عربي21:
2025-12-13@11:46:54 GMT

الكرد شعب الله المحتار!

تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT

منذ تأسیس الجمهوریة العراقیة على يد البريطانيين عام 1921 والحاق ولاية الموصل (منطقة كردستان) بولاية بغداد والبصرة قسرا وإطلاق اسم العراق عليها "والذي كان يطلق على المنطقة الممتدة من تكريت شمالا حتى عبادان جنوبا في السابق".

طوال هذه الفترة الطويلة من الدمج الإجباري عانى الشعب الكردي الأمرين على يد الأنظمة المتعاقبة لهذه الدولة الهجينة غير المتناغمة قوميا ودينيا وثقافيا وتخضعه لسياساته القمعية وتستخدم إقليمه كحقل تجارب لأسلحتها العسكرية الفتاكة المحرمة دوليا مثل قنابل النابالم المحرمة دوليا التي استعملتها في سنوات الستينات والسبعينات من القرن الماضي ضد الشعب الكردي وفي الثمانينات (1988) من نفس القرن ضرب نظام البعث الصدامي القنابل الكيمياوية على مدينة الحلبجة وقتلت الآلاف من الناس الأبرياء  تزامنا مع تصفية 182 ألف إنسان بريء في عملية إبادة جماعية سميت بـ"الأنفال" تيمناً بالسورة القرآنية التي نزلت بعد معركة "بدر" وهي تعني الغنائم .



وقد تكون هذه الإبادات الجماعية المروعة التي تعرض لها الكرد مقصودة ومنظمة لأنهم دافعوا بإخلاص عن الإسلام وحاربوا أعداءه و"كانوا بحق رأس حربة الإسلام، على حد قول الكاتب المصري الدكتور فهمي الشناوي و"لم يصادف أن ظهر بينهم أحد يشق عصا الطاعة على الخلفاء وأولياء أمور المسلمين ويثور عليهم أو يدعو إلى أفكار وفلسفات دخيلة تناقض مبادئ الإسلام، ولم تظهر في بلدانهم فرق وجماعات خارجة عن الإسلام تدعو إلى البدع والضلالة! ..ويضيف الشناوي؛ ".. وبرز منهم قادة فكر وسياسة عظام ساهموا بشكل مباشر في التقدم الحضاري والثقافي الذي شهدته الأمة عبر تاريخها الطويل".

كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الكردي في اقليم كردستان لم تشفع له لدى التحالف الدولي بقيادة أمريكا من تأييد ودعم لعملية الاستفتاء التي أجريت في الإقليم عام 2017 والتي اقرت بالاستقلال وإقامة الدولة القومية للكرد! هذا التحالف الغربي بقيادة أمريكا لم يرفض الاستقلال الكردي فحسب بل أعطى الضوء الأخضـر لحكومة العراق وقواته الميليشياوية بالزحف على المدن الكردية وطرد القوات الكردية منها وانتزاع مدينة كركوك "قدس الأقداس"من قبضتها إلى الأبد!وإذا كانت فترة حكم البعثيين محسوبة على السنة، فإن الكرد قد لاقوا على يدهم أشد أنواع العذاب وأقساها.. وبسقوط نظام البعث عام 2003 وإقامة الحكم الشيعي، شارك في بناء الدولة الجديدة "الديمقراطية" القائمة على الاتحادية الفدرالية يحكمها برلمان ودستور راق ضامن لحقوق الجميع ومن ضمنهم الكرد الذين تنفسوا الصعداء وبشروا بمرحلة جديدة وأمل جديد وبدأوا بإعادة إعمار بلدهم وفتحوا الأبواب للاستثمارات الأجنبية وبنوا الجسور والمباني والمؤسسات المتطورة واهتموا بالتعليم وفتحوا المدارس والجامعات الاهلية، كل ذلك تم في غضون عدة سنوات من حكم "نيجيرفان بارزاني"، ولكن الحقد والحسد على التطورات العمرانية للإقليم أغاض الحكام الجدد وأقض مضجعهم وبدأوا بحياكة المؤامرات والدسائس بهدف تقويض تجربته الحضارية، حتى وصلت إلى استعمال الصواريخ والدرونات لضرب مطاراتهم ومؤسساتهم المدنية وقطعوا حصتهم من الميزانية الاتحادية ومنعوا تصدير النفط وقطعوا الرواتب عن موظفيهم وحاصروا الاقليم من كل الجهات!

