرض الدوحة.. ليبيا وفلسطين في مواجهة الأمل والتاريخ
  • رحيل ثنائي فريق الاتحاد لكرة القدم النسائية
  • سلامة بحث ووال في التعاون الثقافي مع الاتحاد الأوروبي
  • قرار عاجل في اتحاد الكرة يخص مباراة كأس السوبر النسائية
  • وادى دجلة يواجه الأهلي في قمة كأس مصر النسائية بقيادة فنية جديدة
  • المصالح الأمنية المغربية عززت قدراتها في مواجهة المخاطر المرتبطة باستضافة التظاهرات الرياضية الكبرى