الخوارزميات تحكمنا: من داخل «فيسبوك» إلى قلب السياسة العالمية
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
في عصر تتقاطع فيه التكنولوجيا مع موازين القوة، لم تعد القرارات التقنية شأناً محايداً، بل أصبحت امتداداً للسياسة نفسها، إذ ما يُتخذ في الخفاء من خيارات رقمية قد يعيد تشكيل واقعنا العام بطرق لا نملك السيطرة عليها. ومع تصاعد نفوذ الشركات التكنولوجية، بات من الضروري مساءلة من يملكون مفاتيح الخوارزميات، لا بوصفهم مهندسين فحسب، بل بصفتهم فاعلين سياسيين يؤثرون في مصائر المجتمعات.
يحمل كتاب «أناس مستهترون» بُعداً يتجاوز حدود المذكرات الشخصية، إذ يُمثّل وثيقة تحليلية مهمة تعاين العلاقة المعقّدة بين التكنولوجيا والسياسة، من خلال تجربة الكاتبة سارة وين-ويليامز داخل واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا تأثيراً في العالم: فيسبوك (ميتا حالياً). تقدّم الكاتبة التي عملت في موقع مسؤول ضمن قسم السياسات العامة، رؤية من الداخل تكشف عن التوترات بين الطموحات المثالية لبناء فضاء رقمي مفتوح والواقع المملوء بالمصالح الاقتصادية والضغوط السياسية العابرة للحدود.
وتكشف المؤلفة عن آليات صناعة القرار في شركة بحجم وتأثير فيسبوك، موضحة كيف يتم التوفيق بين الضغوط الحكومية والمصالح التجارية، مشيرة إلى هذه القرارات لا تنحصر في قضايا تقنية بحتة، بل تمس مباشرة حياة ملايين المستخدمين حول العالم، وخاصة في مناطق النزاع والانقسامات العرقية والسياسية. تعاين سارة وين-ويليامز، خطاب الشركة الذي يروّج للحيادية والحرية، وتُظهر عبر أمثلة دقيقة كيف أن السياسات المعتمدة على الخوارزميات قد أدت إلى تفاقم العنف والكراهية في مجتمعات هشة، كما حدث في أزمة الروهينغا، التي يشير إليها الكتاب بوصفها علامة فارقة في انكشاف هشاشة الادعاءات الأخلاقية لفيسبوك.
تُحلّل المؤلفة طبيعة العلاقة بين الشركات التكنولوجية والسلطات السياسية، مركّزة على المفاوضات التي تجري خلف الأبواب المغلقة، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى تسويات تمسّ مبادئ الشفافية وحرية التعبير. يظهر في الكتاب أن تلك التسويات لم تكن استثناءات، بل أصبحت نمطاً مكرراً في تعامل الشركة مع الدول والأنظمة المختلفة.
تُبرز الكاتبة الأثر الإنساني العميق لهذه السياسات، من خلال قصص لأشخاص وجماعات تأثرت حياتهم بالقرارات الصادرة من مقارّ بعيدة لا تعرف شيئاً عن واقعهم. هذه المقاربة تمنح الكتاب قوة أخلاقية، وتضع القارئ في مواجهة مباشرة مع ما يمكن أن يُنتج عن «الإهمال المؤسسي» عندما يتعلق الأمر بمصائر الناس.
تُضيء سارة جوانب الغموض في بنية العمل الداخلي لفيسبوك، وتنتقد مركزية القرار وضعف المساءلة، ما يؤدي إلى تكرار الأخطاء ذاتها في أكثر من منطقة حول العالم. تعترف الكاتبة بأنها كانت جزءاً من هذا النظام، لكنها تكتب اليوم من موقع من يسعى إلى تفكيكه عبر النقد لا الانتقام. تربط الكاتبة بين تجربتها الشخصية ومسار التحولات الكبرى في العلاقة بين التكنولوجيا والقوة، فهي لا تكتفي بتوصيف ما جرى، بل تدعو إلى التفكير الجماعي في بدائل ممكنة تضمن الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، ضمن أطر قانونية وأخلاقية أكثر توازناً وعدلاً.
