هل تجوز الأضحية بكبش واحد عن الرجل وأهل بيته؟.. الإفتاء تجيب
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا يقول صاحبه: ما حكم الأضحية بكبش واحد عن الرجل وأهل بيته؟، فأنا لي ثلاثة أولاد -ولدان وبنت-، كنت أضحي كل سنة بكبش عن كل فرد منهم، وارتفعت أثمان اللحوم هذا العام، فهل تحتم الشريعة التضحية بكبش لكل شخص منهم، أو يجوز الاكتفاء بكبش واحد؟
وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن السؤال قائلة: إن الأضحية سنَّة كفاية، فلو ضحى السائل عن نفسه وعن أهل بيته الذين منهم أولاده بشاة واحدة فإنها تجزئهم ويكون قد أقام السنة.
حكم الأضحية بكبش واحد عن الرجل وأهل بيته
وأوضحت أن المشايخ واختلفوا فيما إذا كان الأولاد أغنياء وهم صغارـ هل يجب على الأب أن يضحي عنهم من مالهم بمعنى أنه يضحي عن كل ولد غني منهم بأضحية من مال الولد أم لا؟
والأصح المعتمد في المذهب أنه لا يجب أن يضحي عنهم، وعلى هذا لا يجب على الأب أن يضحي عن أولاده سواء أكانوا أغنياء أم فقراء من ماله ولا من مالهم.
وقال أصحاب الإمام الشافعي: إن التضحية سنة على الكفاية في حق أهل البيت الواحد، فإذا ضحى أحدهم أقيمت هذه السنة في حق أهل البيت الواحد جميعًا، وقد روى ابن ماجه والترمذي عن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: “سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيَّ رضي الله عنه: كَيْفَ كَانَتِ الضَّحَايَا فِيكُمْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ؟ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ، وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ، ثُمَّ تَبَاهَى النَّاسُ، فَصَارَ كَمَا تَرَى”وقد روى هذا الحديث الإمام مالك في "الموطأ" عن عمارة بن عبد الله بن صياد أن عطاء بن يسار رضي الله عنه أخبره أن أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه أخبره قال: "كُنَّا نُضَحِّي بِالشَّاةِ الْوَاحِدَةِ يَذْبَحُهَا الرَّجُلُ عَنْهُ، وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، ثُمَّ تَبَاهَى النَّاسُ بَعْدُ فَصَارَتْ مُبَاهَاةً".
قال الإمام النووي في "شرح المهذب" صفحة 384 من الجزء الثامن ما نصه: [هذا حديث صحيح، والصحيح أن هذه الصيغة تقتضي أنه حديث مرفوع] اهـ.
وأكدت أن الحق كما قال الشوكاني أن الشاة الواحدة تجزئ عن أهل البيت الواحد وإن كانوا مائة نفس أو أكثر كما قضت بذلك السنة.
ومن هذا يعلم أنه إذا ضحى والدهم عن نفسه، وعن أهل بيته الذين منهم أولاده بشاة فقد أقام السنة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء الأضحية حكم الأضحية رضی الله عنه حکم الأضحیة أهل بیته
إقرأ أيضاً:
هل أؤدي تحية المسجد أم أستمع لخطبة الجمعة؟.. الإفتاء تجيب
أوضح الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقائه بالبث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء الرسمية، الحكم الشرعي المتعلق بمن يدخل المسجد أثناء خطبة الجمعة، وهل يأثم إذا جلس دون أن يصلي ركعتي تحية المسجد.
وبين العجمي أن تحية المسجد من السنن المؤكدة التي يستحب للمسلم المحافظة عليها في كل وقت، مستشهدًا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين»، موضحًا أن هذا الأمر النبوي يشمل جميع الأوقات، حتى في يوم الجمعة، حيث ورد أيضًا في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل أحدكم المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب، فليركع ركعتين وليتجوز فيهما»، أي يخففهما.
وتناول الحديث الفقهي حول هذه المسألة، حيث يكثر التساؤل بين المصلين: هل يأثم من ترك تحية المسجد إذا دخل أثناء خطبة الجمعة؟، خاصة أن بعض المصلين يترددون بين أداء الركعتين أو الجلوس مباشرة للاستماع إلى الخطبة خشية فواتها.
وفي هذا السياق، أكدت دار الإفتاء المصرية أن جمهور الفقهاء متفقون على أن سماع الخطبتين واجب، لأنهما يقومان مقام ركعتي صلاة الظهر، وبالتالي فإن الصلاة لا تتم على الوجه الأكمل إلا بسماعهما، أما الحنفية فذهبوا إلى أن الاستماع للخطبة الثانية هو الذي يكمل صلاة الجمعة.
ومع ذلك، فإن أداء تحية المسجد لا يعد مخالفة، بل هو عمل مشروع يؤجر عليه المسلم، خاصة إذا خفّف في أدائهما كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وأوضح مجمع البحوث الإسلامية أن صلاة ركعتين تحية المسجد سنة مؤكدة في جميع الأحوال، ولا ينبغي للمسلم أن يجلس دون أن يؤديهما، حتى إذا دخل المسجد والإمام يخطب، لأن المقصود بهما تعظيم بيوت الله، وهذا لا يسقط بسبب الخطبة، بل يُراعى فيه التخفيف التام حتى لا يُشوش على الخطيب أو المصلين.
واستدل المجمع بما ورد في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا جاء أحدكم يوم الجمعة، والإمام يخطب، فليركع ركعتين، وليتجوز فيهما»، موضحًا أن قوله "وليتجوز فيهما" أي ليخففهما، ليتحقق الجمع بين أمرين: أداء حق المسجد، والاستماع إلى الخطبة دون انقطاع أو إطالة.
ومن هنا يتضح أن المسلم لا يأثم إذا ترك تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة، لكنه يفوّت على نفسه فضل سنة مؤكدة حثّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، والأفضل أن يصلي الركعتين بخفة، محافظةً على سنة النبي وتحقيقًا لآداب الدخول إلى المسجد.