وجّه سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثِّل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة البيئة – أبوظبي، بتوسيع نطاق مشروع الهيئة لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في أبوظبي، باستزراع أكثر من أربعة ملايين مستعمرة مرجانية في مياه الإمارة بحلول عام 2030، لتغطّي مساحة تُقَدَّر بأكثر من 900 هكتار، ما يجعله أكبر مشروع لإعادة تأهيل الشعاب المرجانية في العالم.



وكانت الهيئة قد نجحت خلال الفترة الماضية بالوصول إلى هدف إعادة تأهيل مليون مستعمرة مرجانية في ثمانية مواقع مختلفة في الإمارة، بلغ مجموع مساحتها أكثر من 300 هكتار، ما زاد من مساحة الشعاب المرجانية في أبوظبي. وشهدت المناطق التي أُعيد تأهليها معدل نجاح يتجاوز 95%. وبدأت المواقع المُعاد تأهيلها تظهر علامات التعافي، حيث أخذت الحياة تتشكَّل حولها، حتى وصلت زيادة الكتلة الحيوية للأسماك والتنوُّع البيولوجي إلى 50%. وخلافاً لطبيعة الشعاب المرجانية، استمرَّت الشعاب المرجانية في الحضانات وجميع المناطق التي أُعيد تأهيلها في النمو حتى خلال فصل الصيف، ما يدل على مقاومتها العالية وتحمُّلها للظروف المناخية الصعبة.

تضمَّن نطاق مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية تطوير حضانات الشعاب المرجانية، التي تساعد على التخفيف من التأثير السلبي للضغوط الطبيعية والبشرية على الشعاب المرجانية الناشئة عن التنمية الساحلية وتغيُّر المناخ، ويشمل ذلك التهديد المباشر لارتفاع درجات حرارة مياه البحر.

شملت المرحلة الأولى من المشروع تقييم الموائل الطبيعية للمرجان، وتحديد مواقع الشعاب المرجانية المقاومة للحرارة، واختيار مواقع للحضانات تضمن بيئة نمو محمية، وفقاً لمعايير جودة المياه والأعماق ودرجات الحرارة. وشملت هذه المرحلة إنشاء عدد من الحاضنات تحت الماء، لرعاية الشعاب المرجانية التي جُمعت من مناطق محدَّدة بإنتاجية تصل إلى مليون مستعمرة من المرجان. وتضمَّنت المرحلة الثانية حصاد مخزون حضانة الشعاب المرجانية، ونقله إلى مواقع مختلفة لإعادة تأهيلها واستعادة النظام المرجاني المتكامل، وتشهد المرحلة الثالثة استكمال حصاد مخزون الحضانة، وترميم المواقع من خلال نقل المرجان إلى المناطق المتدهورة.

وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة – أبوظبي: «النتائج الناجحة التي حقَّقها مشروع إعادة تأهيل الشعاب المرجانية حتى الآن بزراعة مليون مستعمرة مرجانية تعزِّز التزام هيئة البيئة – أبوظبي بمواصلة برنامج إعادة تأهيل الشعاب المرجانية وتوسيع نطاقه. تهدف هذه المبادرة الاستراتيجية إلى زيادة نطاقها من خلال إعادة تأهيل أكثر من أربعة ملايين مستعمرة مرجانية بحلول عام 2030، ما يؤكِّد التزام هيئة البيئة – أبوظبي بالحفاظ على البيئة البحرية، واستعادة النظم الإيكولوجية. وينسجم المشروع مع رؤية أبوظبي وأهداف مرونة التنوُّع البيولوجي».

