أغنياء العالم تسببوا في ثلثي التغير المناخي حول الكوكب كله
تاريخ النشر: 12th, May 2025 GMT
وجدت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج" أن أغنى 10% من سكان العالم مسؤولون عن ثلثي الاحتباس الحراري المُلاحظ منذ عام 1990، وما ينتج عنه من زيادات في الظواهر المناخية المتطرفة، مثل موجات الحر والجفاف.
وإلى جانب ذلك، وجدت الدراسة أن أغنى 1% من أغنى الأفراد عالميًا ساهموا بما يعادل 26 ضعفا للمتوسط العالمي في زيادات الظواهر المناخية المتطرفة شهريا.
ويعني ذلك أن تغير المناخ ليس مجرد أمر يتعلق بالحكومات، بل يُمكننا ربطه مباشرة بأسلوب حياة الناس وخياراتهم الاستثمارية، والتي هي بدورها مرتبطة بالثروة.
وبحسب الدراسة، فإن هذه الآثار المناخية المتطرفة تزداد حدة في المناطق الاستوائية المعرضة للخطر، مثل الأمازون وجنوب شرق آسيا وجنوب أفريقيا، وهي جميعها مناطق كانت تاريخيًا الأقل مساهمة في الانبعاثات العالمية.
وقد توصل العلماء لتلك النتائج باستخدام نموذج حسابي يجمع بين البيانات الاقتصادية ومحاكاة المناخ، يتمكن من خلاله الباحثون من تتبع الانبعاثات من مختلف فئات الدخل العالمية وتقييم إسهاماتها في ظواهر مناخية متطرفة مُحددة.
وفي هذا السياق، تؤكد الدراسة على أهمية الانبعاثات المضمنة في الاستثمارات المالية، بدلًا من مجرد الاستهلاك الشخصي، ويجادل المؤلفون بأنه بناء على ذلك، يمكن لمراقبة التدفقات المالية ومحافظ الأفراد ذوي الدخل المرتفع أن تحقق فوائد مناخية كبيرة.
إعلانيتمتع الأثرياء بأنماط حياة أكثر ازدهارًا، وكل ما يستخدمونه أو يشترونه يُنتج انبعاثات كربونية، فمثلا تُصدر رحلة على طائرة خاصة كمية من ثاني أكسيد الكربون للشخص الواحد تفوق مئات المرات كمية ثاني أكسيد الكربون التي تُصدرها الطائرات التجارية.
أما المنازل الكبيرة فتستهلك طاقة أكبر للتدفئة والتبريد والإضاءة والمسابح، إلخ، والسيارات الفاخرة غالبًا ما تكون أكبر حجمًا وأثقل وزنًا وأقل كفاءة في استهلاك الوقود، هذا ولم نتحدث بعد عن اليخوت التي تُصدر كميات هائلة من الانبعاثات الناتجة عن الوقود.
في هذا السياق، يمكن أن تُعادل الانبعاثات السنوية لملياردير واحد من الطائرات الخاصة وحدها انبعاثات آلاف الأشخاص من ذوي الدخل المحدود طوال حياتهم.
بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن الأمر لا يقف عند الاستهلاك الشخصي، بل يمتد إلى ما هو أعمق، حيث يميل أغنياء العالم إلى شراء أسهم شركات النفط والغاز والمشاركة في صناديق الاستثمار المرتبطة بتعدين الفحم أو الطيران ومشاريع التطوير العقاري التي تُدمر الغابات أو الأراضي الرطبة.
وبحسب الدراسة، فهذه الانبعاثات غير المباشرة هائلة، ولا يحتاج الشخص حتى إلى لمس النفط أو الفحم مباشرةً، فأمواله هي التي تُسبب الضرر.
كما أن العديد من الأثرياء هم مالكون أو رؤساء تنفيذيون أو مساهمون رئيسيون في شركات تُدير مصانع، أو تحرق الوقود الأحفوري، أو تُزيل الغابات، وباختصار فهذه الشركات تُركز على الربح أكثر من الاستدامة، بل وتُؤخر أو تُعارض اللوائح المناخية لتجنب التكاليف.
ويشير المؤلفون إلى أن نتائجهم يمكن أن تُحفز أدوات سياسية تستهدف النخب المجتمعية، مشيرين إلى أن مثل هذه السياسات يمكن أن تعزز أيضًا القبول الاجتماعي للعمل المناخي.
إعلانويوضح الباحثون أن إجبار الأفراد الأثرياء الملوِّثين على دفع ثمن التلوث يمكن أن يساعد أيضًا في توفير الدعم الضروري للتكيف مع الخسائر والأضرار في البلدان المعرضة للخطر.
ويخلص الباحثون إلى أن إعادة التوازن في مسؤولية العمل المناخي بما يتماشى مع أثر الانبعاثات الفعلية أمرٌ أساسي، ليس فقط لإبطاء الاحتباس الحراري، بل أيضًا لتحقيق عالم أكثر عدلًا ومرونة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المناخیة المتطرفة یمکن أن إلى أن التی ت
إقرأ أيضاً:
القومي للمرأة: 600 ألف سيدة شاركت في مبادرات التوعية المناخية
شاركت مارى لوى عضوة المجلس القومى للمرأة في اجتماع المجموعة التوجيهية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، وذلك من خلال جلسة بعنوان: التحول الأخضر والتحولات العالمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأكدت مارى لوى، أن مصر تُولي اهتمامًا كبيرًا بالنهج المُراعي لتمكين المرأة في تحوّلها نحو الاقتصاد الأخضر، منوهة بأن أكثر من 600 ألف سيدة شاركت في مبادرات التوعية المناخية، كما تم إطلاق مبادرة "وجهات نظر عالمية حول المرأة والبيئة وتغير المناخ"، ومبادرة "المرأة الأفريقية والتكيف مع تغير المناخ" (AWCAP) لتعزيز التعاون بين الدول الأفريقية الأعضاء في مجال حماية المرأة من تغير المناخ.
وأوضحت أن مبادرة "المشروعات الخضراء الذكية" تُسلّط الضوء على القيادة النسائية، حيث قدّمت النساء 47% من المشاريع الفائزة في الجولة الأولى، و44% في الجولة الثانية، ومعسكرات بيئية وحملات لتشجيع الاستثمار والتدريب للنساء، كما ناقشت الختم المصري للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وتمثيل المرأة في البرلمان والادوار القيادية.
كما أشارت الى مرصد المرأة المصرية الذى تأسس عام ٢٠١٧ للإشراف على تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية ٢٠٣٠، التى أطلقها المجلس القومي للمرأة وأقرها رئيس الجمهورية، ويعمل هذا المرصد كجهة مستقلة لتحقيق عدة أهداف منها رصد وتقييم قيم المؤشرات المتعلقة بوضع المرأة المصرية، إصدار تقارير ودراسات دورية حول وضع المرأة.