يمن مونيتور:
2025-12-13@20:35:53 GMT

عدن وجه السلطة

تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT

لا يمكن تجاهل ما تعانيه اليمن بكل مناطقها جبالها و وديانها صحاريها والبراري، المدن والقرى، فالحديث عن عدن، هو حديث عن نموذج خاص، لمدينة ذات خصوصية، وعاصمة سياسية واقتصادية، المفترض انها تكون الافضل من حيث الاهتمام والرعاية، لأنها تمثل وجه السلطة ونموذج حكمها، فالنظر اليوم لواقع عدن السيء يقدم الصورة السيئة للسلطة القائمة.

عدن التي تصطلي بحرارة الشمس الشديدة اليوم ، تلك الحرارة التي تختزنها جبال عدن ومبانيها الخرسانية، والمباني القديمة المبنية بحجارة جبل شمسان، وكل هذا الكم يخزن الحرارة في النهار ويشعها في الليل، في شوارع ضيقة زقازيق خططها المهندس البلدي وفق مبدأ التسامح والتعايش الذي امتازت به عدن، لم يضع في حساباته ان يأتي يوما على عدن لتتحول تلك الزقازيق لأفران تختزن حرارة الشمس وتشعها كهرا ، في مدينة لم تعد تعرف الكهرباء والتكييف، وتفتقر لرش الماء امام البيوت لتخفيف من تلك الحرارة، عدن التي عرفت الكهرباء مبكرا، وكانت المياه تضخ بقوة لكل بيت ومرتفع، اليوم تعود للخلف سنوات من التخلف والعسر والمعاناة، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات تذكر، ولا راتب يمكن ان يوفر للأسرة والفرد حياة كريمة، واحتياجات ضرورية، اليوم عدن مدينة لا تنام من شدة الحر والكهر والمعاناة اليومية للسكان، فكيف سيكون حال المرضي بالضغط والسكر، اصبح الموت في عدن واقع يومي .

من ذكريات كبار السن من الاولين، عدن قبل ان تعرف الكهرباء كان حالها افضل من اليوم ، عرفت بابور الجاز، والفانوس والتريك والنوارة، ويتذكرون الوراد الذي ينقل للبيوت الماء، وكانت عدن حينها بسكانها المحدود وبيوتها البسيطة وشوارعها الضيقة كزقازيق لا تشعر بحرارة الشمس، كان يكفي رشة ماء ونسمة هواء تلطف الجو، اليوم تكتظ عدن بالعشوائيات وتضيق شوارعها اكثر وتختنق، حيث لا ماء يرش ولا نسمة هواء يمكن ان تتسلل الى ابواب ونوافذ البيوت، والناس تصطلي بحرارة الشمس نهارا وكهر الجبال وخرسانات المباني ليلا.

حتى الراتب لم يعد يكفي لسد رمق الاسرة، وكانت عدن في معظمها موظفين دولة ومؤسسات خاصة، من ذوي الدخل المحدود، وتعودوا على التكافل الاجتماعي والتآزر، فعرفت في عدن (الهكبة ) وهي جمعية يتفق فيها اهل الحي على جمع مبلغ شهري تستلمه اسرة وفق القرعة ، وفي كل حي ومنطقة توجد (هكابة) التي تدير تلك الجمعية، تستطيع الاسرة من خلال الهكبة ان تشتري احتياجاتها المنزلية، واليوم اصبحت وسائل الطاقة البديلة هي الاحتياج الضروري، وتزينت سقوف المساكن بالألواح الشمسية، وفي كل بيت بطارية، تشحن لتوفر للأسرة مروحة تهفهف نسمة هواء، وضوء في المساء، واليوم زادت المعاناة بعد ان اصبح انقطاع الكهرباء عشرون ساعة، وساعتين لا تكفي لتعبية البطارية، فاصبح صفير البطاريات يسمع كنذير شؤم في عدن، والراتب لا يحتمل مبلغ الهكبة ، بالكاد يوفر لقمة العيش، و وجبة في اليوم.

لم نتوقع ان يصل فينا الحال لما وصلنا اليه في عدن، والناس تنتظر الامل القادم من خارج حدود الوطن ، حيث اصبح الامر بيد التحالف العربي، ومسرحيته في صناعة سلطة من التسويات والتوافقات بين المتنازعين ، حكومة لم تستقر في مدينة اصبحت غير صالحه للحياة، سلطة لم تتحمل سخط وغضب الناس لحالهم، حال لا يسر عدو ولا صديق، وكلما اشتد الصراع اشتد الحصار على عدن، في شعور كانه تعذيب لمدينة كانت ذات يوم مصدر خير لكل من حولها، و منارة اشعاع ثقافي وفكري، ومدرسة تأهيل وتشذيب وتقويم للعقل والفكر السلوك، من دخلها تمدن وتعلم وتطور وارتقى لمصاف الامم الناهضة، اليوم تتعرض للتجهيل ومدارسها مغلقة ومعلميها جياع ومواطنيها يصارعون الفقر والمجاعة .

