صناديق الاقتراع تشهد سباقاً محموماً في رومانيا وأستراليا
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
في عطلة نهاية أسبوع انتخابية حافلة، توجه ملايين الناخبين في رومانيا وأستراليا إلى صناديق الاقتراع لحسم مستقبل بلادهم السياسي، في مشهد ديمقراطي عالمي متزامن طغت عليه تداعيات اقتصادية، أزمات داخلية، وتحديات حزبية متباينة، وبينما تفتح رومانيا صفحة جديدة وسط فضيحة دستورية سابقة، طوى الأستراليون صفحة الحيرة بفوز كاسح لحزب العمال بقيادة ألبانيز.
ففي يوم انتخابي مزدحم على الساحة الدولية، انطلقت صباح الأحد الانتخابات الرئاسية في رومانيا، حيث فتحت أكثر من 19 ألف مركز اقتراع أبوابها في جميع أنحاء البلاد لاختيار رئيس جديد للجمهورية، في ظل ظروف سياسية دقيقة وفضيحة دستورية لا تزال تلقي بظلالها على المشهد.
وكان الناخبون الرومانيون في الخارج قد بدأوا التصويت منذ الثاني من مايو لمدة ثلاثة أيام، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن أياً من المرشحين الإحدى عشر لن يتمكن من حسم السباق من الجولة الأولى، مما يمهد الطريق لجولة ثانية في 18 مايو الجاري، ويتصدر السباق جورج سيميون، زعيم الحزب القومي المعارض، إلى جانب مرشح الائتلاف الحاكم كرين أنتونيسكو، وعمدة بوخارست نيكوسور دان، ورئيس الوزراء السابق فيكتور بونتا.
وتأتي هذه الانتخابات وسط أزمة شرعية، بعد أن ألغت المحكمة الدستورية نتائج التصويت السابق في أواخر عام 2024، والذي كان قد أوصل المرشحين إيلينا لاسكوني وكالين جيورجيسكو إلى الجولة الثانية قبل أن يُلغى القرار بسبب طعن قانوني، مما زاد من حدة التوتر والانقسام.
وفي أقصى جنوب الكرة الأرضية، حسم الناخبون الأستراليون أمرهم مساء السبت بمنح الثقة لحزب العمال اليساري بقيادة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، في انتخابات عامة طغت عليها قضايا التضخم، وتداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة.
وبحسب التوقعات الصادرة عن هيئة الإذاعة الوطنية “ABC”، حقق حزب العمال فوزاً ساحقاً بحصوله على 85 مقعداً من أصل 150 في البرلمان، بينما تراجع ائتلاف المعارضة بقيادة بيتر داتون إلى 41 مقعداً، مع احتمال فقدانه حتى لمقعده التشريعي.
وفي خطاب النصر، تعهّد ألبانيز بدعم الطاقات المتجددة، وحلّ أزمة الإسكان، وتعزيز نظام الرعاية الصحية، في حين قوبلت تعهدات داتون بخفض الهجرة ورفع الحظر عن الطاقة النووية بانتقادات شعبية واسعة، وسط مقارنات بالفوضى التي أحدثتها تخفيضات مشابهة في الولايات المتحدة.
وشهدت الحملة الأسترالية حضورا مبكرا للسياسة الأمريكية، مع ترقب لموقف واشنطن وتداعيات قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاقتصادية على الانتخابات، وهنّأ وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ألبانيز، مشيدًا بعلاقة التحالف بين البلدين.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أستراليا الانتخابات الرئاسية في رومانيا حزب العمال الأسترالي رومانيا
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد: بقيادة محمد بن زايد.. الإمارات تعزز دعائم الاستقرار والانفتاح
دبي: "الخليج"
التقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، جمعاً من أعيان البلاد ورجال الأعمال والتجار والمستثمرين والوزراء وكبار مسؤولي الدوائر والهيئات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية، والقيادات التنفيذية لعدد من مؤسسات القطاع الخاص والمستثمرين، وذلك في مجلس المضيف بدار الاتحاد بدبي.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال اللقاء، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ماضية في ترسيخ نموذج تنموي فريد، يقوم على الاستثمار في الإنسان، وتعزيز دعائم الاستقرار، والانفتاح على العالم، وتبنّي أحدث ما أنتجته المعرفة من حلول وابتكارات.
وشدّد سموه، على أهمية تضافر جهود كافة شرائح المجتمع، من دوائر ومؤسسات حكومية وخاصة، في مواصلة دفع مسيرة التنمية الشاملة، ومواكبة التحولات المتسارعة عالمياً، وترسيخ مكانة الدولة في مصاف الدول الرائدة في مختلف القطاعات.
وأضاف سموه خلال اللقاء، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسموّ الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، أن مسيرة التنمية في دبي ماضية بخطى واثقة وثابتة، مستندة إلى رؤية واضحة وطموح لا يعرف المستحيل، وبنهج يستند إلى الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص، بما يرسّخ مكانة دبي مركزاً عالمياً رائداً في مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "دبي نجحت خلال العقود الماضية في بناء نموذج تنموي متفرد، يقوم على الابتكار والانفتاح والتنافسية العالية، ما جعلها وجهة مفضلة للاستثمار والأعمال، وحاضنة للكفاءات والمواهب من شتى أنحاء العالم. هذه الإنجازات هي ثمرة العمل المشترك والتكامل بين المؤسسات الحكومية وقطاع الأعمال، ونتاج لشراكة بنّاءة بين القطاعين العام والخاص. المرحلة القادمة تتطلب تسريع وتيرة التطوير، والارتقاء بجودة الحياة، وتحقيق قفزات نوعية في الأداء الاقتصادي والخدمات الحكومية وتبني نماذج اقتصادية أكثر مرونة وتنوعا، بما يتماشى مع التحولات العالمية وتسارع وتيرة الابتكار الرقمي وبما يحقق أهم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33".
