◄ توقعات بنمو الطلب على الهيدروجين إلى 8846 طنًا في اليوم بدءًا من 2027

 

مسقط- العُمانية

أكد عدد من المحللين في مجال الطاقة أن الهيدروجين الأخضر سيسهم بشكل كبير في التخفيف من آثار تغير المناخ العالمي والتحول نحو اقتصاد أخضر مستدام بدلًا عن الوقود الأحفوري الذي يستخدم في الصناعات الثقيلة؛ ما سيفتح إمكانات كبيرة للتنمية الصناعية لا سيما في الدول التي تنعم بمصادر وفيرة من الطاقة المتجددة.

وقال الدكتور عبد الله بن سليمان العبري مستشار وممثل سلطنة عُمان في الوكالة الدولية للطاقة إن سلطنة عُمان تطمح إلى تطوير اقتصاد الهيدروجين؛ لذا تم إعداد دراسة تحليلية عن إمكانية إيجاد طلب محلي للهيدروجين لدعم تحقيق الحياد الصفري في عام 2050، وتنشيط الصناعات المحلية والتنافسية الاقتصادية.

واستعرض مستشار وممثل سلطنة عُمان في الوكالة الدولية للطاقة، الدراسة التفصيلية لتقييم إمكانية استبدال الغاز الطبيعي المستخدم لتوفير الحرارة للعمليات الصناعية والمواد الأولية الحالية، مع الاستفادة من البنية الأساسية الصناعية والتصديرية القائمة في سلطنة عُمان، مشيرًا إلى أن الدراسة شملت الجوانب الفنية والاقتصادية لخمس مناطق صناعية وهي: صحار ومسقط وصور والدقم وصلالة.

وأوضح أن الدراسة تضمنت التقييم الفني والتكلفة والإيرادات المتوقعة من مبيعات الهيدروجين والأكسجين والغاز الطبيعي، إضافة إلى فترة الاسترداد المالي والتأثير المتوقع من حيث تقليل الانبعاثات والكمية الموفرة من الغاز الطبيعي ومساحة الأراضي المطلوبة لحقول الطاقة الشمسية.

وأوضحت مارية بنت زاهر التوبية محللة طاقة صناعية، أنه تم إجراء هذه الدراسة على افتراض أن دورة حياة كل مشروع مدتها 25 عامًا وأن يبدأ الإنتاج في مطلع عام 2027، وبيّنت الدراسة أن إجمالي الطلب المتوقع على الهيدروجين هو 8846 طنًّا في اليوم، وأعلى طلب سُجّل في صحار بنسبة 45 بالمائة، تلتها الدقم بـ28 بالمائة ثم صلالة بـ14 بالمائة، وفي صور 9 بالمائة، وأدناها في مسقط 4 بالمائة.

وبيّنت التوبية أن الطلب المتوقع على الهيدروجين يأتي لتوفير الحرارة للعمليات الصناعية ذات درجات الحرارة المرتفعة في مختلف الصناعات؛ بما في ذلك الأسمنت والنحاس والألمنيوم والكيماويات والبتروكيماويات، إضافة إلى أنه يُعد ناقلًا للطاقة النظيفة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟

نشرت صحيفة “جيروزالم بوست”٬ عن دراسة إسرائيلية جديدة شملت أكثر من مئتي حلم في أثناء النوم جرى توثيقها منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أن الإسرائيليين ما زالوا يعيشون صدمة ذلك اليوم والحرب التي تلته حتى أثناء النوم، حيث تزدحم أحلامهم بصور الموت والشعور بالذنب والوحدة ومعاناة إعادة البناء.

ونشرت الدراسة في مجلة "البحوث التطبيقية في جودة الحياة" تحت عنوان "عندما تعجز اللغة، تتحدث الأحلام: البحث عن المعنى في أعقاب الصدمة الجماعية"، وشاركت في إعدادها الدكتورة بينيت روسو–نتزر من كلية أشفا الأكاديمية، والدكتورة هيليت إيريل–برودسكي، والبروفيسورة أوريت تاوبمان–بن–آري من جامعة بار إيلان. 

واعتمد الباحثون منهجا نوعيا وظاهراتيا لتحليل 203 روايات أحلام جُمعت مباشرة بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر والحرب الإسرائيلية التي تلته، بهدف تفكيك الطريقة التي يحاول بها الإسرائيليون فهم الصدمة الوطنية عبر أحلامهم.

وتصف الدراسة الأحلام بأنها "ساحة وجودية" يحاول فيها الأفراد التعامل مع ما تهدم داخلهم من افتراضات تتعلق بالأمان والأخلاق والانتماء، بعد صدمة جماعية هزت المجتمع الإسرائيلي بأكمله في لحظة واحدة. 

وتظهر التحليلات أن كثيرا من الأحلام تتمحور حول التوتر بين الحياة والموت، إذ تحتوي بعض الأحلام على صور واضحة للتهديد والفقدان والضعف، تعكس أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر ومشاهد الحرب، فيما تحمل أحلام أخرى رموزا للبقاء والاستمرارية والتشبث بالحياة رغم كل شيء.

وتبرز كذلك في الأحلام مشاعر قوية من الذنب والمسؤولية؛ فبعض الحالمين يتصارعون مع أسئلة عما كان يمكنهم فعله أو ما كان ينبغي عليهم فعله في ذلك اليوم، بينما يواجه آخرون قضايا أخلاقية أوسع أثارتها الحرب والدمار. ويصف مؤلفو الدراسة وجود معركة نفسية مستمرة داخل تلك الأحلام تتعلق باستعادة الإحساس بالفعل والقدرة والسيطرة، في عالم أصبح فجأة غير آمن وغير قابل للتوقع.

وتشير روايات كثيرة إلى شعور عميق بالعزلة والوحدة، وهو ما يعكس أثر الصدمة العاطفية والاجتماعية التي أعقبت الهجمات، فيما تكشف روايات أخرى عن شوق شديد للارتباط والاعتراف والانتماء، وكأن أصحابها يبحثون عمن يرى آلامهم ويقف إلى جانبهم وسط عدم اليقين. 


كما تكشف الدراسة تدرجا واضحا في بنية الأحلام بين الفوضى وإعادة بناء السردية، إذ تأتي بعض الأحلام مجزأة ومليئة بصور مبعثرة متصلة بالأخبار أو ساحات القتال أو مشاهد العنف، بينما تبدأ تلك الشظايا في أحلام أخرى بالترابط تدريجيا لتشكل قصة يمكن سردها، حتى وإن ظلت هشة وغير مكتملة، في محاولة لإعادة بناء عالم داخلي تفتت بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وتؤكد الدراسة أن الأحلام ليست نشاطا عشوائيا، بل مساحة رمزية تتوسط بين التجربة الفردية والسرديات الوطنية والثقافية، بما في ذلك التصورات الإسرائيلية واليهودية حول الهوية والمجتمع والإيمان والتضحية. وبالنظر عن قرب إلى هذه الأحلام، يمكن تتبع كيف يحاول الإسرائيليون إصلاح إحساسهم بالذات والغاية بعد كارثة وطنية هزت دعامات الحياة اليومية.

ومن منظور سريري، يدعو الباحثون المعالجين النفسيين الذين يعملون مع المتضررين من أحداث 7 تشرين الأول/أكتوبر والحرب إلى التعامل مع الأحلام بوصفها جزءا مركزيا من العلاج، إذ قد تظهر فيها للمرة الأولى أشكال من الضيق العميق مثل الأذى الأخلاقي، وانهيار النظرة إلى العالم، والأسئلة الوجودية المتعلقة بالحياة والموت، خصوصا حين تعجز اللغة في الحياة اليومية عن التعبير عنها. 

ويرى الباحثون أن استكشاف محتوى الأحلام يمكن أن يساعد على تحقيق ما يصفونه بـ"الإصلاح الوجودي"، وهو عملية تدريجية تهدف إلى استعادة المعنى والاستقرار الداخلي.

وتأتي هذه الدراسة في ظل ما يصفه باحثون آخرون بأنه أزمة غير مسبوقة في الصحة النفسية في الاحتلال الإسرائيلي منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تشير البيانات إلى ارتفاع حاد في اضطراب ما بعد الصدمة والاكتئاب والقلق بين السكان، مع قلق متزايد بشأن الآثار طويلة الأمد على الجنود والناجين والنازحين وأسر الضحايا. 

وفي هذا الإطار، تشير الورقة البحثية إلى أن الليل أصبح ساحة أخرى للصراع والشفاء المحتمل، إذ لم يعد النوم بالنسبة لكثير من الإسرائيليين ملاذا من قسوة الواقع، بل مسرحا يعاد فيه ما حدث في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وما تلاه، وتطرح أسئلة مؤلمة حولها، وتنسج ببطء في محاولة—وإن كانت غير مكتملة—لبناء تصور جديد عن الذات والحياة.

ويخلص الباحثون إلى أن تفحص الأحلام بدقة قد يفتح أمام الأطباء والمرضى طريقا مختلفا إلى الجروح الأخلاقية والوجودية التي خلفتها الهجمات، ويساهم في العمل الطويل وغير المكتمل لإعادة بناء المعنى في ظل صدمة لم تزل آثارها حاضرة في اليقظة كما في الأحلام.

مقالات مشابهة

  • توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
  • دراسة تكشف: القلق والأرق يدمران جهاز المناعة
  • مصر تعزز التحول الأخضر بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء المستدام
  • تشكيل الأهلي المتوقع لمباراة إنبي في كأس عاصمة مصر.. من يقود الهجوم؟
  • أدنى درجة حرارة في الجبل الأخضر.. وتأثيرات المنخفض الجوي تبدأ غدا
  • هل يمكن للشوكولاتة الداكنة أن تبطئ الشيخوخة ؟ وكيف!
  • التصديري للصناعات الهندسية: المعامل الصناعية في العين السخنة تعزز سرعة التصدير
  • أمة الأرق.. دراسة: كيف أثر طوفان الأقصى على نوم الإسرائليين؟
  • دراسة في أكسفورد تحذر: آلاف الحيوانات مهددة بالانقراض نتيجة الحرارة وتوسع الأنشطة البشرية
  • جوزاف عون: زيارتي لسلطنة عُمان تعزز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين