قرار صحي أم مغامرة تشريعية؟.. البرلمان يصوت على منع الفيب
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
5 مايو، 2025
بغداد/المسلة: يدفع تصويت لجنة الصحة والبيئة النيابية بحظر “الفيب” نحو لحظة فارقة في العلاقة المضطربة بين الدولة العراقية ومنتجات النيكوتين الحديثة، إذ يأتي القرار وسط تضارب عالمي في المواقف، وقلق متصاعد بشأن تأثيرات هذه المنتجات على الصحة العامة، ووسط طوفان من الإعلانات والترويج المكثف في الأسواق العراقية وعلى وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعكس تشديد القانون الجديد اتجاهاً رسمياً حاسماً، لا سيما مع مقارنة النائب ماجد شنكالي للوضع العراقي بما اتخذته بريطانيا مؤخرًا من قرار حظر، رغم أن الأخيرة كانت حتى وقت قريب من أبرز الدول المروّجة للفيب كأداة للإقلاع عن التدخين.
ويضع هذا الحظر العراق ضمن دائرة قليلة من الدول التي اختارت سياسة المنع بدلًا من التقنين أو التنظيم، ما يطرح تساؤلات حادة عن قدرة السلطات على تنفيذ القرار وسط وفرة هذه المنتجات وتوفرها في كل ركن من البلاد.
ويثير توقيت القرار كذلك شكوكا بين من يعتقد أن الحظر الكامل قد يدفع السوق إلى التهريب، بدلًا من المعالجة الجذرية لظاهرة الإدمان، وهو ما عبر عنه عدد من المغردين العراقيين بقلقهم من أن يكون القرار صوريًا أو انتقائيًا، في ظل غياب رقابة صارمة على المنافذ الحدودية أو الأسواق الشعبية.
وغرد الصحفي حسين القيسي قائلًا: “حظر الفيب خطوة جريئة.. لكن هل نحن مستعدون لضبط السوق السوداء؟”، بينما تساءلت المدونة زينب جبار عن مصير من استخدموا الفيب كبديل عن التدخين التقليدي: “الحكومة الآن تُعيدهم للسجائر؟”.
وتتباين الآراء الطبية بشأن نجاعة هذا التوجه، إذ يرى بعض الأطباء أن الفيب ليس “بديلاً آمناً” كما رُوّج له سابقًا، بل يحمل مكوناته الضارة الخاصة، خاصة عند استخدام سوائل غير مرخصة، وهي ظاهرة منتشرة في العراق.
فيما ترى لجنة الصحة النيابية أن المنع الكامل هو الخيار الأسلم في ظل ضعف الثقافة الصحية وغياب أدوات الرقابة، حيث أكد أعضاء اللجنة أن تقنين الضرر لم يعد مجدياً في بيئة مشبعة بالترويج العشوائي للفيب.
وتسهم بنود القانون أيضًا في إعادة تنظيم شامل لسوق التبغ التقليدي، عبر منع الأرجيلة في الأماكن المغلقة وتحجيم التدخين في المؤسسات العامة، وهي خطوة تلقى ترحيباً نسبياً بين المختصين، لكنها تظل رهينة التطبيق الفعلي والمتابعة الميدانية.
وتتطلب المرحلة المقبلة وعياً مجتمعياً متنامياً، وحملات توعية واسعة النطاق، لا سيما بين فئات الشباب الذين يمثلون الفئة الأكثر استهلاكًا للفيب، وتحديداً في المدارس والجامعات والمقاهي، حيث تحولت هذه المنتجات إلى “موضة يومية” أكثر من كونها خياراً صحياً.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
البرتغال تستعد لخوض ثالث انتخابات تشريعية خلال ثلاث سنوات
تتجه البرتغال إلى انتخابات تشريعية جديدة للمرة الثالثة في ثلاث سنوات، وسط أزمة سياسية خانقة وصعود لافت لحزب اليمين المتطرف "تشيغا"، ما يعكس تغيرًا جذريًّا في الخارطة الحزبية وقلقًا متزايدًا بشأن مستقبل الاستقرار السياسي في البلاد. اعلان
تواجه البرتغالانتخابات تشريعية للمرة الثالثة خلال ثلاث سنوات، إثر سقوط الحكومة الوسطية-اليمينية برئاسة لويس مونتينيغرو بعد تصويت بعدم الثقة الذي أقره البرلمان، وذلك في ظل تساؤلات حول تصرفات رئيس الوزراء.
