استئناف مباحثات واشنطن وطهران.. والأخيرة تصفها بالصعبة والمفيدة
تاريخ النشر: 11th, May 2025 GMT
استأنف مسؤولون كبار في الولايات المتحدة وإيران، اليوم الأحد، المباحثات الخاصة بالبرنامج النووي الإيراني، في محاولة لتجاوز الخلافات المتبقية بين الطرفين، وفق ما أوردته وسائل إعلام إيرانية رسمية.
وقال متحدث الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، إن المفاوضات التي عقدتها بلاده مع الولايات المتحدة في سلطنة عمان كانت "صعبة ولكنها مفيدة".
وفي منشور على منصة "إكس"، أعلن بقائي، انتهاء الجولة الرابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في عمان.
وأضاف: "عُقدت مفاوضات صعبة ولكنها مفيدة، لفهم مواقف الطرفين بصورة أفضل وإيجاد سبل معقولة وواقعية لحل القضايا الخلافية".
وذكر متحدث الخارجية الإيرانية، أن سلطنة عُمان ستعلن عن موعد ومكان الجولة القادمة من المفاوضات.
تجدر الإشارة إلى أن المحادثات بين طهران وواشنطن استؤنفت في 12 أبريل/ نيسان الماضي، بعد أن أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مارس/ آذار الماضي، رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، دعاه فيها إلى بدء مفاوضات نووية جديدة، وهدد ضمنيا باستخدام القوة.
بدورها، ردّت طهران على الرسالة عبر قنوات دبلوماسية في سلطنة عُمان، ومن ثم انعقدت 3 جولات تفاوض غير مباشرة في مسقط وروما.
وأعلنت كل من واشنطن وطهران عن "تقدم ملموس" في هذه المحادثات.
ومحادثات الجولة الرابعة التي عقدت، الأحد، في مسقط هي رابع اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021) من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018، الذي نص على تخفيف العقوبات الدولية عن إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.
والتزمت طهران بالاتفاق لعام كامل بعد انسحاب ترامب منه، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيا.
ووصف ترامب حينها الاتفاق بأنه "سيئ" لأنه غير دائم ولا يتناول برنامج إيران للصواريخ الباليستية، إلى جانب قضايا أخرى.
ونتيجة لذلك، أعاد فرض العقوبات الأمريكية ضمن حملة "الضغط الأقصى" بهدف إجبار إيران على التفاوض على اتفاق جديد وموسّع.
وتهدف المحادثات لتحقيق تقدم مع تشديد واشنطن موقفها، قبيل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط.
ورغم أن طهران وواشنطن قالتا إنهما تفضلان الدبلوماسية لحل النزاع المستمر منذ عقود، فإنهما تظلان منقسمتين بشدة بشأن عدد من الخطوط الحمراء التي سيتعين على المفاوضين تجاوزها، للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنب العمل العسكري في المستقبل.
ويعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الجولة الرابعة من المحادثات في مسقط عبر وسطاء عمانيين، على الرغم من اتخاذ واشنطن موقفا صارما في العلن، والذي قال مسؤولون إيرانيون إنه لن يساعد المفاوضات.
وقبل مغادرته إلى مسقط، قال عراقجي للتلفزيون الرسمي: "لإيران مواقف معروفة مبنية على مبادئ واضحة... نأمل أن نتوصل إلى موقف حاسم في اجتماع الأحد"، مضيفا أن فريق الخبراء الإيراني موجود في عُمان، و"سيتم التشاور معه عند الضرورة".
وقال ويتكوف لموقع "برايتبارت نيوز" إن الخط الأحمر بالنسبة لواشنطن هو "لا تخصيب. وهذا يعني التفكيك وعدم التسليح"، الأمر الذي يتطلب تفكيك المنشآت النووية الإيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان بالكامل.
وتابع ويتكوف: "إذا لم تكن (المحادثات) مثمرة اليوم الأحد، فلن تستمر وسنضطر إلى سلك مسار مختلف".
ومن المقرر أن يتوجه ترامب، الذي هدد باتخاذ إجراء عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية، إلى الشرق الأوسط، وسيزور السعودية وقطر والإمارات في الفترة من 13 إلى 16 أيار/ مايو.
وردا على تعليقات ويتكوف، قال عراقجي السبت إن "إيران لن تقبل التنازل عن حقوقها النووية، والتي تشمل تخصيب اليورانيوم".
ويقول مسؤولون إيرانيون إن طهران مستعدة للتفاوض بشأن بعض القيود على أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات، لكن إنهاء برنامجها لتخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من اليورانيوم المخصب من بين "الخطوط الحمراء الإيرانية التي لا يمكن المساس بها" في المحادثات.
