وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" أن أغنى 10% من سكان العالم مسؤولون عن ثلثي الاحتباس الحراري المُلاحظ منذ عام 1990، وما ينتج عنه من زيادات في الظواهر المناخية المتطرفة، مثل موجات الحر والجفاف.

وإلى جانب ذلك، وجدت الدراسة أن أغنى 1% من أغنى الأفراد عالميًا ساهموا بما يعادل 26 ضعفا للمتوسط ​​العالمي في زيادات الظواهر المناخية المتطرفة شهريا.

ويعني ذلك أن تغير المناخ ليس مجرد أمر يتعلق بالحكومات، بل يُمكننا ربطه مباشرة بأسلوب حياة الناس وخياراتهم الاستثمارية، والتي هي بدورها مرتبطة بالثروة.

وبحسب الدراسة، فإن هذه الآثار المناخية المتطرفة تزداد حدة في المناطق الاستوائية المعرضة للخطر، مثل الأمازون وجنوب شرق آسيا وجنوب أفريقيا، وهي جميعها مناطق كانت تاريخيًا الأقل مساهمة في الانبعاثات العالمية.

وقد توصل العلماء لتلك النتائج باستخدام نموذج حسابي يجمع بين البيانات الاقتصادية ومحاكاة المناخ، يتمكن من خلاله الباحثون من تتبع الانبعاثات من مختلف فئات الدخل العالمية وتقييم إسهاماتها في ظواهر مناخية متطرفة مُحددة.

ويتمتع الأثرياء بأنماط حياة أكثر ازدهارًا، وكل ما يستخدمونه أو يشترونه يُنتج انبعاثات كربونية (بيكسابي) طبيعة الاستثمار

وفي هذا السياق، تؤكد الدراسة على أهمية الانبعاثات المضمنة في الاستثمارات المالية، بدلًا من مجرد الاستهلاك الشخصي، ويجادل المؤلفون بأنه بناء على ذلك، يمكن لمراقبة التدفقات المالية ومحافظ الأفراد ذوي الدخل المرتفع أن تحقق فوائد مناخية كبيرة.

إعلان

يتمتع الأثرياء بأنماط حياة أكثر ازدهارًا، وكل ما يستخدمونه أو يشترونه يُنتج انبعاثات كربونية، فمثلا تُصدر رحلة على طائرة خاصة كمية من ثاني أكسيد الكربون للشخص الواحد تفوق مئات المرات كمية ثاني أكسيد الكربون التي تُصدرها الطائرات التجارية.

أما المنازل الكبيرة فتستهلك طاقة أكبر للتدفئة والتبريد والإضاءة والمسابح، إلخ، والسيارات الفاخرة غالبًا ما تكون أكبر حجمًا وأثقل وزنًا وأقل كفاءة في استهلاك الوقود، هذا ولم نتحدث بعد عن اليخوت التي تُصدر كميات هائلة من الانبعاثات الناتجة عن الوقود.

في هذا السياق، يمكن أن تُعادل الانبعاثات السنوية لملياردير واحد من الطائرات الخاصة وحدها انبعاثات آلاف الأشخاص من ذوي الدخل المحدود طوال حياتهم.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن الأمر لا يقف عند الاستهلاك الشخصي، بل يمتد إلى ما هو أعمق، حيث يميل أغنياء العالم إلى شراء أسهم شركات النفط والغاز والمشاركة في صناديق الاستثمار المرتبطة بتعدين الفحم أو الطيران ومشاريع التطوير العقاري التي تُدمر الغابات أو الأراضي الرطبة.

وبحسب الدراسة، فهذه الانبعاثات غير المباشرة هائلة، ولا يحتاج الشخص حتى إلى لمس النفط أو الفحم مباشرةً، فأمواله هي التي تُسبب الضرر.

كما أن العديد من الأثرياء هم مالكون أو رؤساء تنفيذيون أو مساهمون رئيسيون في شركات تُدير مصانع، أو تحرق الوقود الأحفوري، أو تُزيل الغابات، وباختصار فهذه الشركات تُركز على الربح أكثر من الاستدامة، بل وتُؤخر أو تُعارض اللوائح المناخية لتجنب التكاليف.

يسهم هؤلاء في زيادات الظواهر المناخية المتطرفة شهريا بما في ذلك موجات الحر والجفاف (شترستوك) أدوات سياسية

ويشير المؤلفون إلى أن نتائجهم يمكن أن تُحفز أدوات سياسية تستهدف النخب المجتمعية، مشيرين إلى أن مثل هذه السياسات يمكن أن تعزز أيضًا القبول الاجتماعي للعمل المناخي.

إعلان

ويوضح الباحثون أن إجبار الأفراد الأثرياء الملوِّثين على دفع ثمن التلوث يمكن أن يساعد أيضًا في توفير الدعم الضروري للتكيف مع الخسائر والأضرار في البلدان المعرضة للخطر.

