نيويورك تايمز: المواجهة العسكرية بين الهند وباكستان تتصاعد بشكل خطير
تاريخ النشر: 9th, May 2025 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن المواجهة المسلحة بين الهند وباكستان بدأت تأخذ منحى خطيرا أمس الخميس إثر تعرض المواقع العسكرية في البلدين لهجمات، مع الإبلاغ عن قصف وغارات عنيفة خلال الليل على جانبي الحدود بينهما.
وتبادلت الدولتان الاتهامات، وحمّلت كل منهما الأخرى مسؤولية التصعيد العسكري، في حين برزت بعض بوادر أمل أمس في توسط بعض الدول -من بينها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران- لخفض حدة الصراع.
وكانت المواجهة العسكرية قد اندلعت أول أمس الأربعاء عندما شنت الهند هجمات على مواقع عدة في الأراضي الباكستانية ردا على مقتل 26 سائحا محليا قبل أسبوعين في بلدة بهلغام بالجزء الهندي من كشمير على يد مسلحين ادعت نيودلهي أنهم جاؤوا من باكستان.
وفي إشارة إلى القلق الدولي من أن الصراع قد يخرج عن السيطرة ذكرت الخارجية الأميركية أن وزيرها ماركو روبيو تحدث مع قادة البلدين أمس الخميس وأكد على ضرورة "وقف التصعيد الفوري".
وعقد دبلوماسيون سعوديون وإيرانيون سلسلة من الاجتماعات في عاصمتي باكستان والهند، كما أجرى مسؤولون من كلا البلدين اتصالات أولية لإعادة فتح قنوات التواصل بينهما، وفق الصحيفة الأميركية.
إعلان
اتهامات متبادلة
وقد قالت الحكومة الهندية أمس إنها أحبطت محاولات باكستانية لإطلاق طائرات مسيرة وصواريخ على أهداف عسكرية هندية في أكثر من 10 مدن وبلدات، العديد منها تضم قواعد للقوات الجوية.
وأضافت أنها ردت بضرب أنظمة الدفاع الجوي الباكستانية وراداراتها بالقرب من مدينة لاهور، وهو نوع من الضربات التي غالبا ما تتسبب في اشتداد الصراع العسكري، بحسب محللين.
من جانبها، اتهمت باكستان جارتها بمواصلة ما وصفته بالعدوان غير القانوني، وقالت إن قواتها أسقطت أكثر من 20 طائرة هندية مسيرة دخلت المجال الجوي الباكستاني.
وفي ظل هذا التصعيد السريع قالت نيويورك تايمز إنه لم يتسن لها التحقق من مزاعم الجانبين بشكل مستقل، لكنها أضافت أن كلا من الهند وباكستان تدعيان أنهما لا تسعيان إلى تصعيد في اشتباكهما العسكري.
لكن الواقع على الأرض يشي -بحسب الصحيفة- بأن الدولتين النوويتين لم تكونا مستعدتين بعد للخروج من حالة الغليان التي بدأت تتبلور منذ أول أمس الأربعاء.
وقد عانت مدينة جامو في الشطر الهندي من إقليم جامو وكشمير -والتي يقطنها نحو نصف مليون نسمة- من انقطاع التيار الكهربائي في وقت متأخر أمس الخميس.
كما سُمعت أصوات الانفجارات وصفارات الإنذار في جميع أنحاء المدينة، في حين كانت القذائف والطائرات المسيرة تحلق في سماء المدينة، وفقا لروايات شهود العيان.
وقال ناشط هندي مقيم في جامو يدعى رامان شارما "السكان في حالة هلع ولا يغادرون منازلهم".
وللهند وباكستان تاريخ من الصراع، فمنذ انفصالهما عن بعضهما البعض في نهاية حكم الاستعمار البريطاني عام 1947 خاضت الدولتان الجارتان حروبا عدة من أجل السيطرة على إقليم جامو وكشمير الواقع في جبال الهيمالايا والمتنازع عليه بينهما.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن محللين الاعتقاد بأن قرار الهند بضرب أنظمة الدفاع الجوي الباكستانية يشير إلى أن أنظمة الدفاع الهندية نفسها ربما تكون قد تعرضت لأضرار أو أنها تحاول فرض هيمنتها مع تصعيدها النزاع.
