هل زيت الزيتون علاج مناسب لآلام الظهر؟
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
يعاني الكثيرون من آلام الظهر، وتقدر دراسات أن نحو 23% من البالغين عالميا يعانون منها، ويعني هذا أن نحو 900 مليون إنسان على الكوكب يعانون من آلام الظهر، فما أبرز أسباب هذه الحالة؟ وما هي العلاجات المتاحة؟ ومتى يتم اللجوء إلى الجراحة للتعامل معها؟
هذه الاسئلة وغيرها أجاب عنها الدكتور عماد أبو ريان، استشاري أول جراحة العظام والمفاصل، وخريج جامعة وليام منستير في ألمانيا، في عيادة الجزيرة.
إذا ما أتينا لإحصائية بسيطة وهي عدد المرضى الذين نستقبلهم يوميا فمن المسلمات المتعارف عليها ان واحد من بين كل 3 مرضى يزورون عيادة طب العظام أو عيادة الأسرة هو مريض يعاني من آلام الظهر، هي الآن من الأمراض العصرية الشائعة وخاصة أسفل الظهر وهذا الأمر مرتبط بكيفية الحياة، بكيفية النشاط البدني، بكيفية العمل، كيفية عملنا.
قضية الجلوس مثلا هي من أكثر القضايا المؤثرة سلبا على أسفل الظهر كيفية الوقوف والمشي، وهذا أيضا ما نجده عند كثير من المرضى أنه يخبرك بأنه إذا تحركت بدأ يخف ألمي، وهذا من أرض الواقع وهذا ما نسمعه من أفواه المرضى مرارا وتكرارا.
قضية السمنة مثلا في وقتنا الراهن تعتبر من الأمراض التي يمكن أن تجدها شائعة جدا وهذا أيضا من الأمور التي تسبب هذا الألم في أسفل الظهر. قضية الاختلال ما بين قوة عضلات البطن وقوة عضلات الظهر وهذا ما يؤثر سلبا على العمود الفقري.
إعلان ما علاقة وجود مشكلة في عضلات البطن والظهر والشعور بآلام العمود الفقري؟في ما يتعلق بجهازنا العظمي والعضلي هناك تناسق ما بين العضلات في أدوارها، فتشريحيا العمود الفقري هو موجود في منطقة محاطة بعضلات البطن وعضلات الظهر، وعملية شد عضلات البطن تساعد على المحافظة على استقامة العمود الفقري، وبناء عليه عند حدوث ازدياد الوزن تضعف العضلات الموجودة في البطن مما يسبب شيوع انحناء العمود الفقري أو تقعره ويصبح العمود الفقري محدبا للداخل وهذا يزيد الضغط على الفقرات.
من الأمور الثابتة في العلاج الطبيعي، وفي العلاج الفيزيائي في الطب الرياضي أن قوة عضلات البطن هي في صالح حماية العمود الفقري من أن يتعرض لتنكس ضغط زائد أو ميلان أو انحراف.
كيف يمكن تقوية عضلات البطن؟بتصوري الخاص لابد من الاتزان في الغذاء، لابد من التنوع المتوازن بالدرجة الأولى، والمحافظة على نشاط بدني وبذلك يمكن المحافظة على عضلات بطن قوية تستطيع أن تسند الظهر. كما أن النشاط البدني يجب أن يراعي الحالة الصحية للمريض، ما يقوم به مثلا الشباب في العشرينيات ليس مثل ما يقوم به المرضى في الأربعينيات.
إحدى الحالات الموجودة عندي والتي أتابعها لديه انزلاق غضروفي، المريض لا يعاني من آلام شديدة لكن بناء على التشخيص وعلى التصوير تبين أن هناك انزلاقا واضحا، إذا لجأ المريض للعلاج الفيزيائي يمكن أن تسوء حالته، لذلك ننصح المريض في هذه الحالة بتقوية عضلات نواة الجسم (core muscles). ولا نبدأ بإعادة المرونة للعمود الفقري وتحسين مستوى الحركة في العمود الفقري. نحاول أن نبدأ من هذه النقطة. وهي أمر مركزي في علاج المرضى إما قبل العمل الجراحي أو بعد العمل الجراحي أو أثناء العلاج التحفظي.
أتوقع أن استخدام أي زيت والقيام بحركات التدليك سيكون له نفس التأثير.
هل الإبر الصينية فعالة لعلاج ألم أسفل الظهر؟الإبر الصينية هي فعالة ومجربة وأصبحت الآن من المواضيع التي تدرس في الجامعات، وأيضا فيها شهادات طبية من نقابات طبية.
