حرب الرسوم الجمركية.. مفاوضات تجارية مرتقبة بين الصين والولايات المتحدة
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
أعلنت واشنطن وبكين أمس "الثلاثاء" عن لقاء وزير الخزانة الأمريكي ونائب رئيس الوزراء الصيني في سويسرا خلال الأيام المقبلة، للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين، وردت بكين عليها بتوجيه ضربة للاقتصاد الأمريكي، حسبما ذكرت صحيفة “لوفيجارو” الفرنسية في موقعها على الإنترنت.
وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، في بيان قبل بدء زيارته أمس: "أتطلع إلى إجراء مناقشات بناءة تهدف إلى إعادة التوازن إلى النظام الاقتصادي الدولي بما يخدم المصالح الأمريكية على نحو أفضل".
من جانبه، قال وزير الخارجية الصيني في بيان إن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، هي ليفينج، سيزور سويسرا في الفترة من 9 إلى 12 مايو، بناءً على دعوة من الحكومة السويسرية.
وذكرت وزارة الخارجية الصينية أن عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني سيلتقي مع سكوت بيسنت للتشارور بشأن القضايا الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة.
وأوضح وزير الخزانة الأمريكي الثلاثاء في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز": "أتوقع أننا سنتحدث عن خفض التصعيد، وليس عن صفقة تجارية كبيرة. نحن بحاجة إلى خفض التصعيد قبل أي شيء"، مضيفًا "نحن لا نريد أي انفصال اقتصادي وتجاري" بين الولايات المتحدة والصين.
يُذكر أن ترامب كان قد فرض في مطلع أبريل الماضي رسومًا جمركية بنسبة 34% على المنتجات المستوردة من الصين إلى الولايات المتحدة، إضافةً إلى الرسوم الجمركية الحالية البالغة 20%.
وبناءً على هذا القرار، ارتفعت الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية إلى 145%، ما دفع بكين لرد الصفعة إلى واشنطن بزيادة تعريفاتها الجمركية على الواردات الأمريكية إلى الصين إلى 125%.
ويرى معظم خبراء الاقتصاد أن التعريفات الجمركية بلغت مستويات لا تُطاق، إلى الحد الذي قد يشكل خطر الركود في الولايات المتحدة والصين، وربما أبعد من ذلك، وهو ما قد يكون مصحوبًا بارتفاع جديد في الأسعار.
وأشار وزير الخزانة الأمريكي إلى أن هذا الوضع لا يمكن تحمله، لا سيما من جانب الصين؛ فإن نسب 145% و125% تعادل الحظر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الخزانة الأمريكي الرسوم الجمركية الولايات المتحدة الصين وزیر الخزانة الأمریکی الولایات المتحدة الرسوم الجمرکیة
إقرأ أيضاً:
ترامب يدفع ثمن حربه التجارية مع الصين.. هكذا يحاول تقليل الأضرار
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا يناقش التناقض بين وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتحفيز الاقتصاد من خلال فرض تعريفات جمركية عالية وبين النتائج العملية التي تسببت في أضرار اقتصادية تطلبت تدخلاً حكوميًا لاحتوائها.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن ترامب أعلن قلب التجارة العالمية في نيسان/ أبريل الماضي عندما أعلن عن فرض رسوم جمركية فيما يُعرف بـ"يوم التحرير"، متعهدًا بعودة المصانع والوظائف إلى الداخل الأمريكي وخفض الأسعار بالنسبة للأمريكيين عبر فتح الأسواق الخارجية. لكن الأمور لم تسر على هذا النحو، ما اضطره إلى التحرك لمعالجة الأضرار الاقتصادية والسياسية.
ويوم الإثنين الماضي، أعلن ترامب عن حزمة إنقاذ بقيمة 12 مليار دولار للمزارعين الأمريكيين المتضررين من سياساته التجارية، فيما تواصل الرسوم الجمركية في الضغط على الأسعار وتزيد القلق الشعبي بشأن تكاليف المعيشة، وأشارت الصحيفة إلى أن الصين، وهي ثاني أكبر اقتصاد عالمي والمنافس الرئيسي للولايات المتحدة، أكدت استمرار تحقيق فائض تجاري قياسي عالميًا رغم تراجع فائضها مع واشنطن، ما يعكس قدرتها على التكيف مع القيود الأمريكية. وفي المقابل، لم تظهر أدلة على عودة واسعة لوظائف التصنيع التي فُقدت بفعل عقود من العولمة والأتمتة.
ويصر ترامب على أن قراره بفرض أعلى رسوم منذ عام 1930 سيؤتي ثماره، ويلقي باللوم على سلفه جو بايدن في كل أزمة اقتصادية، رغم ضعف حجته مع اقتراب مرور سنة على توليه الحكم؛ ويستمر في رفض أي حديث عن ارتفاع الأسعار في متاجر البقالة، مصرًا على أنها على وشك الانخفاض، لكن التضخم ارتفع في أيلول/ سبتمبر إلى 3 بالمائة، فيما واصلت وظائف التصنيع التراجع بخسارة نحو 50 ألف وظيفة منذ بداية السنة.
وأفادت الصحيفة بأن ترامب يحاول تصوير حزمة المزارعين كدليل على النجاح، ووعد مؤخرًا باستخدام إيرادات الرسوم لمنح شيك حكومي بقيمة 2000 دولار لكل دافع ضرائب (باستثناء ذوي الدخل المرتفع)، بل وتحدث عن إلغاء ضريبة الدخل مستقبلًا.
ووفق الصحيفة فإن الأرقام لا تتماشى مع هذه التصريحات؛ فقد بلغ دخل الرسوم 250 مليار دولار هذه السنة مقابل 2.66 تريليون من ضرائب الدخل الفيدرالية. كما وعد بأن عائدات الرسوم الجمركية ستسدد الدين الوطني البالغ 38.45 تريليون دولار، وبتخفيض أسعار بعض الأدوية بنسبة "1500 بالمائة"، وهو ما أثار استغراب المشرعين.
وأكد ترامب أيضًا أنه يستخدم جزءًا من عائدات الرسوم كـ"دفعة مرحلية" لدعم المزارعين حتى تستأنف الصين شراء منتجاتهم، وهو التزام قال إنه انتزعه من الرئيس شي جين بينغ. لكنه تجاهل أن الرسوم أدت إلى مقاطعة صينية للسلع الزراعية الأمريكية، ما اضطره لتعويض المزارعين عبر برنامج وزارة الزراعة، ويبدو أن تكرار استخدام كلمة "مرحلية" من قبل الرئيس ومساعديه الاقتصاديين البارزين كان يهدف إلى إرسال رسالة إلى الأمريكيين مفادها أنه عليهم فقط الصبر، وأن الفوائد الموعودة من خطة التعريفات الجمركية ستؤتي ثمارها.
وأضافت الصحيفة أن ترامب اتهم إدارة بايدن بأنها "كرهت المزارعين"، مؤكدًا أنه "يحبهم"، مشددًا أن مشتريات فول الصويا تأتي أولًا في محادثاته مع شي. لكن اقتصاديين يرون أن أزمة المزارعين تعكس الضغط الأوسع الناتج عن الرسوم، ونقلت الصحيفة عن سكوت لينسيكوم، مدير قسم الاقتصاد العام في معهد كاتو، وهو مركز أبحاث ليبرالي معارض لسياسات ترامب الرامية إلى إرساء نظام رأسمالي توجيهي، قوله إن مشكلة المزارعين ليست من صنع الحكومة بالكامل، ولكن جزءًا كبيرًا منها يتعلق بالسياسة التجارية.
وأكد لينسيكوم أن انخفاض الأسعار يرجع إلى مقاطعة الصينيين للمنتجات الزراعية الأمريكية معظم السنة، فيما بقيت تكاليف الأسمدة والآلات مرتفعة وخاضعة للرسوم الجمركية. وهو ما أدى إلى شكوى من شركتي "كاتربيلر" و"جون دير"، وهما اثنتان من أكبر مصنعي المعدات الزراعية، وأعلن ترامب أنه سيلغي بعض المتطلبات البيئية للآلات لتبسيطها مقابل خفض أسعارها، فيما وصف لينسيكوم الرسوم بأنها خلقت "تعقيدًا غير مسبوق ومعيقًا" للأعمال، خاصة مع تخفيضه بعض الرسوم مثل لحوم البقر لتخفيف أسعار المتاجر.
وختم الموقع بأن المناورات السياسية أصبحت سمة عامة لإدارة ترامب؛ فهو يتحدث أسبوعًا عن قروض عقارية لخمسين عامًا، وفي أسبوع آخر يرفع الرسوم عن القهوة، ثم يعلن عن السماح بتصدير الرقائق إلى الصين مقابل حصة 25 بالمائة من العائدات. لكن إصلاح كل ذلك سيستغرق وقتًا، وهذا ما أكده نائب الرئيس جي دي فانس قائلًا إن إصلاح كل المشكلات خلال عشرة أشهر أمر غير واقعي.