إعلانويرى جوشوا وايت الأستاذ في جامعة جونز هوبكنز -والذي كان يدير سابقا سياسة جنوب آسيا في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض- أن استهداف أنظمة الدفاع الجوي بشكل خاص ينطوي على مخاطر، لأنك تجعل خصمك يشعر بأنه قدراته قد شُلّت أو أن أنظمة القيادة والسيطرة لديه قد أضحت بلا حماية أو لم تعد بتلك الفعالية.
وحذر من أن وضعا من هذا القبيل قد يدفع القادة إلى التصرف بسرعة أكبر مع تصاعد الأزمات، وهو ما من شأنه أن يُحدث تغيرا في وتيرة الصراع وطبيعته.
ويرى دبلوماسيون ومحللون غربيون أن هناك احتمالا آخر وراء التصعيد، وهو أن الهند لم تعتبر ضرباتها الأولية حاسمة بما يكفي لإظهار الردع، حيث تطالب باكستان ببذل المزيد من الجهد لوقف "الإرهاب".
وربما حاولت الهند -وفق الكاتبين مدير مكتب جنوب آسيا لدى الصحيفة مجيب مشعل ومراسل الصحيفة في باكستان سلمان مسعود- أن تضرب بقوة أكبر، إما ردا على محاولات باكستان للانتقام أو بمعزل عن ذلك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات نیویورک تایمز أنظمة الدفاع
إقرأ أيضاً:
باكستان والهند.. أبرز الجماعات التي يتهم كل طرف الآخر بدعمها
إسلام آباد- في ظل التوترات المستمرة بين باكستان والهند، ورغم وصول البلدين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في العاشر من مايو/أيار الماضي بعد أيام من القصف المتبادل، لا تزال جذوة الصراع مشتعلة على جميع المستويات.
فإضافة إلى التوتر السياسي والدبلوماسي، يتبادل البلدان الاتهامات بدعم الجماعات المسلحة، وسط نفي من الجانبين.
وتتهم باكستان الهند بتمويل وتسليح تنظيمات انفصالية ومتمردة، أبرزها في إقليم بلوشستان، من أجل تقويض أمنها الداخلي وإرباك مشاريعها الاقتصادية الإستراتيجية، خصوصا الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني.
وفي المقابل، توجّه الهند اتهامات مماثلة إلى باكستان بدعم جماعات متشددة تنشط في كشمير بشطريها الباكستاني والهندي، وباستخدام هذه الجماعات كأداة لزعزعة الاستقرار وجعل التوتر في المنطقة مستمرا، على غرار ما حدث في هجوم باهلجام الأخير الذي أشعل التوتر بين الجارتين النوويتين.
فما أبرز الجماعات التي يتهم كل طرف الآخر بدعمها؟
تم تأسيس المجموعة عام 2000، و تعتبر أهم وأخطر الجماعات البلوشية المسلحة في باكستان والتي تعتبر القومية البلوشية أساسا أيدولوجيا لها.
كانت تطالب بالاستقلال السياسي ومنح إقليم بلوشستان حصة أكبر من الثروات الطبيعية، ثم تطورت تدريجيا إلى جماعة انفصالية قائمة على الهوية البلوشية قومية الموارد (نزعة السيطرة على الموارد الطبيعية الموجودة على أراضيهم).
تستهدف الحركة بشكل خاص الحكومة الباكستانية وما يتبع لها في بلوشستان، إضافة إلى استهداف الشركات والعمال الأجانب بالإقليم والمناطق القريبة منه، خاصة تلك المشاريع المتعلقة بمشروع الممر الاقتصادي المشترك بين باكستان والصين.
وتم تصنيف التنظيم على قوائم الإرهاب في باكستان عام 2006، وعلى قوائم الإرهاب في الولايات المتحدة عام 2019.
