موقع النيلين:
2025-12-09@17:25:36 GMT

ّإنها سنة.. فالطغاة يعتم عليهم

تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT

في سجلات التاريخ الطويلة، تتكرر ظاهرة لا تخطئها عين: الطغاة لا يرون هزيمتهم القادمة، ولا يعترفون بها حتى وهم يجرّون أذيالها. إنهم يسيرون بثقة العُميان نحو نهايتهم المحتومة، وقد غشاهم الغرور وسكروا بقوة زائفة.

قد يتساءل البعض: لماذا لا يرى محمد بن زايد هزيمته الواضحة في السودان، رغم فشل مليشياته، وسقوط خططه، وتغير موازين القوى؟
لكن الجواب بسيط: هذه سنة الطغاة، فهم لا يبصرون إلا وهج نارهم، ولا يسمعون إلا صدى أصواتهم.


قال الله تعالى:
> “سنستدرجهم من حيث لا يعلمون، وأملي لهم إن كيدي متين”
(الأعراف: 182-183)
فرعون، مع كل ما أوتي من قوة، رأى بعينيه البحر ينشق لسيدنا موسى ومن معه، ولم يمنعه ذلك من الإقدام على دخول البحر خلفهم، وهو يظن أنه سينتصر!
أي عقل هذا الذي لا يدرك أن من يشق البحر بعصاه لن يُهزم؟
قال تعالى:
> “فأتبعهم فرعون بجنوده فغشيهم من اليم ما غشيهم. وأضل فرعون قومه وما هدى”
(طه: 78-79)

هتلر، أحرق أوروبا بناره، ورغم انكساراته المتتالية، ظل يحشد الجنود ويؤمن بالنصر حتى آخر لحظة، فكانت نهايته في قبو معزول وهو يبتلع السم.

جنكيز خان، رغم انتصاراته المدوية، قاده طغيانه إلى بطش لا حدود له، فتحول اسمه من رمز قوة إلى لعنة على الشعوب، وانهارت إمبراطوريته بعد موته بسنوات.
قال تعالى:
> “حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون”
(الأنعام: 44)
الحجاج بن يوسف الثقفي، أشهر ولاة بني أمية، سفك الدماء، وأرهق العباد، حتى صار اسمه مرادفًا للبطش والظلم. ظن أن جبروته سيخلّد مُلك الأمويين، فإذا بهم يسقطون بعده بزمن وجيز، وتتبخر دولتهم التي بنيت على السيف لا العدل.
قال ابن خلدون:
> “الظلم مؤذن بخراب العمران.”

وهكذا، فإن محمد بن زايد ليس استثناءً، بل هو حلقة جديدة في سلسلة الطغاة الذين أعماهم الكبرياء، وأغرتهم القوة الزائلة.
لا يرون إلا ما يريدون رؤيته، ويظنون أن عجلة الزمن ستتوقف لهم، لكنها تمضي، وتسحقهم كما سحقت من قبلهم.
سنة الله التي لا تتبدل
هذه السنن ليست عبثًا، بل هي وعد رباني لا يتبدل:
> “فكأين من قرية أهلكناها وهي ظالمة فهي خاوية على عروشها، وبئر معطلة وقصر مشيد”
(الحج: 45)
خاتمة:
الطغاة مشروع جثث مؤجلة
الذين لا يتعلمون من التاريخ، محكوم عليهم أن يكرروه.
وكل طاغية هو مشروع جثة مؤجلة، يمشي نحو قبره مختالاً، بينما تحفر سنن الله العادلة مصيره بأناة وصبر.
إنها سنة.. فالطغاة يُعتم عليهم حتى يأتيهم اليقين.
وهم لا يستيقظون إلا بعد فوات الأوان، حين لا يُجدي ندم، ولا يُنفع نداء.

بقلم وليد محمدالمبارك احمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حكم إعطاء وجبات غذائية للمتطوعين من أموال الصدقات والزكاة.. دار الإفتاء توضح

ورد إلى دار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك سؤال من أحد المتابعين يقول فيه: "هل يجوز إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات أو الزكاة؟"، و أجابت الدار مؤكدة أن الأصل في الزكاة ألا تُعطى إلا إلى الأصناف الثمانية المنصوص عليها في الشرع، بينما باب صدقة التطوع أوسع بكثير، إذ يمكن إعطاؤها لأصناف الزكاة ولغيرهم من الأشخاص، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، دون التقيد بالضوابط الخاصة بالزكاة.

وأوضحت دار الإفتاء أن الزكاة تشترط فيها عدة أحكام، منها امتلاك قدر معين من المال، ومرور الحول، وبلوغ النصاب، وإخراج مقدار محدد منها، وهذه الشروط لا تُشترط في صدقة التطوع، مما يجعل من الممكن شرعًا دفع الصدقة لإطعام المتبرعين والمتطوعين العاملين لدى الجمعيات الخيرية، باعتبار أن هذا العمل يندرج تحت التعاون على البر والخير.

وأكدت الدار أن هذا الفعل يعد أمرًا مطلوبًا شرعًا، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى﴾، مشيرة إلى أنه يشترط في ذلك ألا يكون المتصدقون قد أخرجوا صدقاتهم لمصارف أخرى مغايرة لهذا الغرض، حتى يتم التأكد من أن الأموال تُصرف في موضعها الصحيح وفقًا للشريعة.

كيف تتحكم في نفسك عند الغضب؟ .. عالم أزهري يوضحدعاء المطر كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم .. احرص عليه الآنمفتي الجمهورية: مواجهة الفكر الإلحادي والمتطرف تتم بالفكر أيضاحكم وجود الممرضة مع الطبيب في عيادة خاصة دون محرم .. الإفتاء تجيب

هل يجوز إعطاء زميلي في العمل من زكاة المال ؟ 

 ورد سؤال حول جواز إعطاء الزميل في العمل من أموال الزكاة إذا كان دخله لا يلبي احتياجاته الأساسية. 

وأكدت دار الإفتاء أن زكاة المال تصرف للأصناف الثمانية الواردة في قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾. وبناء على ذلك، فإن الزميل الذي لا يغطي راتبه نفقاته يعد من المساكين الذين يحق لهم أخذ الزكاة، كما يستدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ﴾، فمع أن أصحاب السفينة يملكونها إلا أنهم وصفوا بالمساكين.

طباعة شارك إطعام المتطوعين الجمعيات الخيرية الزكاة أموال الصدقات

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: طريق الإنسان مقيد بـ «الذكر والفكر» لله تعالى
  • هل يجب على المرأة خدمة زوجها؟ عالم أزهري يجيب
  • حكم إعطاء وجبات غذائية للمتطوعين من أموال الصدقات والزكاة.. دار الإفتاء توضح
  • علي جمعة: الاستغفار والصلاة على النبي ولا اله الا الله طريق المسلم للثبات
  • كيفية التوبة من المعاصي؟.. بـ3 خطوات تخرج من ضيق الذنب ومصائبه
  • هل الساحر لا توبة له عند الله ؟
  • طرابلسي عن وزيرة التربية: أين الاستراتيجية والخطة التي قالت إنها تعمل عليها منذ أشهر؟
  • مسؤولية الرجل عن صلاة أهل بيته من زوجة وأولاد.. الإفتاء توضح
  • الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة المقبلة.. «التطرف ليس في التدين فقط»
  • دعاء قضاء الحاجة