على سلالم محكمة أسرة مدينة نصر، تجلس سيدة، تدعى أسماء، صاحبة الـ 28 عامًا، تحمل ملامح الحزن واليأس، من آثار صدمتها الكبرى في شريك حياتها وزوجها، الذي زود معاناتها بدلًا من التخفيف عنها، خاصة بعد إصابتها بمرض «البهاق»، بعبارته القاسية على قلبها، قائلًا لها: «منظرك وحش وجسمك بقى مرقع.. »، وتارة يخبرها: «أنا من حقي اتجوز سيدة نظيفة وشكلها حلو.

. ».

لم تنجو «أسماء» من تنمر ومعايرة زوجها إبراهيم، البالغ من العمر 32 سنة، فضلًا عن عدم قدرتها على تحمل خيانته لها وعلاقته النسائية المتعددة، حتى فاض بها الكيل، وقررت اللجوء لعدالة محكمة الأسرة، وطلب الخلع من زوجها، وهدم «عش الزوجية»، لكن كانت الضحية الحقيقة والتي دفعت ثمن خلافاتهما، هي ابنتهما الوحيدة، الواقفة حائرة بين أبويها، لا تدرِ أيهما يجب عليها أن تختاره لتمكث برفقته، ومن الذي ستتخلى عنه.

منذ ما يقرب من 5 سنوات، عملت أسماء برفقة إبراهيم، في شركة واحدة، وبدأت العلاقة بينهما تتطور من علاقة زملاء لا يجمعهما سوى العمل، وصولًا لبدء توافد نظرات إعجاب فيما بينهما، وتطورت لعلاقة حب، اختتموها بوثيقة زواج، وسط فرحة عامرة بقلوبهما.

عاشت أسماء وإبراهيم، حياة هادئة مستقرة مليئة بالمودة والرحمة، وأنجبا طفلتهما الوحيدة، التي لم يكتمل عمرها سوى 3 سنوات، ومنذ فترة أصيبت أسماء بمرض يسمى «البهاق»، وحينها تحولت حياتها لجحيم، وكابوس مرير تعيشه ليلًا ونهارًا.

يذكر أن، مرض «البهاق» هو مرض جلدي يحدث بسبب فقدان لون الجلد الطبيعي وظهور بقع بيضاء اللون، ويمكن أن تؤثر في الجلد أو في أي جزء من الجسم.

وفور سماع أسماء خبر إصابتها بمرض «البهاق»، أسرعت لتحتمي بأحضان زوجها، معتقدة أنه الملجأ الوحيد لها ولآلامها، لكنه نفر بعيدًا عنها بمجرد سماعه بخبر مرضها، موبخًا إياها بعبارات حادة، قائلًا لها «أنا مراتي تبقى مبقعة وشكلها وحش.. أنا قرفان منك ومن شكل جلدك ومنظر جسمك».

البهاق

وقعت تلك العبارات على نفس «أسماء» كالصاعقة التي اخترقت قلبها لتشطره نصفين، ولم تبادله مجرى الحديث، آخذه ابنتها بأحضانها، ودموعها تسيل من عينيها كجريان المياه في منابعها.

زادت الخلافات بين أسماء وزوجها إبراهيم، حتى اكتشفت علاقاته النسائية المتعددة، وسردت أسماء معاناتها موضحة: «من شدة بجاحة زوجي.. كان بيجيب الستات اللي يعرفهم البيت ويقولي في وشي.. أيوة أنا هخونك وهتجوز عليكي كمان.. ».

واستطردت أسماء معبرة عن مدى آلامها حينما كانت تسمع وصلة تنمر زوجها عليها، برفقة سيدات جمعتهما علاقات عاطفية، ومنها «أنا مراتي مبقعة وشكلها مقرف ومش عايزها في حياتي.. ».

