رسوم ترامب الجمركية تعرقل الاقتصاد العالمي وسط تزايد الضبابية التجارية
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
تشهد عجلة الاقتصاد العالمي تباطؤا متزايدا في ظل تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك بعد عقود من الاعتماد على تجارة حرة نسبيا ومسارات اقتصادية يمكن التنبؤ بها، بحسب ما أفاد تقرير لشبكة سي إن بي سي الإخبارية.
وخلال الأسبوع الماضي، خفضت عدة شركات كبرى متعددة الجنسيات أهدافها للمبيعات، وأعادت تقييم خطط أعمالها، كما حذرت من احتمالات تسريح موظفين، في الوقت الذي خفّضت فيه اقتصادات كبرى توقعاتها للنمو.
وتراهن الأسواق المالية على تراجع كل من الولايات المتحدة والصين عن الدخول في حرب تجارية شاملة، وعلى توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو عقد اتفاقيات تجارية، إلا أن الضبابية المحيطة بكيفية انتهاء هذا الوضع أصبحت عاملا إضافيا في تأزيم الأوضاع الاقتصادية.
وقالت إيزابيل ماتيوس، كبيرة الاقتصاديين في بنك بي إن بي باريبا: تشكل السياسة الجمركية الأمريكية صدمة سلبية خطيرة للاقتصاد العالمي على المدى القصير"، مضيفة: "قد يكون الهدف النهائي من الرسوم الجمركية الأمريكية أبعد مما هو متوقَّع، وبمستوى أعلى مما كان يعتقد سابقا.
وكانت بكين قد أعلنت، الجمعة، أنها تقيم عرضا من واشنطن لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية البالغة 145%، والرسوم المضادة الصينية بنسبة 125%، كما أن إدارة ترامب أشارت إلى أنها باتت قريبة من إبرام اتفاقيات تجارية مع دول مثل الهند وكوريا الجنوبية واليابان.
وفي غضون ذلك، خفضت شركات مثل إلكترولوكس السويدية لتصنيع الأجهزة المنزلية توقعاتها، فيما سحبت كل من فولفو لصناعة السيارات، ولوجيتك لتصنيع أجهزة الحاسوب، ودياجيو العملاقة للمشروبات، أهدافها بسبب حالة الضبابية.
كما شكل إلغاء الإعفاء الجمركي على الطرود الإلكترونية الواردة من الصين والتي تقل قيمتها عن 800 دولار، الأسبوع الماضي، ضربة قاسية لعدد كبير من الشركات الصغيرة.
وأدت هذه الرسوم إلى خفض توقعات النمو في كل من اليابان وهولندا ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وشهد نشاط التصنيع في الصين انكماشا هو الأسرع منذ 16 شهراً خلال أبريل، فيما أظهرت البيانات أن صادرات المصانع البريطانية تراجعت الشهر الماضي بأسرع وتيرة منذ نحو خمس سنوات.
ورأى اقتصاديون أن تحسن البيانات الاقتصادية في ألمانيا، التي تعتمد بشكل كبير على التصدير، ربما يعود إلى تسريع المصانع وتيرة إنتاجها قبل تطبيق الرسوم الجمركية.
وفي الوقت الراهن، يصف معظم الاقتصاديين السياسات التجارية التي ينتهجها ترامب بأنها "صدمة من جانب الطلب" على الاقتصاد العالمي، إذ إنها تؤدي، من خلال رفع تكلفة الواردات على الشركات والمستهلكين الأمريكيين، إلى استنزاف النشاط الاقتصادي في مناطق أخرى من العالم.
اقرأ أيضاًترامب: نريد صفقة تجارية عادلة مع الصين
ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية
بعد إثارته الجدل بـ «قبعات ترامب 2028».. ماذا قال الرئيس الأمريكي عن ترشحه لـ ولاية ثالثة؟
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي الاقتصاد العالمي ترامب دونالد ترامب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوم ترامب الجمركية عجلة الاقتصاد العالمي الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
النفط يرتفع ترقبًا لاجتماع أوبك+ ومهلة ترامب الجمركية
بين مخاوف الأسواق من عودة تصعيد الرسوم الأميركية، وتوقعات بزيادة جديدة في إنتاج النفط من تحالف أوبك+، تذبذبت أسعار الخام خلال تعاملات الثلاثاء، قبل أن تميل إلى الارتفاع مع انشغال المستثمرين بقراءة المشهد الاقتصادي الأوسع قبيل أسبوع مفصلي في مساري الطاقة والتجارة معًا.
أسعار الخام تمتص الترقبارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.8 بالمئة إلى 67.28 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.9 بالمئة إلى 65.67 دولار، وسط تعاملات متقلبة مدفوعة بالحذر والتكهنات.
ويقول دانيال هاينز، خبير السلع في بنك ANZ، إن الأسواق تتعامل بقلق مع احتمال استمرار "معدل الزيادة المتسارع" في إنتاج تحالف أوبك+، ما يهدد بمزيد من الفائض في النصف الثاني من 2025.
وبحسب ما نقلته "رويترز" عن أربعة مصادر مطلعة، يدرس تحالف أوبك+ زيادة إنتاجه بواقع 411 ألف برميل يوميًا خلال أغسطس، بعد زيادات مماثلة في مايو ويونيو ويوليو، ما يعني رفع الإمدادات بمقدار 1.78 مليون برميل يوميًا منذ بداية العام، أو ما يعادل أكثر من 1.5 بالمئة من الطلب العالمي.
من المقرر أن يُحسم القرار خلال اجتماع التحالف في السادس من يوليو، وهو ما يجعل الأسبوع المقبل حاسمًا لاتجاهات السوق، خاصة في ظل انخفاض الأسعار من ذروتها الأخيرة فوق 80 دولارًا.
ترامب والمهلة الجمركيةفي موازاة ذلك، تعيش الأسواق على وقع اقتراب مهلة 9 يوليو التي حدّدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة تفعيل الرسوم الجمركية المرتفعة على الدول غير المتفقة تجاريًا مع واشنطن.
وتشير تصريحات وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، إلى أن بعض الدول قد تتلقى خلال أيام إشعارات رسمية برفع الرسوم إلى ما بين 11 و50 بالمئة، مقارنة بمعدل الـ10 بالمئة المؤقت المعمول به حاليًا.
الاتحاد الأوروبي من جهته يسعى لتأمين إعفاءات فورية لقطاعات رئيسية كالتكنولوجيا الطبية والمشروبات والطائرات، محذرًا من أن أي اتفاق لا يشمل تلك القطاعات قد يواجه رفضًا داخليًا واسعًا.
مورغان ستانلي: السوق تواجه وفرة ومعنويات هشةعلى صعيد التوقعات، يرى بنك مورغان ستانلي أن أسعار خام برنت قد تتراجع إلى 60 دولارًا بحلول مطلع العام المقبل، مدفوعة بوفرة المعروض وتراجع المخاطر الجيوسياسية بعد التهدئة بين إسرائيل وإيران.
ويتوقع البنك زيادة إضافية في المعروض تصل إلى 1.3 مليون برميل يوميًا في 2026.
وكانت أسعار النفط قد ارتفعت بقوة منتصف يونيو بعد أن استهدفت إسرائيل منشآت إيرانية في 13 يونيو، ثم عادت للهبوط بعد إعلان وقف إطلاق النار، ما يعكس الحساسية العالية للأسواق تجاه التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.