أخبار ذات صلة «شرطة أبوظبي» و«هيئة البيئة» تبحثان التعاون في الحوكمة المؤسسية واستمرارية الأعمال أبوظبي أول مركز خبرة إقليمي بمجال «التعليم من أجل التنمية المستدامة» في الخليج

وأضافت سعادتها: «على الرغم من الظروف البيئية القاسية للشعاب المرجانية في الخليج العربي، فإنها قادرة على التكيُّف، وتوفير موائل لمجموعة متنوِّعة من الأنواع البحرية في المنطقة. فهي تتمتَّع بدرجة عالية من المرونة مكَّنتها من التكيُّف والصمود في أشد البحار حرارة، ما يُميِّزها عن الأنواع الأخرى من الشعاب المرجانية في العالم».

وأكَّدت سعادة الدكتورة شيخة الظاهري: أنَّ المشروع، الذي يُعَدُّ من الحلول الطبيعية للتصدي لآثار تغيُّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة في قاع البحر، سيعمل على زيادة المساحة الإجمالية للشعاب المرجانية في الإمارة، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة للحفاظ على هذا النظام البيئي المهم، الذي يمثِّل أكثر موائلنا البحرية تنوُّعاً، وتلتزم الهيئة بمواصلة جهودها لمراقبة الشعاب المرجانية، وإعادة تأهيلها لتعزيز النظم البيئية البحرية في الإمارة، والإسهام في التخفيف من آثار تغيُّر المناخ، ما يدعم أهداف استراتيجية التغيُّر المناخي لإمارة أبوظبي».

وقال أحمد الهاشمي، المدير التنفيذي لقطاع التنوُّع البيولوجي البري والبحري في الهيئة: «نسعى من خلال هذا المشروع إلى زيادة مرونة الشعاب المرجانية في إمارة أبوظبي لمواجهة تغيُّر المناخ عن طريق اختيار أنواع المرجان الأكثر تحمُّلاً للحرارة، والتي نجت من موجات الحرارة المتتالية. وحصاد أجزاء صغيرة منها، ونقلها إلى الحاضنات لمراقبة نموِّها حتى يُعاد نقلها مرة أخرى إلى مناطق الشعاب المرجانية المتدهورة، لتعزيز قدرتها على التكيُّف مع تغيُّر المناخ».

وأضاف الهاشمي: «تُعَدُّ الشعاب المرجانية المستخدَمة في مشروع إعادة التأهيل من أكثر الشعاب المرجانية مرونة في العالم، حيث صمدت في وجه موجات الحر العديدة التي ضربت المنطقة. وللشعاب المرجانية دور رئيسي في مكافحة تغيُّر المناخ، ودعم موائل مخازن الكربون، وتؤدي دوراً رئيسياً أيضاً في دعم التنوُّع البيولوجي، ومن ذلك دعم السلاحف المهدَّدة بالانقراض، التي تعشِّش حول جزر أبوظبي. وتُعَدُّ الشعاب المرجانية أيضاً أساسية لدعم المخزون المحلي للأسماك، حيث تشكِّل موطناً لأنواع الأسماك في مراحل مختلفة من حياتها، ما يساعد على تعزيز مخزونها».

يُذكَر أنَّ إمارة أبوظبي وحدها تضمُّ 34 نوعاً مختلفاً من أنواع المرجان المنتشرة في مناطق عدة على طول ساحل الإمارة، ويشمل ذلك منطقة رأس غناضة، والنوف، والحيل، وبراكة والسعديات، وتنفِّذ الهيئة منذ عام 2005 برنامجاً لرصد حالة الشعاب المرجانية، بإجراء مسح موسمي يتضمَّن جمع البيانات من 15 موقعاً مختلفاً.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الشعاب المرجانية هيئة البيئة الشعاب المرجانیة فی مستعمرة مرجانیة هیئة البیئة ع البیولوجی مرجانیة فی ر المناخ أکثر من

إقرأ أيضاً:

عاجل: 25 ألف ريال غرامة صيد سمكة نابليون.. تعرّف على عملاقة الشعاب المهددة بالانقراض

