استزراع 4 ملايين قطعة مرجانية في مياه أبوظبي
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
وجّه سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة البيئة – أبوظبي، بتوسيع نطاق مشروع الهيئة لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في أبوظبي، باستزراع أكثر من أربعة ملايين مستعمرة مرجانية في مياه الإمارة بحلول عام 2030، لتغطّي مساحة تُقَدَّر بأكثر من 900 هكتار، ما يجعله أكبر مشروع لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في العالم.
وكانت الهيئة قد نجحت خلال الفترة الماضية في الوصول إلى هدف إعادة تأهيل مليون مستعمرة مرجانية في ثمانية مواقع مختلفة في الإمارة، بلغ مجموع مساحتها أكثر من 300 هكتار، ما زاد من مساحة الشعاب المرجانية في أبوظبي. وشهدت المناطق التي أُعيد تأهليها معدل نجاح يتجاوز 95%. وبدأت المواقع المُعاد تأهيلها تظهر علامات التعافي، حيث أخذت الحياة تتشكَّل حولها، حتى وصلت زيادة الكتلة الحيوية للأسماك والتنوُّع البيولوجي إلى 50%. وخلافاً لطبيعة الشعاب المرجانية، استمرَّت الشعاب المرجانية في الحضانات وجميع المناطق التي أُعيد تأهيلها في النمو حتى خلال فصل الصيف، ما يدل على مقاومتها العالية وتحمُّلها للظروف المناخية الصعبة.
تضمَّن نطاق مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية تطوير حضانات الشعاب المرجانية، التي تساعد على التخفيف من التأثير السلبي للضغوط الطبيعية والبشرية على الشعاب المرجانية الناشئة عن التنمية الساحلية وتغيُّر المناخ، ويشمل ذلك التهديد المباشر لارتفاع درجات حرارة مياه البحر.
شملت المرحلة الأولى من المشروع تقييم الموائل الطبيعية للمرجان، وتحديد مواقع الشعاب المرجانية المقاومة للحرارة، واختيار مواقع للحضانات تضمن بيئة نمو محمية، وفقاً لمعايير جودة المياه والأعماق ودرجات الحرارة. وشملت هذه المرحلة إنشاء عدد من الحاضنات تحت الماء، لرعاية الشعاب المرجانية التي جُمعت من مناطق محدَّدة بإنتاجية تصل إلى مليون مستعمرة من المرجان. وتضمَّنت المرحلة الثانية حصاد مخزون حضانة الشعاب المرجانية، ونقله إلى مواقع مختلفة لإعادة تأهيلها واستعادة النظام المرجاني المتكامل، وتشهد المرحلة الثالثة استكمال حصاد مخزون الحضانة، وترميم المواقع من خلال نقل المرجان إلى المناطق المتدهورة.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «النتائج الناجحة التي حقَّقها مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية حتى الآن بزراعة مليون مستعمرة مرجانية تعزِّز التزام هيئة البيئة – أبوظبي بمواصلة برنامج إعادة تأهيل الشعاب المرجانية وتوسيع نطاقه. تهدف هذه المبادرة الاستراتيجية إلى زيادة نطاقها من خلال إعادة تأهيل أكثر من أربعة ملايين مستعمرة مرجانية بحلول عام 2030، ما يؤكِّد التزام هيئة البيئة – أبوظبي بالحفاظ على البيئة البحرية، واستعادة النظم الإيكولوجية. وينسجم المشروع مع رؤية أبوظبي وأهداف مرونة التنوُّع البيولوجي».
وأضافت: «على الرغم من الظروف البيئية القاسية للشعاب المرجانية في الخليج العربي، فإنها قادرة على التكيُّف، وتوفير موائل لمجموعة متنوِّعة من الأنواع البحرية في المنطقة. فهي تتمتَّع بدرجة عالية من المرونة مكَّنتها من التكيُّف والصمود في أشد البحار حرارة، ما يُميِّزها عن الأنواع الأخرى من الشعاب المرجانية في العالم».
وأكَّدت شيخة الظاهري: أنَّ المشروع، الذي يُعَدُّ من الحلول الطبيعية للتصدي لآثار تغيُّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة في قاع البحر، سيعمل على زيادة المساحة الإجمالية للشعاب المرجانية في الإمارة، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة للحفاظ على هذا النظام البيئي المهم، الذي يمثِّل أكثر موائلنا البحرية تنوُّعاً، وتلتزم الهيئة بمواصلة جهودها لمراقبة الشعاب المرجانية، وإعادة تأهيلها لتعزيز النظم البيئية البحرية في الإمارة، والإسهام في التخفيف من آثار تغيُّر المناخ، ما يدعم أهداف استراتيجية التغيُّر المناخي لإمارة أبوظبي».
وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري في الهيئة: «نسعى من خلال هذا المشروع إلى زيادة مرونة الشعاب المرجانية في إمارة أبوظبي لمواجهة تغيُّر المناخ عن طريق اختيار أنواع المرجان الأكثر تحمُّلاً للحرارة، والتي نجت من موجات الحرارة المتتالية. وحصاد أجزاء صغيرة منها، ونقلها إلى الحاضنات لمراقبة نموِّها حتى يُعاد نقلها مرة أخرى إلى مناطق الشعاب المرجانية المتدهورة، لتعزيز قدرتها على التكيُّف مع تغيُّر المناخ».
وأضاف الهاشمي: «تُعَدُّ الشعاب المرجانية المستخدَمة في مشروع إعادة التأهيل من أكثر الشعاب المرجانية مرونة في العالم، حيث صمدت في وجه موجات الحر العديدة التي ضربت المنطقة. وللشعاب المرجانية دور رئيسي في مكافحة تغيُّر المناخ، ودعم موائل مخازن الكربون، وتؤدي دوراً رئيسياً أيضاً في دعم التنوُّع البيولوجي، ومن ذلك دعم السلاحف المهدَّدة بالانقراض، التي تعشِّش حول جزر أبوظبي. وتُعَدُّ الشعاب المرجانية أيضاً أساسية لدعم المخزون المحلي للأسماك، حيث تشكِّل موطناً لأنواع الأسماك في مراحل مختلفة من حياتها، ما يساعد على تعزيز مخزونها».
يُذكَر أنَّ إمارة أبوظبي وحدها تضمُّ 34 نوعاً مختلفاً من أنواع المرجان المنتشرة في مناطق عدة على طول ساحل الإمارة، ويشمل ذلك منطقة رأس غناضة، والنوف، والحيل، وبراكة والسعديات، وتنفِّذ الهيئة منذ عام 2005 برنامجاً لرصد حالة الشعاب المرجانية، بإجراء مسح موسمي يتضمَّن جمع البيانات من 15 موقعاً مختلفاً.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان أبوظبي الشعاب المرجانیة فی مستعمرة مرجانیة ع البیولوجی مرجانیة فی ر المناخ أکثر من
إقرأ أيضاً:
الوزراء: مصر ضمن 7 دول حول العالم تستفيد من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ بقيمة مليار دولار
نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء عددًا من الإنفوجرافات عبر منصاته على مواقع التواصل الاجتماعي، سلط من خلالها الضوء على اختيار مصر ضمن 7 دول للاستفادة من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ "CIF"، وذلك نتيجة للجهود الملموسة والخطوات الجادة التي تنفذها الدولة في إطار التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
يأتي ذلك في ضوء توجه الدولة نحو تعزيز الاقتصاد الأخضر، والتوسع في استخدام الطاقة النظيفة، وتنفيذ مشروعات تنموية صديقة للبيئة، بما يعكس التزام مصر بالمعايير العالمية للتنمية المستدامة، ويعزز من فرصها في الحصول على التمويلات الدولية المخصصة للعمل المناخي.
واستعرضت الإنفوجرافات الرؤية الدولية لجهود مصر في التحول لاقتصاد أخضر، حيث تقدمت 6 مراكز في مؤشر تغير المناخ الصادر عن منظمة "German watch"، لتحتل المركز الـ 20 عام 2025، مقابل المركز الـ 26 عام 2014، كما تقدمت 4.5 نقطة في مؤشر الأداء البيئي الصادر عن جامعة Yale""، لتسجل 43.7 نقطة عام 2024، مقابل 39.2 نقطة عام 2014.
كما تقدمت مصر 5 مراكز في مؤشر التحول الفعال للطاقة الصادر عن "المنتدى الاقتصادي العالمي"، لتصل إلى المركز 74 عام 2025، مقارنة بالمركز 79 عام 2015، إلى جانب تقدمها 5 مراكز في مؤشر الدول الأكثر جاذبية في قطاع الطاقة المتجددة الصادر عن " Ernst & Young"، لتصل إلى المركز 34 في يونيو 2024، مقارنة بالمركز 39 في مارس 2015.
وسلطت الإنفوجرافات الضوء على الأطر التأسيسية والاستراتيجية للتحول لاقتصاد أخضر ومستدام، حيث تم إعادة تأسيس المجلس الوطني لتغير المناخ عام 2019، ليصبح برئاسة رئيس الوزراء، إلى جانب إطلاق الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050عام 2022.
وأطلقت مصر أيضًا استراتيجية مصر للطاقة المستدامة 2040 بهدف زيادة مساهمة نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الكهربائية، للوصول إلى 30% عام 2030، و60% بحلول عام 2040، إلى جانب إطلاق الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون عام 2024 لتنويع مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة والحد من انبعاثات الكربون.
واستكمالًا لما سبق، فقد تم إعداد خارطة طريق لآليات خفض انبعاثات الكربون بعدد من القطاعات الصناعية عام 2024، بالإضافة إلى إصدار أول قانون لإدارة المخلفات بأنواعها في مصر عام 2020.
وفيما يخص التحول نحو الطاقة المتجددة وتوطين صناعة الهيدروجين الأخضر، أوضحت الإنفوجرافات، أن إجمالي القدرات المركبة للطاقة المتجددة "شمسي – مائي – رياح" بلغت 8100 ميجاوات، وتم تخصيص 42.9 ألف كم2، لاستيعاب مشروعات الطاقة المتجددة، وكذلك لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته.
واستعرضت الإنفوجرافات أبرز مشروعات الطاقة المتجددة، لتشمل مجمع بنبان للطاقة الشمسية بإجمالي قدرة 1465 ميجاوات، وكذلك مزرعة رياح جبل الزيت بإجمالي قدرة 580 ميجاوات.
وبشأن مشروعات الهيدروجين الأخضر، تم توقيع عدد 16 مذكرة تفاهم سارية مع مطورين عالميين في مجال الطاقة الخضراء لتطوير مشروعات وقود أخضر، ومن ثم توقيع ٧ اتفاقيات إطارية ملزمة مع ٧ من المطورين القائمين.
وفيما يتعلق بالتوسع في استثمارات المشروعات والسندات الخضراء، ارتفعت نسبة الاستثمارات العامة الخضراء بمقدار 40 نقطة مئوية، لتصل إلى 55% من إجمالي الاستثمارات العامة عام 2025/2026، مقابل 15% عام 2020/2021، كما أصدرت مصر أول طرح لها من السندات الخضراء بالأسواق العالمية بقيمة 750 مليون دولار لأجل 5 سنوات كأول دولة بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وشهد عام 2024 إطلاق أول سوق طوعي للكربون في مصر، كما تم اختيار مصر ضمن 7 دول من بين 26 دولة تقدمت على مستوى العالم للاستفادة من برنامج صندوق الاستثمار في المناخ "CIF" لخفض الانبعاثات بالقطاع الصناعي بقيمة مليار دولار.
أما على صعيد التحول نحو وسائل نقل صديقة للبيئة، فقد بلغت تكلفة القطار الكهربائي السريع 1.2 تريليون جنيه، فيما بلغت تكلفة المرحلتين الأولى والثانية من مشروع القطار الكهربائي الخفيف 84.9 مليار جنيه، كما بلغ إجمالي تكلفة مشروع مونوريل شرق النيل 1.6 مليار يورو، ومونوريل غرب النيل 1.1 مليار يورو.
كما تم تحويل 601 ألف سيارة للعمل بالغاز الطبيعي حتى نهاية يونيو 2025، ومستهدف تحويل نحو 180 ألف سيارة للعمل بالغاز الطبيعي بين عامي2025/2026 و2027/2028، إلى جانب التشغيل التجريبي للأتوبيس الترددي للجمهور في 14 محطة من إسكندرية الزراعي حتى أكاديمية الشرطة منذ 1 يونيو 2025.
وأظهرت الإنفوجرافات جهود الدولة في رصد وتقليل الانبعاثات الملوثة للهواء، حيث انخفض التلوث بالجسيمات الصلبة في القاهرة الكبرى والدلتا بنسبة 35%، ليصل إلى 102 ميكرو جرام/م3 عام 2024، مقارنة بـ 157 ميكرو جرام/م3 عام 2015.
كما تم الانتهاء من زراعة 1.5 مليون شجرة خلال العامين الأول والثاني من المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة" المستمرة على مدار 7 سنوات، فضلًا عن تجنب أكثر من 334 ألف طن انبعاثات خلال عام 2024 في مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة "السحابة السوداء".
وأوضحت الإنفوجرافات أن هناك 121 محطة رصد ملوثات الهواء، و95 منشأة صناعية مرتبطة بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية على مستوى الجمهورية عام 2024، إلى جانب تنفيذ 1012 حملة فحص عادم على الطريق شملت 41.8 ألف مركبة خلال 2024.