خلال المراسم، وُضعت قائمة محدثة بأسماء ضحايا القنبلة الذرية، ليرتفع العدد الإجمالي للناجين المسجلين إلى 99,130، أي ما يعادل ربع العدد الأصلي تقريبًا، مع تجاوز متوسط أعمارهم 86 عامًا. اعلان

أحيت مدينة ناغازاكي اليابانية، يوم السبت، الذكرى الثمانين للقصف النووي الذي شنته الولايات المتحدة في 9 أغسطس 1945، بمراسم تذكارية رسمية في حديقة السلام، حضرها نحو 2600 شخص بينهم ممثلون عن أكثر من 90 دولة.

في تمام الساعة 11:02 صباحًا، بالتوقيت المحلي، وهو الوقت الدقيق للانفجار قبل ثمانين عامًا، أُقيمت دقيقة صمت رمزية تزامنًا مع دوي جرس التذكار، في لحظة تأمل جماعية لضحايا القنبلة البلاوتونية التي أودت بحياة نحو 70 ألف شخص. وجاء القصف بعد ثلاثة أيام فقط من تفجير قنبلة مماثلة على هيروشيما، أودت بحياة 140 ألفًا، قبل أن تستسلم اليابان في 15 أغسطس 1945، مُنهيةً الحرب العالمية الثانية ونهاية عدوانها المستمر منذ نحو نصف قرن في آسيا.

وألقى رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا كلمة خلال المراسم أكد فيها أن اليابان، باعتبارها الدولة الوحيدة التي عانت من استخدام الأسلحة النووية في الحرب، تتحمل مسؤولية تاريخية في قيادة الجهود العالمية نحو نزع السلاح النووي. وقال: "رغم التحديات المتصاعدة والانقسامات العميقة في المجتمع الدولي حول نزع السلاح، فإن مهمتنا كدولة وحيدة عانت من القصف الذري هي التمسك الراسخ بمبدأ العناصر الثلاثة غير النووية، والسعي الدائم لتحقيق عالم خالٍ من الحروب النووية وعالم خالٍ من الأسلحة النووية."

وأضاف إيشيبا أن اليابان ستواصل "بناء جهودها خطوة تلو الأخرى" من خلال تعزيز الحوار بين الدول الحائزة للأسلحة النووية والدول غير الحائزة لها، استعدادًا لمؤتمر استعراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية المقرر عقده في نيويورك في أبريل ومايو 2026. ومع ذلك، لم يُشر رئيس الوزراء إلى معاهدة حظر الأسلحة النووية، التي لا تزال الحكومة اليابانية تمتنع عن التوقيع عليها أو المشاركة فيها، بحجة اعتمادها على الردع النووي الأمريكي كجزء من تحالفها الأمني مع الولايات المتحدة.

Related شاهد: ناغازاكي تحيي الذكرى السادسة والسبعين للقصف النووي الأميركيإحياء الذكرى الـ79 لالقاء أمريكا القنبلة الذرية على ناغازاكي اليابانية دون حضور السفير الأمريكيماذا قال ناجٍ ياباني من كارثة ناغازاكي النووية عن لحظة الانفجار؟

من جانبه، دعا عمدة ناغازاكي شيرو سوزوكي، خلال كلمته، إلى "وضع مسار ملموس" نحو إزالة الأسلحة النووية من على وجه الأرض، مشددًا على أن "تأجيل هذا الهدف لم يعد مقبولًا." واقتبس سوزوكي من خطاب الناجي الراحل سينجي ياماغوتشي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلاً: "لا مزيد من هيروشيما. لا مزيد من ناغازاكي. لا مزيد من الحروب. لا مزيد من الهيباكوشا (الناجين من القصف الذري)." ووصف هذه الكلمات بأنها "تُجسّد بأمانة مشاعر جميع الناجين."

وأشار سوزوكي، الذي ينتمي والداه إلى الناجين من القصف، إلى أن ذكريات ناغازاكي "تراث مشترك للإنسانية يجب تناقله عبر الأجيال داخل اليابان وخارجها"، مؤكدًا أن "الخطر الوجودي للإنسانية أصبح حقيقة مُلحة لكل من يعيش على كوكب الأرض." وأضاف: "من أجل جعل ناغازاكي آخر مدينة تتعرض للقصف الذري – الآن وإلى الأبد – سنعمل يدًا بيد مع شعوب العالم من أجل إلغاء الأسلحة النووية وتحقيق سلام عالمي دائم."