وبالرغم من مرور أكثر من مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو (1916) الملعونة، التي قسمت بموجبها كردستان والمنطقة الى دويلات وممالك وإمارات متناحرة ، فإن القوى العظمى ـ بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ـ سارت على الاستراتيجية الاستعمارية نفسها التي تمخضت عن هذه الاتفاقية ولم تجر أي تعديل يذكر على خارطتها، والمتضـرر الأوحد من هذه المتغيرات الجيوسياسية الخطيرة التي شملت المنطقة هم الكرد .

وبالرغم من دخولهم في تحالفات استراتيجية مهمّة مع تلك القوى العالمية الكبرى بقيادة أمريكا، ومشاركتهم معها في الكثير من العمليات العسكرية ضد تنظيم (القاعدة) و(داعش) وإسقاط نظام البعث الدكتاتوري، ومن ثم دعم إعادة تأسيس الدولة العراقية الجديدة.. كل هذه التضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الكردي في اقليم كردستان لم تشفع له لدى التحالف الدولي بقيادة أمريكا من تأييد ودعم لعملية الاستفتاء التي أجريت في الإقليم عام 2017 والتي أقرت بالاستقلال وإقامة الدولة القومية للكرد! هذا التحالف الغربي بقيادة أمريكا لم يرفض الاستقلال الكردي فحسب بل أعطى الضوء الأخضـر لحكومة العراق وقواته الميليشياوية بالزحف على المدن الكردية وطرد القوات الكردية منها وانتزاع مدينة كركوك "قدس الأقداس"من قبضتها إلى الأبد!

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه قضايا وآراء العراق العراق اكراد رأي دور قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بقیادة أمریکا الشعب الکردی

إقرأ أيضاً:

العلامة مفتاح: الأعداء يستعدون لجولة قادمة لإسكات صوتنا ونحن واثقون بنصر الله

وأوضح في كلمة له خلال فعالية الذكرى الـ77 لليوم العالمي لحقوق الإنسان التي نظمتها وزارة العدل وحقوق الإنسان اليوم بصنعاء، أن اليمن اليوم هو صوت الإنسانية، وصنعاء هي عاصمة الإنسانية والمركز الأخلاقي للعالم من خلال الوقوف مع الشعب الفلسطيني، وخوضنا لحربين كبيرتين مع الأمريكي وحلفائه ومع الصهيوني وشركائه وداعميه.

وواصل كلامه قائلًا: "نتابع استعداد الأعداء للجولة القادمة في سياق محاولتهم إسكات صوتنا وتركيعنا وإذلالنا ونحن واثقون بنصر الله وتأييده"، داعيًا دول العالم إلى المبادرة لمقاطعة الكيان الصهيوني وكل من يدعمه بمختلف الجوانب، وأن يتم طرد كافة السفراء ومقاطعة كل بضائع الكيان، معتبرًا انحياز الغرب للطغيان الصهيوني إشارة على استمراره في ممارسة العنصرية ضد الشعوب الأخرى ونهجه الاستعماري الظالم.

ودعا القائم بأعمال رئيس الوزراء إلى إعادة صياغة قانون جديد لحقوق الإنسان يتبناه أحرار العالم من الحكومات والأنظمة والنخب الفكرية والثقافية والأكاديمية والسياسية بعيدًا عن قوى الهيمنة الأمريكية والأوروبية المشبعة بالاستعلاء والكراهية والحقد تجاه غيرهم من الشعوب.

