عندما كانت القوات المسلحة تتقدّم على جميع المحاور، لم تكن هجمات مسيّرات الجنجويد ذات أثر يتعدّى قطع الكهرباء لأيام معدودة. في ذلك الوقت، كان الجنجويد في حالة هروب مستمر، غير قادرين على التقاط أنفاسهم أو التمركز في أي ميدان عمليات.

أذكّركم بهذا الواقع للتأكيد على أهمية الانتقال من التفكير في الحلول الدفاعية ضد المسيّرات، إلى تبني حلول هجومية فعّالة تُربك العدو، وتُشغله بالمعارك المستمرة، وتُفقده القدرة على التخطيط والتمركز.

من المعلوم أن تكلفة الأنظمة الدفاعية عالية مقارنة بتجهيز قوات للهجوم في عدّة محاور مثل الجنوب الغربي لأم درمان وشمال كردفان. فمجرد هزيمة واحدة للجنجويد في هذه المناطق كفيلة بتحطيم معنوياتهم، تمامًا كما حدث في السابق، مما سيؤدي تلقائيًا إلى فقدانهم لزخم استخدام المسيّرات.

كما أن هجمات المسيّرات -رغم ضررها- تبقى منخفضة التكلفة سواء من حيث العواقب أو الموارد، خاصة في ظل غياب ردع فعّال يجعل المليشيا تتردد قبل استخدامها، إذا علمت أن الرد سيكون أكثر إيلامًا وبنفس الأسلوب أو أشد.

هناك أيضًا ملاحظات بشأن التساهل والتفريط الأمني في عدد من الولايات، خاصة بعد الانتصارات الأخيرة للجيش في الخرطوم. فقد تم تقليص ساعات حظر التجول، وتراجع الانضباط في نقاط التفتيش، بالإضافة إلى غياب حملات التفتيش والمداهمات الأمنية الضرورية هذه الاجراءات تشديدها من جديد يجعل خطوات عناصر المليشيا معدمة وفي اسواء الفروض مصحوبة باخطاء تكشفهم وتكشف تحركهم قبل حدوثه.

ومع تزايد التهديدات الأمنية، نلاحظ إغراق ولايات مثل الشرق والشمال بعناصر يمكن تصنيفها كعالية الخطورة، وقد تشكّل خلايا نائمة حتى وإن بنسبة تقل عن 50%، تحت ستار “التنقيب عن الذهب”.
كما أطرح تساؤلين مهمّين:
أين ذهبت المسيّرات الـ12 التي تم القبض على مهرّبيها في الولاية الشمالية؟
وأين المسيرة الاستراتيجية التي عثرت عليها قوات الحركات المسلحة في الصحراء؟

عبدالله عمسيب

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المسی رات

إقرأ أيضاً:

أنس الشريف:رحيل الصوت وخلود الصدى

#أنس_الشريف:رحيل الصوت وخلود الصدى

#شبلي_العجارمة

من قال أن اللسان ليس بندقية !، وأن الكلام لا يشبه الرصاص ؟ ، من قال أن الصورةُ ليست وثيقة ! وأن المشاهد ليست أوراقًا وقيودًا للتحقيق ؟، هكذا هي تكاملية الشعوب التي ترسم خطط النضال الطويل ، وتكتب بدماء أبنائها سطر النصر الأخير ، وتلون الفجر في آخر النفق الذي امتد إلى قرنٍ حالكٍ من الزمن .
على بوابة معراج روحه الأبدي ، وهو يختم بصوته على وثائق الوحشية ، وينقل بكاميرته رجعية العالم الكاذب، كانت وصيته في الجيب المجاور لقلبه الذي كان أصلب من فولاذ الميركافا، وصوته الذي ذاب في أثيره أزيز أسراب طائرات كفير والF16، لقد رتب لروحه كيف تحيا بين فجائع الموت الغزي بألوانه وأشكاله وآخر طرائزه الجوع ، كما إحب أن يجرب مذاق الموت والشهادة كي يكتمل الخبر بأبعاده الأربع ، ليكون بذرة حقيقة لا مجرد فقاعة صوت وصورة وديكورٍ مزيف الأبعاد .
أنس الشريف الذي كان يضع في أبصارنا وأسماعنا مشهد الوجع في غزة وصوت الألم لشعب غزة المرابط على حدود سلسلة الموت ، هو ذاته لم تسعفه البلاغة إلا أن يوقع التقرير الآخير بأرجوان دمه الطهور ، وصوت أنفاسه وهي تحاول الخروج بين غبار المعركة ودم الكلمات التي فضلت أن ترافقه إلى خلود كرامته الأخيرة .
سيرحل البقية وكل أشباه أنس الشريف ، ونحن لا زلنا في جدلية شرعنة المقاومة أو بطلانها لشعبٍ تساوى عنده مذاق الموت والحياة ، فالحياة في ظلال المحتل الغجري هي ذلٌ آخر غير بقية تفاصيل الإذلال والتجويع ، لكن الموت في ثقافة المقاوم للصوص الأرض والتاريخ والحضارة والإنسان ؛ هي الثقافة التي ستكتب النصر بكل صفحات الصبر والمعاناة ،وسترويه بكل فصوله عندما تضع الحرب أوزارها ، وحينما يندحر الظالم بظلمه وينتصر المظلوم بصبره المكابر على كل جروحه الغائرة .
في كل نبأ من غزة ؛ درس في الصمود والعزيمة ، وفي كل خبر موت من أرض النضال هو سطر حياة أبدي ، غزة التي تخلت عن لهجة العتب واختارت شتى دروب الموت والتعب ، غزة التي صارت من بلادة قلوبنا مجرد تكتكيات نتدوالها مثل نكهة علكةٍ من الحزن، أو مارثون سباقٍ لمن ينقل خيرًا أقسى أو مشهدٍ أكثر ترويعًا .
في رحيل الصوت خلود للصدى ، وفي موت الشاهد تحيا الجريمة لتأخذ بعدًا آخر من الحياة، في موت الحناجر الحرة هو موت الحضارة العالمية المزعومة وفصل حياةٍ جديد للرجعية الجديدة!

مقالات ذات صلة مهارات المبيعات، والحر الشديد 2025/08/10

مقالات مشابهة

  • مسؤولون غربيون يشككون بقدرة إسرائيل على هزيمة حماس
  • سلام التقى دبوسي: المقومات الموجودة في لبنان كفيلة بأن تكون رافعة للاقتصاد الوطني
  • كاتس يطالب جيش الاحتلال بالتركيز على إكمال هزيمة حماس وإعادة الأسرى
  • المنيف: الحب قبل الزواج مجرد إعجاب .. فيديو
  • أنس الشريف:رحيل الصوت وخلود الصدى
  • ترفض التفتيش.. إيران تعلن تفاصيل زيارة نائب مديرالطاقة الذرية
  • الرئيس الإيراني: الحوار والمباحثة لا يعنيان هزيمة أو استسلام
  • الداخلية تضبط المتهمين بتحطيم محل فى شبرا الخيمة
  • مهند العكلوك: هزيمة شعبنا ليست سوى ‏أوهام إسرائيلية.. سيموت نتنياهو وستبقى فلسطين
  • هزيمة بحرية أمريكية في البحر الأحمر.. تقرير هندي يفضح عجز الردع أمام القوات اليمنية