تجار الدم وفوبيا السلام: من يرفض نهاية الحرب؟”
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
مصباح أحمد محمد
[email protected]
منذ اندلاع حرب 15 أبريل، ورغم الدعوات الصادقة من القوى المدنية والمبادرات الدولية الجادة لإيقاف إطلاق النار (جدة – المنامة) والسعي نحو حل سياسي سلمي، ظل دعاة الحرب – أو كما يُطلق عليهم “البلابسة” – يرفعون شعارات الرفض ويصرّون على التمترس خلف الخيارات العسكرية. يفعلون ذلك عن سابق إدراك، لأنهم يعلمون تمامًا أن أي تسوية سياسية لن تحقق مصالحهم الضيقة، التي أشعلوا الحرب لحمايتها وتوسيعها.
هؤلاء يمكن تصنيفهم إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
القسم الأول: متطرفو النظام البائد
وهم من يرون في الحرب فرصة ذهبية للعودة إلى السلطة عبر تصفية الثورة وإقصاء كل القوى الثورية، من أجل إحياء مشروعهم الإجرامي الذي دمّر الدولة وأفسد المجتمع. سنوات حكمهم لم تكن سوى حقبة من الفساد المنظم، وتدمير لمؤسسات الدولة، وصناعة الميليشيات الموازية لإضعاف الجيش، ونشر الكراهية بين مكونات الوطن. يحمل هؤلاء ثأرًا دفينًا ضد ثورة ديسمبر المجيدة، ولا يكترثون لمصير الوطن، حتى وإن كان الثمن هو تقسيم البلاد وانهيارها.
القسم الثاني: تجار الحروب
وهم الذين ازدهرت مصالحهم في أجواء الفوضى والدمار. رأوا في الحرب فرصة نادرة للثراء الفاحش عبر تجارة السلاح والارتزاق والفساد، دون أدنى اعتبار لآلاف الأرواح التي أزهقت، أو الممتلكات التي دُمرت، أو ملايين المواطنين الذين شُردوا وتفاقمت معاناتهم. المال هو بوصلتهم، والحرب هي سوقهم المفتوح.
القسم الثالث: مواطنون متضررون ومكلومون
هؤلاء عانوا من الانتهاكات، خاصة من قوات الدعم السريع، وغضبهم مبرّر ومفهوم. لكن الغضب، مهما كان عميقًا، لا يجب أن يتحوّل إلى وقود لاستمرار الحرب، بل يجب أن يُوجّه نحو مسارات العدالة والمحاسبة ضمن تسوية سياسية شاملة.
وفي كل مرة تبدي فيها القوات المسلحة استعدادًا للتفاوض، ينشط دعاة الحرب – خاصة فلول النظام البائد وميليشياته – لإفشال أي فرصة للسلام، ملوحين بالابتزاز والتهديد. رغم ذلك، فإن غالبية الشعب السوداني تقف مع السلام، ومع بناء جيش وطني موحد، وإنهاء وجود الميليشيات، والعبور إلى دولة مدنية تحفظ كرامة الجميع.
إن المسؤولية الوطنية والتاريخية تقع على عاتق قيادة القوات المسلحة، التي يجب أن تتجاوز ضغوط المزايدين، وتمضي بشجاعة نحو تسوية توقف شلال الدم، وتحمي ما تبقى من الوطن. كما أن قيادة الدعم السريع مطالبة بتحمّل مسؤولياتها، ووقف الانتهاكات والجرائم ، والانخراط الجاد في مسار الحل السياسي.
كما يقع على عاتق القوى السياسية والمدنية والمجتمعية واجب لا يقل أهمية: أن تتجاوز خلافاتها، وتتوحد خلف خيار السلام، وتعمل على تهيئة مناخ حوار وطني شامل، يطرح حلولًا حقيقية لأزمات البلاد، ويؤسس لسودان جديد يقوم على العدالة، والحرية، والمساواة، والديمقراطية.
إذا التف حول الحق قومٌ فإنه
يُصرمُ أحداثَ الزمان ويُبرِمُ
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: مصباح أحمد محمد
إقرأ أيضاً:
بعد نهاية حرب إسرائيل وإيران.. ما “إنجازات” كل طرف؟
#سواليف
كشفت إذاعة #الجيش_الإسرائيلي، الثلاثاء، حصيلة المواجهة التي دارت بين #إسرائيل و #إيران بالأرقام، بما يشمل أعداد القتلى من الجانبين، ونتائج العمليات الهجومية والدفاعية لكلا الطرفين.