ما هي العلاجات المستخدمة لآلام الظهر؟ما هو متعارف عليه وما أثبت نجاحه في هذا الموضوع هو العلاجات غير الجراحية، أي العلاج التحفظي، ويشمل الأدوية، ونقصد هنا بالأدوية مضادات الالتهاب بالدرجة الأولى، ولا نقصد بذلك الذهاب فورا إلى مسكنات الألم، مسكن الألم يتم استخدامه في نوبات الألم الحاد، وهذا ما يستدعي في الأغلب دخول المريض أو خضوع المريض لمراقبة سريرية وأن يكون موجودا في المستشفى. أما في حالة وجوده في العيادة للمريض بالعادة نلجأ لمضادات الالتهاب، والالتهاب هو سلسلة تفاعلات تكون موجودة في العضلات في الأعصاب في الهيكل العظمي تسبب هذا الالتهاب، وتسبب الوذمة (تجمع السوائل). ومن خلال مضادات الالتهاب ينحسر تجمع السوائل وبناء عليه يخف الألم تبعا لتأثير مضاد الالتهاب. وهذا يختلف عن وقف الإشارة العصبية أو الإشارة الحسية الألمية من مكان الألم إلى المركز والجهاز العصبي الموجود في جسم الإنسان، هذا ما يحدث في حالة المسكنات.
إذن هذه الخطوة الأولى. من بعد تحسين وضعية الألم وتحسين وضعية الالتهاب يكون المريض جاهزا لخوض رحلة العلاج الطبيعي. ودائما ننصح أن نتخلص من جزء من ألمنا قبل البدء بالعلاج الطبيعي. والسبب في ذلك الحفاظ على المريض من أي ردة فعل عكسية. على سبيل المثال إذا كان هناك تشنج عضلي حاد. يفضل أن نعطيه مرخيا عضليا للمريض. وسبب ذلك إن بدأ المريض في العلاج الطبيعي وما زال يعاني من توتر حاد وتشنج حاد في العضلات. سوف تكون ردة الفعل عكسية. وردة فعل المريض تبعا لذلك سوف تكون أيضا عكسية. بمعنى سوف يحاول تجنب العلاج الطبيعي وهو يحتاج له. لابد من تحضير المريض لخوض هذه الرحلة. ولذلك دائما نحاول أن نخلق جوا توعويا للمريض في العيادة. بمعنى ما هي الخطوة الأولى والثانية والثالثة. وما سبب ترتيب هذه الخطوات؟ وما هو المنتظر من هذه الخطوات؟
إعلانالخطوة الثالثة إذا لم يتحسن المريض هي حقن الكورتيزون. هذه خطوة ثالثة. ولكنها ليست بنفس شيوع. الخطوة الأولى والثانية.
وفي الحقن لا بد من وجود مادة مخدرة وذلك لكي نضمن أن يكون الإجراء دون آلام حادة، يكفي من المريض ما يعانيه من آلام ظهره. ولا نريد أن تزداد عليه آلامه. فلابد من تخدير المكان، و يتم حقن مادة الكورتيزون، ويفضل أن تكون مادة الكورتيزون. ذات وزن ثقيل، يعني أن تكون عبارة عن جزيئات بحيث لا تستطيع الوصول من مكان الحقن إلى الدورة الدموية في جسم المريض، وأن تبقى هي في الأنسجة، في الأغلب تكون عبارة عن بلورات كريستالية يتم حقنها في هذا المكان وتذوب مع الوقت، لذلك لا يكون مفعولها مفعولا فوريا، إنما المفعول في أول 72 ساعة يكون هو مفعول المخدر. ومن بعد ذلك (من بعد اليوم الثالث) تبدأ هذه الجزيئات الكريستال بالذوبان في مكانها.
طالما أنها تذوب، كم تستمر فعاليتها؟بالاعتماد على الدراسات الموجودة أقل وقت نستطيع أن ننتظره من الإبرة هو 6 أشهر، وهناك بعض الحالات يستمر التحسن لسنوات، وبعض الحالات يمكن أن تأخذ الحقنة مرة واحدة والآن تمر عليها السنة السادسة والسابعة والثامنة الحمد لله من غير أي ألم.
