ما علاقتنا بأزمة الطيران الكويتي ؟
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ربما يظن البعض ان أزمة الطيران الكويتي لا علاقة لها بالعراق، لكنك عندما تكمل قراءة المقالة سوف تكتشف ان الخطوط الجوية العراقية استعانت بخبير من الكويت (كامل العوضي) لإصلاح شأنها، على الرغم من ان خبراء الكويت كلهم فشلوا في اصلاح شأن خطوطهم الوطنية. . يذكرنا هذا الموقف بالمثل المصري القائل: (جبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان).
فقد تفاقمت تعقيدات السفر جوا من والى مطار الكويت. وتمددت فترات الانتظار، ولم تعد صالاتهم تليق باستقبال القادمين والمغادرين، فهي غير متماشية مع متطلبات العصر، في الوقت الذي حققت فيه المطارات الخليجية قفزات نوعية هائلة يصعب اللحاق بها في هذا المضمار التنافسي المفتوح، فقد اصبح مطار دبي الأول عالميا في كل المقاييس، بينما ظل مطار الكويت دون المستوى التشغيلي لمطار البصرة. . جاءت هذه التداعيات بالتزامن مع انسحاب 14 شركة طيران دولية، وتغيير رحلاتها الى المطارات الخليجية الرئيسية.
وفي هذا السياق أنهت الخطوط الجوية البريطانية رحلاتها اليومية إلى الكويت بعد أكثر من ستين عاما من التعامل مع الكويت. وانسحبت شركة لوفتهانزا الألمانية، وشركة KLM الهولندية. الأمر الذي اضطر الخطوط الكويتية إلى اختيار رئيسا جديدا بدلا من رئيسها التنفيذي أحمد الخريباني، فالكويت لم تقدم الكثير، وباتت خطوطها عاجزة تماماً عن منافسة طيران الإمارات أو الاتحاد أو القطرية أو التركية أو حتى الطيران الإيراني والأردني. ولم تعد تحقق الأرباح المنشودة بالمقارنة مع جيرانها. .
اللافت للنظر ان الجمود الإداري الذي رافق مسيرة منظمة (روبمي) في السنوات الأخيرة بعد رحيل رائدها (الدكتور عبدالرحمن العوضي) في الكويت، ويديرها الآن بديل من الكويت (محمد داود احمد)، وهو ليس من ذوي الاختصاص. ان هذا الجمود انتقل إلى الخطوط الكويتية متمثلا بالجمود الإداري والتشغيلي، والاختناقات التنظيمية، والقيادة غير المتسقة، وعدم الاستقرار، وسوء التوافق الذي لا يزال يعيق عملها. .
وهكذا جاء اعفاء (أحمد الخريباني) من مهام عمله بعد عامين فقط من خرابها. وذلك بسبب الإخفاقات المتكررة في استيفاء معايير السلامة، والفشل في معالجة أوجه القصور التنظيمي. وبالتالي فأن التغيير في قيادة الخطوط الكويتية يعكس حزمة من المشاكل الإدارية الخطيرة. .
ختاماً لابد من طرح السؤال التالي: إذا كان الخبير الكويتي (كامل العوضي) الذي اختاره العراق لإنعاش خطوطه الجوية بهذا المستوى من الوعي والذكاء والنبوغ والعبقرية، فلماذا لم تستعن به الكويت في ترميم خطوطها وتحسين أداء مطاراتها ؟. .
اما عن منظمة (روبمي) التي ورد ذكرها، فقد قامت الكويت بعد رحيل الدكتور عبدالرحمن بفرض أميناً تنفيذياً (غير مؤهل)، وهو (جاسم بشارة) فكان من الطبيعي ان يفشل في أداء مهام عمله، ثم انسحب (بشارة) بدواعي المرض، فجاء من بعده (محمد داود احمد) بذريعة انه يحمل شهادة دكتوراه (لم تعترف بها وزارةالتعليم العالي الكويتية). . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الخط الرسمي للدولة.. لماذا تحتاج مصر إلى «صوت بصري موحد»؟
في عالم أصبحت فيه التفاصيل الصغيرة تصنع الانطباع الكبير، لم يعد شكل الوثيقة الحكومية مجرد تنسيق طباعي، بل أصبح جزءًا أساسيًا من هوية الدولة ومصداقيتها، فحين تختلف الخطوط بين وزارة وأخرى، أو تتباين القوالب والتنسيقات، تبدو الدولة وكأنها تتحدث بصوت بصري متفرق، حتى لو اتحدت في مضمون رسائلها، أما عندما تعتمد لغة بصرية واحدة، فإن ذلك يعكس الانضباط والمهنية ويعطي للمؤسسات حضورًا واضحًا أمام الداخل والخارج.
هذا الموضوع لم يعد قضية محلية أو هامشية، بل حسمته دول كبرى، فقد قررت وزارة الخارجية الأميركية مؤخرًا العودة إلى استخدام Times New Roman بعد فترة من اعتماد Calibri. القرار لم يكن جماليًا فقط، بل رسالة بأن الوثائق الرسمية يجب أن تحمل طابعًا كلاسيكيًا صارمًا يعكس «مهنية الدولة ورَصانتها».