إعلانوفي مارس/آذار الماضي، هاجمت المجموعة قطارا باكستانيا واختطفته حتى اليوم التالي، قبل أن يجري الجيش الباكستاني عملية لتخليص الرهائن، مما أدى إلى مقتل أفراد المجموعة المهاجمة (33 مسلحا)، و21 رهينة من ركاب القطار.
وأواخر مايو/أيار الماضي، بعد إنهاء التوتر بين الطرفين، قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف إن الهجوم على حافلة مدرسة بإقليم بلوشستان نفذه "جيش تحرير بلوشستان" بدعم من الهند، وقال إن بلاده لديها أدلة على أن هذه المجموعة "المحظورة" تعمل بالوكالة عن الهند.
وفي 31 مايو/أيار، قررت الحكومة الباكستانية من خلال إشعار صادر عن وزارة الداخلية تسمية جميع الجماعات والمنظمات المسلحة العاملة بلوشستان باسم "فتنة الهندوستان"، في إشارة إلى تورط الهند بدعمها.
وتوجد مجموعات وحركات بلوشية مسلحة أخرى في بلوشستان تشترك في الأهداف نفسها تقريبا، وهذه المجموعات مثل جبهة تحرير بلوشستان (BLF) و جيش بلوشستان الوطني (BNA) الذي تشكل من اتحاد جيش البلوش الجمهوري (BRA) وجيش البلوش المتحد (UBA)، وتتهمها باكستان كلها بتلقي دعم من الهند.
"حركة طالبان الباكستانية" (TTP):
تنتشر بشكل واسع في المناطق الحدودية مع أفغانستان، وتقف وراء أكبر الهجمات دموية على مدار السنوات الماضية وأبرزها هجوم عام 2014 على مدرسة تابعة للجيش الباكستاني بمدينة بيشاور خلّف ما يقرب من 140 ضحية من الطلاب والمعلمين.
تُصنف الحركة بأنها تجمع بين القومية والدينية المتشددة، نظرا لأن الغالبية العظمى من مقاتليها من البشتون الذين درس معظمهم في المدارس الدينية، وتطالب طالبان الباكستانية بحكم ذاتي في المناطق القبلية لباكستان.
وكانت الانطلاقة الرسمية لهذه الحركة بشكلها الحالي عام 2007، على يد بيت الله محسود بعد أحداث المسجد الأحمر "لال مسجد" في إسلام آباد.
في أغسطس/آب من العام الماضي، أصدرت وزارة الداخلية الباكستانية إشعارا رسميا أعلنت فيه عن تسمية حركة طالبان باكستان بـ"فتنة الخوارج"، وهو ما أصبح دارجا في جميع الخطابات والبيانات على مستوى جميع المؤسسات الرسمية والإعلامية في باكستان.
في 22 مايو/أيار الماضي، اتهم وزير الدفاع الباكستاني الهند بدعم وتمويل طالبان الباكستانية.
الجماعات التي تتهم الهند باكستان بدعمها: عسكر طيبة أو "لشكر طيبة":
تأسست عام 1990 على يد حافظ محمد سعيد كجناح عسكري لمنظمة "مركز الدعوة والإرشاد الإسلامية الباكستانية"، ثم انفصلت عن مركز الدعوة عام 2002. وكانت بداية التأسيس خلال الغزو السوفياتي لأفغانستان، وغيرت تركيزها إلى كشمير مع بداية التمرد الكشميري ضد الهند في بداية التسعينات من القرن الماضي.
تحارب السيطرة الهندية على جامو وكشمير، وقد نفذت عديدا من الهجمات ضد المسؤولين الهنود والقوات الهندية في كشمير المتنازع عليها، وكذلك في جميع أنحاء الهند.
كانت أول عملية معروفة للجماعة في الهند عبارة عن كمين لمجموعة صغيرة من أفراد القوات الجوية الهندية عام 1990، وأثبتت الجماعة قوتها عام 1993 في هجوم "ناجح" على قاعدة عسكرية هندية.
إعلانتطورت عمليات "عسكر طيبة" لتشمل مناطق في الداخل الهندي، حيث اتهمت الجماعة بهجوم مسلح على البرلمان الهندي عام 2001. في حين نفت مسؤوليتها عن الهجوم الذي تسبب أيضا في مواجهات مسلحة بين باكستان والهند.