مهما حاولت الحكومات المتعاقبة والسلطات المتتالية على عدن، لن تتحسن صورتها الا في نموذج عدن، هي الصورة الحقيقية للسلطة والوجه الحقيقي امام العالم، وعلى التحالف ان يترك للداخل حق القرار ويعزز السيادة الوطنية للسلطة ولن ينجح الا من عدن، ورهاننا على الداخل اكثر من رهاننا على الخارج، ولن يصلح حالنا ما لم نصلح ذواتنا، ونعرف ان عدن هي البداية ومنها يمكن الانطلاق لمصاف الدول المحترمة، التي تحترم الانسان وتوفر له سبيل الحياة الكريمة، والله الموفق

احمد ناصر حميدان

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن فی عدن

إقرأ أيضاً:

الثقافة: كشف أثري يعيد فتح ملف عبادة الشمس ويؤكد القيمة العالمية لجبانة منف

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن الكشف الأثري الأخير يعيد فتح صفحة مهمة في تاريخ عبادة الشمس، ويحتاج إلى دراسات متخصصة، خاصة فيما يتعلق بأهمية جبانة منف ووظيفة معبد الوادي، إضافة إلى ما كشفه من دلالات لغوية وأثرية مثل لعبة «السنت».

وأوضح ريحان، خلال مداخلة هاتفية في برنامج «هذا الصباح»، على شاشة «إكسترا نيوز»، أن جبانة منف مُدرجة على قائمة التراث العالمي الاستثنائي بمنظمة اليونسكو منذ عام 1979، وتشمل المنطقة الممتدة من أهرامات الجيزة حتى دهشور، وسُجلت وفق عدة معايير باعتبارها شاهدًا فريدًا على المعتقدات والعمارة الجنائزية في مصر القديمة، واستثنائية حضارة المصريين القدماء بصفة عامة.

وأشار إلى أن مدينة منف كانت عاصمة مصر من عام 2700 حتى 2150 قبل الميلاد، ولعبت دورًا محوريًا حتى العصر الروماني، لدرجة أن تتويج الإسكندر الأكبر تم فيها، موضحًا أن اليونسكو وصفت المنطقة بأنها في حالة حفظ جيدة وتمثل مصدرًا سياحيًا مهمًا، خاصة مع مشروع «ممر وجهة الأهرامات» الذي يربط مدينة منف بالمناطق الأثرية المحيطة عبر أكثر من 2000 عام من التاريخ.

وتحدث عضو لجنة التاريخ والآثار عن معبد الوادي في الحضارة المصرية القديمة، موضحًا أنه كان يُبنى دائمًا على شاطئ النيل بالقرب من الأهرامات، وتتمثل وظيفته في تحنيط جسد الملك ونقله عبر «طريق المواكب» إلى المعبد الجنائزي بجوار الهرم، وفق طقوس دينية دقيقة، مشيرًا إلى أن معابد الوادي ظهرت منذ عهد سنفرو وامتد نشاطها في عصور لاحقة.

وأضاف ريحان أنه جرى العثور على قطعتين خشبيتين للعبة «السنت»، واصفًا إياها بأنها لعبة لوحية مصرية قديمة تشبه الشطرنج، ومرتبطة بالمعتقدات الدينية المصرية مثل أسطورة الخلق والحساب، مطالبًا بتسجيلها كتراث لا مادي في اليونسكو، لافتًا إلى أنها منقوشة على جدران المعابد والمقابر، وعُثر عليها داخل مقبرة توت عنخ آمون.

«التفاعل الثقافي في مصر عبر العصور».. مؤتمر دولي يجمع خبراء التراث بالجامعة الأمريكية في القاهرة

ترشيد الكهرباء وأهمية القراءة ضمن فعاليات توعوية بثقافة الغربية

نائب محافظ الأقصر يفتتح المعرض الفني «تجربة شخصية» بقصر الثقافة

مقالات مشابهة

  • هل تجوز صلاة الضحى قبل الظهر بربع ساعة؟.. أمين الفتوى يجيب
  • الثقافة: كشف أثري يعيد فتح ملف عبادة الشمس ويؤكد القيمة العالمية لجبانة منف
  • الأعلى للثقافة: كشف أثري جديد يعيد فتح ملف عبادة الشمس
  • «الأعلى للثقافة»: كشف أثري جديد يعيد فتح ملف عبادة الشمس
  • كيف يمكن لهذه الدولة الخليجية أن تساعد لبنان؟
  • أطول كسوف كلي للشمس منذ 100 عام ينتهي في مصر.. ماذا يحدث؟
  • اليوم.. الأهلي يواجه الشمس في دوري اليد
  • إلى أي حد يمكن الاستمرار في تناول مضادات الاكتئاب؟
  • كيف يمكن الحفاظ علي مفاتيح السيارة ؟
  • مدرب المنتخب الأردني: العراق خصم قوي ولا يمكن الحكم عليه بخسارته مع الجزائر