توجّه دعوة ضمنية إلى القارئ، خاصة الباحثين والمهتمين بالسياسات العامة وحرية التعبير، من أجل التعمق في فهم دور شركات التكنولوجيا في صياغة الرأي العام وتوجيه السلوك السياسي والاجتماعي على نطاق واسع. كما تُلمّح إلى الحاجة الملحّة لبناء أطر مساءلة تتجاوز النوايا الحسنة وتصل إلى آليات الفعل والمسؤولية. تُحذّر من استمرار هذا النهج من دون مراجعة، إذ ترى أن الإهمال الذي تتحدث عنه ليس فقط فردياً، بل مؤسسيّ الطابع، قابل للتكرار في ظل غياب التوازن بين الربح والمبدأ. يحمل كتاب «أناس مستهترون» بُعداً يتجاوز حدود المذكرات الشخصية، إذ يُمثّل وثيقة تحليلية مهمة تعاين العلاقة المعقّدة بين التكنولوجيا والسياسة، من خلال تجربة الكاتبة سارة وين-ويليامز داخل واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا تأثيراً في العالم: فيسبوك (ميتا حالياً). تقدّم الكاتبة التي عملت في موقع مسؤول ضمن قسم السياسات العامة، رؤية من الداخل تكشف عن التوترات بين الطموحات المثالية لبناء فضاء رقمي مفتوح والواقع المملوء بالمصالح الاقتصادية والضغوط السياسية العابرة للحدود.
وتكشف المؤلفة عن آليات صناعة القرار في شركة بحجم وتأثير فيسبوك، موضحة كيف يتم التوفيق بين الضغوط الحكومية والمصالح التجارية، مشيرة إلى هذه القرارات لا تنحصر في قضايا تقنية بحتة، بل تمس مباشرة حياة ملايين المستخدمين حول العالم، وخاصة في مناطق النزاع والانقسامات العرقية والسياسية. تعاين سارة وين-ويليامز، خطاب الشركة الذي يروّج للحيادية والحرية، وتُظهر عبر أمثلة دقيقة كيف أن السياسات المعتمدة على الخوارزميات قد أدت إلى تفاقم العنف والكراهية في مجتمعات هشة، كما حدث في أزمة الروهينغا، التي يشير إليها الكتاب بوصفها علامة فارقة في انكشاف هشاشة الادعاءات الأخلاقية لفيسبوك.
تُحلّل المؤلفة طبيعة العلاقة بين الشركات التكنولوجية والسلطات السياسية، مركّزة على المفاوضات التي تجري خلف الأبواب المغلقة، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى تسويات تمسّ مبادئ الشفافية وحرية التعبير. يظهر في الكتاب أن تلك التسويات لم تكن استثناءات، بل أصبحت نمطاً مكرراً في تعامل الشركة مع الدول والأنظمة المختلفة.
تُبرز الكاتبة الأثر الإنساني العميق لهذه السياسات، من خلال قصص لأشخاص وجماعات تأثرت حياتهم بالقرارات الصادرة من مقارّ بعيدة لا تعرف شيئاً عن واقعهم. هذه المقاربة تمنح الكتاب قوة أخلاقية، وتضع القارئ في مواجهة مباشرة مع ما يمكن أن يُنتج عن «الإهمال المؤسسي» عندما يتعلق الأمر بمصائر الناس. تُضيء سارة جوانب الغموض في بنية العمل الداخلي لفيسبوك، وتنتقد مركزية القرار وضعف المساءلة، ما يؤدي إلى تكرار الأخطاء ذاتها في أكثر من منطقة حول العالم. تعترف الكاتبة بأنها كانت جزءاً من هذا النظام، لكنها تكتب اليوم من موقع من يسعى إلى تفكيكه عبر النقد لا الانتقام.
تربط الكاتبة بين تجربتها الشخصية ومسار التحولات الكبرى في العلاقة بين التكنولوجيا والقوة، فهي لا تكتفي بتوصيف ما جرى، بل تدعو إلى التفكير الجماعي في بدائل ممكنة تضمن الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا، ضمن أطر قانونية وأخلاقية أكثر توازناً وعدلاً.
