كيف تستخدم إسرائيل المساعدات كـطعم لتهجير غزّة؟.. تمنع دخول الإمدادات الحيوية
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
في قطاع غزة، يبكي طاه في "تكيّة" (مبادرة لتقديم المساعدات الغذائية) لنُدرة المواد الغذائية، ولعدم قدرته على ردّ الأطفال المستفسرين عن طبخة اليوم، مردّدا جملة: "عادي اقلب الفيديو" في إشارة لكون حرب التجويع السّاري على القطاع المحاصر، يتم أمام مرأى العالم، وصمته المتخاذل.
صرخات الجوع، في قطاع غزة، لم تعد استثناء، حيث بات الحصول على كسرة خبز، أشبه بحلم بعيد، لأطفال وشيوخ يُصارعون الجوع في صمت.
وحذّرت الأمم المتحدة من استخدام الاحتلال الإسرائيلي للمساعدات في غزة كـ"طُعم" لإجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطقهم، خاصّة من شمال القطاع إلى جنوبه، مؤكدة: "عدم وجود فشل في توزيعها"، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" عن مسؤولين أممين.
عادي.. اقلب الفيديو"⁰عبارة قصيرة.. لكنها تلخّص أكبر خيانة للإنسانية في زمن الكاميرا المفتوحة على الجوع.
رجل من غزة، طاهٍ في تكية كانت تُطعم آلاف الجوعى،⁰يبكي أمام عدسة هاتف لا تحمل له طعامًا، بل تنقل وجعه للعالم.⁰كان يطبخ عشرة قدور.. واليوم، بالكاد يملأ قدرًا واحدًا،⁰وغدًا؟… pic.twitter.com/1KpusLK5hR — Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) May 9, 2025
"يفقدون الوزن"
الطوابير الطويلة لاستلام القليل من الطعام الذي كان يوزّع قد "اختفت" لنفاد الطعام، فبات الجوع منتشرا بشكل يوصف بـ"المُفزع"، وهو ما جعل مديرة الاتصالات في وكالة "الأونروا"، جولييت توما، تقول: "لا مفر لأهل غزة، حيث إن الموت يلاحقهم أينما ذهبوا".
توما، عبر تصريحات إعلامية، أشارت إلى أنها تُلاحظ خلال حديثها مع زملائها الأمميين المتواجدين في غزة عبر مكالمة الفيديو "أنهم يفقدون الوزن"، مؤكدة: "كأننا نُطبـّع نزع الإنسانية، ونتغاضى عن الجرائم التي بثّت مباشرةً أمام أعيننا، وتحت أنظار العالم. تُقصف العائلات في غزة، ويُحرق الأطفال أحياء، ويتضور الناس جوعا".
انتظروا في طوابير طويلة لمدة ساعات أملا في الحصول على قليل من الطعام، لكنهم عادوا بأوان فارغة.
المساعدات في #غزة آخذة في النفاد بينما يتزايد الجوع والاحتياجات.
العملية الإنسانية "مُختنقة" بسبب القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على دخول الإمدادات.https://t.co/hnj6h2Esat pic.twitter.com/SrjFKcfJH9 — أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) May 7, 2025
وأشارت إلى أنّ: "أكثر من 10 آلاف و500 مريض في غزة بحاجة لإجلاء طبي عاجل، من بينهم 4 آلاف طفل ومع ذلك لم يتم إجلاء غير 122 مريضا منذ استئناف الإبادة في 18 مارس/ آذار الماضي".
ووفقا للمتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، خلال تصريحات صحفية، فإنّ: "الشيء الوحيد الذي يدخل غزة الآن هو القنابل، فيما تم حظر كل ما يلزم لبقاء الطفل على قيد الحياة، وبطرق عديدة". موضحا أنّ: "هذا الوضع يمثل انهيارا أخلاقيا عميقا، ولن ينجو أحد من ثمن هذه اللامبالاة".
"منع إدخال 39 ألف شاحنة"
"المجاعة باتت تفتك على نحو متسارع بعشرات الآلاف من العائلات وسط انعدام تام للغذاء والدواء" بهذه الكلمات أكّد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أنّ الجوع فعلا بات يفتك بالأهالي، مبرزا: "مرور 40 يوما على إغلاق المخابز، و70 يوما على إغلاق المعابر، ومنع إدخال 39 ألف شاحنة محملة بالمساعدات والوقود والدواء".
أما بخصوص الوضع الذي آلت إليه المستشفيات داخل القطاع المحاصر، قال المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى، خليل الدقران، إنّ: "عدة مستشفيات ستخرج عن الخدمة خلال ساعات، إذا استمر منع إدخال الوقود إلى قطاع غزة".
وأضاف الدقران، عبر تصريحات تلفزيوينة، أنّ: "هناك نقصا كبيرا في الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفيات القطاع. كما أنّ قوات الاحتلال تستهدف ألواح الطاقة الكهربائية في مستشفيات القطاع، وأن سوء التغذية لدى الأطفال بلغ أسوأ مراحله".
