يمن مونيتور:
2025-10-08@00:05:01 GMT

عدن وجه السلطة

تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT

لا يمكن تجاهل ما تعانيه اليمن بكل مناطقها جبالها و وديانها صحاريها والبراري، المدن والقرى، فالحديث عن عدن، هو حديث عن نموذج خاص، لمدينة ذات خصوصية، وعاصمة سياسية واقتصادية، المفترض انها تكون الافضل من حيث الاهتمام والرعاية، لأنها تمثل وجه السلطة ونموذج حكمها، فالنظر اليوم لواقع عدن السيء يقدم الصورة السيئة للسلطة القائمة.

عدن التي تصطلي بحرارة الشمس الشديدة اليوم ، تلك الحرارة التي تختزنها جبال عدن ومبانيها الخرسانية، والمباني القديمة المبنية بحجارة جبل شمسان، وكل هذا الكم يخزن الحرارة في النهار ويشعها في الليل، في شوارع ضيقة زقازيق خططها المهندس البلدي وفق مبدأ التسامح والتعايش الذي امتازت به عدن، لم يضع في حساباته ان يأتي يوما على عدن لتتحول تلك الزقازيق لأفران تختزن حرارة الشمس وتشعها كهرا ، في مدينة لم تعد تعرف الكهرباء والتكييف، وتفتقر لرش الماء امام البيوت لتخفيف من تلك الحرارة، عدن التي عرفت الكهرباء مبكرا، وكانت المياه تضخ بقوة لكل بيت ومرتفع، اليوم تعود للخلف سنوات من التخلف والعسر والمعاناة، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات تذكر، ولا راتب يمكن ان يوفر للأسرة والفرد حياة كريمة، واحتياجات ضرورية، اليوم عدن مدينة لا تنام من شدة الحر والكهر والمعاناة اليومية للسكان، فكيف سيكون حال المرضي بالضغط والسكر، اصبح الموت في عدن واقع يومي .

من ذكريات كبار السن من الاولين، عدن قبل ان تعرف الكهرباء كان حالها افضل من اليوم ، عرفت بابور الجاز، والفانوس والتريك والنوارة، ويتذكرون الوراد الذي ينقل للبيوت الماء، وكانت عدن حينها بسكانها المحدود وبيوتها البسيطة وشوارعها الضيقة كزقازيق لا تشعر بحرارة الشمس، كان يكفي رشة ماء ونسمة هواء تلطف الجو، اليوم تكتظ عدن بالعشوائيات وتضيق شوارعها اكثر وتختنق، حيث لا ماء يرش ولا نسمة هواء يمكن ان تتسلل الى ابواب ونوافذ البيوت، والناس تصطلي بحرارة الشمس نهارا وكهر الجبال وخرسانات المباني ليلا.

حتى الراتب لم يعد يكفي لسد رمق الاسرة، وكانت عدن في معظمها موظفين دولة ومؤسسات خاصة، من ذوي الدخل المحدود، وتعودوا على التكافل الاجتماعي والتآزر، فعرفت في عدن (الهكبة ) وهي جمعية يتفق فيها اهل الحي على جمع مبلغ شهري تستلمه اسرة وفق القرعة ، وفي كل حي ومنطقة توجد (هكابة) التي تدير تلك الجمعية، تستطيع الاسرة من خلال الهكبة ان تشتري احتياجاتها المنزلية، واليوم اصبحت وسائل الطاقة البديلة هي الاحتياج الضروري، وتزينت سقوف المساكن بالألواح الشمسية، وفي كل بيت بطارية، تشحن لتوفر للأسرة مروحة تهفهف نسمة هواء، وضوء في المساء، واليوم زادت المعاناة بعد ان اصبح انقطاع الكهرباء عشرون ساعة، وساعتين لا تكفي لتعبية البطارية، فاصبح صفير البطاريات يسمع كنذير شؤم في عدن، والراتب لا يحتمل مبلغ الهكبة ، بالكاد يوفر لقمة العيش، و وجبة في اليوم.

لم نتوقع ان يصل فينا الحال لما وصلنا اليه في عدن، والناس تنتظر الامل القادم من خارج حدود الوطن ، حيث اصبح الامر بيد التحالف العربي، ومسرحيته في صناعة سلطة من التسويات والتوافقات بين المتنازعين ، حكومة لم تستقر في مدينة اصبحت غير صالحه للحياة، سلطة لم تتحمل سخط وغضب الناس لحالهم، حال لا يسر عدو ولا صديق، وكلما اشتد الصراع اشتد الحصار على عدن، في شعور كانه تعذيب لمدينة كانت ذات يوم مصدر خير لكل من حولها، و منارة اشعاع ثقافي وفكري، ومدرسة تأهيل وتشذيب وتقويم للعقل والفكر السلوك، من دخلها تمدن وتعلم وتطور وارتقى لمصاف الامم الناهضة، اليوم تتعرض للتجهيل ومدارسها مغلقة ومعلميها جياع ومواطنيها يصارعون الفقر والمجاعة .