وهنا، قررت أسماء الانفصال عن زوجها، الذي رفض أن يطلقها حتى لا تستولى على حقوقها الشرعية، ولذلك احتمت أسماء بمحكمة الأسرة، ورفعت دعوى خلع ضد زوجها، وهي على أتم استعداد للتنازل عن كافة مستحقاتها في سبيل التخلص من «جحيم عش الزوجية».

وخلال جلسات مداولة القضية، وقفت أسماء أمام زوجها، لتروي قصة معاناتها للحكمين، قائلة لهم إن زوجها، الذي من المفترض أن يكون مصدر الأمن والأمان لها ولابنتهما الوحيدة، هو أول من تخلى عنها في أزمة مرضها، موبخًا إياها بأبشع العبارات.

قضايا محكمة الأسرة

وأوضحت الزوجة: «جوزي بيقول أنت مش شايفة منظرك اللي يقرف.. وشكل جسمك اللي بقى مبقع.. أنا عايز اتجوز ست جسمها نظيف.. ده بيعايرني يا سيادة القاضي.. وفرحان عشان هتنازل عن نفقة العدة والمتعة والمؤخر.. ».

وبكل ثبات وهدوء، رد عليها زوجها إبراهيم، قائلًا لها: «اه أنا قولت كدة وأنا من حقي اتجوز ست نظيفة»، لترد عليه هيئة العدالة: «ده مرض وربنا ممكن يبتلي أي حد بالمرض.. »، لينطق الحكم بخلع أسماء. ف، بـ طلقة بائنة.

اقرأ أيضاً«عايزه طين يا إبراهيم».. أغرب دعوى خلع من سيدة ضد زوجها في فترة «الوحم»

محامية: الخلع وفقًا للقانون يكون بإرادة منفردة من الزوجة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: محكمة الأسبوع أخبار الحوادث حوادث الأسبوع البهاق الأسرة حوادث محاكمة محكمة الأسرة مرض أسرة مرض البهاق خلع

إقرأ أيضاً:

عشر سنوات على جريمة الغدر.. «هشام بركات» شهيد العدالة الذي ارتقى صائما

تحل اليوم 29 يونيو الذكرى العاشرة لاستشهاد المستشار هشام بركات النائب العام، الذي اغتيل غدرًا في الثامنة والنصف من صباح يوم 12 رمضان الموافق 29 يونيو عام 2015، إثر تفجير سيارة مفخخة قرب موكبه بشارع عمار بن ياسر بمنطقة مصر الجديدة باستخدام نحو 50 كيلو جرامًا من المواد المتفجرة، في واحدة من أبشع العمليات الإرهابية التي استهدفت أحد أعمدة العدالة في مصر.

وُلد المستشار هشام بركات في 21 نوفمبر 1950، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1973، ليبدأ مسيرة حافلة في سلك القضاء.

عُيّن وكيلاً للنائب العام ثم أصبح رئيسًا بمحكمة الاستئناف، كما تولى رئاسة المكتب الفني والمتابعة بمحكمة استئناف الإسماعيلية خلال القضايا الكبرى مثل قضية أحداث ستاد بورسعيد وهروب العناصر الإرهابية من سجن وادي النطرون إبان أحداث يناير.

قبل حادث الاغتيال الناجح بأربعة أشهر فقط، نجا المستشار هشام بركات من محاولة اغتيال فاشلة حين زرعت الجماعات الإرهابية عبوة ناسفة أسفل مكتبه في 2 مارس 2015، بالتزامن مع وقت خروج الموظفين بقصد إيقاع أكبر عدد من الضحايا لكن تلك المحاولة الفاشلة لم ترهب الشهيد الذي صمد في مكتبه، مؤكدًا أن الإرهاب لن يثني رجال النيابة العامة عن أداء رسالتهم، مشددًا على أن اختيار موقع التفجير أمام دار القضاء العالي كان رسالة يائسة للتأثير على رجال القضاء لكنها لن تفلح أبدًا.