كما أكد أن الإعلانات والمعاهدات والمواثيق الدولية النظرية في وادٍ، والواقع المعاش يحكي حالة مغايرة لكل هذه الأدبيات، موضحًا أن من يروّج لهذه الوثائق هو من ينتهكها ويرتكب أبشع الجرائم والانتهاكات مخالفة لما تدعو إليه.

وقال: "ونحن نطوي العام الحادي عشر ما تزال جريمة العدوان والحصار بحق اليمن مستمرة، مع مواصلة احتجاز الآلاف من الأسرى المدافعين عن شعبهم وكرامتهم، مع تعمّد سد أفق الحل الإنساني لهذه القضية الموجعة والمؤلمة، والتي تتزامن مع مواصلة سياسة خنق الشعب اليمني وحياته اليومية من قبل المعتدين".

واعتبر ما يحدث خلال هذه السنوات أحد مظاهر العنجهية والغطرسة لقوى الأطماع التي تسعى لإخضاع الشعوب لأطماعها ونزواتها، مبينًا أن العام الذي أُعلن فيه الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو ذاته العام الذي ارتُكبت فيه أكبر جريمة بحق الإنسانية منذ ذلك اليوم حتى اللحظة، وهو اعتراف المنظومة الأممية بإقامة الكيان الصهيوني على أرض الشعب الفلسطيني وعلى حساب كرامة أهل الأرض.

ولفت العلامة مفتاح إلى أن جريمة العدو الصهيوني المستمرة بحق غزة وأبنائها هي من أبشع المجازر والجرائم والانتهاكات الجسيمة التي يدعمها الغرب بالمال والسلاح حدّ تشكيل أكبر جسر جوي وبحري في تاريخ الحروب لمدّ الكيان بأحدث الأسلحة.

من جهته، أوضح نائب وزير العدل وحقوق الإنسان القاضي إبراهيم الشامي، أن إحياء اليوم العالمي لحقوق الإنسان ليس ابتهاجًا بهذا اليوم، بل هو يوم وقفة ومساءلة وتذكير للعالم بأن الشعب اليمني، ومنذ ما يزيد عن عشرة أعوام، يتعرض لعدوان وحصار شاملين، خلّفا عشرات آلاف الشهداء من المدنيين معظمهم نساء وأطفال، ودمّرا البنية المدنية من مدارس ومستشفيات ومطارات ومحطات كهرباء ومياه وغيرها.

وأشار إلى أن الإنسان اليمني حُرم خلال هذه المدة من أبسط حقوقه المكفولة في المواثيق الدولية كحقه في الحياة والصحة والتنقل والأمن والكرامة، وتحول اليمن تحت نيران العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي البريطاني الصهيوني، إلى مختبر حي لكافة أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا، وإلى مساحة لاختراق كل المواثيق الدولية وانتهاك القيم الإنسانية.

 وقال القاضي الشامي: "لقد بات جليًا أن النظام الدولي الحالي يعيش أزمة مصداقية وجودية، لأنه فشل في أن يكون نظامًا للعدل، بل تحول إلى أداة للهيمنة، ولطالما كانت المعايير مزدوجة تفضح النفاق الدولي؛ فالجرائم يُحاسب عليها الضعفاء، ويُكافأ عليها الأقوياء، والشعوب التي تُحاصر وتُقتل والتي تدافع عن وجودها وأراضيها تُصنَّف بأنها إرهابية أو معتدية".

وأكد أن حكومة صنعاء ومعها الشعب اليمني تُجدد اليوم موقفها الواضح بأنها مع الحق الإنساني أينما كان، وضد الجرائم أياً كان مرتكبها، ومع فلسطين كل فلسطين قولًا وموقفًا وعقيدة وانتماء، لافتًا إلى أن اليمن سيظل يدفع نحو تحقيق العدالة للضحايا، وملاحقة مرتكبي الجرائم، وجبر الضرر، وإعادة الإعمار، ورفع الحصار، وتعزيز استقلال القضاء باعتباره الحصن الأخير للحقوق والحريات.

