عربي21:
2025-10-13@20:56:59 GMT

الكرد شعب الله المحتار!

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

منذ تأسیس الجمهوریة العراقیة على يد البريطانيين عام 1921 والحاق ولاية الموصل (منطقة كردستان) بولاية بغداد والبصرة قسرا وإطلاق اسم العراق عليها "والذي كان يطلق على المنطقة الممتدة من تكريت شمالا حتى عبادان جنوبا في السابق".

طوال هذه الفترة الطويلة من الدمج الإجباري عانى الشعب الكردي الأمرين على يد الأنظمة المتعاقبة لهذه الدولة الهجينة غير المتناغمة قوميا ودينيا وثقافيا وتخضعه لسياساته القمعية وتستخدم إقليمه كحقل تجارب لأسلحتها العسكرية الفتاكة المحرمة دوليا مثل قنابل النابالم المحرمة دوليا التي استعملتها في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي ضد الشعب الكردي وفي الثمانينات (1988) من نفس القرن ضرب نظام البعث الصدامي القنابل الكيمياوية على مدينة الحلبجة وقتلت الآلاف من الناس الأبرياء  تزامنا مع تصفية 182 ألف إنسان بريء في عملية إبادة جماعية سميت بـ"الأنفال" تيمناً بالسورة القرآنية التي نزلت بعد معركة "بدر" وهي تعني الغنائم .



وقد تكون هذه الإبادات الجماعية المروعة التي تعرض لها الكرد مقصودة ومنظمة لأنهم دافعوا بإخلاص عن الإسلام وحاربوا أعداءه و"كانوا بحق رأس حربة الإسلام، على حد قول الكاتب المصري الدكتور فهمي الشناوي و"لم يصادف أن ظهر بينهم أحد يشق عصا الطاعة على الخلفاء وأولياء أمور المسلمين ويثور عليهم أو يدعو إلى أفكار وفلسفات دخيلة تناقض مبادئ الإسلام، ولم تظهر في بلدانهم فرق وجماعات خارجة عن الإسلام تدعو إلى البدع والضلالة! ..ويضيف الشناوي؛ ".. وبرز منهم قادة فكر وسياسة عظام ساهموا بشكل مباشر في التقدم الحضاري والثقافي الذي شهدته الأمة عبر تاريخها الطويل".

كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الكردي في اقليم كردستان لم تشفع له لدى التحالف الدولي بقيادة أمريكا من تأييد ودعم لعملية الاستفتاء التي أجريت في الإقليم عام 2017 والتي اقرت بالاستقلال وإقامة الدولة القومية للكرد! هذا التحالف الغربي بقيادة أمريكا لم يرفض الاستقلال الكردي فحسب بل أعطى الضوء الأخضـر لحكومة العراق وقواته الميليشياوية بالزحف على المدن الكردية وطرد القوات الكردية منها وانتزاع مدينة كركوك "قدس الأقداس"من قبضتها إلى الأبد!وإذا كانت فترة حكم البعثيين محسوبة على السنة، فإن الكرد قد لاقوا على يدهم أشد أنواع العذاب وأقساها.. وبسقوط نظام البعث عام 2003 وإقامة الحكم الشيعي، شارك في بناء الدولة الجديدة "الديمقراطية" القائمة على الاتحادية الفدرالية يحكمها برلمان ودستور راق ضامن لحقوق الجميع ومن ضمنهم الكرد الذين تنفسوا الصعداء وبشروا بمرحلة جديدة وأمل جديد وبدأوا بإعادة إعمار بلدهم وفتحوا الأبواب للاستثمارات الأجنبية وبنوا الجسور والمباني والمؤسسات المتطورة واهتموا بالتعليم وفتحوا المدارس والجامعات الاهلية، كل ذلك تم في غضون عدة سنوات من حكم "نيجيرفان بارزاني"، ولكن الحقد والحسد على التطورات العمرانية للإقليم أغاض الحكام الجدد وأقض مضجعهم وبدأوا بحياكة المؤامرات والدسائس بهدف تقويض تجربته الحضارية، حتى وصلت إلى استعمال الصواريخ والدرونات لضرب مطاراتهم ومؤسساتهم المدنية وقطعوا حصتهم من الميزانية الاتحادية ومنعوا تصدير النفط وقطعوا الرواتب عن موظفيهم وحاصروا الاقليم من كل الجهات!

وبالرغم من مرور أكثر من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو (1916) الملعونة، التي قسمت بموجبها كردستان والمنطقة الى دويلات وممالك وإمارات متناحرة ، فإن القوى العظمى ـ بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ـ سارت على الاستراتيجية الاستعمارية نفسها التي تمخضت عن هذه الاتفاقية ولم تجر أي تعديل يذكر على خارطتها، والمتضـرر الأوحد من هذه المتغيرات الجيوسياسية الخطيرة التي شملت المنطقة هم الكرد .