وأكد سموه، أن رؤية دبي للمستقبل ترتكز على اقتصاد تنافسي ومستدام، يقوده الابتكار ويعززه الاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة والبنية التحتية الذكية، وتهيئة بيئة تشريعية مرنة تواكب تطورات الاقتصاد العالمي، وتلبي تطلعات المستثمرين ورواد الأعمال.
وشدد سموه على أن دبي ستواصل تطوير بيئتها الاقتصادية والرقمية، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات، وتنفيذ مشاريع نوعية تستقطب العقول والشركات العالمية، مؤكداً سموه أن التميز والريادة لا يتحققان بالصدفة، بل بالعمل الدؤوب والتخطيط طويل المدى، والإيمان الراسخ بأن لا مستحيل أمام الطموح.
وتبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الأحاديث الودية مع الحضور، متناولًا مسيرة التنمية المستدامة، وما تحققه الإمارات من تقدم ملموس في مختلف المسارات الاقتصادية، مدعوما بإنجازات تنبع من حرص القيادة على تهيئة بيئة محفزة للقطاع الخاص، وتمكينه من أداء أدوار فاعلة تسهم في تسريع وتيرة التطوير.
من جانبهم، أكد الحاضرون تقديرهم العميق لحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على التواصل المباشر، مؤكدين أن هذا النهج القيادي الملهم يعكس رؤية سموه في ترسيخ ثقافة المشاركة وتعزيز دور مختلف مكونات المجتمع في دعم مسيرة التنمية، وتهيئة بيئة حاضنة للابتكار والنمو المستدام.
وعلى هامش اللقاء، استمع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والحضور إلى محاضرة القتها شما بنت سهيل المزروعي وزيرة تمكين المجتمع، عن عام المجتمع، الذي أطلقه صاحب السمو رئيس الدولة، حيث استعرضت أبرز المبادرات والاستراتيجيات التي أطلقتها الوزارة، مؤكدة أن هذا العام يمثل محطة محورية لتعزيز التلاحم المجتمعي وتمكين الأفراد من مختلف الفئات للمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية، كما أصبح بمثابة حركة اتحادية شاملة تترجمها الوزارات والمؤسسات الاتحادية وفقا لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتحويل المبادرة إلى توجه وطني.
وأكدت أن سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يشكّل قدوة حقيقية في تجسيد قيم "عام المجتمع" على أرض الواقع، من خلال دمج فئات المجتمع ضمن رؤية تنموية شاملة، موضحة أن ذلك يتجلّى في مشاريع ومبادرات ملموسة مثل:"حوي دبي"، و "صندوق التنمية المجتمعية"، و "سياسة المباني الذكية".
وأشارت إلى جهود الوزارة في تحويل مستفيدين إلى موظفين ومنتجين مساهمين في المجتمع حيث تم توظيف أكثر من 3800 مستفيد من الدعم بالشراكة مع "نافس" ووزارة الموارد البشرية والتوطين مما رفع جودة حياتهم وحياة أسرهم.
وحول تمكين مؤسسات النفع العام في الدولة، قالت شما المزروعي، إنه تم بناء بيئة تشريعية ومنظومة تمويل لدعم الاستدامة والابتكار، حيث توجد اليوم 842 مؤسسة نفع عام تخدم المجتمع، عبر 160 ألف عضو وموظف، وأشارت إلى أنه يوجد حاليا 70 دار عبادة لغير المسلمين يمارسون فيها طقوسهم باحترام وسلام وذلك تعبيرا عن التسامح والوحدة.
وأوضحت أن الوزارة أطلقت حزمة متكاملة من البرامج الوطنية الهادفة لإشراك الشباب وكبار المواطنين وأصحاب الهمم في مشاريع نوعية تخدم المجتمع، وتسهم في بناء منظومة مجتمعية متكاملة، كما تطرقت إلى مبادرات مبتكرة لتعزيز الاستدامة المجتمعية وتحقيق رفاه الأفراد.
وسلطت الوزيرة الضوء على أهمية العمل المشترك بين أفراد المجتمع ومؤسساته، مشيرة إلى أن "عام المجتمع" جاء ليجسد توجهات القيادة الرشيدة في جعل الإنسان محوراً للتنمية، عبر بناء جسور التفاهم والتكافل، ودعم المبادرات المجتمعية التي تعزز الترابط الأسري، والهوية الوطنية، والتماسك الاجتماعي.
واختتمت المحاضرة بالتأكيد على أن تمكين المجتمع ليس هدفاً مرحلياً، بل هو نهج مستدام تتبناه الدولة ضمن رؤيتها الاستراتيجية، وأن الوزارة مستمرة في دعم وتمكين كافة فئات المجتمع، من خلال خطط عمل واضحة وشراكات فعالة، لضمان مستقبل أكثر شمولاً واستدامة.
والتقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على هامش اللقاء، الفائزين بتحدي القراءة العربي في الإمارات، وهما الشيخ سعيد بن حمدان آل نهيان، وريم عادل أحمد الزرعوني، حيث وجه سموه التهنئة للفائزين على تفوقهما في هذا التحدي الثقافي الأهم عربياً، مؤكداً أن القراءة هي أساس بناء العقول الواعية، وأن أبناء الإمارات يواصلون التميز في مجالات الفكر والمعرفة، تماماً كما يبرعون في ميادين الابتكار والعلوم.
وأشار سموه إلى أن مثل هذه النماذج المشرّفة تمثل القدوة لجيل جديد يؤمن بأن المعرفة طريق الريادة، وأن الاستثمار في القراءة هو استثمار في مستقبل الوطن.