ويعتبر هذا التطور أحدث مراحل الاضطراب السياسي التي تشهدها البلاد، وهو يُعد الأسوأ منذ عودة البرتغال إلى النظام الديمقراطي قبل 51 عامًا.
والبرتغال، التي يبلغ عدد سكانها نحو 10.6 مليون نسمة، شهدت في السنوات الأخيرة توالياً لحكومات أقلية، بعد أن خسر الحزبان الرئيسيان، وهما الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الاشتراكي، جزءًا من دعم الناخبين لصالح أحزاب صغيرة ناشئة.
وقبل يومين من موعد الاستحقاق، نظّم كل من مونتينيغرو وزعيم الحزب الاشتراكي بيدرو نونو سانتوس تجمّعين في ختام الحملة الانتخابية.
وقال سانتوس لأنصاره: "بعد يومين سنفوز في هذه الانتخابات. لا يمكن لأحد أن يبقى في منزله، وحده الحزب الاشتراكي هو القادر على إعادة الاستقرار للبلاد، استقرارٌ سياسي وتوجهٌ واضح لم تتمكن الحكومة الحالية من تحقيقه، لكننا سنحققه بدعم من الشعب البرتغالي."
أما مونتينيغرو، فقال خلال تجمّعه الانتخابي: "لقد مضى وقت طويل منذ أن شعرنا بهذا الحماس والإيمان بما يمكننا تحقيقه كدولة، وكأمة، وكقوة داخلية نحملها بداخلنا."
Relatedالحزب الاشتراكي الحاكم يفوز بالانتخابات التشريعية المبكرة في البرتغال البرتغاليون يقترعون والاشتراكيون يحافظون على تقدمهمهل ستضع انتخابات البرتغال نهايةً للائتلاف اليساري؟عدم الاستقرار السياسيوتُعمّق الانتخابات التشريعية حالةعدم اليقين السياسي في البرتغال، في وقت تعمل فيه البلاد على تخصيص أكثر من 22 مليار يورو من أموال التنمية الأوروبية لتمويل مشاريع استراتيجية.
ويتوقع أن يحقق الحزب الشعبي اليميني المتطرف "تشيغا" (كفى) مكاسب من استياء الناخبين إزاء العودة المتكررة إلى صناديق الاقتراع، وهو حزب استفاد سابقًا من الإحباط العام تجاه الحزبين الرئيسيين.
وقد انضمت البرتغال إلى المد الأوروبي الصاعد للحركات الشعبوية، بعدما نجح حزب "تشيغا" في انتزاع المرتبة الثالثة في الانتخابات الماضية.
وكانت الحكومة، التي قادها الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالتحالف مع حزب أصغر، قد سقطت إثر فضيحة تتعلق بوجود تعارض محتمل في المصالح التجارية لمكتب المحاماة التابع لعائلة رئيس الوزراء المنتهية ولايته لويس مونتينيغرو.
وأكد مونتينيغرو، الذي يخوض السباق الانتخابي مرة أخرى، أنه لم يرتكب أي مخالفات، مشيرًا إلى أنه نقل إدارة الشركة إلى زوجته وأطفاله عند توليه قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي عام 2022، ولم يعد له أي دور في إدارتها.
وقد طلب الحزب الاشتراكي قد طالب بفتح تحقيق برلماني في سلوك مونتينيغرو.
ويراهن الحزب الاشتراكي الديمقراطي على مؤشرات الاقتصاد الوطني، مثل النمو المسجل بنسبة 1.9% خلال العام الماضي مقابل متوسط أوروبي بلغ 0.8%، ونسبة البطالة البالغة 6.4% والقريبة من المعدل في الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي، لتعزيز دعم الناخبين له.
في غضون ذلك، دعا الرئيس البرتغالي المواطنين إلى المشاركة الفاعلة في الانتخابات التشريعية، وهي الثالثة خلال ثلاث سنوات، مشددًا على أن القارة تواجه تحديات صعبة تتطلب استقرارًا سياسيًا.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة