شبكة اخبار العراق:
2025-12-12@22:03:08 GMT

تلميع الصورة بالبلطجة

تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT

تلميع الصورة بالبلطجة

آخر تحديث: 13 ماي 2025 - 10:14 ص بقلم:سمير عادل سمعنا من قبل عن نظرية “السلام بالقوة” التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حال تنصيبه في ولايته الثانية، كأحد عناوين البلطجة الجديدة في السياسة العالمية. واليوم، نسمع عن محاولة تجميل صورة الحكومة العراقية بالقوة أيضًا. فقد أصدرت وزارة الداخلية العراقية قرارًا يقضي بمنع التظاهرات خلال فترة انعقاد “القمة العربية”، بذريعة الحفاظ على الأمن والنظام العام.

ويُعد هذا القرار، في ظاهره، انتهاكًا صارخًا لحق المواطنين في التعبير والتظاهر السلمي، لكنه في جوهره يعكس عمق الأزمة السياسية والاجتماعية البنيوية، ليس على مستوى الحكومة العراقية فحسب، بل على مستوى النظام السياسي القائم بأكمله. ويبدو أن الحكومة العراقية ما تزال تعيش في عقود القرن الماضي، حيث تعتقد ما زال بالإمكان؛ التعتيم الإعلامي، طمس الحقائق، تزييف الواقع، وتضليل الرأي العام المحلي والدولي بشأن ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكذلك حال الحريات وحقوق الإنسان في المجتمع العراقي. وحيث تتوهّم حكومة السوداني أن حجب الحقيقة يمكن أن يجمّل صورة العراق أمام الراي العام الإقليمي والدولي. ان القرار السياسي الذي يقف خلف منع التظاهرات خلال انعقاد القمة العربية، يكشف عن محاولة واضحة لتسويق صورة السوداني وحكومته أمام جامعة الدول العربية، على أمل أن يحظى بدعمها السياسي واعترافها واعضائها بأي حكومة يسعى إلى تشكيلها بعد الانتخابات. كما يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق مكاسب انتخابية داخلية، عبر إظهار نفسه كقائد يحظى بقبول إقليمي، وإلى كسب ثقة الشركات الرأسمالية وتشجيعها على الاستثمار في العراق، رغم الواقع المضطرب الذي تحاول حكومته تغطيته بستار من الإنكار الإعلامي والبهرجة السياسية. وكما حدث في تجارب الأنظمة العسكرية التي جاءت إلى السلطة عبر الانقلابات خلال النصف الثاني من القرن الماضي، في ما يُعرف بدول “المخروط الجنوبي” أو بلدان أمريكا اللاتينية، فقد شهدنا على سبيل المثال، وليس الحصر، تنظيم كأس العالم في الأرجنتين عام ١٩٧٨، في وقت كانت البلاد تخضع لحكم عسكري جاء بانقلاب دموي، تخلله تنفيذ سلسلة من الإعدامات والاعتقالات ضد المعارضين اليساريين واختفى قسرًا أكثر من 30,000 شخص، معظمهم من النشطاء اليساريين أو المعارضين السياسيين، وجرى تعذيب واحتجاز آلاف المعتقلين في مراكز سرية، وفرضت رقابة مشددة على الإعلام والمجتمع المدني. كان تنظيم كأس العالم، بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية آنذاك، جزءًا من محاولة مدروسة لتعزيز النزعة القومية في الأرجنتين عبر كرة القدم من جهة، ومن جهة أخرى لتجميل صورة النظام العسكري القمعي أمام العالم، وإعادة تأهيله سياسيًا، بعد أن شوهته جرائمه وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان. وقد أنفقت الحكومة مبالغ ضخمة على البنية التحتية والمنشآت، في حين كانت البلاد غارقة في القمع والفقر والاختفاءات، مثلما يحدث اليوم بالإعداد لمؤتمر القمة العربية في بغداد. – انظر- عقيدة الصدمة-نعومي كلاين- قد يتساءل البعض: ألا تبالي حكومة السوداني بصورة “الديمقراطية” في العراق، أو بصورة حكومته أمام العالم، عندما تتخذ مثل هذه القرارات القمعية؟ والجواب لا يحتاج إلى كثير من الجهد؛ فـ “الديمقراطية”، إذا ما عُرِّفت بمفهومها الغربي، لا تعني شيئًا لا لحكومة السوداني، ولا لجامعة الدول العربية وأعضائها، ولا حتى للشركات الرأسمالية وممثليها السياسيين في العالم. ما يهم هذه الأطراف حقًا هو وجود حكومة قادرة على السيطرة على الأوضاع السياسية بـ”الحديد والنار”، وتوفير بيئة آمنة وجذابة للاستثمار الرأسمالي في منطقتنا. ومتى ما تحققت هذه الشروط، يُمنح لتلك الحكومة الدعم الإعلامي والسياسي، بل وحتى المالي، بلا تردّد. إن مكانة العراق في التقسيم العالمي للإنتاج الرأسمالي تتركّز في صناعة النفط، وعلى هوامش هذه الصناعة قد تُقام بعض المشاريع أو الصناعات التي تكمّل هذا الدور، لكنها في جوهرها تصب في خدمة سلسلة الإنتاج الرأسمالي العالمي، وتذهب الغالبية العظمى من أرباحها إلى جيوب الشركات الرأسمالية العابرة للقارات، الدول الإمبريالية التي تهيمن على الاقتصاد العالمي. أما الحصة التي تُمنح لتابعييها في العراق، والتي تمثّلها فعليًا حكومة السوداني وأطراف العملية السياسية، فلا يهم من أين تأتي أو كيف تُوزع. أي بعبارة أخرى، لا يكون لهذه الشركات من وسيلة لضمان استمرار أرباحها سوى عبر فرض شروط عمل قاسية على العمال، وتكريس مناخ من قمع الحريات، بهدف منع أي مطالب بالعدالة الاجتماعية أو تحسين مستوى المعيشة، لأن أي تحسّن في رفاهية العمال يعني اقتطاعًا من أرباح تلك الشركات، وهو ما تسعى بكل الوسائل إلى منعه. ولا يمكن مقارنة الوضع في العراق بما هو عليه في الدول الغربية، حيث تشهد تلك البلدان، على سبيل المثال، خلال اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) أو قمم حلف الناتو، تظاهرات واسعة، واعتراضات جماهيرية، واشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة، دون أن يُنظر إليها كتهديد للاستقرار أو مبرر لقمع الحريات. لكن رغم ذلك، لا تُعد هذه التظاهرات تهديدًا حقيقيًا لاستقرار تلك الأنظمة، لأنها تقوم على مؤسسات راسخة ودول ذات هوية سياسية واضحة، وضربت جذورها في المجتمع عبر قرون. ولكن في العراق، فحتى هذه اللحظة، لا توجد “دولة” بالمعنى السياسي والمؤسسي الكامل، ولا هوية سياسية متفق عليها. إن جميع القوانين والقرارات التي تصدر في عهد حكومة السوداني ليست سوى محاولات لحسم مصير الدولة وهويتها السياسية، وهي محاولات لا تزال تتخبط في مهب الريح، بفعل التحولات العميقة التي تضرب منطقة الشرق الأوسط. وبناءً على ذلك، لا حكومة السوداني، ولا الحكومات السابقة أو القادمة، قادرة على تحمل تظاهرات من النوع الذي نشهده في ما يُسمى بالدول الديمقراطية. ولهذا السبب، تسعى هذه الحكومة إلى توجيه ضربات استباقية لأي حركة احتجاجية جماهيرية قد تُحدث هزة إضافية لصورتها المهزوزة أصلًا أمام المجتمع الدولي. إن صوت العاطلين عن العمل، والمحرومين، و الناقمين على منظومة الفساد والمحاصصة والطائفية، لن يُسكت بقرارات أمنية مؤقتة. بل سيظل يرتفع، مهما حاولت السلطة خنقه أو تجاهله، لأن الحق في الحياة الكريمة والعمل والكرامة الإنسانية لا يخضع لمزاج القمم أو حسابات الدعاية الرسمية. ما يحتاجه العراق ليس تلميعًا زائفًا لصورة النظام، بل تغييرًا جذريًا للواقع السياسي والاجتماعي الذي أنتج كل هذا الخراب. ولن يكون ذلك إلا من خلال تمكين الجماهير من التعبير عن نفسها بحرية، وفرض التغيير بإرادتها، لا بخطب المؤتمرات وقرارات المنع. فالف قمة عربية ومؤتمر إقليمي ودولي يقام في العراق او يشارك حكومته فيه، لن يغير من صورة حقيقة النظام السياسي الحاكم في العراق القائم على منظومة الفساد والتضليل والقمع والتمييز بكل اشكاله الديني والطائفي والجنسي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: حکومة السودانی فی العراق التی ت

إقرأ أيضاً:

خلافاً للواقع..السوداني:حقوق الإنسان العراقي لامثيل لها في العالم!!