خلال المراسم، وُضعت قائمة محدثة بأسماء ضحايا القنبلة الذرية، ليرتفع العدد الإجمالي للناجين المسجلين إلى 99,130، أي ما يعادل ربع العدد الأصلي تقريبًا، مع تجاوز متوسط أعمارهم 86 عامًا. ويعبر الناجون باستمرار عن مخاوفهم من تلاشي الذاكرة الجماعية للحدث، خاصة أن أصغر الناجين كانوا أطفالًا صغارًا وقت القصف، ولا يمتلكون ذكريات واضحة عنه.

يقف الناس دقيقة صمت في حديقة مركز القنبلة الذرية، خلال مراسم إحياء الذكرى الـ80 ليوم إلقاء القنبلة الذرية على مدينة ناغازاكي اليابانية، يوم السبت 9 أغسطس 2025. Eugene Hoshiko/Copyright 2025 The AP. All rights reserved

وأكدت تيروكو يوكوياما (83 عامًا)، عضوة في منظمة يابانية تُعنى بدعم الناجين في ناغازاكي، ضرورة توثيق تجارب الناجين قبل فوات الأوان. وقالت: "علينا أن نُبقي سجلات دقيقة عن أضرار القصف الذري وقصص حياة الناجين طوال حياتهم." وأضافت أن فقدان شقيقتين لها بسبب أمراض ناتجة عن التعرض للإشعاع يُعزز رغبتها في توثيق هذه الذكريات قبل أن تُفقد إلى الأبد.

وبدعم من الجيل الشاب، بدأت المنظمات المحلية بتحويل روايات الناجين إلى محتوى رقمي يتم نشره عبر يوتيوب ومنصات التواصل الاجتماعي، بهدف إيصال الرسالة إلى الأجيال الجديدة.

في اليوم السابق للمراسم، نظّمت ناغازاكي "منتدى السلام" الذي شارك فيه أكثر من 300 شاب من مختلف أنحاء اليابان، حيث استمعوا إلى شهادات مباشرة من الناجين. وقال ساييتشيرو ميسه (90 عامًا)، أحد الناجين: "إنني أسلّم بذور زهور السلام إلى الجيل الجديد، آملاً أن تزهر يومًا ما."

كما أُطلق عشرات الحمائم، رمز السلام، بعد خطاب العمدة، في مشهد رمزي جمع بين الحزن والتفاؤل. وشهدت الكاتدرائية المحلية، كاتدرائية أوراكامي التي دُمّرت بالكامل في القصف، عودة الجرسين المزدوجين للقرع معًا لأول مرة منذ عقود، بعد أن أعاد متطوعون جرسًا كان قد فُقد في أعقاب الهجوم.

وقد دعت ناغازاكي ممثلين من جميع الدول لحضور المراسم، لكن الصين أعلنت رسميًا عدم مشاركتها دون توضيح الأسباب. ويُذكر أن مراسم العام الماضي أثارت جدلاً واسعًا بسبب غياب السفير الأمريكي وسفراء من دول غربية أخرى، احتجاجًا على قرار المدينة بعدم دعوة إسرائيل.

وخلال كلمته، وصف هيروشي نيشيوكا، ممثل الناجين، لحظة الانفجار بقوله: "شعرت وكأن جسدي بأكمله ابتُلع للحظات في بحر من الضوء، ممزوج بألوان برتقالية وصفراء. ثم تهشّم الزجاج بفعل الانفجار، فاندفعت إلى زاوية الغرفة لأغطي رأسي، وسقط زملائي في الصف عليّ، حتى فقدت القدرة على التنفس."

وأضاف: "يجب ألا تُستخدم الأسلحة النووية مطلقًا. إذا ما استُخدمت، فهذا يعني نهاية كل شيء."

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصين إسرائيل دونالد ترامب غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصين اليابان الولايات المتحدة الأمريكية الصين نزع الأسلحة النووية ذكرى إسرائيل دونالد ترامب غزة دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصين إسبانيا فلسطين بحث علمي سوريا الصحة روسيا الأسلحة النوویة القنبلة الذریة لا مزید من

إقرأ أيضاً:

قتلى جراء تجدد القصف بين كمبوديا وتايلاند

أعلنت تايلاند أن أربعة من جنودها قُتلوا، اليوم السبت، بنيران القوات الكمبودية، بعد يوم من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن البلدين الجارين اتفقا على وقف إطلاق النار.
وقال سوراسانت كونغسيري المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، في مؤتمر صحافي، إنّ "أربعة جنود قضوا في اشتباكات وقعت في منطقة تشونغ آن ما"، موضحا أنّ عدد القتلى وصل إلى 14 جنديا منذ تجدد المعارك الاثنين على الحدود بين البلدين الواقعين في جنوب شرق آسيا.
كذلك، أعلنت وزارة الداخلية الكمبودية، اليوم السبت، أن حكومة كمبوديا قررت "تعليق كل عمليات الدخول والخروج في جميع المعابر الحدودية بين كمبوديا وتايلاند بالكامل، وذلك اعتبارا من الآن وحتى إشعار آخر".
يأتي ذلك بعيد إعلان تايلاند، اليوم السبت، أنها ستواصل عملياتها العسكرية ضد كمبوديا.
وصرح رئيس الوزراء التايلاندي أنوتين تشارنفيراكول لصحافيين أن الرئيس الأميركي "لم يُشر إلى ما إذا كان ينبغي لنا إرساء وقف لإطلاق النار" خلال مكالمة هاتفية، أمس الجمعة، بهدف إنهاء المعارك التي لا تزال دائرة، موضحا أنهما "لم يناقشا هذا الأمر".
وبعد اندلاع أعمال عنف أولى في يوليو الماضي، أسفرت اشتباكات حدودية هذا الأسبوع بين الدولتين العضوين في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) عن مقتل ما لا يقل عن 24 شخصا، وأجبرت مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار على جانبي الحدود الممتدة لنحو 800 كيلومتر. ويتقاذف البلدان الاتهامات بالتسبب في اندلاع هذه الأزمة.
 العمليات العسكرية "ستتواصل"
وقال رئيس الوزراء التايلاندي، في وقت سابق عبر منشور على فيسبوك "ستواصل تايلاند عملياتها العسكرية إلى أن نتخلص من أي ضرر أو تهديد لأرضنا وشعبنا".
وأضاف "أفعالنا هذا الصباح كانت كافية للتعبير عن موقفنا". وقد أكدت السلطات العسكرية التايلاندية شنّ "ضربات انتقامية" على أهداف كمبودية.
وأفاد ناطق عسكري بأن الطائرات التايلاندية "دمرت بنجاح" جسرين في كمبوديا كانا يُستخدمان لنقل الأسلحة إلى ساحة المعركة.
وأكد الناطق باسم القوات الجوية التايلاندية تشاكريت ثامافيتشاي أن الطائرات التايلاندية "تستخدم أسلحة عالية الدقة لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين الأبرياء".
من جانبها، صرّحت وزارة الدفاع الكمبودية، عبر منصة "إكس"، أن "القوات المسلحة التايلاندية استخدمت طائرتين مقاتلتين من طراز إف-16 لإسقاط سبع قنابل" على أهداف عدة.
وقال الجيش التايلاندي من جانبه إن أربعة مدنيين جُرحوا السبت جراء صواريخ كمبودية.
يأتي إعلان استمرار الأعمال العسكرية بعد ساعات فقط من تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن بانكوك وبنوم بنه، اللتين تتنازعان على أراض منذ عقود، قد اتفقتا على وقف إطلاق النار.
وكان ترامب قد كتب على شبكته الاجتماعية تروث سوشل "أجريت محادثة ممتازة هذا الصباح مع رئيس وزراء تايلاند أنوتين تشارنفيراكول، ورئيس وزراء كمبوديا هون مانيه، بشأن استئناف الحرب طويلة الأمد بينهما، وهو أمر مؤسف للغاية".
أضاف "وقد اتفقا على وقف إطلاق النار بالكامل ابتداء من هذه الليلة (الجمعة)، والعودة إلى اتفاق السلام الأصلي الذي تم التوصل إليه معي ومعهما، بمساعدة رئيس وزراء ماليزيا العظيم، أنور إبراهيم".

أخبار ذات صلة ترامب: تايلاند وكمبوديا وافقتا على وقف الاشتباكات محمد بن راشد ومنصور بن زايد يهنئان رئيس وزراء تايلاند بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • أبو القنبلة النووية الأمريكية والإسرائيلية.. ماذا تعرف عن روبرت أوبنهايمر؟
  • خليل الحية يوضح أولويات حماس في الذكرى الـ38 لتأسيس الحركة
  • خليل الحية في الذكرى الـ38 لتأسيس حماس: أهلنا في الضفة يتعرضون لحملة إرهاب ممنهجة
  • كمبوديا تغلق الحدود مع تايلاند
  • مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يحذر من حوادث نووية محتملة في الحرب الأوكرانية
  • الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لإخلاء قرية في جنوب لبنان قبل القصف
  • قتلى جراء تجدد القصف بين كمبوديا وتايلاند
  • الطاقة الذرية: انقطاع الكهرباء عن محطة زابوريجيا النووية بأوكرانيا
  • الوكالة الدولية الذرية: من الضروري ضبط النفس لتجنب وقوع حادث نووي
  • المنخفض الجوي يضاعف محنة النازحين بمخيمات غزة