وقال مسؤول إيراني كبير مقرب من فريق التفاوض إن مطالب الولايات المتحدة المتمثلة في "عدم تخصيب اليورانيوم وتفكيك المواقع النووية الإيرانية، لن تساعد في تقدم المفاوضات".
وأكد المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن "ما تقوله الولايات المتحدة علنا يختلف عما يقال في المفاوضات".
وأضاف أن الأمور ستتضح أكثر عندما تجرى المحادثات اليوم الأحد، والتي كان من المقرر في البداية أن تجرى في الثالث من مايو أيار في روما، ولكن تم تأجيلها بسبب ما وصفتها سلطنة عمان بأنها "أسباب لوجستية".
وعلاوة على ذلك، استبعدت إيران تماما التفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية، وتطالب المؤسسة الدينية بضمانات قاطعة بعدم انسحاب ترامب مرة أخرى من الاتفاق النووي.
وكان ترامب، الذي أعاد تطبيق سياسة "أقصى الضغوط" على طهران منذ فبراير شباط، قد انسحب خلال ولايته الأولى في عام 2018 من الاتفاق النووي، الذي أبرمته طهران مع ست قوى عالمية في 2015 وأعاد فرض عقوبات صارمة على إيران.
ومنذ 2019 تنتهك إيران القيود النووية التي فرضها الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بما في ذلك تسريعها تخصيب اليورانيوم "بشكل كبير" إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، وهو ما يقترب من مستوى 90 بالمئة تقريبا اللازم لصنع الأسلحة، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتؤكد طهران منذ فترة طويلة أن برنامجها النووي سلمي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية المباحثات النووي الإيراني سلطنة ع مان إيران امريكا النووي مباحثات سلطنة ع مان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة تخصیب الیورانیوم الاتفاق النووی سلطنة ع
إقرأ أيضاً:
إيران تبدأ بتقييم أضرار منشآتها النووية جراء هجمات واشنطن وتل أبيب
أعلنت إيران الثلاثاء أنها بدأت بتقييم الأضرار التي لحقت بصناعتها النووية، بعد تعرض منشآتها الاستراتيجية لسلسلة من الضربات الجوية الإسرائيلية والأمريكية، مؤكدة أنها لن تسمح بتوقف عمليات الإنتاج والخدمات النووية.
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية عن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، قوله إن بلاده "اتخذت الترتيبات اللازمة لإصلاح المنشآت المتضررة" وإن "الخطة هي منع توقف عملية الإنتاج والخدمات"، حيث تأتي هذه التصريحات في أول رد رسمي بعد التصعيد العسكري.
وأوضح إسلامي أن الهيئة تقوم حاليا بتقييم حجم الأضرار الناجم عن الهجمات الأمريكية التي استهدفت منشآت أصفهان ونطنز وفوردو، مؤكدا أن الاستعدادات لعمليات الإصلاح كانت مخططة لها مسبقاً.
وفجر الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبعد ساعات أعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة على الاتفاق.
وكانت الضربات الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي والقوات الأمريكية قد استهدفت مواقع نووية حساسة في إيران، أبرزها منشآت نطنز، وفوردو، وأصفهان، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات وقاذفات استراتيجية من طراز B-2 وF-35، وفق ما أكدته تقارير من صحيفة نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال.
وأشارت تقارير استخباراتية غربية إلى أن الهجوم ألحق أضرارًا ملموسة بالبنية التحتية لأجهزة الطرد المركزي المتقدمة، لكن من غير الواضح ما إذا كانت الخسائر قد أوقفت بالكامل الأنشطة النووية الإيرانية.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن في خطاب فجر السبت أن "العملية كانت ناجحة جدًا"، مشددًا على أنها استهدفت "منع إيران من تطوير قدرات نووية عسكرية".
في المقابل، توعدت طهران بالرد على ما وصفته بـ"العدوان السافر"، مؤكدة أن هذه الضربات تشكل انتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في مؤتمر صحفي أول أمس إن "إيران تحتفظ بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين".
وتأتي هذه التطورات في وقت حرج تشهده المنطقة، حيث تم التوصل قبل ساعات إلى وقف لإطلاق النار بين إيران والاحتلال الإسرائيلي حسب ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلا أن مراقبين يرون أن الهدنة تبقى هشة، خاصة في ظل استمرار التهديدات المتبادلة وعدم وضوح مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
يذكر أن منشأة "نطنز" تعتبر من أكبر المنشآت النووية تحت الأرض في إيران، وتعرضت سابقًا لهجمات سيبرانية وعسكرية منذ 2010، أبرزها عملية "ستوكس نت" التي نُسبت للموساد الإسرائيلي.