مهما حاولت الحكومات المتعاقبة والسلطات المتتالية على عدن، لن تتحسن صورتها الا في نموذج عدن، هي الصورة الحقيقية للسلطة والوجه الحقيقي امام العالم، وعلى التحالف ان يترك للداخل حق القرار ويعزز السيادة الوطنية للسلطة ولن ينجح الا من عدن، ورهاننا على الداخل اكثر من رهاننا على الخارج، ولن يصلح حالنا ما لم نصلح ذواتنا، ونعرف ان عدن هي البداية ومنها يمكن الانطلاق لمصاف الدول المحترمة، التي تحترم الانسان وتوفر له سبيل الحياة الكريمة، والله الموفق

احمد ناصر حميدان

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن فی عدن

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت: لا يمكن القضاء على حماس أو نزع سلاحها

تناول المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت نداف إيال حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، وقال إن أي اتفاق مرتقب بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل لن يؤدي إلى اختفاء الحركة من القطاع.

واعتبر المحلل، في مقال مطوّل، أن الحرب على غزة "التحدي الأكبر في تاريخ الجيش الإسرائيلي"، وفق تعبير أحد كبار قادة هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن القضاء على حركة حماس بشكل كامل لم يكن أصلا هدفا للحكومة الإسرائيلية ولا للمؤسسة الأمنية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام فرنسي: فلسطينيون يرون أن حكم بلير لغزة سيكون نكتة القرنlist 2 of 2إسرائيل كسبت المعركة لكنها خسرت الحرب بحسب يديعوت أحرونوتend of list

وقال إيال إن الاتفاق الجاري بحثه يُعَدّ في نظر كثيرين في إسرائيل إنجازا سياسيا وأمنيا، لكنه لا يحقق ما روّجت له حكومة بنيامين نتنياهو في بداية الحرب من "إزالة حكم حماس"، موضحا أن ما يمكن إنجازه بالقوة العسكرية تحقق فعلا، ولكن الحركة "لن تختفي".

ويؤكد المحلل السياسي أن تدمير القدرات العسكرية والإدارية لحماس تحقق بالفعل بحسب التقديرات الإسرائيلية، إلا أن تدميرها هو هدف غير واقعي لأنها "حركة شعبية متجذّرة في المجتمع الفلسطيني، لا يمكن تفكيكها كتنظيم إلا في حالة واحدة، وربما حتى هذه غير مضمونة".

ويضيف أن هذه الحالة تتمثل باحتلال عسكري شامل وطويل الأمد للقطاع يفرض سيطرة كاملة لإسرائيل، بما في ذلك الإدارة المدنية والأمنية. غير أنه يؤكد أنه حتى مع هذه الحالة، فإنه من المشكوك فيه أن تنجح إسرائيل في تحقيق ذلك، ويوضح أن هذا الخيار "لم يكن مطروحا أصلا على الطاولة، إذ لم تعلن الحكومة ولا الجيش نية احتلال غزة أو محو حماس بالكامل".

بل إنه يشير إلى أن نتنياهو ومعه قيادات في المؤسسة الأمنية رفضوا فكرة الإدارة العسكرية المباشرة، ولم يقدموا أي تصور سياسي لما بعد الحرب.

المحلل يقول إن السيطرة العسكرية على غزة لا تعني القضاء على المقاومة (الأوروبية)الصعوبات في غزة

ويسلط إيال الضوء على الصعوبات التي يواجهها جيش الاحتلال في قطاع غزة، حيث هناك "أسرى محتجزون ومعارك تحت الأرض في شبكة أنفاق معقّدة وكثافة سكانية مدنية تحول دون المناورة، وضغط دولي هائل للحد من الخسائر البشرية".

إعلان

ويضيف أن الاحتلال الكامل لمدينة غزة لم يكن ليحسم الحرب حتى من وجهة نظر الجيش نفسه، لأن السيطرة العسكرية لا تعني القضاء على المقاومة.

ويوضح أن أي تقدم عسكري كان سيتطلب بعد ذلك "تطهير" مناطق الوسط ثم الجنوب، وهو ما يتجاوز الزمن الذي سمح به الأميركيون لإنهاء الحرب بنهاية العام، بينما لم تكن لدى إسرائيل خطة مدنية لإدارة القطاع أو التعامل مع سكانه بعد انسحاب حماس.

ويصف المحلل السياسي الاتفاق الجاري بلورته بأنه إنجاز لإسرائيل من حيث إنه يجبر حماس في مرحلته الأولى على التخلي عن أهم أوراقها: الأسرى، لكن في المرحلة الثانية، تنتقل إسرائيل إلى انسحاب تدريجي من القطاع، في حين لا تعود حماس إلى الحكم رسميا، غير أن الجيش الإسرائيلي لن يبقى أيضا.

