في خضم التوترات التجارية العالمية، واتساع نطاق السياسات الحمائية، بدأت الصين تبحث عن طرق جديدة للحفاظ على موقعها في سلاسل التوريد العالمية. ويبدو أن مصر، بما تملكه من موقع استراتيجي ومقومات اقتصادية واعدة، قد وجدت نفسها في قلب هذه التحولات. وفي هذا السياق، سلط الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، الضوء على ما يمكن اعتباره "فرصة تاريخية" للاقتصاد المصري.

استراتيجية ذكية واستثمار ضخم

يرى الدكتور معن أن قيام بعض المُصنّعين والمُصدّرين الصينيين بنقل مصانعهم إلى مصر ليس مجرد تحرك مؤقت لتفادي الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة، بل هو خطوة استراتيجية ذات أبعاد طويلة الأمد. فقد بلغ عدد الشركات الصينية العاملة في مصر حتى الآن نحو 2066 شركة، بإجمالي استثمارات وصلت إلى 8 مليارات دولار، وهو رقم مرشح للزيادة مع استمرار تدفق الاستثمارات.

مصر كمركز صناعي إقليمي

وأكد الدكتور معن أن مصر تمتلك فرصة لتعزيز مكانتها كمركز صناعي إقليمي بفضل موقعها الفريد الذي يربط بين آسيا وأفريقيا وأوروبا. ويضيف أن جذب المصانع الصينية إلى الأراضي المصرية لا يعني فقط دخول رؤوس أموال جديدة، بل أيضاً تدفق عملات أجنبية، وتعزيز قدرات البلاد في التصنيع، مما ينعكس إيجاباً على الميزان التجاري والاقتصاد المحلي.

فرص عمل ونقل تكنولوجيا

من أبرز النتائج المتوقعة لهذا التوسع الصناعي الصيني في مصر هو توفير آلاف فرص العمل، خاصة في المجالات الصناعية التي تحتاج إلى عمالة مدربة. ويشير الدكتور معن إلى أن وجود شركات صناعية كبرى في مصر سيساهم كذلك في نقل تكنولوجيا متطورة وخبرات إدارية وفنية إلى العمالة المحلية، ما يُسهم في تطوير رأس المال البشري المصري.

دعم للجنيه وزيادة الاحتياطي النقدي

ومن زاوية اقتصادية أعمق، يلفت الدكتور معن إلى أن زيادة الصادرات الناتجة عن هذه المصانع ستعني طلبًا أكبر على الجنيه المصري، لتحويل عائدات التصدير، مما يعزز من قيمته أمام العملات الأجنبية. كما أن تدفق الاستثمارات الأجنبية يُسهم في رفع احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي، وهو عامل مهم في دعم استقرار الجنيه والاقتصاد بشكل عام.

في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، تأتي الفرص أحيانًا متنكرة في شكل تحديات. ونقل المصانع الصينية إلى مصر هو أحد هذه الفرص التي يجب اغتنامها بحكمة وإدارة فعالة. فالأمر لا يقتصر على مجرد استثمار أجنبي، بل هو تحول استراتيجي يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في مستقبل الاقتصاد المصري إذا تمت إدارته برؤية وطنية طويلة المدى. 

طباعة شارك مصر الصين دولار أفريقيا الجنيه المصري

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصر الصين دولار أفريقيا الجنيه المصري الدکتور معن فی مصر

إقرأ أيضاً:

اجتماع بين “الخليج العربي للنفط” و”إس إل بي” لتعزيز الإنتاج وتطوير الحقول 

عُقد اليوم الخميس اجتماع استراتيجي بين شركة الخليج العربي للنفط وشركة “إس إل بي” (SLB) لبحث سبل تعزيز القدرة الإنتاجية للحقول النفطية وتطوير الحقول الهامشية، وذلك في إطار الجهود المشتركة للمحافظة على استدامة العمليات النفطية.

وجمع الاجتماع كلاً من المهندس محمد بن شتوان رئيس لجنة إدارة شركة الخليج العربي للنفط، والمهندس سراج بوسنينة مدير المشاريع الاستراتيجية المتكاملة بشركة “إس إل بي” شمال إفريقيا، والمهندس أنيس الجهاني مدير المعاملات التجارية للمشاريع المتكاملة بالشركة نفسها، وتركزت المناقشات حول التحديات الفنية والتشغيلية التي تواجه قطاع الإنتاج وسبل إعادة إحياء الآبار المغلقة وتحسين أداء الحقول الهامشية من خلال حلول متكاملة وتقنيات متقدمة، واتفق الطرفان على ضرورة صياغة خطة عمل واضحة ومحددة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع مع التأكيد على أهمية المتابعة الدورية وتقييم الأداء لضمان تحقيق النتائج المرجوة على أرض الواقع.

ويُعد هذا الاجتماع خطوة مهمة ضمن استراتيجية شركة الخليج العربي للنفط للاستفادة من الشراكات الدولية لتعزيز كفاءة الإنتاج وضمان استدامة الموارد بما ينعكس إيجاباً على مستقبل الشركة والقطاع النفطي في ليبيا، وفق بيان الشركة.

مقالات مشابهة

  • خبير علاقات دولية: روسيا اعتمدت الجنيه المصري في التبادلات التجارية مع مصر ودول البريكس
  • وزير الاقتصاد يطلع على حجم الأضرار بمصانع الإسمنت ويوجّه بسرعة المعالجة
  • أمانة الرياض تطرح 15 فرصة استثمارية جديدة
  • وزير الاقتصاد ورئيس مؤسسة الاسمنت يطلعان على الأضرار في مصانع الاسمنت جراء العدوان الصهيوني
  • وزير الاقتصاد ورئيس مؤسسة الاسمنت يطلعان على الأضرار في مصانع الاسمنت جراء العدوان
  • لقاء خاص لـ سانا مع وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار
  • اجتماع بين “الخليج العربي للنفط” و”إس إل بي” لتعزيز الإنتاج وتطوير الحقول 
  • وزير الصناعة يعلن استعداده لتوفير 400 فرصة استثمارية في بابل
  • “غرفة جدة” تُنظم لقاءً حول تحديات المصانع القائمة ورصد تحديات التوسع والنمو وتعزيز استغلال الطاقة الإنتاجية