هجمات متتالية على المواقع الحيوية في بوتسودان.. كيف حصل التصعيد وما هي الخسائر؟
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
منذ الرابع من أيار / مايو 2025، تعرضت مدينة بورتسودان شرقي السودان، لهجمات متتالية بالطائرات المسيّرة استهدفت المنشآت الحيوية ذات الطابع المدني والاستراتيجي، شملت الميناء الجنوبي، مستودعات الوقود، محطة الحاويات، مطار المدينة، وقاعدة فلامنغو البحرية.
ووصفت الهجمات بأنها تصعيد ممنهج ضد مؤسسات الدولة الحيوية، حيث استهدف ميناء عثمان دقنة بثلاث طائرات مسيّرة في السابع من أيار / مايو، في تصعيد وصف بالخطير يهدد عصب الدولة ومقدراتها المدنية.
وتكررت الضربات على المدينة في الثامن من أيار/ مايو، ما يشير إلى نية واضحة لفرض ضغوط مستمرة على المنطقة ومحاولة إعاقة أي مسعى لاستقرار إداري أو لوجستي في شرق السودان.
الخسائر والتأثيرات على الحياة العامة
ومن جهتها أكد رئيسة حملة "سودان المستقبل" زكية صديق في تصريحات خاصة لـ"عربي21" أن الهجمات لم تقتصر على تدمير البنية التحتية فقط، بل كان لها تأثيرات عميقة على الحياة اليومية للمواطنين.
وقالت إن الضربات الجوية تسببت في انقطاع شامل للتيار الكهربائي عن كامل ولاية البحر الأحمر، بما في ذلك بورتسودان، هيا، سواكن، وسنكات، إلى جانب ولاية نهر النيل والشمالية.
وأضافت صديق أن هذا الانقطاع المفاجئ ألحق شللًا شبه كامل في الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والمياه، مما أدّى إلى توقف الأنشطة التجارية وتفاقم المعاناة الإنسانية.
طعنة في خاصرة الجهود الإغاثية
وأشارت رئيس حملة "سودان المستقبل" إلى أن استهداف مطار بورتسودان يعد بمثابة ضربة قاصمة للجهود الإنسانية في السودان، حيث يعتبر المطار أهم ممر إنساني في شرق البلاد.
وتابعت أن الهجوم يهدد قدرة السودان على استقبال المساعدات الإنسانية في وقت يعاني فيه البلد من أزمة إنسانية خانقة، كما يعرض حركة الطيران المدني في المدينة للتوقف، مما يزيد من عزلتها.
القدرات العسكرية للميليشيا.. الدعم الخارجي
من ناحية أخرى أشارت صديق إلى أن امتلاك الميليشيا لتقنيات هجومية متقدمة، مثل الطائرات المسيرة، يثير تساؤلات حول مصدر هذه القدرات، حيث تُشير زكية صديق إلى أن هذه الهجمات "لا يمكن أن تحدث من دون دعم خارجي، سواء كان ماليًا أو تقنيًا"، مضيفة أنه من هنا، يرى العديد من المراقبين أن هناك قوى إقليمية أو دولية تسعى إلى تفكيك السودان لصالح مصالحها الخاصة.
المستفيدون الحقيقيون: الصراع الإقليمي
وتابعت صديق، إن المستفيدين من هذه الهجمات ليسوا فقط العناصر المسلحة المحلية، بل القوى الإقليمية التي تتطلع إلى الهيمنة على الموانئ والمعابر السودانية.
وقالت رئيس حملة سودان المستقبل إن "الصراع في السودان قد تحول من صراع داخلي إلى أداة في أيدي قوى إقليمية تسعى لفرض سيطرتها على موارد البلاد."
ضرب مؤسسات الدولة
في السياق ذاته أكدت صديق أن اختيار بورتسودان كهدف للهجوم له بُعد سياسي واضح، حيث تعد المدينة مركزًا إداريًا ورمزيًا للدولة، واستهدافها يهدف إلى إضعاف مؤسسات الدولة وزعزعة الثقة في قدرة الحكومة على الحفاظ على الأمن والاستقرار في الأراضي السودانية.
وقالت صديق إن "هذه الهجمات تهدف إلى إضعاف الثقة في المؤسسات السودانية وتدمير أي محاولة للتوافق الوطني."
الرد العسكري والدور المدني في التصدي
في تحليلها للوضع قالت صديق إنه على الرغم من أهمية الرد العسكري، إلا أن الحل لا يكمن في التوسع العسكري فقط، بل في تشكيل جبهة وطنية مدنية موحدة تقف ضد هذا النوع من التخريب الممنهج.