آخر تحديث: 11 دجنبر 2025 - 10:35 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، امس الأربعاء، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أن دور حكومتنا الإنساني امتد إلى خارج الحدود عبر تقديم مساعدات لغزة ولبنان واستقبال النازحين منهم داخل العراق.وقال السوداني في بيان ، إن “العالم يحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان في العاشر من كانون الأول 2025، بمناسبة الذكرى الـ 77 لإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تلك الوثيقة التي كرست الحقوق غير القابلة للتصرف وجمعتها لتكون أساساً لكل الوثائق الدولية المعنية بحقوق الإنسان“.وأضاف، أن “هذا اليوم هو مناسبة للتضامن الدولي في مواجهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في كل بقاع الأرض، وانطلاقاً من التزام حكومتنا الراسخ بتعزيز منظومة حقوق الإنسان العالمية، وترسيخ مبادئ العدل والكرامة الإنسانية، التي أكدت عليها الأديان السماوية، ونص عليها الدستور العراقي في الباب الثاني (الحقوق والحريات)، نجدد التزامنا بكفالة هذه الحقوق وتعزيز حمايتها والدفاع عنها“.وأشار إلى، أنه “يتزامن احتفالنا بهذه المناسبة مع ذكرى يوم النصر على عصابات داعش الارهابية، وانتهاء سيطرتها على عدد من مدن العراق، بتضافر جهود الشعب العراقي وقواتنا المسلحة بصنوفها وتشكيلاتها كافة“.وتابع: “لقد خطت الحكومة العراقية خطوات مهمة خلال السنوات الماضية لتعزيز وحماية حقوق الإنسان في مجالات مختلفة، ومنها؛ تنظيم انتخابات ناجحة لاختيار اعضاء مجلس النواب ومجالس المحافظات، وتحسين أوضاع السجون، وتوسيع الحماية الاجتماعية، ودعم وتعويض الناجين من الارهاب من جميع المكونات، فضلاً عن تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني“.وأشار إلى، أن “دور حكومتنا الإنساني امتد إلى خارج الحدود عبر تقديم مساعدات عاجلة لأشقائنا الذين اكتووا بنار الحرب الاجرامية التي شنتها قوات الاحتلال على قطاع غزّة ولبنان، واستقبال النازحين منهم داخل العراق، وتقديم الدعم المادي والصحّي لهم، تأكيداً لثوابت العراق في نصرة القضايا العادلة“.وأوضح، أن “اليوم العالمي لحقوق الانسان يمثل رسالة لتجسيد مبادئ هذه الحقوق على أرض الواقع، وتعزيز روح المواطنة، وحماية الكرامة الانسانية، وهي مناسبة تزيدنا اصراراً على تحقيق تطلعات شعبنا الكريم وحفظ كرامة المواطن العراقي في كل مجال أو مكان“.   يذكر ان الشعب العراقي يعاني من الظلم والفقر والبطالة واختطاف وقتل للنشطاء والاعلاميين والكتاب والكفاءات العلمية من حشد الحكومة الإيراني وتكميم الأفواه، وقبل 3 ايام اصدر رئيس السلطة القضائية الولائي فائق زيدان امرا بتحريك الدعاوى ضد كل من ينادي بتحرير العراق من إبران والقضاء على الفساد وارهاب الدولة وغيرها، اي حقوق يتحدث عنها السوداني؟؟؟.

مقالات مشابهة

  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • أشار إلى سقوط صدام وهزيمة داعش.. مبعوث ترامب يوجه رسالة إلى حكومة العراق
  • معهد فلسطين: حكومة الاحتلال تدرك أن عمرها السياسي قصير
  • السفارة الأمريكية: إشراك الفصائل في حكومة العراق الجديدة لا يتوافق مع الشراكة
  • السوداني يوجه بتطبيق قانون حماية المنتجات العراقية
  • خلافاً للواقع..السوداني:حقوق الإنسان العراقي لامثيل لها في العالم!!
  • القضاء الأعلى يوبخ مسؤولًا بعد كتاب عن إسقاط النظام السياسي في العراق
  • السوداني: واهم من يتخيل أن تدينس أرض العراق يمكن أن يمر بلا عقاب
  • قبلان: لم يمر على لبنان حكومة فاشلة وكسلانة ورخيصة مثل هذه الحكومة
  • السوداني يوجه لمعالجة سيول الإمطار