والاثنين، سجلت وزارة الصحة بقطاع غزة وفاة 57 طفلا نتيجة سوء التغذية والمضاعفات الصحية، في ظل النقص الحاد في الحليب العلاجي، وخاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
الخطة ورفضها
وكان المجلس الوزاري لدولة الاحتلال الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينت"، قد صوّت بتاريخ 5 أيار/ مايو الجاري، لصالح السماح بإدخال مساعدات محدودة لمواقع في رفح جنوبي القطاع، تحت حماية جيش الاحتلال، في إطار عملية تتضمن تهجير المواطنين من شمال ووسط غزة إلى الجنوب. ما أثار رفضا واسعا من الفلسطينيين ومؤسسات دولية باعتبارها مخالفة للمبادئ الإنسانية.
وبحسب بيان نشرته هيئة البث العبرية، فإنّ: "هذه الخطة تأتي لمنع حركة حماس من السيطرة عليها"، فيما نقل موقع "واللا" العبري، الاثنين الماضي، عن مسؤول إسرائيلي لم يُكشف اسمه، أنّ: "الخطة تنص على تقديم المساعدات وفقا لتقديرات الوضع الميداني، وتوزيعها داخل المجمّعات الإنسانية، التي تقيّمها إسرائيل جنوب قطاع غزة".
إلى ذلك، أوضح المتحدث باسم اليونيسف، أنّ: "الخطة تخالف المبادئ الإنسانية الأساسية، بما في ذلك استخدام تقنية التعرف على الوجه كشرط مسبق للحصول على المساعدات"، معربا عن قلقه من استخدام تلك التقنية، مؤكدا أنّ: "فحص المستفيدين ومراقبتهم لأغراض استخباراتية وعسكرية يخالف جميع المبادئ الإنسانية".
جَوّع الله من جوع أهل عْرْة .
لا بارك الله بالكتمان لا بارك الله بالخذلان
في مشهدٍ يُجسد قسوة الجوع والمعاناة تحت الحصار.. سقوط مسن فلسطيني أثناء محاولته الحصول على لقمةٍ من إحدى التكايا الخيرية في غزة???? pic.twitter.com/5NAmsXtzYT — Huda Sulayman (@SulaymanHuda) May 2, 2025
وتابع: "الخطة تحرم أيضا الفئات الأضعف التي لا تستطيع الوصول للمناطق العسكرية المقترحة، من المساعدات، فيما تُعرّض أفراد عائلاتهم لخطر الاستهداف أو الوقوع في مرمى النيران المتبادلة أثناء تنقلهم من وإلى هذه المناطق".
"استخدام المساعدات الإنسانية كطُعم لإجبار السكان على النزوح، وخاصة من الشمال إلى الجنوب، سيخلق خيارا مستحيلا بين النزوح والموت" أضاف المتحدث باسم اليونيسف، مردفا أنّ: "الخطة المقدمة أيضا تشمل إدخال 60 شاحنة فقط للقطاع بشكل يومي، وهو ما يمثل عٌشر العدد الذي كان يصل خلال وقف إطلاق النار".
أما بخصوص مزاعم دولة الاحتلال الإسرائيلي بسيطرة حركة حماس على المساعدات، قال إلدر: "حتى لو قبلنا الادعاء كما هو، ماذا عن الحاضنات؟ لدينا عدد كبير من الأطفال الخدج يولدون بسبب الضغط على النساء الحوامل في غزة، وهناك العشرات من الحاضنات (تنتظر للدخول) على الجانب الآخر من الحدود".
وتابع: "المساعدات التي تمنع من الدخول تتضمن اللقاحات وأسطوانات الأكسجين والكتب المدرسية، بمجرد أن تبدأ في التعمق في الأمور التي يتم حظرها تحت بيان شامل لتحويل مسار المساعدات، فعندها نبدأ في رؤية الحقيقة".
هذا هو حال أشرف الناس في غزة،
لقد قتلهم الجوع والقهر.. الناس تموت جوعاً والجميع يشاهد فقط دون تدخل. pic.twitter.com/484B6aS5lP — MO (@Abu_Salah9) April 26, 2025
إلى متى؟انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" ودولة الاحتلال الإسرائيلي، في مطلع آذار/ مارس الماضي، لتستأنف قوات الاحتلال حرب الإبادة على كامل قطاع غزة المحاصر، في 19 من ذات الشهر.
جرّاء ذلك، منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي في 2 آذار/ مارس الماضي دخول كافة المساعدات الإغاثية والغذائية والطبية لقطاع غزة، والتي يعتمد أهلها البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة بشكل كامل عليها، عقب أنّ جعلتهم الإبادة الجماعية المتواصلة، فقراء، بحسب بيانات البنك الدولي.
إلى ذلك، تأتي هذه الأزمة الإنسانية في خضمّ نزوح أكثر من 90 في المئة من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مرّ بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث باتوا يعيشون، قسرا، بقلب ملاجئ مكتظة أو في العراء دون مأوى، ما زاد من تفشي عدّة أمراض وأوبئة، مع نفاد الأدوية، وقصف المستشفيات.
