الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (سي إن إن)

في تطور دبلوماسي مفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن توصل الهند وباكستان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بشكل كامل وفوري، بعد فترة من التوتر العسكري المتصاعد بين الجارتين النوويتين.

وفي بيان أدلى به صباح اليوم، قال ترامب: "يسرني أن أعلن أن الهند وباكستان وافقتا على وقف إطلاق النار بالكامل، وبشكل فوري، وذلك بوساطة مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية.

"

اقرأ أيضاً باكستان تقلب موازين القوة: هزيمة تكنولوجية روسية على الهواء مباشرة في الهند 10 مايو، 2025 الجيش الهندي يكشف تفاصيل الضربة المضادة لباكستان ويحذر 10 مايو، 2025

ووصف ترامب هذا الاتفاق بأنه نتيجة للحس السليم والذكاء الذي أبداه قادة البلدين في لحظة حساسة كان من الممكن أن تنزلق فيها المنطقة نحو صراع واسع النطاق.

وأضاف قائلاً: "أشكر القيادة في نيودلهي وإسلام آباد على اتخاذ قرار إنهاء الأزمة. لقد أظهروا شجاعة سياسية ووعياً بخطورة المرحلة، وهو ما جنّب المنطقة عواقب لا تُحمد عقباها."

يأتي هذا الإعلان في أعقاب أيام من التصعيد المتبادل بين الطرفين، شمل هجمات صاروخية متبادلة، واستنفاراً عسكرياً واسعاً على الحدود، إضافة إلى تحذيرات من احتمال انزلاق النزاع إلى مواجهة نووية.

الاتفاق، الذي تم بوساطة أمريكية، يضع حداً مؤقتاً – على الأقل – للتوترات، ويمنح فرصة لعودة الدبلوماسية إلى الواجهة بعد أن بدا أن المنطقة على شفير حرب.

ويُنتظر أن يصدر بيان مشترك من الحكومتين الهندية والباكستانية خلال الساعات المقبلة لتأكيد تفاصيل الاتفاق، وسط ترقب دولي لمستقبل العلاقات بين البلدين في ظل هذا التحول المفاجئ.

المصدر: مساحة نت

إقرأ أيضاً:

هل انتهت حرب الـ 12 يومًا بين إيران وإسرائيل؟

في منعطف غير متوقع أعاد خلط الأوراق في واحدة من أكثر مناطق العالم توتراً، خرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليزف للعالم "بشرى" وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد 12 يومًا من حرب كادت أن تنفجر في عمق الشرق الأوسط، لا سيما مع توجيه إيران ضربة غير مسبوقة لقاعدة "العديد" الأميركية في قطر.

من شفير الهاوية إلى طاولة التهدئة

جاء إعلان ترامب بعد تصعيد عسكري اعتقد كثيرون أنه سيكون الشرارة لحرب إقليمية واسعة. إلا أن الرئيس الأميركي باغت الجميع بإعلانه توصّل الطرفين إلى اتفاق كامل على وقف إطلاق النار، قائلاً: "كانت حربًا يمكن أن تدمر الشرق الأوسط، لكنها لم تفعل، ولن تفعل أبدًا!"، مضيفًا بعباراته المعتادة: "بارك الله إسرائيل، وبارك الله إيران، وبارك الله الشرق الأوسط، وبارك الله الولايات المتحدة الأميركية، وبارك الله العالم".

تنسيق وتفاهمات مبكرة

ورغم أن تفاصيل الاتفاق بقيت طي الكتمان، إلا أن مؤشرات كثيرة ظهرت تباعًا، تشير إلى أن الأمور جرت بتنسيق محكم. فقد كشف موقع "واللا" العبري، وكذلك صحيفة "نيويورك تايمز"، أن طهران نسّقت مسبقًا هجومها على قاعدة العديد مع قطر، وأن الولايات المتحدة كانت على علم بذلك.

ترامب نفسه أكّد هذه الرواية في منشور على منصته "تروث سوشيال"، شاكراً إيران على "إبلاغنا مسبقًا"، ما أتاح اتخاذ الاحتياطات الكفيلة بمنع وقوع إصابات. ووصف الرد الإيراني بـ"الضعيف للغاية"، معتبراً أنه جاء كرد رمزي على الضربة الأميركية التي دمّرت منشآت نووية إيرانية مطلع الأسبوع الجاري.

ضربة أنهت أحلام إيران النووية

نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس بدوره شدّد على أن إيران لم تعد قادرة على تصنيع سلاح نووي بالمعدات المتوفرة لديها بعد الضربة الأميركية، مضيفًا أن طهران إن حاولت مجددًا في المستقبل فستواجه الجيش الأميركي مرة أخرى.

حرب أم "مسرحية محسوبة"؟

يرى مراقبون أن الضربة الإيرانية لقاعدة العديد لم تكن تصعيدًا مفتوحًا بقدر ما كانت "ضربة لحفظ ماء الوجه"، تمهّد لطريق دبلوماسي نحو التهدئة، خاصة في ظل تقارير متزامنة من موقعي "أكسيوس" و"واللا" تؤكد أن ترامب يسعى لإنهاء الحرب، وقد أبلغ بذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فيما نقل "واللا" عن مسؤول في البيت الأبيض قوله: "نريد اتفاقًا الآن، لا مزيد من الحروب".

