تقرير: أوكرانيا تراجع ارتباط عملتها الرسمية بالدولار وتدرس التحول إلى اليورو
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
كجزء من إعادة التموضع الجيوسياسي، أعلن محافظ البنك المركزي الأوكراني أندريه بيشني أن بلاده بدأت تدرس بشكل جدي إمكانية التحول من اعتماد الدولار الأمريكي كعملة مرجعية للهريفنيا الأوكرانية إلى اليورو، في ظل تنامي الروابط الاقتصادية والسياسية مع الاتحاد الأوروبي. اعلان
وأوضح بيشني في مقابلة مع وكالة رويترز أن الانضمام المحتمل لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تصاعد الدور الأوروبي في دعم القدرات الدفاعية للبلاد، يحتم على البنك المركزي الأوكراني إعادة النظر في الإطار النقدي القائم.
وقال: "الجدل المتنامي حول استقرار الأسواق واحتمال تفكك سلاسل التجارة العالمية، تدفع باتجاه إعادة تقييم دور الدولار كمرجعية للهريفنيا مقابل اليورو". ولفت إلى أن هذا التغيير يتطلب "ترتيبات معقدة وإعدادًا متقنًا"، دون أن يقدم تفاصيل إضافية حول الخطوات المحتملة.
ورغم استمرار هيمنة الدولار على حركة التداول في سوق الصرف الأجنبي، قال بيشني إن حصة اليورو بدأت بالارتفاع، وإن كان ذلك لا يزال محدودًا.
وتجدر الإشارة إلى أن مولدوفا، التي تسير في المسار ذاته نحو أوروبا، عمدت في 2 كانون الثاني/ يناير إلى ربط عملتها الوطنية "الليو" باليورو بدلًا من الدولار، ضمن خطوات استباقية تمهد للاندماج الأوروبي.
تاريخيًا، ظل الدولار يحتفظ بمكانته كعملة مهيمنة عالميًا، مدعومًا بالتحالفات الأمنية والعلاقات العسكرية التي تربط الولايات المتحدة بعدد كبير من الدول.
لكن سنوات حكم الرئيس دونالد ترامب، وعودته الثانية إلى البيت الأبيض، أدت إلى تعميق الشكوك حول مستقبل الدولار كعملة احتياطية. إذ أطلق الرئيس الجمهوري خلال ولايته السابقة حربًا تجارية شرسة فرض فيها رسومًا جمركية غير مسبوقة، مما دفع بعض الخبراء إلى التساؤل عن مدى استدامة هذا الدور.
وفي هذا السياق، فقد مؤشر الدولار أكثر من 9% من قيمته مقابل سلة العملات الرئيسية، نتيجة عزوف المستثمرين عن الأصول الأمريكية.
ومع أن بعض المحللين يحذرون من المبالغة في ربط قوة الدولار بوضعه كعملة احتياط، فإن بيشني يشير بوضوح إلى تحول تدريجي في المشهد النقدي العالمي، تتفاعل معه أوكرانيا عبر مراجعة خياراتها.
إصلاحات اقتصادية وترقّب لمآلات الحربمنذ إطلاق عملتها الوطنية "الهريفنيا" عام 1996، اعتمدت أوكرانيا الدولار كعملة مرجعية. وبعد بدء الغزو الروسي في شباط/ فبراير 2022، فرض البنك المركزي الأوكراني ضوابط على رأس المال وحدد سعرًا رسميًا للهريفنيا بنحو 29 مقابل الدولار، قبل أن يضطر لاحقًا إلى خفض قيمة العملة بسبب تفاقم الاختلالات المالية.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2023، انتقلت السياسة النقدية من تثبيت سعر الصرف إلى "نظام سعر الصرف المُدار" الذي يستند إلى الدولار لتقييم تدخلات السوق وضبط التقلبات.
قبل نحو عام، بدأت أوكرانيا ومولدوفا محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في عملية طويلة تتطلب التزامًا بإصلاحات شاملة في النظامين السياسي والقضائي.
Relatedتحذير إسرائيلي من تداعيات الرسوم الأمريكية: خسائر بمليارات الدولارات وتأثيرات اقتصادية خطيرةهل يدمّر ترامب الدولار؟ وماذا يعني ذلك بالنسبة لليورو؟تراجع الأسواق العالمية بسبب رسوم ترامب وخسارة بتريليونات الدولارات أواخر الأسبوعوكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قد أعربت في شباط/ فبراير الماضي عن أملها في أن تنضم أوكرانيا إلى الاتحاد بحلول عام 2030، شرط المحافظة على وتيرة الإصلاحات الحالية.
اقتصاديًا، يعوّل بيشني على تعافي تدريجي في الاستثمار والنشاط الاستهلاكي نتيجة تعميق الروابط مع أوروبا، متوقعًا نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 3.7 و3.9% خلال العامين المقبلين. لكنه يشدد على أن مصير هذا التعافي يبقى مرهونًا بمسار الحرب.