وبالرغم من دخولهم في تحالفات استراتيجية مهمّة مع تلك القوى العالمية الكبرى بقيادة أمريكا، ومشاركتهم معها في الكثير من العمليات العسكرية ضد تنظيم (القاعدة) و(داعش) وإسقاط نظام البعث الدكتاتوري، ومن ثم دعم إعادة تأسيس الدولة العراقية الجديدة.. كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الكردي في اقليم كردستان لم تشفع له لدى التحالف الدولي بقيادة أمريكا من تأييد ودعم لعملية الاستفتاء التي أجريت في الإقليم عام 2017 والتي أقرت بالاستقلال وإقامة الدولة القومية للكرد! هذا التحالف الغربي بقيادة أمريكا لم يرفض الاستقلال الكردي فحسب بل أعطى الضوء الأخضـر لحكومة العراق وقواته الميليشياوية بالزحف على المدن الكردية وطرد القوات الكردية منها وانتزاع مدينة كركوك "قدس الأقداس"من قبضتها إلى الأبد!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العراق العراق اكراد رأي دور قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بقیادة أمریکا الشعب الکردی

إقرأ أيضاً:

العليمي يؤكد مركزية القضية الجنوبية في أي حل سياسي شامل وثقته بالانتصار على الحوثيين

أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الإثنين، على مركزية القضية الجنوبية في أيّ حل سياسي شامل، مشيرا إلى أنّ العدالة والمواطنة المتساوية، والشفافية والوضوح هي الطريق الأمثل لتعزيز فرص الصمود، وصون سيادة الدولة، واستقرارها، وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في الامن والسلام والتنمية.

 

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس العليمي، عشية الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.

 

وقال الرئيس العليمي، في كلمة وجّهها إلى الشعب اليمني في الداخل والخارج، إنّ إرث أكتوبر العظيم سيظل شريانا متدفقا في وعي الأجيال اليمنية، يجسّد روح الكفاح من أجل الحرية والاستقلال، ويؤكد مكانة عدن كعاصمة للدولة ومعقل للتنوير، ومقاومة الاستبداد.

 

وأضاف: إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر لم تكن مجرد حدث عابر في التاريخ، بل ولادة جديدة لشعبنا الابي، وصيحة عز في وجه القهر، وتتويج ملهم لتجارب الكفاح المخلص ضد الاستبداد، والاستعمار في شمال الوطن وجنوبه.

 

ولفت العليمي، لتجربة الجنوب الفريدة بعد الاستقلال، في بناء الدولة المدنية الحديثة، من خلال منظومة قانونية واجتماعية متقدمة، وما مثّلته من خطوات رائدة في تمكين المرأة، فضلا عن إطلاق أول منبر تلفزيوني وأول ناد رياضي كصوت للمعرفة، والمشاركة الشبابية الخلاقة.

 

وأكد الرئيس، التزام المجلس والحكومة بمبدأ الشراكة الوطنية كخيار ثابت لتحقيق أهداف وتطلعات الشعب اليمني، وفي المقدمة استعادة مؤسسات الدولة، وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية الارهابية المدعومة من النظام الايراني، وإرساء أسس العدل والمواطنة المتساوية.

 

وجدد التأكيد على المضي مع الحكومة والبنك المركزي في برنامج الاصلاحات الشاملة التي قادت الى تحسن ملحوظ في سعر العملة الوطنية، والسلع الأساسية، والبدء بصرف مرتبات الموظفين في القطاعين المدني والعسكري، وجدولة المتأخرة منها، ليشمل ذلك بإذن الله تعالى مستحقات البعثات الدبلوماسية، والطلاب الدارسين في الخارج.

 

وهنّأ الرئيس الشعب الفلسطيني الشقيق باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مثمنًا الجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية ودولة قطر، إلى جانب الأشقاء العرب والشركاء الدوليين وفي المقدمة الرئيس دونالد ترمب، للتوصل إلى هذا الإنجاز التاريخي على طريق السلام العادل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل ترابها الوطني، وعاصمتها القدس الشرقية.


مقالات مشابهة

  • العليمي في ذكرى ثورة أكتوبر: القضية الجنوبية مركزية في أي حل سياسي شامل
  • العليمي يؤكد مركزية القضية الجنوبية في أي حل سياسي شامل وثقته بالانتصار على الحوثيين
  • ترامب: سنفعل شيئًا لا يُصدق.. وأشيد بالدول العربية التي تعهدت بإعادة إعمار غزة
  • «من حق الشعب أن يفرح».. المنظمة المصرية الألمانية تحتفي بشهر الإنجازات المصرية
  • “تحول مذهل”.. أردوغان يعيد صياغة موقفه من الحزب الكردي!
  • الشقنقيري: تعييني في الشيوخ تكليف وطني يجسد ثقة القيادة في حزب الشعب الجمهوري
  • سحر السنباطي: الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي تولي اهتماما بالغا بحقوق الطفل والفتاة
  • الهلال الأحمر المصري يُثمن جهود الدولة المصرية في وقف إطلاق النار ودعم الشعب الفلسطيني
  • أمريكا تفرض عقوبات على شركة المهندس الحشدوية ومصارف عراقية وبعض الذيول
  • أنقاض وركام.. سكان غزة يعودون إلى حطام منازلهم آملين إعادة الإعمار بقيادة مصر.. الأهالي : القاهرة صانت حقوق الشعب الفلسطيني