يعتقد الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال -في مقال نشرته صحيفة معاريف العبرية- أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “باع إسرائيل” لصالح مصالح اقتصادية وصفقات تكتيكية مع أنصار الله (الحوثيين)، بل ربما مع الإيرانيين قريبا، وذلك في إطار مساعيه لتجنب أزمة اقتصادية داخلية تهدد رئاسته الثانية.

وانعكاسا لـ”تصاعد خيبة الأمل الإسرائيلية من إدارة ترامب”، يرى الكاتب أن اللحظة التي فضل فيها ترامب التفاهم مع الحوثيين على الالتزام بمصالح إسرائيل قد تكون نقطة تحوّل مفصلية تهدد الموقع الإستراتيجي لتل أبيب، وتضعها خارج اللعبة الجيوسياسية التي اعتادت أن تكون طرفا محوريا فيها.

خيبة أمل

ويقول داسكال إن التقدير السائد في إسرائيل هو أن ترامب “ألقى بها تحت عجلات الحافلة”، ليس فقط بسبب خلافاته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بل لأن إسرائيل لم تعد تحتل الأولوية في حساباته الجديدة، وتحولت إلى ورقة تفاوض قابلة للتجاهل إن اقتضت مصلحة البيت الأبيض ذلك.

ويعتبر داسكال أن ترامب الذي توصل إلى تفاهم مع الحوثيين لوقف الهجمات على السفن الأميركية والسماح بمرور الشحن التجاري قرب مضيق باب المندب، ويسعى للتوصل لاتفاق مع إيران بخصوص برنامجها النووي، يهدف إلى الحفاظ على استقرار أسعار النفط، وبالتالي تقليص أسعار الوقود داخل الولايات المتحدة، في ظل بوادر أزمة اقتصادية خانقة.

ويضيف أن “ترامب قد لا يتردد لاحقا في إبرام اتفاق نووي مع إيران يسمح لها باستخدام الطاقة النووية المدنية، إذا كان ذلك سيخدم هدفه الأهم: تجنب ركود اقتصادي في بلاده”.

ويعرض المقال أرقامًا من صندوق النقد الدولي تتوقع تباطؤ النمو الأميركي إلى 1.8% عام 2025، مما ينعكس على مجمل حلفاء واشنطن، في حين تحقق الصين نموا أعلى رغم التحديات. ويرى أن هذا التراجع الاقتصادي يدفع ترامب إلى البحث عن حلول سريعة ومباشرة مثل تأمين طرق التجارة وخفض أسعار النفط والبنزين.

توقعات وتراجع

ويتوقع الكاتب أن تكون هذه الصفقات مقدمة لتراجع دور إسرائيل في الحسابات الأميركية، لا سيما في منطقة أصبحت فيها دول النفط والغاز قادرة على تقديم حوافز مغرية لواشنطن أكثر مما تفعله تل أبيب.

ويرى داسكال أن تحولات ترامب لا تتعلق فقط بالشرق الأوسط، بل بمنظومة الهيمنة الاقتصادية التي قادتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية، والتي باتت مهددة الآن.

ويقول إن انسحاب أميركا من التزاماتها الدولية، ومحاولات دول مثل الصين وروسيا والهند ودول البريكس تجاوز الاعتماد على الدولار لصالح عملاتها المحلية في التجارة الدولية، سيقلصان من هيمنة الدولار، في إشارة إلى نهاية عصر استخدمت فيه واشنطن العملة الأميركية كسلاح سياسي.

وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية ماركو روبيو عندما حذر من أن العالم بصدد بناء اقتصاد بديل لا يخضع للدولار الأميركي، مما يعني أن الولايات المتحدة “لن تعود قادرة على فرض العقوبات” كما كانت تفعل لعقود.

تفكك وتأثيرات

ويزعم الكاتب أن الركيزة الأساسية للعلاقة بين أميركا وإسرائيل لم تكن المصالح العسكرية فقط، بل “القيم الديمقراطية المشتركة”، وأنه بفضل هذه القيم حصلت إسرائيل على تفوقها الجوي، وعلى دعم متواصل في مجلس الأمن، وصفقات عسكرية متقدمة مثل منظومة “السهم” الدفاعية، التي جاءت ثمرة اتفاق إستراتيجي مع واشنطن منذ عام 1987.