هذه الخطوة أعادت النقاش عالميًا حول أن «الشكل» هو جزء من جوهر الدولة الاتصالى، وأن الجدية يمكن أن تبدأ من الحرف ذاته، فحين تُدرك الدول أهمية التفاصيل، تتحول الخطوط إلى أدوات لإعلان الهوية والاتساق والقوة المؤسسية.
في مصر، تتعدد القوالب الرسمية بين الوزارات، وتختلف خطوط الكتابة داخل المؤسسة الواحدة أحيانًا، واحيانا أخرى باختلاف الوزراء وتفضيلاتهم، وهو ما يخلق ضوضاء بصرية غير مبررة، ويضعف فكرة الدولة الموحدة.، هذا التباين لا يربك القارئ فحسب، بل يضر بعمليات الأرشفة الرقمية المعتمدة على التناسق الموحد للخطوط والأحجام والعناوين، وهو ما يجعل الحاجة إلى معيار وطني في هذا الشأن مسألة تنظيمية تتعلق بالحوكمة وليس بالزخرفة.
كما أن هذه الخطوة تأتي متسقة مع التحول الهيكلي الجاري في مصر، حيث اتجهت الدولة إلى توحيد شكل مقار الوزارات والآليات المنظمة للعمل الحكومي بعد الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة، فالهوية البصرية للوثيقة الحكومية يجب أن تواكب هذا التوحيد العمراني والمؤسسي، لتظهر الدولة بوجه واحد ليس فقط في البنيان، بل في كل ما يصدر عنها مكتوبًا ومطبوعًا.
أقترح أن تتبنى الدولة خط Simplified Arabic كخط عربي رسمي للمراسلات الحكومية اليومية، نظرًا لسهولة قراءته، ووضوح حروفه، وملاءمته لذوي الإعاقة البصرية، إلى جانب توافقه التام مع أنظمة التشغيل والمنصات الرقمية الحكومية. وفي المقابل، يمكن استخدام Times New Roman في الوثائق الإنجليزية، بحيث تتحدث مصر بصوت بصري موحّد أمام الخارج أيضًا. ويمكن أن يكون لخبراء الخطوط آراء أخرى تكون جديرة بالنقاش.
ومع ذلك، تبقى بعض الوثائق ذات حساسية عالية كالمعاهدات والقرارات التاريخية بحاجة إلى طابع كلاسيكي يعكس الإرث الثقافي للخط العربي، مثل Amiri أو Scheherazade New. بذلك تتوازن الدولة بين العملية في التعامل الإداري اليومي والهيبة في اللحظات الرسمية الكبرى، فلا تفقد أصالة الحرف ولا حداثة الوظيفة.
ولا ينحصر الأمر في اختيار الخط فقط، بل يشمل منظومة القوالب الرسمية: المسافات بين السطور، والهوامش، وحجم الخطوط، وترتيب العناوين، ومواقع التوقيع والختم. هذه التفاصيل تعكس احترامًا للمعلومة ومتلقيها، وتشير إلى أن كل ما يصدر باسم الدولة يحمل قدرًا متساويًا من الانضباط والاحتراف. الدراسات الاكاديمية تشير إلى أن توحيد معايير التنسيق يرفع كفاءة العمل وجودة الرسائل الرسمية بنسبة ملحوظة، ويوحّد الصورة الذهنية للمؤسسة لدى الجمهور.
إن إصدار دليل وطني ملزم للقوالب الرسمية، وتدريب الموظفين عليه، يمثل خطوة بسيطة في تكلفتها… كبيرة في أثرها. فالدولة التي تكتب بخط واحد، وتظهر بشكل واحد، وتلتزم بهوية بصرية واضحة، تعلن رسالتها بدون كلمات إضافية: نحن مؤسسة قوية، متماسكة، تعرف ما تقول… وكيف تكتب ما تقول.
إن توحيد الخط الرسمي ليس ترفًا إداريًا، بل تعبير عن احترام الدولة لرسائلها ولمواطنيها. وهو خطوة ضرورية نحو بناء صورة بصرية وطنية متماسكة تليق بحضور مصر الدولي، وتؤكد أن الجدية يمكن أن تبدأ من أول حر ومن أول سطر.
يوسف ورداني مدير مركز تواصل مصر للدراسات - مساعد وزير الشباب والرياضة السابق
اقرأ أيضاًالاتحاد الدولي للصحفيين يقدم شكوى في فرنسا احتجاجا على عرقلة ممارسة حرية الصحافة فى غزة والضفة
محافظ القاهرة: مكتبة «اقرأ نون السحار» نموذج لنشر الوعي وبناء الثقافة في الأحياء
«الوطنية للصحافة» تطلق اسم الكاتبة سناء البيسي على جائزة التفوق الصحفي