من الرابح من الاتفاق؟

تحوّل وقف إطلاق النار إلى فرصة ثمينة لجميع الأطراف، وإن تفاوتت نسب المكاسب:

الولايات المتحدة: أظهرت تفوقها العسكري وجاهزيتها الحاسمة من خلال استهداف منشآت نووية إيرانية بدقة عالية، ما أعاد ضبط معادلة الردع في المنطقة.

إسرائيل: خرجت منتشية بما اعتبرته "إزالة تهديد وجودي"، ما يمنحها فترة لالتقاط الأنفاس بعد شهور طويلة من القتال متعدد الجبهات.

إيران: وعلى الرغم من الخسائر الفادحة، فإن الاتفاق منحها مخرجًا مشرّفًا من أزمة كادت أن تعصف بنظامها، لا سيما في ظل الاختراقات الأمنية التي كشفتها الجولة الأخيرة من المواجهة، والعقوبات الاقتصادية الخانقة التي ترزح تحتها منذ سنوات.

الشرق الأوسط والعالم: تنفّست عواصم عديدة الصعداء، بعد أن كانت الحرب الإيرانية الإسرائيلية تنذر بشلل اقتصادي وتوتر سياسي في المنطقة والعالم. الاتحاد الأوروبي عبر وزراء خارجيته دعا صراحة للعودة إلى الدبلوماسية ووقف التصعيد.

لماذا لا تنتهي حرب غزة؟

التطور الدراماتيكي في ملف إيران وإسرائيل أعاد إلى الواجهة تساؤلات مشروعة حول الأسباب الحقيقية التي تحول دون إنهاء الحرب في قطاع غزة، المستمرة منذ أواخر عام 2023، رغم الضغوط الدولية المتزايدة ومبادرات الوساطة المتعددة.

فهل تفتقد حرب غزة إلى الإرادة السياسية ذاتها؟ أم أن غياب أطراف فاعلة بحجم إيران وإسرائيل في المعادلة الداخلية للقطاع يجعل من الصراع أكثر استعصاءً على الحل؟ أسئلة مفتوحة تنتظر إجابات، في وقت تبدو فيه "نوافذ التهدئة" نادرة في سماء المنطقة.

شرارة الحرب أُخمدت.. ولكن هل أُطفئت جذورها؟

كشف الدكتور محمد محمود مهران أستاذ القانون الدولي، عن تداعيات خطيرة قد تشهدها المنطقة عقب استهداف إيران لقاعدة العديد الأمريكية في قطر، وخرقها المزعوم لوقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخراً، مؤكداً أن المنطقة تقف أمام مفترق طرق حاسم.

وقال مهران في حديث خاص لـ"صدى البلد"، إن استهداف إيران لقاعدة العديد يمثل تطوراً نوعياً في طبيعة الصراع، إذ انتقلت طهران من سياسة الاستهداف غير المباشر عبر وكلائها في المنطقة إلى المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية، مشدداً على أن هذا التحول الاستراتيجي في السلوك الإيراني ينذر بمرحلة جديدة من الصراع قد تتجاوز حدود الضربات المحدودة.

بعد قصف “العُديِد” الأمريكية.. تخوفات من عدم تفعيل "هدنة ترامب"| وخبير استراتيجي: الهجوم معادلة جديدة حال عودة المفاوضاتهل يخضع عقد الإيجار لمدة 59 عاما لقانون الإيجارات القديمة؟| تحليل قانونيإيران تستهدف "الُعديِد" ردًا على قنابل “يوم القيامة”.. وخبراء: الضربة رمزية.. وطهران تتجنب مواجهة مباشرة مع واشنطنهاني سليمان خبير في الشأن الإيراني: إيران ضربت لترد لكنها لا تبحث عن مواجهة مع واشنطن

وأضاف الخبير القانوني، أن الموقف الحالي يمثل أخطر أزمة تشهدها المنطقة منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، خاصة مع وجود تهديدات إيرانية واضحة باستهداف المزيد من القواعد الأمريكية في المنطقة والرد الإسرائيلي المرتقب على خرق وقف إطلاق النار.

وحول تساؤلات ما إذا كانت الحرب قد انتهت فعلياً بعد إعلان ترامب، أوضح الدكتور مهران أن الحديث عن نهاية الصراع سابق لأوانه تماماً في ظل استمرار التصعيد الميداني، مشيراً إلى أن ما نشهده الآن هو فترة هدوء مؤقتة تسبق عاصفة أكبر، خاصة مع إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي أن خرق وقف إطلاق النار سيكون له ثمن وعقاب.