وشملت المعارك إطلاق مئات #الصواريخ_الباليستية والطائرات المسيرة من إيران، مقابل غارات جوية وعمليات نوعية نفذتها إسرائيل.
الإنجازات الإيرانية
مقالات ذات صلة الأربعاء .. ارتفاع على الحرارة 2025/06/25وفقا لإذاعة الجيش الإسرائيلي، فإن أبرز الإنجازات الإيرانية كالتالي:
إطلاق ما بين 500 إلى 550 صاروخا باليستيا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية. إطلاق أكثر من 1000 طائرة مسيرة تجاه إسرائيل. 28 قتيلا إسرائيليا (27 مدنيا وجنديا واحدا) ومئات الجرحى نتيجة سقوط الصواريخ على مناطق داخل إسرائيل إسقاط طائرتي استطلاع تابعتين لسلاح الجو الإسرائيلي بواسطة أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية. إصابة مواقع حساسة داخل إسرائيل، منها: منشآت بازان في حيفا ومعهد وايزمان في رحوفوت. عشرات المواقع المدمرة في العمق الإسرائيلي وأضرار جسيمة لحقت بمئات المنازل. مئات العائلات أصبحت بلا مأوى بعد إصابات مباشرة لمنازلهم.الإنجازات الإسرائيلية
أما الإنجازات الإسرائيلية وفقا للإذاعة نفسها، فهي:
استهداف ثلاث منشآت نووية رئيسية: نطنز، وفوردو، وأصفهان، حيث تشير التقديرات الأولية إلى أضرار كبيرة في كل منشأة، لكن لم يحسم بعد ما إذا تم تدمير مخزونات اليورانيوم المخصب. ضرب عشرات المواقع الإضافية المرتبطة بالبرنامج النووي، بما فيها مقر القيادة النووية في طهران ومنشآت إنتاج أجهزة الطرد المركزي. تصفية 15 عالما نوويا إيرانيا رفيعي المستوى، من ضمنهم أعضاء في ما تعرف بــ”مجموعة السلاح”. تصفية 4 من كبار قادة القوات المسلحة الإيرانية، من ضمنهم قائد الحرس الثوري وقائد هيئة الأركان وقائد غرفة الطوارئ وخليفته. اغتيال قائد سلاح الجو والفضاء في الحرس الثوري، إضافة إلى كامل قيادة سلاح الجو. تصفية قياديين في قوة القدس هما عزّادي، وشهرياري. قتل المئات من عناصر الباسيج والحرس الثوري في سلسلة غارات متفرقة. تدمير ما بين 800 إلى 1000 صاروخ قبل إطلاقها بواسطة سلاح الجو الإسرائيلي، ويُقدر أن ما تبقى لدى إيران يتراوح بين 1000 إلى 1500 صاروخ، أي أقل من نصف الترسانة الأصلية. تدمير نحو 65 بالمئة من منصات إطلاق الصواريخ. وفقا لمسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي تم تدمير أكثر من 80 بالمئة من قدرات الدفاع الجوي الإيراني.-تم تدمير أكثر من 80 بطارية صواريخ أرض-جو تابعة لإيران.
نسب اعتراض دفاع جوي تراوحت بين 80-90 بالمئة، فمن بين الصواريخ التي أُطلقت، أصابت نحو 50-60 صاروخا العمق الإسرائيلي، وأدت 8 منها إلى قتلى. شل قدرات الإطلاق الإيرانية في غرب إيران، وتحولها إلى وسط وشرق البلاد فقط. اعتراض 99.99 بالمئة من الطائرات المسيّرة الإيرانية، حيث اخترقت واحدة فقط الأجواء وأصابت منزلا في بيت شان من دون وقوع إصابات. انضمام الولايات المتحدة للمعركة دفاعيا، ومشاركتها الهجومية عبر استهداف منشآت نووية إيرانية وخاصة منشأة فوردو تحت الأرض. امتناع وكلاء إيران في الشرق الأوسط عن الانضمام للمعركة رغم سنوات من التحضير، فحزب الله لم يطلق أي صاروخ، الفصائل المسلحة في العراق لم تشارك، والحوثيون أطلقوا صاروخين باليستيين خلال 12 يوما، رغم استهدافهم إسرائيل لأسابيع قبل بدء الحملة.