ويضيف “على سبيل المثال، نظام السهم الذي أنقذنا من الهجمات الإيرانية (مع الحلفاء) هو نتيجة اتفاق بين وزير الدفاع الأميركي فرانك كارلوتشي وإسحاق رابين في عام 1987. إن تفوق قواتنا الجوية -أهم أصولنا العسكرية الإستراتيجية- هو أيضا نتيجة مباشرة لعلاقتنا مع الولايات المتحدة”.

غير أنه يرى أن هذا الأساس بات مهددًا، لأن ترامب -بحسب داسكال- لم يعد يهتم بهذه القيم، وإنما يبحث عن الربح السياسي والاقتصادي السريع

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الرئيس الفنزويلي: العدوان الأميركي على إيران انتهاك للقانون الدولي

الثورة نت /..

دان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، العدوان الذي شنّته الولايات المتحدة على إيران، اليوم الأحد، واصفاً إياه بـ”الهجوم الدنيء والعمل الإجرامي”.

وفي منشور عبر صفحته الرسمية في “تلغرام”، أعرب مادورو عن إدانته الهجوم بـ”شدة وحزم”، مؤكّداً أنّ العدوان “انتهك قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، بل وتجاهل القوانين الأميركية، مُعرِّضاً الحياة والسلام للخطر”.

كما أبدى الرئيس الفنزويلي “التضامن المطلق مع شعب إيران النبيل وحكومتها، ومع العالم أجمع الذي يُناضل من أجل السيادة والسلام”.

ويضاف ما قاله مادورو إلى الموقف الذي عبّرت عنه فنزويلا عقب العدوان الأميركي على إيران، حيث أكّدت كاراكاس أنّ القصف الذي شنّته واشنطن على منشآت نووية إيرانية يشكّل “عملاً عدوانياً غير قانوني وخطيراً للغاية”.

وحذّرت فنزويلا مما ينطوي عليه هذا العدوان من “مخاطر على حياة البشر والتوازن البيئي”، مشيرةً إلى أنّه “تهديد مباشر للسلام الدولي”.

يُذكر أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن تنفيذ الطائرات الأميركية هجوماً على المواقع النووية الإيرانية في كلّ من فوردو ونطنز وأصفهان، فجر الأحد (بحسب التوقيت في طهران).

وفي منشور عبر حسابه في “تروث سوشال”، أكّد ترامب إسقاط حمولة كاملة من القنابل على منشأة “فوردو”.

وفي السياق نفسه، أكّد ترامب في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض أنّه عمل مع رئيس حكومة كيان العدو الصهيوني مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، كـ”فريق”.

وكانت الولايات المتحدة قصفت منشآت نووية في فوردو ونطنز وأصفهان، تحت مسمّى عملية “مطرقة منتصف الليل”، التي قادتها القيادة الوسطى الأميركية واستخدمت فيها 125 طائرة عسكرية ومجموعة من الصواريخ الخارقة للتحصينات.

مقالات مشابهة

  • واشنطن.. تهديد «الحوثيين» مستمر والجماعة تتوعّد بتوسيع الهجمات ضد إسرائيل
  • عراقجي يحذر الولايات المتحدة: "جاهزون للرد مجددا"
  • رئيس الأركان الإيراني يتوعد بـ"رد حازم" على "الخطأ الأميركي"
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • إيران تهدّد بتفعيل خلايا نائمة داخل الولايات المتحدة 
  • مندوب إسرائيل: الولايات المتحدة أنقذت العالم بعد ضرب إيران
  • الرئيس الفنزويلي: العدوان الأميركي على إيران انتهاك للقانون الدولي
  • مونيكا ويليم تكتب: مقاربة معضلة السجين .. مهلة ترامب ومأزق التصعيد بين إسرائيل وإيران
  • محلل أميركي يتنبأ: تورط الولايات المتحدة في حرب ضد إيران سيحطم إرث ترامب
  • ذا هيل: 5 نقاط بارزة بعد دخول الولايات المتحدة حربا مع إيران