وبحسب الصيغة المطروحة، فإن الإدارة في غزة ستكون فلسطينية، مع مشاركة محتملة لقوات أمنية من دول عربية أو إقليمية. ويعتبر إيال أن وجود هذه القوات سيقيد عمليا حرية تحرك الجيش الإسرائيلي في القطاع.

ومع ذلك، ينقل عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن من المستحيل فرض نزع الأسلحة الخفيفة في قطاع غزة في مثل هذا الواقع، رغم أن خطة ترامب تنص صراحة على إلقاء السلاح.

المحلل يقول إن الرأي العام الإسرائيلي تعب من الحرب الطويلة ويريد عودة الأسرى (غيتي)تخوفات من عودة حماس للحكم

ويشير المحلل السياسي إلى أن النقاش داخل مجلس الوزراء الأمني منذ أكثر من عام انتهى إلى 3 خيارات فقط لغزة بعد الحرب: إما حماس، أو السلطة الفلسطينية (حركة فتح)، أو الاحتلال الإسرائيلي المباشر، لكن إسرائيل -كما يقول- لم تختر أيا من هذه البدائل، وفضّلت الإبقاء على "الفراغ"، الأمر الذي قد يتيح لحماس الاحتفاظ بتأثيرها غير المباشر في إدارة القطاع.

وفي أفضل الأحوال، يتوقع أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة شكلية بدعم دولي، مع إشراف من قوة إقليمية تحدّ من قدرات حماس العسكرية، أما في أسوأ السيناريوهات، فسيكون الحكم بيد "موظفين محليين يفعلون ما تريده حماس من وراء الستار"، على حد وصفه.

ويطرح إيال السؤال المركزي وهو: كيف يمكن ضمان ألا تعود حماس للسيطرة على القطاع؟، ويجيب بأن ذلك لن يتحقق إلا عبر ذكاء سياسي ونَفَس طويل، إضافة إلى استعداد دائم لاستخدام القوة العسكرية مجددا عند الحاجة، كما يجري مع حزب الله في لبنان.

ويحذر من أنه "طالما هناك فلسطينيون في غزة، ستظل حماس موجودة حتى يقرر الفلسطينيون أنفسهم غير ذلك"، مشيرا إلى أن المواجهة مع الحركة ستكون طويلة، ولا تُحسم بعملية عسكرية واحدة.

وبحسب إيال، فإن غالبية الإسرائيليين تؤيد اتفاق ترامب لإنهاء الحرب مقابل استعادة الأسرى.

ففي استطلاع نشرته القناة الـ13، قال أكثر من 70% من الإسرائيليين إنهم يدعمون الخطة، بينما أظهر استطلاع آخر أن 74% يؤيدون إنهاء الحرب مقابل عودة الأسرى، بما في ذلك غالبية من ناخبي الائتلاف الحاكم نفسه.

ويعلق على ذلك بالقول إن "الحروب الناجحة تحتاج إلى توافق شعبي واسع"، مشيرا إلى أن الرأي العام الإسرائيلي تعب من الحرب الطويلة ويريد عودة الأسرى، لكن ذلك لا يعني التخلي عن المبدأ القائل بعدم السماح لحماس بالعودة أو التعاظم مجددا.

إعلان

ويخلص المحلل السياسي إلى أن كل شيء يمكن أن ينهار في أي لحظة، إذ ما زال هناك شك في أن حماس ستوافق فعلا على إطلاق جميع الأسرى في المرحلة الأولى من الاتفاق.

ويقول إن حماس وإسرائيل تسعيان لإقناع ترامب والعالم بأن المفاوضات لم تفشل بسببهما، مشيرا إلى أن الصفقة وخطة ترامب "لا تعتبر حماس جزءا من مستقبل غزة"، لكنها في الوقت ذاته لا تنهي الصراع معها، ويذهب إلى أن المواجهة مع حماس ستستمر سنوات طويلة حتى بعد تنفيذ أي اتفاق.

مقالات مشابهة

  • اليوم.. قطع الكهرباء عن مناطق بالمحمودية في البحيرة لمدة 7ساعات للصيانة
  • الاتحاد السكندري يحقق فوزا كبيرا على الشمس بدوري المرتبط
  • حل لغز الأمطار الشمسية بعد عقود من البحث
  • حسناء سيف الدين تعلن انتهاء تصوير مشاهدة في "2 قهوة" بنادي الشمس
  • غوتيريش يصف إبادة غزة بـ "كارثة إنسانية لا يمكن تصورها"
  • اعلام صهيوني: لا يمكن القضاء على حماس أو نزع سلاحها
  • يديعوت أحرونوت: لا يمكن القضاء على حماس أو نزع سلاحها
  • كسوف كلي نادر في 2026.. تعرف على موعده ومناطق المشاهدة الأفضل
  • بالعين المجردة.. مذنب “ليمون” يزين السماء بلونه الساحر بعد 13 قرنا!
  • الليثيوم ودوره الغامض في الدماغ.. هل يمكن أن يقي من ألزهايمر؟