جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-23@15:45:31 GMT

المستشار.. أم الشاغر؟

تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT

المستشار.. أم الشاغر؟

حمود بن سعيد البطاشي

في ظل ما تشهده سلطنة عُمان من تحوّلات اقتصادية وإدارية، وما تبذله الحكومة من جهود في سبيل توظيف الشباب وتقليص أعداد الباحثين عن عمل، تبقى بعض الملفات العالقة بحاجة إلى جرأة في الطرح والمعالجة، ومن أبرز هذه الملفات، استمرار عدد من المستشارين في المؤسسات الحكومية، ممن تجاوزوا سن الستين، في مواقعهم دون وجود أثر حقيقي أو قيمة مضافة تبرر بقاءهم.


إن وجود المستشار في أي مؤسسة يُفترض أن يكون عنصر دعم وتوجيه، لا عبئًا إداريًا أو شكليًا. ولكن الواقع في بعض الوحدات الحكومية يُشير إلى أن من هؤلاء المستشارين لا يُستفاد منهم فعليًا؛ بل يقتصر دورهم في كثير من الأحيان على الحضور الاسمي، دون مساهمة ملموسة في اتخاذ القرار أو تطوير الأداء المؤسسي.
حين ننظر إلى حجم الطاقات الوطنية الشابة، المؤهلة أكاديميًا ومهنيًا، والتي ما تزال على قوائم الانتظار، فإن التساؤل يصبح مشروعًا: لماذا لا تتم مراجعة أوضاع هؤلاء المستشارين؟ ولماذا لا يُحال غير الفعّال منهم إلى التقاعد لفتح شواغر جديدة؟
لا بُد أن نُدرك أن بقاء المستشار في موقعه يجب أن يكون قرارًا مبنيًا على حاجة حقيقية، لا مجرد عرف إداري موروث؛ فالوطن لا يحتاج فقط لمن شارك في بنائه سابقًا؛ بل لمن لا يزال قادرًا على الإضافة، والتطوير، ومواكبة متغيرات الزمن.
إننا لا ننكر أهمية الخبرة ولا نستخف بقيمتها؛ بل نُقدّرها ونجلّها، لكن ما نطرحه هنا هو التساؤل عن مدى فاعلية هؤلاء الذين تجاوزوا الستين، واستمرارهم في مواقعهم دون تقييم حقيقي؛ فالخبرة التي لا تُوظَّف ولا تُشارك ولا تُترجم إلى نتائج، تبقى مجرد رقم في كشف الرواتب، وأحيانًا عبئًا على المؤسسة.
الحكومة، في سعيها نحو الحوكمة الرشيدة وترشيد الإنفاق، مُطالَبةٌ بإعادة النظر في هذا الملف بجدية؛ فكل مستشار غير منتج، هو في الحقيقة يُغلق بابًا كان يمكن أن يُفتح أمام شاب عُماني متحمّس، ينتظر فرصته ليُثبت جدارته.
أضف إلى ذلك أن استمرار هذه المناصب الشرفية -إن صح التعبير- قد يُحدِث نوعًا من الإحباط لدى الموظفين الأصغر سنًا، ممن يرون أن الترقّي والتقدير لا يعتمد على الكفاءة والإنجاز؛ بل على البقاء في المنصب أطول فترة ممكنة.
نحن بحاجة إلى سياسات واضحة في تقييم دور المستشارين الحكوميين، وتحديد مدة معينة للاستشارة، يتم بعدها إما التمديد بناءً على تقارير أداء حقيقية، أو الإحالة إلى التقاعد وإتاحة الفرصة لغيرهم.
إنَّ التغيير لا يكون فقط بتعيين الشباب؛ بل أيضًا بتصفية المواقع التي أصبحت مجمّدة وغير منتجة. وإنَّ تطوير الأداء الحكومي يتطلب شجاعة في مراجعة الذات، وصدقًا في الاعتراف بالمواطن العُماني الشاب كأولوية، لا مجرد رقم في قائمة انتظار طويلة.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بحث علمي محايد

بحث علمي محايد :
هل أصدر أي حزب ليبرالي أو يساري إيراني بيانًا يدين الحكومة الدينية لانتهاكها معاهدة حظر الانتشار النووي كما ادعت الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟ وهل أدان أيٌّ من هذه الأحزاب الحكومة لإبطاء أو إغلاق الإنترنت واعتقال مواطنين متهمين بالتجسس لصالح العدو؟
إذا لم يُصدر أي حزب مثل هذه الإدانة، فالسؤال هو: لماذا؟ هل أصبحت هذه الأحزاب بوقا لحكم الملالي والديكتاتورية الدينية وطبعت مع ولاية الفقيه؟ هل اشترت الحكومة هذه الأحزب أم أنهم يطمعون في أن تتفضل عليهم بمناصب؟ أم أنهم مجرد حفنة من المغفلين النافعين؟ وفي النهاية طلعو مجرد كيزان شيعة متبرقعين.
رسائل قصيرة:
بالنسبة لليساريين القالو الكيزان إشترونا، قولو لكرتي “يا علي” رسل القروش، أخرتها ليه؟ أو أفضل ترسلها سناء ومعاها كيكة.
بالنسبة لاصحاب الرسالة القالو إحنا بنبحث عن مناصب، كلمو كامل إدريس ده يشوف لينا حاجة عشان ما نطلع بي قد القفة للمرة الألف.
بالنسبة للسنبليين البيبسي كولا، بنقول ليهم ، بنقول ليهم، بنقول ليهم، ما بنقول ليهم حاجة.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • “ المشاط” رئيسًا مُشاركًا لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي
  • سلطنة عُمان تُشارك في الدورة الـ51 للمجلس الوزاري للتعاون الإسلامي بإسطنبول
  • فجر التحرير إرادة المقاومة
  • التقاعد المبكر اتجاه بين شباب الـ 30 والـ 40
  • "بصل بصل.. بما حصل"
  • الأطراف الصناعية
  • قبل الترشح لانتخابات الشيوخ .. إلزام هؤلاء بالاستقالة | تفاصيل
  • ثقافة بلا روح.. وكتابة بلا قداسة!
  • شهادات ضابط احتلال شارك في الإبادة: تل أبيب صارت ساحة حرب كغزة
  • بحث علمي محايد