حذر المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية بشأن المخاطر الوجودية التي تواجه سمكة ”نابليون“، المعروفة محليًا باسم ”الطرباني“، مؤكدًا أنها مصنفة ضمن الكائنات البحرية المهددة بالانقراض والمدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لصون الطبيعة.
وشدد المركز على أن صيد هذه السمكة يُعد محظورًا تمامًا بموجب الأنظمة البيئية في المملكة، وأن المخالفين يعرضون أنفسهم لغرامة مالية كبيرة تصل إلى خمسة وعشرين ألف ريال.
أخبار متعلقة ظاهرة فلكية نادرة.. سماء المملكة والعالم القديم بلا بدر هذا الشهرتربية القطط والكلاب.. تكاليف مرتفعة وتحذيرات طبية من المبالغةوأوضح المركز أن هذه السمكة، التي تنتمي لعائلة ”اللبراداي“ وتُعد من أضخم أسماك الشعاب المرجانية بطول قد يتجاوز المترين، تواجه خطرًا متزايدًا بسبب خصائصها البيولوجية الفريدة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } 25 ألف ريال غرامة صيد سمكة نابليون.. تعرّف على عملاقة الشعاب المهددة بالانقراضكائن فريدوبين أن إلى مرحلة النضج الجنسي يستغرق خمس سنوات على الأقل، وهو ما يجعل معدل تكاثرها بطيئًا جدًا ويجعلها أكثر حساسية تجاه الصيد الجائر مقارنة بالكائنات البحرية الأخرى التي تتكاثر في عمر مبكر.
وتتميز سمكة نابليون ببروز لافت في مقدمة رأسها يزداد حجمًا مع تقدمها في العمر، بالإضافة إلى قدرتها على تغيير لونها وجنسها خلال دورة حياتها، ما يجعلها كائنًا فريدًا ومؤشرًا حيويًا على صحة النظم البيئية البحرية.
وأشار المركز إلى أن القدرة الإنجابية المحدودة للإناث، والتي ترتبط بوجود الذكور، تعني أن أي نقص في أعدادها يشكل تهديدًا مباشرًا لتوازن الشعاب المرجانية التي تعيش فيها.
وفي هذا السياق، دعا المركز إلى ضرورة رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية حماية هذه الكائنات البحرية النادرة، وطالب بالتعاون التام مع الجهات المختصة عبر الإبلاغ عن أي أنشطة صيد غير مشروعة تستهدفها، وذلك للحفاظ على التنوع البيولوجي في مياه المملكة.

مقالات مشابهة

  • وزير البيئة الليبي لـعربي21: وضع بلادنا كارثي بيئيا.. ونكافح التلوث بأيادٍ فارغة (فيديو)
  • الشعاب الأحفورية.. الجزائر تكسر الاحتكار الأوروبي باكتشاف مدهش
  • الحاجز المرجاني العظيم يسجل أكبر خسارة منذ عقود
  • بحث إعادة تأهيل الطرق والجسور المتضررة بغرب كردفان
  • رئاسة الوزراء تعتمد إجراءات جديدة لاستكمال مشروع تأهيل ميناء الاصطياد
  • إنجاز المرحلة الأولى من إعادة تأهيل طريق معان–أذرح–جامعة الحسين بن طلال
  • عاجل: 25 ألف ريال غرامة صيد سمكة نابليون.. تعرّف على عملاقة الشعاب المهددة بالانقراض
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: هذا المؤتمر خرق للاستحقاقات التي باشرت الحكومة السورية في تنفيذها بما في ذلك تشكيل هيئة العدالة الانتقالية وبدء أعمالها، ومسار الحوار الوطني الذي أطلقته الحكومة السورية في شباط الماضي والمستمر حتى إيصال البلاد إ
  • زيادة مقلقة في ابيضاض الشعاب المرجانية بجنوب البحر الأحمر.. إيه الحكاية؟
  • وزير الطاقة السوري: سأزور العراق لبحث تأهيل خط نفط كركوك–بانياس