وخلفت الحرب الهوجاء، التي تدعمها الولايات المتحدة، وتضرب عرض الحائط كافة القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان، أكثر من 172 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية غزة الأمم المتحدة الأمم المتحدة غزة وكالة الاونروا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی قطاع غزة pic twitter com فی غزة
إقرأ أيضاً:
وسط رفض مصري لـ«سلاح التجويع».. خطة أمريكية إسرائيلية لإيصال المساعدات
أكدت مصر استمرارها في جهود الوساطة لوقف إطلاق النار في غزة، مشددة على رفضها القاطع لسياسة “التجويع” التي تتبعها إسرائيل ضد سكان القطاع، وجاء ذلك في إطار زيارة نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، إلى القاهرة، حيث استقبله وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي.
وفي تصريحات له خلال اللقاء، شدد عبد العاطي، على أن مصر تواصل مساعيها الحثيثة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، لافتًا إلى التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في القطاع. كما أشار إلى الجهود المصرية لتعزيز وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ورفضها التام لاستخدام إسرائيل سياسة التجويع كعقاب جماعي.
وتناولت المحادثات أيضًا سبل “التعافي المبكر وإعادة الإعمار” في القطاع، حيث أكد عبد العاطي التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بالشراكة مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية.
وفي سياق أوسع، أكد عبد العاطي على أهمية إحياء العملية السياسية لتحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، مشيرًا إلى أنه الحل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
من جانبه، عبر الشيخ عن تقديره الكبير للدور المصري في دعم القضية الفلسطينية، مثنيًا على جهود الوساطة التي تبذلها مصر لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.
الولايات المتحدة وإسرائيل تعكفان على خطة لتوزيع المساعدات الغذائية في غزة وسط اعتراضات دولية
بدأت الولايات المتحدة بالتعاون مع إسرائيل في وضع خطة لتوزيع المساعدات الغذائية في قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى إنهاء الحصار المستمر على القطاع منذ أكثر من شهرين.
وبحسب ما أفادت به صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن الخطة المقترحة تتضمن إنشاء عدد محدود من مناطق التوزيع داخل غزة، حيث سيتم توفير الغذاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين.
وفي إطار تنفيذ هذه الخطة، سيتمركز الجيش الإسرائيلي خارج محيط مواقع توزيع المساعدات، مما سيمكن عمال الإغاثة من توصيل الغذاء مباشرة إلى المحتاجين دون تدخل من القوات الإسرائيلية، وتعد هذه الخطة الأولى التي تناقش فيها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل مفصل آلية إيصال المساعدات إلى القطاع.
ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الخطة في الأيام القليلة المقبلة، قبل الزيارة المقررة للرئيس ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط، كما أفاد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون أن الفكرة الرئيسية وراء الخطة هي تقليل تأثير حركة “حماس” على توزيع المساعدات، بهدف منع الحركة من سرقة الإمدادات الغذائية واستخدامها لتحقيق مكاسب شخصية، وقد أثيرت مخاوف من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تقويض سلطة حماس في غزة.
لكن الخطة قوبلت بانتقادات حادة من قبل وكالات الإغاثة الدولية، التي حذرت من أنها قد تزيد من معاناة الفلسطينيين في القطاع.
بدورها، الأمم المتحدة عبرت عن رفضها للنظام المقترح، معتبرة أن استخدام المساعدات كأداة سياسية قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، داعية إلى رفع الحصار الإسرائيلي بشكل كامل.
وأكدت وكالة الإغاثة الدولية أن هذه الخطة قد تؤدي إلى نزوح جماعي للفلسطينيين، مشيرة إلى أن الحصار المستمر يعيق الوصول إلى المساعدات بشكل مباشر، وفي الوقت نفسه، دعت الوكالات الإنسانية إلى إعطاء الأولوية لتقديم الإمدادات بشكل غير مشروط، بهدف معالجة التدهور السريع في الأوضاع الإنسانية داخل القطاع.
وفي سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 9 جنود جراء انفجار عبوة ناسفة شمالي قطاع غزة، وفق ما ذكرته وسائل إعلام عبرية، وقالت وسائل إعلام عبرية إن من بين المصابين التسعة بانفجار اللغم، قائد الكتيبة 6310 ونائبه في اللواء 252، وهما ضابطان أحدهما برتبة عقيد والأخر مقدّم.
إلى ذلك، أفادت مواقع إسرائيلية بوقوع حدث أمني خطير في حي الشجاعية بغزة فجر اليوم السبت على أيدي المقاومة الفلسطينية، وأن طائرات إسرائيلية تجلي مصابين.
ولفتت إلى أن مروحيات إسرائيلية نقلت عددا من الجنود المصابين إلى مستشفى تال هشومير وسط إسرائيل، كما تعرضت مركبة عسكرية إسرائيلية لاستهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع أدى إلى ارتفاع عدد المصابين، وأشارت المصادر إلى أن الجيش دفع بمروحيات إلى حي الشجاعية لحظة وقوع الحدث وأطلق قذائف مدفعية.