رغم أن الهند تتهم باكستان بدعمها، فإن باكستان أعلنتها "جماعة إرهابية محظورة" عام 2002. ووفقا لمشروع رسم خرائط المسلحين، فإن "عسكر طيبة" تحتفظ بمعسكرات تدريب ومرافق ومدارس وعيادات طبية في باكستان.
جبهة المقاومة (TRF):ظهرت عام 2019، وأسسها سجاد جول في أعقاب إلغاء الهند للمادة 370 من الدستور الهندي التي تمنح كشمير حالة خاصة من الحكم الذاتي. وهدف الجماعة الأساسي النضال من أجل حرية كشمير.
صنّفتها الحكومة الهندية منظمة إرهابية عام 2023 بموجب قانون منع الأنشطة الإرهابية، وأعلنت مؤسسها سجاد جول إرهابيا. وتعتبرها الهند فرعا من جماعة "عسكر طيبة".
برزت جبهة المقاومة بشكل واضح بعد هجوم "باهلجام" الذي أعلنت مسؤوليتها عنه أواخر أبريل/نيسان الماضي، والذي توترت بسببه العلاقات بين باكستان والهند، وعلى إثره انجر البلدان للاشتباك المسلح في مايو/أيار الماضي.
ووفقًا لسجلات الحكومة الهندية، فإن معظم المقاتلين المسلحين الذين قُتلوا في اشتباكات مسلحة في كشمير عام 2022 كانوا تابعين لجبهة المقاومة.
في 2023 أبلغت وزارة الداخلية الهندية البرلمان أن الجماعة متورطة في التخطيط لقتل أفراد من قوات الأمن ومدنيين في جامو وكشمير، وفقا لوكالة "رويترز".
وصرح مسؤولون استخباراتيون هنود لرويترز بأن جبهة المقاومة دأبت أيضا على إصدار تهديدات عبر الإنترنت ضد الجماعات الموالية للهند على مدار العامين الماضيين.
في أبريل/نيسان الماضي بعد هجوم "باهلجام"، قالت وزارة الخارجية الهندية إن "منفذي الهجوم من جبهة المقاومة ويتبعون لجماعة عسكر طيبة، وهم مقاتلون باكستانيون ومدربون في باكستان".
هي جماعة مسلّحة مقرها في الشطر الباكستاني من كشمير، تأسست على يد مسعود أزهر، وكانت أولى هجماتها الكبرى عام 2000، وتسعى إلى محاربة الوجود الهندي في كشمير، وكان لها دور في محاربة القوات الأميركية في أفغانستان.
مؤسس الجماعة مسعود أزهر كان أحد قيادات "حركة المجاهدين" منذ عام 1994، وفي العام نفسه ألقت الحكومة الهندية القبض عليه في أثناء محاولته تنفيذ هجوم في الهند. وتم إطلاق سراحه عام 1999 عندما اختطفت حركة المجاهدين طائرة هندية، وتمت مبادلته بالرهائن.
تتهمها الهند بالوقوف وراء تفجير مبنى المجلس التشريعي في الشطر الهندي من كشمير في أكتوبر/تشرين الأول 2001، مما أسفر عن مقتل أكثر من 30 شخصا. وبعد شهرين، أضافتها وزارة الخارجية الأميركية إلى قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
في العام نفسه أيضا، ألقت القوات الباكستانية القبض على أزهر، ولكن تم إطلاق سراحه لاحقا بأمر قضائي. وفي عام 2002، حظر الرئيس الباكستاني آنذاك برويز مشرّف الجماعة، وفي العام التالي حاولت الجماعة اغتيال مشرّف.
كانت وراء أحد أعنف الهجمات عام 2016، حين اتُهِمت بالهجوم على مقر عسكري هندي أسفر عن مقتل 19 جنديا هنديا.