إذا لم نستطع الحصول على 6 أشهر وهي الحد الأدنى. سيرجع المريض قبل 6 أشهر. وبذلك نكون نحن استفدنا من الشطر الآخر من هذه الإبرة. فالإبرة هي فحص وعلاج في نفس الوقت، بمعنى إذا كان التحسن أقل من 3 أشهر- 6 أشهر. وكان لأسابيع أو لأيام فهذا يثبت لنا أنه الحالة تستوجب تدخلا وعلاجا أكثر وفي هذه الحالة قد يكون العلاج الجراحي.
ولذلك في بعض الحالات التي تكون غير واضحة نحاول أن نجنب المريض الجراحة، حيث نخضعه للإبرة ويتم توعيته أنه لا بد من إجراء الإبرة بهدف العلاج أولا وأيضا بغرض الفحص. هي تكون اختبارا، فإذا الأمور هدأت والمريض تحسن، واستمررنا على فترة زمنية طويلة في التحسن هنا نتأكد أنه فعلا استطعنا أن نجنب المريض الإجراء الجراحي. لكن إذا أتى المريض بعد 3 أيام وكانت تجربته أنه خلال أول 24 أو 48 ساعة كان في تحسن هائل ورائع. ولكن بعد ذلك للأسف الأمور عادت إلى ما هي عليه. فهذا من الأدلة أنه لا بد من اللجوء إلى عمل علاجي وإجراء علاج أكثر من الإبرة.
طبعا في هذا الصدد لا بد من ذكرشيء ما، هناك بعض الحالات التي تصلنا تكون قد تفاقمت. بمعنى عند حضور المريض ويكون عنده عارض عصبي، بمعنى تأخر عضلي لا سمح الله، ضعف عضلي، شلل، تأخر حسي (ما يعرف بالخدر)، في هذه الحالة يكون الإجراء الجراحي حاجة وليس عبارة عن مقاربة، بمعنى أنه لن يكون عندي مجال أن أعرض على المريض بديلا عن الجراحة لأن الحالة لا تحتمل التأخير، والمقصود بضعف العضلة أن المريض يستطيع مثلا أن يمشي لكن إذا تعرض للدرج لابد من أنه يستند على الدرج، ولا يستطيع كالمعتاد أنه ينزل الدرج بسلاسة. أما قضية الشلل فلا يستطيع المريض الوقوف على قدمه ولا يستطيع تحريكها، هنا يوجد فترة زمنية محدودة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
في خضم هذا الحديث لابد من التأكد من أن المريض ما زال يتمتع ببعض الوظائف الحيوية التي قد لا نربطها بشكل مباشر مع آلام الظهر، مثلا التحكم بالبول والبراز، وبعض المرضى يتم سؤاله فورا هل تتفاجأ بخروج البول دون أي تحكم؟ ما يعرف بسلس البول، في هذه الحالة أنه لابد من القيام بالإجراء بأقصى سرعة. عضلات المثانة وعضلات الشرج تفقد قوتها وتفقد التحكم في الإخراج، لذلك في هذه الحالات وللمحافظة على نوعية الحياة لابد من إطلاع المريض على الحاجة القصوى للإجراء الجراحي.
هل هناك علاقة بين آلام الظهر والتهابات المعدة؟نعم، هذا الشيء موجود، هناك بعض الالتهابات التي قد تصيب المعدة، الجهاز الهضمي، الجهاز البولي وقد تصيب أيضا الجهاز التنفسي يمكن أن تحدث آلاما في المفاصل، مثلا من المعروف أنه إذا تعرض الطفل للزكام يمكن أن يتعرض لآلام في الوركين، علما أنه لم تحدث أي إصابة للوركين، وحتى في حالة فحص الوركين لا نجد أي علامة التهاب حقيقي مباشر لهما لكن المعروف أنه إذا تعرض المريض لنوبة زكام أو نوبة حمى بالعادة ما يرافقه ألم في العضلات، وهذا يختلف قليلا عن ألم الدسك أو ألم الفقرات القطنية أو الفقرات العنقية عند المريض فيكون في أغلبه عبارة عن ألم عضلات وألم مفاصل أكثر من أي شيء آخر.
إعلان هل هناك علاقة بين آلام الظهر والسرطان؟في بعض الأحيان تكون آلام الظهر هي العلامة الأخيرة للسرطان، وذلك من بعد انتشار السرطان مثلا من مصدره إلى العظم. وهناك الكثير من أنواع السرطانات التي تكون نهايتها إحداث إصابات سرطانية في العظم، وبالأخص العمود الفقري.