ثلاثة سيناريوهات محتملة للأيام المقبلة

ورصد الخبير، ثلاثة سيناريوهات محتملة للأيام المقبلة، الأول وهو سيناريو الحرب الشاملة، حيث تتصاعد المواجهات لتشمل ضربات إسرائيلية مباشرة للأراضي الإيرانية تستهدف منشآت نووية ومراكز قيادة، مقابل هجمات إيرانية واسعة على إسرائيل وقد تكون علي القواعد الأمريكية في المنطقة، مما قد يؤدي إلى تدخل حزب الله وفصائل المقاومة في العراق وسوريا واليمن، محولاً المنطقة بأسرها إلى ساحة حرب مفتوحة.

 

أما السيناريو الثاني فهو المواجهة المحدودة، حيث يتم تبادل ضربات محسوبة بين الطرفين دون الوصول إلى حرب شاملة، مع استمرار الوساطات الإقليمية والدولية لاحتواء الموقف، وهو ما يراه مهران السيناريو الأرجح في المرحلة الراهنة، استناداً إلى الخبرة التاريخية في إدارة الأزمات بين القوى الكبرى.

وعن السيناريو الثالث التهدئة والمفاوضات، أوضح مهران أنه رغم استبعاده في الوقت الحالي، إلا أن الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية الدولية قد تدفع جميع الأطراف إلى طاولة المفاوضات، خاصة مع ارتفاع تكلفة الحرب وتداعياتها على الاقتصاد العالمي المتعثر أصلاً.

وفيما يتعلق بالموقف القانوني، شدد أستاذ القانون الدولي على أن استهداف إيران لقاعدة العديد قد يمثل انتهاكاً واضحاً للسيادة القطرية بموجب المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن إيران تستند في موقفها إلى حق الدفاع عن النفس المنصوص عليه في المادة 51 من الميثاق، في مواجهة التهديدات الإسرائيلية والأمريكية المستمرة، مشير أيضا الي أن مفهوم السيادة يثير العديد من الإشكاليات خاصة في ظل تواجد قواعد أجنبية علي الأراضي القطرية.

 عدم ثقة من إيران في اتفاق وقف إطلاق النار

وحول أسباب عدم ثقة إيران في اتفاق وقف إطلاق النار، أرجع مهران ذلك إلى تجارب تاريخية مريرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 رغم التزام طهران بكافة بنوده، والاغتيال الأمريكي للجنرال قاسم سليماني على الأراضي العراقية في ينايرعام 2020، مما خلق فجوة ثقة يصعب تجاوزها، وبعد خيانة امريكا المفاوضات الأخيرة بشأن الاتفاق النووى، وفترة الاسبوعين للتفكير في دخول الحرب.

وعن تأثيرات الأزمة الراهنة على المنطقة العربية، حذر عضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي من أن الدول العربية المضيفة للقواعد الأمريكية باتت أهدافاً محتملة في أي صراع مقبل، ما يضعها في موقف بالغ الحرج، داعياً هذه الدول إلى اتخاذ موقف أكثر استقلالية يضمن حماية أمنها الوطني بعيداً عن توريطها في صراعات خارجية.

هذا وأكد مهران على أن الخروج من الأزمة الراهنة يتطلب مبادرة دولية واسعة النطاق ترعاها قوى مؤثرة ومحايدة، تهدف إلى وضع ضمانات حقيقية لأمن جميع دول المنطقة، وتؤسس لنظام أمني إقليمي مستقر قائم على مبادئ القانون الدولي واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، مشددا أيضا علي ضرورة الوصول لحل في القضية الفلسطينية لأن الانتهاكات الإسرائيلية هي السبب الرئيسي في كل ما يحدث.

وشدد أيضا الدكتور مهران على أن استمرار الوضع الراهن وسياسات فرض الأمر الواقع بالقوة لن تؤدي سوى إلى مزيد من عدم الاستقرار وتقويض أسس النظام الدولي بأكمله، محذراً من أن أي مواجهة شاملة في المنطقة لن تقتصر تداعياتها على أطراف الصراع فقط، بل ستطال العالم بأسره اقتصادياً وأمنياً وسياسياً.

طباعة شارك إيران ترامب وقف إطلاق النار سلاح نووي

مقالات مشابهة

  • ترامب يعتقد بأن اتفاق وقف الحرب على غزة بات وشيكًا
  • عاجل.. ترامب: اتفاق قريب جدا بشأن حرب غزة
  • مصر تصدر بيانا بعد إعلان ترامب وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • بعد إعلان ترامب نهاية الحرب.. كيف يمكن أن تُغير 14 قنبلة الشرق الأوسط؟
  • هل انتهت حرب الـ 12 يومًا بين إيران وإسرائيل؟
  • بعد إعلان وقف إطلاق النار.. تعرف على الخسائر الإسرائيلية من الحرب مع ايران
  • السياح الهنود يحجمون عن زيارة تركيا بسبب دعمها باكستان
  • ترامب يعلن وقف الحرب بين إيران و إسرائيل
  • هل يستحق ترامب نوبل للسلام؟ باكستان توضح بعد ترشيحها الجائزة للرئيس الأمريكي
  • باكستان والهند.. أبرز الجماعات التي يتهم كل طرف الآخر بدعمها