ويختم بالقول: "نهاية سريعة للحرب ستكون سيناريو إيجابيًا إذا اقترنت بضمانات أمنية. لكن الفوائد الاقتصادية لإنهائها قد تستغرق وقتًا حتى تظهر بشكل ملموس".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة دولار أمريكي الولايات المتحدة الأمريكية أوكرانيا دونالد ترامب أوروبا يورو دونالد ترامب إسرائيل حركة حماس قطاع غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة باكستان كشمير لبنان الهند روسيا
إقرأ أيضاً:
الناتو وألمانيا: تعزيز العمود الأوروبي للحلف والعمل نحو السلام في أوكرانيا
أكد المستشار الألماني فريدريش ميرتس اليوم/الخميس/ على أهمية تعزيز العمود الأوروبي للحلف في مواجهة التحولات الجيوسياسية الكبيرة، وعلى الدور الحاسم لأوروبا في دعم أمنها واستقرارها في الوقت الراهن.
وأشار المستشار الألماني، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع أمين عام حلف الناتو مارك روته الذى يزور برلين حاليا، إلى أن ألمانيا وأوروبا تستثمران بشكل منهجي في تعزيز قدراتهما الأمنية، بما يشمل السياسة الدفاعية والهجرة والسياسة الاقتصادية، مشدداً على أن هذه الخطوات تأتي من منطلق مصالحهما الوطنية، وليست نتيجة ضغوط خارجية. وأكد ميرتس أن أوروبا بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى الوحدة والقوة لمواجهة التحديات، وأن ألمانيا ملتزمة بقيادة مثال قوي يعزز قدرة الحلف على الردع والدفاع.
وأشار إلى أن ألمانيا خصصت أكثر من 108 مليارات يورو للأمن والدفاع في عام 2026، مؤكداً الالتزام بتحقيق نسبة 3.5% من الناتج المحلي الإجمالي لتغطية متطلبات الدفاع الأساسية بحلول عام 2029. واعتبر أن هذه الخطوة تمثل رسالة واضحة لأي خصم مفادها أن الناتو موحد وقادر على حماية أراضيه.
من جانبه، أكد أمين عام الناتو، مارك روته، أن الحلف يواصل دعمه لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي، مشدداً على ضرورة العمل على تحقيق وقف إطلاق نار شامل ومستدام مدعوم بضمانات قانونية ومادية قوية، تحفظ الأمن الأوروبي ووحدة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
وأوضح روته أن الحلفاء ينسقون بشكل مكثف مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ومع الشركاء الأوروبيين، وأيضاً مع الرئيس الأمريكي السابق ترامب، لتعزيز فرص التوصل إلى سلام دائم في أوكرانيا.
وأكد روته أن استخدام الأصول الروسية المجمدة في أوروبا سيكون جزءاً من الجهود لدعم قدرة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها ضد أي هجمات مستقبلية، مع استمرار تعزيز الدعم العسكري واللوجستي للجيش الأوكراني.
كما تناول المؤتمر الصحفي التعاون الأوروبي-الأمريكي داخل الناتو، وأهمية دعم العمود الأوروبي للحلف، مع التركيز على استثمارات ألمانيا في القوات البرية والجوية والبحرية لتعزيز الردع وحماية البنية التحتية الحيوية. وأوضح أن القوات الألمانية تشكل العمود الفقري للقوة البرية الأمامية في ليتوانيا، وتدعم مراقبة أجواء البلطيق، فيما يحمي الأسطول الألماني خطوط الاتصال الحيوية.
وشدد ميرتس وروته على أن العمل المشترك بين أوروبا والولايات المتحدة داخل الناتو هو الأساس لضمان الأمن والاستقرار والسلام على القارة الأوروبية، مع الالتزام بدعم أوكرانيا واحتياجاتها الدفاعية في مواجهة العدوان الروسي المستمر.
ولفت روته إلى أن النقاشات المكثفة مع الرئيس ترامب، والرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، وكبار المسؤولين الأوروبيين، ركزت على مسار التوصل إلى وقف إطلاق نار، بما يشمل مراجعة الوثائق والمستجدات خلال عطلة نهاية الأسبوع، والتنسيق مع الحكومة الأمريكية حول أي اجتماع محتمل في برلين في الأسبوع المقبل.
كما تم تناول موضوع الأصول الروسية المجمدة في ألمانيا، حيث أكد ميرتس وروته أن هذه الأصول يمكن أن تستخدم لدعم أوكرانيا بشكل فعال، وليس لغرض صرف مباشر من الخزينة الألمانية، مع الاستمرار في متابعة جميع التفاصيل القانونية والإجرائية المتعلقة بها.
واختتم المستشار الألماني المؤتمر بالتأكيد على أن ألمانيا ملتزمة بقيادة مثال قوي لأوروبا، وأن الحلف يعمل على ضمان القدرة على الردع والدفاع، وحماية الحرية والازدهار الأوروبيين، مع الحفاظ على وحدة الناتو وفعاليته.