وأعلنت الجماعة مسؤوليتها عن "هجوم بولواما"، في فبراير/شباط 2019، وأدى لمقتل ما لا يقل عن 40 جنديا هنديا، وأشعل توترا عسكريا استطاعت باكستان خلاله إسقاط طائرة هندية وأسرت الطيار وأفرجت عنه لاحقا.
وكانت الهند قد اتهمت باكستان بعد الهجوم مباشرة بدعم "جيش محمد"، وهو اتهام رفضته باكستان وأعربت عن استنكارها للهجوم.
حزب المجاهدينتأسس عام 1989 على يد الزعيم الانفصالي الكشميري محمد أحسن دار. وانبثق من احتجاجات عام 1988 في كشمير ضد الحكومة الهندية، وأصبح أكبر جماعة متمردة محلية متمركزة في الشطر الهندي من كشمير.
إعلانيعتبر حزب المجاهدين الجناح المسلح للجماعة الإسلامية في الشطر الهندي من كشمير، وهو غير مرتبط إداريا أو تنظيميا بالجماعة الإسلامية في كشمير الباكستانية، وإنما يتبنيان الأفكار الأيدولوجية نفسها.
وضعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند هذا الحزب على قوائم الإرهاب، وذلك رغم معارضة إسلام آباد التي تعتبر صراع كشمير معترفا به دوليا وأن التصنيف بـ"الإرهابيين" غير مبرر.
يتمثل الهدف الرئيسي لحزب المجاهدين في توحيد كل من آزاد كشمير (الخاضعة للسيطرة الباكستانية) وجامو وكشمير (الخاضعة للسيطرة الهندية) في كيان واحد ينضم بعد ذلك إلى الدولة الباكستانية.
زادت القبضة الأمنية الهندية والقمع ضد الحزب وجماعات أخرى عام 2016 بعد مقتل قائد شعبي للحزب الذي تبعه احتجاجات واسعة النطاق في الشطر الهندي من كشمير، وفي عام 2017 صنفت الولايات المتحدة الحزب "منظمة إرهابية أجنبية" وفرضت عليها عقوبات.
تتهم الهند جهاز المخابرات الباكستاني بتأسيس هذا الحزب ودعمه، وخلال العملية التي أطلقتها الهند في مايو/أيار الماضي، كانت بعض مواقع الحزب من ضمن الأهداف التسعة التي أعلنت الهند عن قصفها داخل الأراضي الباكستانية، في حين قالت باكستان إنها أهداف مدنية.
استغلال نقاط الضعف
تقول الباحثة المساعدة في معهد الدراسات الإستراتيجية في إسلام آباد، والمختصة في الشؤون الأمنية، ماهين شفيق، إن أبرز الحركات المدعومة من الهند هي "طالبان الباكستانية" و"جيش تحرير بلوشستان". وباكستان لديها أدلة وفيرة على ذلك، والتي لا تقتصر على التواصل بينهم، بل تشمل أيضا حجم الدعم المالي والمادي. وقد قدمت باكستان هذه الأدلة لجهات دولية.
وفي حديث للجزيرة نت، تقول ماهين شفيق إن الهند تستغل الانقسامات في باكستان. وهذه إستراتيجية هندية راسخة وفق مبدأ "دوفال" وهو مستشار الأمن القومي الهندي الذي أشار في هذا المبدأ إلى مصطلح "الهجوم الدفاعي" الذي يسعى، من جملة أمور، إلى زعزعة استقرار بلوشستان من خلال استغلال نقاط الضعف الداخلية والخارجية.
من جهته، يقول الخبير الأمني المختص في الحركات البلوشية رفيع الله كاكار إن إمكانية الدعم الخارجي، لا سيما من الهند قائمة لا محالة، في ظلّ البيئة الأمنية الإقليمية المتوترة والدعوات العلنية للمساعدة التي يطلقها قادة الانفصاليين البلوش، غير أن هذا التدخل يبقى عاملا هامشيا.
ويقول كاكار للجزيرة نت إن أساس التمرد البلوشي يكمن في المظالم السياسية والاقتصادية الداخلية، لا في التحريض الخارجي، ويُفهم أي دعم خارجي على أنه انتهازي لا مُسبّب.