في صباح يوم الجريمة، وضع الإرهابيون سيارة مفخخة محملة ببرميل مواد شديدة الانفجار يصل وزنها إلى 50 كيلو جرامًا في مسار موكب النائب العام. كان المخطط بقيادة الإرهابي الهارب يحيى موسى، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة في حكم الإخوان، والذي أعطى تعليمات مباشرة لتنفيذ عملية الاغتيال، مستغلًا عناصر متطرفة معظمهم من طلاب جامعة الأزهر ممن حضروا اعتصام رابعة وتشبعوا بالأفكار الإرهابية. حاولت الخلية تنفيذ الجريمة يوم 28 يونيو، لكن تغيير مسار موكب النائب العام أحبط المحاولة، ليُعاد التنفيذ في اليوم التالي مع خروج الموكب صباحًا من منزله بمصر الجديدة إلى مكتبه بدار القضاء العالي وما إن اقترب موكب الشهيد من السيارة المفخخة حتى ضغط أحد العناصر الإرهابية على زر التفجير، ليهتز الشارع بموجة انفجار هائلة أوقعت الشهيد بإصابات بالغة ونزيف داخلي خطير.

وقرر النائب العام السابق المستشار نبيل صادق في شهر مايو عام 2016، إحالة 67 متهماً في القضية رقم 314 لسنة 2016، والنظر في هذه القضية التي أطلق عليها “القصاص لهشام بركات”، ليصدر حكم الإعدام في عام 22 يوليو 2017، بإعدام 28 متهماً في القضية والمؤبد لـ15 متهماً، والسجن 15 عاماً لـ8 متهمين، والسجن 10 أعوام لـ 15 متهماً.

لم تتوقف الدولة عند القصاص القضائي فقط، بل حرصت على تخليد اسم الشهيد البطل، فأُطلق اسمه في 16 يوليو 2015 على ميدان رابعة العدوية الذي اغتيل بالقرب منه، كما حملت إحدى محطات المرحلة الرابعة من الخط الثالث لمترو الأنفاق اسم «النزهة 2 - الشهيد هشام بركات»، فضلًا عن إطلاق اسمه على عدد من المدارس في مختلف المحافظات لتظل ذكراه عنوانًا للعدالة. وفي إبريل 2020 أُطلق اسم الشهيد أيضًا على كوبري الطيران بمدينة نصر، وفي أكتوبر 2021 منح الرئيس عبد الفتاح السيسي اسم الشهيد المستشار هشام بركات وسام «وشاح النيل» تقديرًا لدوره وتضحياته التي ستظل محفورة في ذاكرة الوطن وقلوب المصريين.

اقرأ أيضاًوزير الداخلية يرقي الشهيد محمود أحمد عبد الصبور سعد لرتبة رائد

إطلاق اسم الشهيد «خالد شوقي عبد العال» على شارع في العاشر من رمضان - صور

مقالات مشابهة

  • بعد أربع سنوات في منصب الوزير.. جبريل إبراهيم: فرص العودة وتحدي تقديم الجديد
  • سمية الناصر : أعرف امرأة تاركة ورثها بالبنك وتقول زوجها هو اللي ملزم بالمصاريف .. فيديو
  • أنباء عن انفصال دي ليخت وآنيكي بعد زواج سري بسبب محتوى روحاني
  • بعد زواج 7 سنين انفصال عبير صبري عن زوجها … ماذا قالت عنه؟
  • مابين 7و10 سنوات مشدد.. الحكم علي سيدة وعاطل بتهمة خطف زوجها
  • عشر سنوات على جريمة الغدر.. «هشام بركات» شهيد العدالة الذي ارتقى صائما
  • خطفت زوجها بـ 30 ألف جنيه وسرقت موبايله.. وجنايات القاهرة تعاقبها بالسجن المشدد 7 سنوات
  • بعد 7 سنين زواج.. عبير صبري تعلن انفصالها عن زوجها
  • أسماء أبو اليزيد مع زوجها في العرض الخاص لمسلسل مملكة الحرير
  • بعد زواج دام 7 سنوات..عبير صبري تعلن انفصالها عن زوجها