حين يُشعل الوكيل الفتيل… وتنهال النيران من تل أبيب
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
في مشهد عبثي يعيد كتابة الألم على جسد اليمن، وجعٌ لا تصنعه فقط الحرب، بل توزعه أيادي الوكالة والتبعية على اتساع الجغرافيا اليمنية المنهكة، ففي لحظة يشتد فيها الخناق على المواطن اليمني، ويتسابق فيها اليمنيون إلى فتات الحياة، يُفتح باب جديد للمأساة، صواريخ إسرائيلية تقصف البنية التحتية والمرافق الحيوية، تحت ذريعة “الرد” على جماعة أنصار الله المدعومة من إيران.
ليست هذه المرة الأولى التي يدفع فيها اليمنيون ثمن تحركات لا تمثلهم، ولكنها بلا شك من أخطر اللحظات، إذ ينكشف الوجه الحقيقي للصراع، صراع تصنعه أجندات خارجية، ويُدفع ثمنه من قوت الشعب ودمه، فحين تُستغل الأراضي اليمنية كمنصة لتصفية الحسابات بين إيران وإسرائيل، يتحول اليمن من بلد يبحث عن السلام إلى ساحة مفتوحة لحروب الآخرين
في سياق التصعيد الذي شهده البحر الأحمر، استخدمت جماعة الحوثي بدعوى “نصرة غزة”، الأراضي اليمنية كمنطلق لهجمات استعراضية ضد السفن، وصواريخ لم تخلف قتل جندي اسرائيلي واحد، لتفتح بذلك ثغرة لتدخلات جديدة، لكن ما حدث مؤخرًا لم يكن فقط ردًا إسرائيليًا على هجوم، بل كان تدميرًا ممنهجًا لمقدرات دولة، مطار صنعاء، ميناء الحديدة، ومرافق أخرى لم تكن أهدافًا عسكرية بحتة، بل كانت شرايين حياة لملايين المواطنين في الشمال والغرب.
الاحتلال الإسرائيلي، وهو يوجه ضرباته على اليمن، يدّعي حقه في الدفاع، بينما يتعامى عن حق اليمنيين في الحياة، لكن الكارثة الكبرى أن كل ذلك تم بدعوة غير مباشرة من أدوات إيران في اليمن، فبينما يتحدث الحوثيون عن مواجهة “العدو الصهيوني”، لم يصب من صواريخ تل أبيب إلا اليمنيون أنفسهم، لم تُدمر طائرات الاحتلال معسكرات للحوثيين، بل استهدفت ما تبقى من رمق اقتصادي لشعب خنقته الحروب، وأرهقته الازمات، وحاصره الجوع والبطالة.
لقد أصبح اليمن اليوم رهينة لعبة دولية قذرة، تُدار من خلف الستار، ويُكتب سيناريوها في طهران وتل أبيب، ويُنفذ على أرض لا بواكي لها، في هذه الحرب لا رابح سوى السلاح ولا منتصر إلا الموت، أما الشعب اليمني فهو الخاسر الأكبر، يُترك دائمًا ليدفن أنقاضه بيديه، ويبحث عن وطن بين الركام.
إن هذه اللحظة تفرض على كل يمني، وعلى كل عربي، أن يسأل بصوتٍ عال: من يجرّنا إلى الجحيم؟ من حول اليمن إلى ساحة مناورات سياسية وعسكرية؟ وكيف يمكن لشعب أن يُقاتل عن قضايا الأمة، فيُكافأ بالقصف والدمار من أعداء الأمة ذاتهم؟
أسئلة لا تنتظر الإجابة فقط، بل تفرض التحرك، إن كان في هذا البلد بقية من وعي أو إرادة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق كتابات خاصةرسالة المعلم أهم شيئ بنسبة لهم ، أما الجانب المادي يزعمون بإ...
يلعن اب#وكم يا ولاد ال&كلب يا مناف&قين...
نقدرعملكم الاعلامي في توخي الصدق والامانه في نقل الكلمه الصا...
نشكركم على اخباركم الطيبه والصحيحه وارجو المصداقيه في مهنتكم...
التغيرات المناخية اصبحت القاتل الخفي ، الذي من المهم جدا وضع...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
كشف لُغز "النيران الصامتة" في معدة "ستيني صيني"
الرؤية- كريم الدسوقي
عاش رجل صيني يبلغ من العمر 67 عامًا 3 عقود كاملة، وهو يحمل داخل معدته قدّاحة سجائر بلاستيكية لا يزال بداخلها غاز قابل للاشتعال، دون أن يدرك خطورة ما في جوفه.
القصة بدأت حين شعر الرجل، ويدعى "دنغ"، بآلام وانتفاخ شديد في البطن، ظن في البداية أنه مجرد التهاب معوي عابر، ومع تفاقم الألم وعدم جدوى الأدوية، اضطر للذهاب إلى المستشفى؛ حيث أجرى الأطباء فحصًا بالمنظار كشف عن جسم غريب أسود اللون عميقًا في معدته.
المحاولات الأولى لإخراج الجسم فشلت بسبب سطحه الأملس، ما دفع الفريق الطبي لتأجيل العملية إلى أن يحددوا طبيعته، وعند سؤال الرجل عن أي حادث قديم استعاد ذكرى بعيدة من أوائل تسعينيات القرن الماضي، عندما ابتلع قدّاحة بلاستيكية في سهرة مع أصدقائه بدافع المزاح والرهان. ظن الرجل الصيني أن القدّاحة خرجت من جسده مع الوقت، ولم يخبر أسرته بالأمر مُطلقًا.. هكذا تلقى الأطباء القصة كالصاعقة!
بعد تحديد طبيعة الجسم، قرر الأطباء استخدام تقنية تشبه استخدام "كيس مطاطي" يغلف "القدّاحة" تمامًا قبل سحبها بأمان، والمفاجأة الكبرى أن القدّاحة- رغم تآكل غلافها الخارجي- كانت ما تزال تعمل وبداخلها غاز.
الأطباء أوضحوا أن البلاستيك المصنوع منه جسم القدّاحة مقاومٌ بشكل مذهل لأحماض المعدة؛ ما سمح له بالبقاء كل هذه السنوات دون أن يتحلل كاملًا.