بالعادة يتم سؤال المرضى، هل هناك وجود أي مرض سرطاني؟ يتم أيضا سؤال المرضى عن الأسئلة الثلاثة المشهورة الذي يتعرض إليها أي مريض يشتبه في وجود هذا المرض الخبيث قضية نقص الوزن الحاد دون رغبة دون أي حمية، التعب البدني، والخمول المستمر، هذه عبارة عن أمور متلازمة وتأتي مع بعضها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات عيادة الجزيرة العلاج الطبیعی العمود الفقری فی هذه الحالة عضلات البطن بعض الحالات أسفل الظهر آلام الظهر عبارة عن لا بد من یمکن أن لابد من من آلام هذا ما من بعد
إقرأ أيضاً:
سياحة الأماكن الخطرة.. حينما تكون المجازفة غاية السفر
لا يغامرون عبثًا، ولا يلهثون خلف المجهول بدافع الفضول وحده، بل كأنّ في داخلهم جوعًا لا يشبعه المألوف، وتوقًا لحياة تنبض خارج حدود العادي والمكرر، يركضون نحو الخطر ليهزموا الخوف، يكشفون لأنفسهم عن قدراتهم الخفية.
يميل بعض الرحّالة إلى الامتثال لمطالب السلامة والراحة وهذا طبيعي، في حين يكسر آخرون قواعد الحذر ويتعمدون المغامرة بأنفسهم جسدياً معتلين قمم الجبال الشاهقة، أو أمنياً متسللين إلى مدن الحروب والصراعات.
يتغير الإطار الطبيعي للمخاطر من بلد إلى آخر، لكن العاطفة المشتركة بين هؤلاء المغامرين واحدة، وهي رغبة في اختبار حدود النفس وخوض تجربة تنهي رتابة الحياة اليومية، حينها يكون "الخطر" هو ذاته وجهة السفر.
الأسباب النفسية وراء المخاطرةمنطلقات نفسية عدة تجعل الإنسان –وخاصة من يملكون روح المغامرة– يقصدون الأماكن المحفوفة بالخطر، فقد أوضحت الدراسات الحديثة أن هؤلاء الأشخاص في العادة يمتلكون سمات شخصية "المغامر"، فهم ممن يحتاجون إلى محفزاتٍ قوية وجديدة في حياتهم بشكل مستمر من حين لآخر لكي يشعروا بالسعادة.
يسمّى هذا علميا "البحث عن الذات" وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص أصحاب هذه الصفة غالبًا ما ينخرطون في أنشطة محفوفة بالمخاطر باحثين عن التدفقات الهرمونية مثل الدوبامين "هرمون السعادة" والأدرينالين "هرمون الطوارئ" المرافقة لها. وإليكم بعض هذه الأسباب:
حب الإثارة والتجديدينجذب المخاطرون إلى الأشياء الجديدة غير الاعتيادية، ويستمتعون بالتنقل إلى أماكن تختلف كليًا عن روتين الحياة اليومية. لقد سئموا من الاكتشافات المعهودة والعادية، أو ربما استنفدوها، هذا الشعور بالمغامرة يروّج للخروج من دائرة الملل، ويوفر إثارة فورية لدى الدماغ، وقد ثبت نفسيًا أن المغامرات المثيرة تولّد مشاعر إيجابية وتزيد الرضا الذاتي.
الفضول والاكتشافيُخلق كل البشر بمستوىً طبيعي من الفضول "حب الاكتشاف"، ولكن يزداد الفضول عند بعض الأشخاص الذين تشبّعوا بالمغامرات التقليدية ويريدون المزيد. فقد كشفت بعض الدراسات أن هذا السلوك له علاقة طردية تفسيرها كالآتي: كلما اكتشف المغامر أكثر، كلما تولدت له رغبة أكبر وأعمق في اكتشاف المزيد، فيشعر من داخله بصوت يقول "هل من مزيد لأكتشفه؟".
إعلان مواجهة الخوف واكتساب الشجاعةيرى البعض أن المخاطرة هي تحدّي الخوف. فالدخول أو الذهاب إلى مكان خطر يجبر الإنسان على التحكم في الفزع وضبط النفس وإعادة ترتيب أولوياته.
وقد لاحظ باحثون أن التجارب الخطرة تساعد الإنسان على تنظيم عواطفه وتعزيز تقديره لذاته، وأن مواجهة المغامر لمخاوفه في بيئات صعبة تمنحه شجاعة تمكنه من التعامل مع تحديات الحياة الأخرى.
تحقيق الذات والثقة بالنفسوأخيرًا والأهم، يجد الكثيرون في مواصلة التحدّي ومواجهة المخاطر مغذٍ لتحقيق الذات، فعندما يتغلب المُخاطر على عقبة كبيرة يتحقق لديه إحساس عميق بالإنجاز يليه نشوة شعورية تشعره بالرضا عن نفسه واكتشاف دواخله التي يشعر أنه لا حدود لها.
وقد أظهرت الدراسات أن خوض المغامرات الخطرة يعزّز الثقة بالنفس ويملأ الـ "أنا" ويقلّل الضغوط النفسية.
تجارب حقيقية جو حطاب وأخطر سجن بالسلفادوردخل المغامر الأردني الشهير جو حطاب سجن "سيكوت" الضخم في السلفادور، الذي يشتهر بأنه من أعتى وأخطر سجون العالم لاحتوائه على عصابات «إم إس-13» و«باريّو 18» الخطيرة.
تجوّل جو بين الزنزانات المحصّنة بشدة، ورصد رجال العصابات المكبّلين بالسلاسل، باحثًا عن شعور جديد لطقوس الخطر.
روى لاحقًا كيف أن كثافة التسلح والحراسة داخل السجن جعلت الأجواء تكاد لا تُطاق حتى للمتفرّجين، ولكنه خرج سالماً حاملاً معه صورًا وقصصًا استثنائية عن عالم نادرا ما يصل إليه السائح.
ابن حتوتة وقطار موريتانيا الطويلسافر الرحّالة العربي "ابن حتوتة"، كما يعكس اسمه، إلى موريتانيا لتجربة المبيت على ظهر واحدٍ من أطول وأخطر قطارات العالم، ولكن المفاجئة أن القطار ليس قطاراً للركاب بل لنقل خام الحديد عبر الصحراء الموريتانية.
أمضى ابن حتوتة نحو 20 ساعة على سطح القطار في العراء القارس بين ذرات غبار الحديد، مستعرضا بذلك حدّ التحمل البشري في مواجهة شدة برودة الصحراء ليلاً وارتفاع صوت المحركات والرياح القوية والظلام الدامس، ووحدة الانقطاع عن البشر.
حجاجوفيتش وأبرد منطقة مأهولةاستهدف المغامر المصري حجاجوفيتش قرية "أويمياكون" في جمهورية ياقوتيا المنضوية ضمن الاتحاد الروسي وهي مشهورة بكونها أبرد منطقة مأهولة في كوكب الأرض، هذه المدينة التي اشتهرت بتسجيل أرقام قياسية لدرجات الحرارة السالبة، فقد وصلت إلى 71 درجة تحت الصفر.
هنا عاش المغامر تجربة التنقل في بردٍ قاسٍ لا يرحم أبدا طبيعة جسم الإنسان العادية، حيث كل شيء يتجمد في دقائق معدودة وربما في ثوان.
صبر حجاجوفيتش على الحياة اليومية في “القطب الشمالي” الصغير بتجهيزات بسيطة، متصالحا مع رهبة الطبيعة القاسية التي اختبر فيها قدرة الإنسان على البقاء.
إبراهيم سرحان والسفر لكوريا الشماليةكان الشاب السعودي إبراهيم سرحان من أوائل من وثقوا رحلتهم إلى كوريا الشمالية، الدولة المعزولة والمنغلقة أمنياً. ورغم أن السلطات الكورية الشمالية تسمح بجولات سياحية محكمة وشديدة الرقابة، إلا أن دخول أراضي هذه الدولة يظل مخاطرة كبيرة إذا خولف النظام بأدنى مستوى من المخالفة، فكاميرات المراقبة والعاملون المكلّفون من قبل الحكومة يحيطون بالزائر مرتكب المخالفة من كل زاوية.
إعلانتحدى سرحان بعض الممنوعات الصغيرة في كوريا الشمالية مثل التصوير، وسجل تجربته قبل 8 سنوات كرحالة من المنطقة العربية في إحدى أبرز الأماكن الخطرة التي يمكن للمسافر أن يزورها في العالم.
تتشابه دوافع هؤلاء المُخاطرين في الرغبة لاختراق المجهول، والسعي وراء معنى لتجربة السفر خارج حدود المألوف.
ولكن بعض الأسئلة تظل مفتوحة: هل "الخطر" هو الوسيلة التي تجعل المغامر يشعر بذاته؟ ما هي حدود المخاطرة؟ ما هو الثمن الحقيقي الذي قد يُدفع؟ هل نشوة الشعور بالذات تستحق ثمن المخاطرة؟