وأضافت: "نحن بحاجة إلى تعزيز الدفاعات الجوية، وتطوير الاستخبارات، وفتح حوار مع المجتمع الدولي لتوضيح الجهات الراعية لهذه الميليشيات."
إعادة تعريف طبيعة الصراع
وأخيرًا، ترى صديق أن من الأهمية بمكان إعادة تعريف طبيعة الصراع القائم في السودان. تقول: "هذه المعركة ليست بين مناطق أو مجموعات داخل السودان، بل هي معركة بين مشروع دولة ديمقراطية مدنية وبين مشروع تفتيت الدولة لصالح أطراف خارجية.
وتدعو القوى الوطنية، خاصة التيارات المؤمنة بالديمقراطية، إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه هذه التحديات من أجل الحفاظ على وحدة السودان واستقراره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية بورتسودان السودان السودان الإمارات الدعم السريع بورتسودان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
تركيا وروسيا تطلقان صافرة الخطر.. تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني قد يشعل العالم
أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الأربعاء، في اليوم الأول لقمة منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، أن لإيران حقاً “طبيعياً ومشروعاً وقانونياً” في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الإسرائيلية، معتبراً أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمثل أكبر عائق أمام تحقيق السلام في المنطقة.
وقال إردوغان: “هذه الهجمات شنت بينما كانت المفاوضات النووية الإيرانية جارية”، مشيراً إلى أن نتنياهو يتبع “نفس أساليب وإجراءات هتلر”، وأضاف: “إسرائيل التي تمتلك السلاح النووي ولا تعترف بأي قواعد دولية، لم تنتظر انتهاء المفاوضات بل شنت عملها الإرهابي دون انتظار النتيجة”.
ودعا الرئيس التركي الدول ذات النفوذ على إسرائيل إلى عدم الانصات لها، مؤكداً ضرورة إيجاد حل للأزمة عبر الحوار.
وفي قمة وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي المنعقدة اليوم في إسطنبول، حذر وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، من أن هجمات إسرائيل على إيران تهدد بإدخال المنطقة في كارثة شاملة.
وقال فيدان خلال كلمته في القمة: “ندين الهجمات الإسرائيلية على إيران، فهي غير شرعية وغير قانونية، ونعمل بأقصى جهد لإيجاد حلول جذرية لما تقوم به إسرائيل”.
وأكد فيدان أن تركيا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمنظمة التعاون الإسلامي حالياً، ستواصل رفع صوت العالم الإسلامي، مع التركيز على إرساء العدالة العالمية والوقوف بحزم ضد الظلم.
وشدد على أن إسرائيل “تجر المنطقة إلى حافة كارثة شاملة بمهاجمتها جارتنا إيران”، وأضاف: “المجازر الجماعية التي ترتكبها إسرائيل مستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية وكل مناطق فلسطين”.
كما أشاد بدور قطر ومصر في جهود التفاوض حول وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
روسيا تحذر من مواجهة عالمية
وفي سياق متصل، حذر دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، من خطر تحول النزاع المتصاعد بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة عالمية، مشيراً إلى أن موسكو لن تتضرر من هذا الصراع.
وقال مدفيديف، في منشور على “تيليغرام” السبت، إن “الفوضى بين إسرائيل وإيران لا تضر بمصالح روسيا”، وأضاف أن “معظم الأميركيين لا يعرفون حتى أين تقع أوكرانيا، وفريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يرفض الإنفاق على نزاعات بعيدة عن بلاده، أصبح تحت ضغوط شديدة في هذا الملف. لكن الوضع مختلف عندما يتعلق الأمر بإسرائيل”.
وشدد مدفيديف على أن الخطر الحقيقي يكمن في تحول النزاع الإقليمي إلى مواجهة عالمية، وهو ما تحدث عنه ترامب بشكل متكرر، حسب وسائل إعلام روسية.
في المقابل، قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هذا العرض يوم الأربعاء، معتبراً أن على بوتين أولاً أن يحل النزاع مع أوكرانيا قبل التدخل في قضايا أخرى.
هذا وافتتحت اليوم في إسطنبول أعمال الدورة الـ51 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بمشاركة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
ومن المقرر أن تعقد مساء اليوم جلسة خاصة بطلب من إيران، ضمن جدول أعمال الدورة، ومن المتوقع حضور جميع الدول الأعضاء في اجتماع مغلق لمناقشة التطورات.