وأكد: "نحن في اليمن دعاة سلام، رغم كل ما نعانيه، نمد أيدينا للسلام العادل الذي يحفظ كرامتنا ويحترم سيادتنا، ولسنا أرقامًا في تقارير إنسانية، نحن بشر نعيش على أرضنا، وندافع عن وجودنا، ونطلب حقنا في حياة كريمة".

بدوره، أكد رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان علي تيسير، أنه في مثل هذا اليوم في العام 1948م أجمعت الدول الكبرى التي كانت تحتل الدول وتستعمر عددًا من شعوب العالم في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية على إنشاء كذبة عظمى عبر الأمم المتحدة أسمتها "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، في وقت كانت هي من تنتهك حقوق الإنسان وتستعبد الشعوب والأوطان.

وأشار إلى أن العام ذاته شهد إحدى أكبر الجرائم بحق الإنسانية حين تآمرت الدول العظمى على إخراج الشعب الفلسطيني من بلاده وشردت أهله إلى مشارق الأرض ومغاربها، ما يؤكد ازدواجية المعايير.

وأوضح تيسير أن ذلك العام تلته أعوام أخرى أكدت أن حقوق الإنسان لا تعدو كونها لعبة سياسية أيديولوجية تم من خلالها سيطرة الدول العظمى على كثير من الشعوب، وانتهاك سيادات دول بأكملها ونهب ثرواتها.

ولفت إلى أن اليمن تعرّض خلال أكثر من عشر سنوات مضت لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية اُستخدمت فيها كل أنواع المتفجرات والقنابل المحرمة دوليًا، وسط صمت مطبق من قبل المنظمات الدولية والدول التي تتشدق بحقوق الإنسان.

أما رئيس مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية أحمد أبو حمراء، فأشار إلى أن الشعب اليمني تعرض لإحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث نتيجة العدوان الذي نفذته السعودية والإمارات وتحالفهما بدعم أمريكي مباشر سياسيًا وعسكريًا ولوجستيًا، بينما لم يرفّ للعالم المتحضر جفن، ولم تتحرك ما يسمى "منظومة حقوق الإنسان" إلا عندما يكون المطلوب الضغط على خصوم أمريكا، وليس حماية الأبرياء في اليمن.

وتساءل: "كيف نحتفي بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان بينما إسرائيل تمارس إبادة جماعية موثقة بحق الشعب الفلسطيني في غزة تحت سمع وبصر العالم؟! أي عالم تُرتكب فيه المجازر جهارًا، وتُرفع فيه شعارات الدفاع عن الحقوق بينما توفر القوى الكبرى الغطاء السياسي والدعم العسكري والحماية القانونية للجاني؟".

وأكد أبو حمراء أن حقوق الإنسان لا يمكن أن تكون انتقائية، وأن العدالة لا تتجزأ، وكرامة الإنسان لا يجوز أن تصبح امتيازًا تمنحه أمريكا لبعض الشعوب وتحجبه عن أخرى، مطالبًا بمحاسبة كل من ارتكب جرائم بحق الإنسانية في اليمن وفلسطين ولبنان أيًا كان موقعه أو اسمه أو حليفه.

مقالات مشابهة

  • مدبولي يؤكد دعم الدولة لمختلف المشروعات الثقافية المتنوعة التي تستهدف تقديم الخدمات خاصة للشباب والنشء
  • اجتماع أمريكي برعاية البارزاني لتسوية خلافات الكرد والسنة
  • وقفات حاشدة في المحويت تؤكد جهوزية واستعداد والتعبئة مستمرة
  • الحديدة تشهد وقفات شعبية نصرة لغزة وتأكيد الجهوزية
  • البرلمان التركي يدرس تسوية «النزاع الكردي»
  • خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
  • أبناء مديرية شعوب يعلنون النفير والجاهزية لمواجهة الأعدا
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي
  • علاقتها بإيران وحزب الله.. سبب احتجاز أمريكا ناقلة نفط قرب فنزويلا
  • العلامة مفتاح: الأعداء يستعدون لجولة قادمة لإسكات صوتنا ونحن واثقون بنصر الله