توجّه دعوة ضمنية إلى القارئ، خاصة الباحثين والمهتمين بالسياسات العامة وحرية التعبير، من أجل التعمق في فهم دور شركات التكنولوجيا في صياغة الرأي العام وتوجيه السلوك السياسي والاجتماعي على نطاق واسع. كما تُلمّح إلى الحاجة الملحّة لبناء أطر مساءلة تتجاوز النوايا الحسنة وتصل إلى آليات الفعل والمسؤولية. تُحذّر من استمرار هذا النهج من دون مراجعة، إذ ترى أن الإهمال الذي تتحدث عنه ليس فقط فردياً، بل مؤسسيّ الطابع، قابل للتكرار في ظل غياب التوازن بين الربح والمبدأ.
عن المؤلف: سارة وين-ويليامز
سارة وين-ويليامز دبلوماسية نيوزيلندية سابقة ومحامية دولية. شغلت مناصب دبلوماسية لصالح نيوزيلندا في واشنطن العاصمة. التحقت بشركة فيسبوك بعد أن اقترحت بنفسها إنشاء وظيفة جديدة فيها، وتدرّجت حتى أصبحت مديرة السياسات العامة العالمية. وبعد مغادرتها الشركة، واصلت نشاطها في مجال سياسات التكنولوجيا، مركّزة بشكل خاص على قضايا الذكاء الاصطناعي.
صحيفة الخليج
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: شرکات التکنولوجیا السیاسات العامة بین التکنولوجیا وحریة التعبیر العلاقة بین حول العالم من خلال
إقرأ أيضاً:
مالية جنوب كردفان تتخذ حزمة من السياسات للعبور بالولاية
كشف وزير المالية والقوى العاملة بجنوب كردفان الأستاذ عماد الدين عبدالمطلب عن اتخاذ الوزارة حزمة من القرارات والسياسات المالية لتسيير دولاب العمل والعبور بالولاية لبر الأمان رغم الحصار.واكد في تصريحات لسونا على الالتزام والعمل بمهنية عالية للنهوض بالوزارة لتجاوز الظروف الراهنة، مشيرا الى اعتماد الولاية منذ العام المنصرم على مواردها الذاتية لجهة اهتمامها بالاحتياجات الضرورية والملحة المتصلة بالامن واللجان المرتبطة به.واضاف الطيب ان الوزارة ظلت عاكفة على تغطية الفجوات المالية وضخ الكتير من الاموال على الاطواف المتحركة بالمحليات الأمر الذي اسهم في احداث الاستقرار.واشار في هذا الصدد الى المساهمة في توفير الخدمات الاساسية في الصحة والتعليم. وقال ان الوزارة اتخذت جملة من التدابير المهمة التي ساعدت على توفير جزء كبير من موارد الولاية وتحويلها تجاه صرف المرتبات والتي شهدت استقرارا كبيرا مع تأخر الولاية عن سداد المديونيات، مناشدا المركز بسداد الدفعيات بما يفوق ال(22) مليون جنيه.وقطع بمنع عمليات التعيين الفردي إلا عبر القنوات الرسمية ولجنة الاختيار للخدمة المدنية .ولفت وزير المالية بالولاية ان اغلاق الطريق القومي الأبيض – الدبيبات احدث نقص بالغ في العديد من الجوانب الغذائية في ظل الظروف الصعبة التي ما زالت تشهدها الولاية.واقر بعدد من التحديات التي تواجه عمل الوزارة خلال أعوام الحرب الماضية والحالية التي أدت بموجبها الى اضعاف عائدات التحصيل بسبب تعطل حركة الاعمال.واشار الى ان انعدام السيولة وانقطاع الشبكات تسبب في خروج النظام المصرفي عن العمل.ونوه الوزير ان النزوح الذي حدث بأجزاء واسعة بالولاية خلال الفترة الماضية اثقل كاهل خزينة الولاية بالصرف بهدف توفير اساسيات الحياة الضرورية للمواطنين.واعرب عن شكره لوالي الولاية الأستاذ محمد ابراهيم عبدالكريم والمديرين العامين للوزارات والاجهزة التنفيذية بالمحافظات وادارات الوزارة. وحيا فيهم روح استشعار المسؤولية والوقوف صفا لمجابهة المشاكل التي تواجه إنسان الولاية.واثنى على مواطني الولاية على الصبر والتعاون مع السلطات بجانب التعاون الايجابي مع الاوضاع الحالية تمشياً مع متطلبات المرحلة.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب