خبير سياسي: سياسات ترامب تعكس مزاجه الشخصي.. والتقارب مع الحوثيين يمهد لتسوية إقليمية
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
رأى الدكتور أحمد يوسف أحمد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن توجهات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في السياسة الخارجية، لا تنطلق من رؤية مؤسسية ثابتة، بل تتأثر بمزاجه الشخصي وتقلباته، ما يجعله ينتقل من موقف إلى آخر بسهولة ودون مقدمات واضحة.
وفي حديثه لبرنامج "مساء dmc" مع الإعلامي أسامة كمال، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن ترامب أبدى مؤخرًا إعجابه بما وصفه بـ"صمود" الحوثيين أمام الضربات الأمريكية، متابعا أن الحوثيين رغم تكبدهم خسائر كبيرة، إلا أنهم تمكنوا من الاستمرار والثبات، وهو ما بدا مفاجئًا لترامب.
وأشار الدكتور أحمد يوسف أحمد، إلى أن تصرفات الإدارة الأمريكية حيال الحوثيين خلال هذه الفترة خلقت مناخًا يمكن أن يقود إلى نوع من التسوية، خصوصًا مع بروز دور سلطنة عمان، التي تملك سجلًا حافلًا في الوساطات الإقليمية وتبني سياسات متزنة.
وأوضح أن المبادرة التي تم التوصل إليها على ما يبدو نالت اهتمام الطرفين (الحوثيين وترامب) خاصة مع احتمالات توقف نزيف الخسائر من جانب الحوثيين.
ووفقا للدكتور أحمد يوسف أحمد، فإن الاتفاق لا يخلو من غموض، خاصة فيما يتعلق بطبيعة السفن التي سيستمر الحوثيون في استهدافها، إذ توحي التصريحات المتبادلة بوجود تفاهم ثنائي، يتضمن التزامًا بعدم تبادل الهجمات بين الطرفين.
ورجح أستاذ العلوم السياسية، أن التفاهم لا يقتصر على السفن الأمريكية فقط، محذرًا من أن ذلك قد يُفهم كنوع من التواطؤ السياسي من جانب ترامب، مشيرًا إلى أن التهدئة ربما تشمل حركة الملاحة بشكل عام، لا سيما أن الحوثيين سبق أن أعلنوا حصر استهدافهم في السفن الإسرائيلية فقط.
وفي السياق ذاته، أوضح الخبير أن تصريحات المتحدث باسم جماعة الحوثي أكدت استمرار استهداف السفن الإسرائيلية، نافيًا أي علاقة بين الاتفاق المبدئي والعدوان على غزة، ما يشي بأن هناك مسارين منفصلين في العلاقة الأمريكية-الحوثية والإسرائيلية-الحوثية.
وفي ختام مداخلته، أشار الدكتور أحمد إلى أن الدعم الذي أبداه ترامب لإسرائيل كان يُفهم على أنه غير مشروط، لكن التطورات الأخيرة قد تعكس تباينًا في المواقف بين الجانبين، ربما نتيجة لاختلاف الحسابات والمصالح في الوقت الراهن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترامب الحوثيين اليمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
المتحدث الرسمي باسم الحوثيين يكشف تفاصيل وحيثيات الاتفاق مع واشنطن
أكد المتحدث الرسمي باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) محمد عبد السلام -في مقابلة مع قناة الجزيرة- أنهم سيقيّمون مستقبلا مستوى الدعم الأميركي لإسرائيل، وقال إن الاتفاق مع واشنطن ليس وليد اللحظة، بل جاء بعد نقاشات مطولة عبر الوسطاء.
وقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، أنه قرر وقف الضربات ضد اليمن مقابل التزام الحوثيين بوقف استهداف السفن، وقال -خلال تصريحاته للصحفيين في البيت الأبيض- إن واشنطن لم تتوصل إلى اتفاق مع الحوثيين، لكنهم "استسلموا"، و"قالوا لنا: رجاء، توقفوا عن قصفنا ونحن سنتوقف من جانبنا عن استهداف السفن".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحوثيين، للجزيرة، إن بنود الاتفاق تقضي بتوقف القصف الأميركي على اليمن، وكان من بين أهدافه وقف الإسناد اليمني لقطاع غزة. وتابع "بعد أن فشل العدوان الأميركي على اليمن وفشلت الضغوط الدبلوماسية والعسكرية لتحقيق الهدف الذي وضعته أميركا من البداية عادت لتقبل بأن توقف عدوانها، وأن نتوقف نحن عن ردة الفعل".
وقال عبد السلام إن المسألة الأخرى أن أي هجوم على الحوثيين في لحظة من اللحظات يكون من حقهم الرد والدفاع عن أنفسهم، وأوضح "إذا توقف العدوان الأميركي على اليمن ولم يعد مجددا لاستهداف اليمن تحت أي عنوان، فإننا لن نستهدف السفن الأميركية ولا السفن الأخرى باستثناء السفن الإسرائيلية التي ما زالت محظورة بموجب القرار اليمني، حتى إدخال المساعدات إلى قطاع غزة".
إعلانوعن كيفية التوصل إلى هذا الاتفاق، أوضح محمد عبد السلام أن الجهود التي قادتها سلطنة عمان بدأت منذ وقت مبكر (الأسبوعين أو الثلاثة الأولى للغارات الأميركية على اليمن)، وأن الحوثيين تلقوا رسائل تلو الأخرى وردوا عليها عبر الوسطاء، وتلقوا أفكارا ومقترحات بأن يتوقف اليمن عن أي إسناد لغزة، مؤكدا أنهم رفضوا هذه المطالب.
وأضاف أن الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي أمس لم يكن وليد اللحظة، بل كان نتيجة مشاورات وجلسات ولقاءات مكثفة، وكل ذلك كان عبر الوسيط العماني الذي أدار تبادل الرسائل بين الحوثيين والطرف الأميركي.
ويسمح الاتفاق لليمن -يواصل المتحدث الرسمي باسم الحوثيين- بـ"مواصلة إسناده للقضية الفلسطينية، ويمنع العدوان الأميركي على اليمن، في مقابل توقف الحوثيين عن الرد على العدوان الأميركي الذي جاء لإسناد إسرائيل".
الرد على إسرائيل قادمواعتبر المتحدث الرسمي باسم الحوثيين أن "الاتفاق هو إنجاز يخدم القضية الفلسطينية أولا ويخدم القضية اليمنية ثانيا، ويجعل إسرائيل بحالة منفردة، باعتبار أنها ستتلقى الضربات من قبل الحوثيين حتى تحقيق الأهداف المشروعة في إسناد الشعب الفلسطيني"، وشدد في السياق نفسه على أن "الرد على الكيان الإسرائيلي قادم لا محالة".
وعما إذا كان الاتفاق يشمل توقف الولايات المتحدة عن دعم إسرائيل لوجيستيا واستخباراتيا، قال عبد السلام إنهم سيقيّمون مستقبلا هذا الدعم والتنسيق، وبناء على ذلك يحددون موقفهم، وأضاف "هل سيتحرك الطرف الأميركي لتقديم الدعم والغطاء للطرف الإسرائيلي كي ينفّذ جرائمه؟.. نحن هنا نستطيع تقييم المرحلة ويكون لنا موقف حينها"، وأشار إلى أن تراجع أميركا عن موقفها يشكّل ضغطا حقيقيا على الطرف الإسرائيلي.
وحول الملف اليمني، أوضح الناطق الرسمي باسم الحوثيين أن الأولوية الآن لاستكمال إسناد القضية الفلسطينية، وأنهم يرفضون ربط موضوع الإسناد بأي ملف.
إعلانوينفذ الحوثيون هجمات بالصواريخ والمسيّرات على إسرائيل والسفن المرتبطة بها، إسنادا لغزة، منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وقد وسعوا دائرة الاستهداف لتشمل السفن الأميركية والبريطانية، بعدما شكّل الرئيس الأميركي السابق جو بايدن تحالفا لمواجهتهم وتنفيذ ضربات في اليمن.