ليلى عماشا
قال شهيدنا الأقدس، ذات يوم، إنّ أشرف ما فعله في حياته كان خطاب مؤازرة اليمن، حين فعّل الأميركي، في ليلة ظلماء، أدواته من “ذوي القربى” وشنّ حصارًا وحربًا ضدّ أرض الحبّ والعزّة اليمنية، وعاث فيها قتلًا ومجازر.. فصمدت وقاتلت باللحم الحيّ، ولم تنكسر.. وهل للعزّة في قلب وعقل أبناء الأصول أن تنكسر؟! سنون تراكمت فوق سنين.
لذلك؛، ما كان غريبًا أن يستحيل الظلم الذي وقع على اليمن ذخيرة حيّة في قتال أعداء الله والإنسانية، وأن نرى أهل اليمن، وهم المنزّهون عن الترف وحبّ الدنيا، يستبسلون في نصرة الحق وكلّ المستضعفين.. ولذلك؛ كلّما أطلق أنصار الله في يمن الله صاروخًا في صدرِ العدا، يحلّ الخبر ماءً رويًّا في قلوب أهل المقاومة في كلّ أرض، وترى العيون تشعّ اعتزازًا وحبًّا هنا في الضاحية..
هنا في الضاحية؛ حيث لم يزل جرح اليتم في قلوب الناس طريًّا نازفًا، تأتي بيانات “القوّات المسلّحة اليمنية” كمسحة حبّ على القلوب الفاقدة.. هنا؛ صار صوت العميد يحيى سريع الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة صوتًا يأنس به أهل المقاومة، ينتظرونه، وكلّهم يقين أنّه لا يأتي إلّا ليزفّ إليهم وإلى كلّ الأحرار في العالم خبرًا جميلًا فحواه طعنة في عنق الكيان الغاصب… وهنا؛ تستقبل الأرواح إطلالات السيد عبد الملك الحوثي بهتاف: “لبّيك يا سليل الأشراف والكريم ابن الكرام”.. “لبّيك يا ناصر الله والحق والمستضعفين”.. “لبّيك يا الصّابر الشهم، يا عزيز شهيدنا الأقدس، وعزيز كلّ الشهداء، من قضى نحبه ومن ينتظر”.. يا قائدًا شهمًا ما بدّل تبديلا..
يوم أمس؛ ومع زفّة بشرى استهداف مطار بن غوريون بصاروخ من أرض العزّة، أمكن أن يُرى الخبر في قلوب الناس، وينعكس في أصواتهم وهي تكبّر وتتلو الحبّ بالحمد وبالتشكّرات.. وحين أطلّ الأنيس العميد سريع ليعلن حصارًا جويًّا على كيان الإحتلال، بالإضافة إلى الحصار البحري، عاد أهل المقاومة إلى اللحظة التي قال لهم فيها شهيدهم الأقدس: “انظروا إليها تحترق”؛ موقنين أن “إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت”.
وكما في الفرح، كذلك في الألم، وفي تلقّي النار المعادية، وهي تستبيح كلّ المحرّمات الأخلاقية والإنسانية، حين تُرمى- أي النار المعادية- من الطائرات الأميركية والإسرائيلية وحتى “العربية” فوق رؤوس الآمنين في الحديدة وصنعاء وصعدة. كلّما يغير العدوّ الواحد على مدينة أو شارع أو مرفق يمنيّ، ينزف فينا، هنا، في الضاحية شريان في القلب، فالألم واحد أيضًا، وكذلك اليقين بأن صاع الغدر سيُردّ بألف صاع على رؤوس الأشهاد..سيُردّ في البحر الذي صار بإمرة أهل العزّة، ومنذ الآن سيُردّ حصارًا جويًّا يضيّق الخناق على الكيان الصهيوني أكثر بعد تماديه في عنجهيّته وإصراره على مواصلة العدوان على غزة ولبنان.
إعلان الحصار الجوي وقع كالصاعقة على العدو، فقد أشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن: “إعلان الحوثيين فرض الحصار الجوّي على “إسرائيل” سيؤدي إلى إعلان شركات طيران إضافية بإلغاء رحلاتها في الأيام المقبلة، وزيادة أقساط التأمين على شركات الطيران التي تسافر إلى إسرائيل”.. ووقع كالثلج على قلوب أهل المقاومة.
في الضاحية.. حيث كان يومًا انتخابيًا من المفترض أن يأسر اهتمامات الناس.. نسوا، في لحظة الإعلان، كلّ المحليّات، نظروا أقصى القوم وصاحوا ملء قلوبهم المعتزّة: عزيز يا يمن.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: أهل المقاومة فی الضاحیة
إقرأ أيضاً:
السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
اعلن اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي تأييده الكامل لمطالب القطاع العام ورابطة موظفي الادارات العامة.
وقال رئيس الاتحاد النقيب شادي السيد في بيان: " بادىء ذي بدء نسأل الحكومة مجتمعة هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟ وبالطبع انهم يعلمون الجواب جيدا ، ويعرفون ان ما يصل الى القطاع العام لا يكفي اليومين الانفي الذكر".
وطالب الحكومة" بالتعاطي بموضوعية او لنقل بعقلانية مع هذا الملف ، بعيدا من الإنسانية التي يبدو انها غير متوافرة في الحسبان".
وتابع: "كما نطالب انطلاقا مما ذكرنا باعطاء القطاع العام ما يمكن موظفوه من الوصول أقله الى مكاتبهم والى مراكز عملهم ، والا كيف للدولة ان تمضي بجيش مهزوم ؟"، مؤكدا ان القطاع العام بكل فئاته من التعليم والمؤسسات المستقلة والبلديات والادارات العامة المتعارف عليها هي جيش الدولة، وهذا الجيش مهزوم مكلوم مصاب في المال وفي المجتمع وفي الحضور، لذلك نؤكد تضامننا الكامل مع مطالب القطاع العام بكل فئاته ونؤكد ضرورة دعم المدرسة الرسمية بشكل لا يقبل التزييف او التسويف او المماطلة".
كما أكد " ضرورة المسارعة لدعم القطاع العام كما يشتهي بالمال المخصص للموظفين وايضا بالمراكز التي تعاني من تعطل الالات ومن عدم توافرها اصلا ومن انقطاع الكهرباء ومن البرد في المناطق الجردية".
وسأل السيد "كيف يمكن لهذه الدولة ان تسمح لنفسها ان تجبي المال من خلال هذا القطاع العام ولا تعطيه حقه ولا تنصفه؟"، ورأى ان "وزير المال معني برفع تقرير عاجل واضح المعالم الى رئاسة الحكومة ومجلس الوزراء مجتمعا لكي يسارع فورا الى تحديد زيادات فورية ثم الى تعديل اصل الرواتب وتعديل الحد الادنى للاجور. اطلاق سلسلة رواتب جديدة ، لكي تبدا العدالة فعليا على ارض الواقع" .
وختم مطالبا"بحق مستحق ولا نطالب بامور كمالية اقتضى التوضيح".
مواضيع ذات صلة اتحاد بلديات قطاع غزة: كميات السولار التي دخلت القطاع منذ وقف إطلاق النار لا تكفي 5 أيام عمل Lebanon 24 اتحاد بلديات قطاع غزة: كميات السولار التي دخلت القطاع منذ وقف إطلاق النار لا تكفي 5 أيام عمل