ويخلص الباحثون إلى أن إعادة التوازن في مسؤولية العمل المناخي بما يتماشى مع أثر الانبعاثات الفعلية أمرٌ أساسي، ليس فقط لإبطاء الاحتباس الحراري، بل أيضًا لتحقيق عالم أكثر عدلًا ومرونة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المناخیة المتطرفة یمکن أن إلى أن التی ت

إقرأ أيضاً:

تعرف على مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية فى دلتا النيل


ترأس  الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط،و الدكتور هشام الهلباوى مساعد وزير التنمية المحلية للمشروعات القومية ، اجتماعًا لمتابعة مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخي فى الساحل الشمالي ودلتا النيل، جاء بحضور المهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط و  غيمار ديب نائب الممثل المقيم ، نادين النشار أخصائية السياسة والشراكات ووالدكتور محمد بيومى مساعد الممثل المقيم ومدير برامج تغير المناخ والطاقة والدكتور سيد البدرى مدير مكون تحسين الخدمات بوزارة التنمية المحلية و الدكتور إيهاب الحميدى مستشار مساعد وزير التنمية المحلية لشئون البيئة، والمهندسة جميلة عربى المدير العام لحماية الشواطئ بشرق الدلتا وسيناء و المهندس محمد عادل هيئة حماية الشواطئ والمهندس محمد الدالى مدير إدارة شئون البيئة

هذا وقد شهد الاجتماع استعراض ما تم تنفيذه بالمشروع الذى يتم تنفيذه بمصر بتمويل من صندوق المناخ الأخضر كمنحة تقدر بحوالى ٣١ مليون دولار بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والرى ، حيث تم تنفيذ حمايات للمنطقة الساحلية بالمحافظة بمدينة دمياط الجديدة بطول ١١ كم ، باستخدام تقنيات صديقة للبيئة لإنشاء حماية كممشى سياحى وكمثال للحلول الطبيعية المستدامة  ، حيث حقق هذا النموذج نجاح كبير على مستوى العالم ، كأحد الحلول المهمة والناجحة للتكيف مع التغيرات المناخية،  كما تم استعراض جهود المحافظة وهيئة حماية الشواطئ فى التعامل مع الملف باعتبار دمياط من المحافظات الساحلية وذلك للحد من الآثار السلبية الناتجة عن التغيرات المناخية وارتفاع منسوب سطح البحر ،بما يتواكب مع الاستراتيجية الوطنية رؤية مصر ٢٠٣٠ ، كما تم استعراض رؤية مشروع ميناء الصيد

هذا وقد ناقش المحافظ ومساعد الوزير خطة الإدارة المتكاملة للموارد الساحلية من حيث دراسات التأثير والإطار المؤسسى وكذا نظام الرصد ، وأيضًا الخطة القومية مع التغيرات المناخية بالتعاون مع وزارة البيئة وتصميم نظام الانذار المبكر ، و بحثا أيضًا آليات إعداد خطة عاجلة للحد من مخاطر الكوارث المناخية ، ورفع الوعى وجاهزية المجتمع لتنفيذ الخطة.

وأكد " الدكتور أيمن الشهابى " عن اعتزاز المحافظة بتلك الشراكات ، واختيار دمياط لتنفيذ تلك الخطة ، وأيضًا إطلاق خطط تدريبية للعاملين بالقطاعات المختلفة، بالتعاون مع UNDP والوزارة وتنفيذ مركز تدريبى للتنمية المحلية على مستوى الدلتا بدمياط ، علاوة على بدء وضع مخططات  للتنمية الاقتصادية

طباعة شارك دمياط محافظ دمياط دلتا النيل

مقالات مشابهة

  • التضاريس والظروف المناخية تعوقان جهود مكافحة حرائق الغابات في سوريا
  • الدفاع المدني يحذر من الحالة المناخية في 4 مناطق ويدعو إلى توخي الحذر
  • اتحاد النقل الجوي الدولي: الولايات المتحدة أكبر سوق للطيران في العالم وآسيا تضم أكثر المسارات ازدحاماً
  • اجتماع عراقي تركي في جنيف لبحث إدارة المياه والتغير المناخي
  • 27 دولة في العالم تعلن : معاناة غزة وصلت إلى مستويات لا يمكن تصورها
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في رعاية أكثر فعالية في الطوارئ
  • «الدفاع المدني» تحذر من الحالة المناخية في 4 مناطق
  • العطش يضرب الأنبار بسبب التقلبات المناخية والإدارة المتعثرة للأزمة
  • محمد كركوتي يكتب: ديون الأثرياء
  • تعرف على مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية فى دلتا النيل