شبكة اخبار العراق:
2025-05-13@13:50:32 GMT

تلميع الصورة بالبلطجة

تاريخ النشر: 13th, May 2025 GMT

تلميع الصورة بالبلطجة

آخر تحديث: 13 ماي 2025 - 10:14 ص بقلم:سمير عادل سمعنا من قبل عن نظرية “السلام بالقوة” التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حال تنصيبه في ولايته الثانية، كأحد عناوين البلطجة الجديدة في السياسة العالمية. واليوم، نسمع عن محاولة تجميل صورة الحكومة العراقية بالقوة أيضًا. فقد أصدرت وزارة الداخلية العراقية قرارًا يقضي بمنع التظاهرات خلال فترة انعقاد “القمة العربية”، بذريعة الحفاظ على الأمن والنظام العام.

ويُعد هذا القرار، في ظاهره، انتهاكًا صارخًا لحق المواطنين في التعبير والتظاهر السلمي، لكنه في جوهره يعكس عمق الأزمة السياسية والاجتماعية البنيوية، ليس على مستوى الحكومة العراقية فحسب، بل على مستوى النظام السياسي القائم بأكمله. ويبدو أن الحكومة العراقية ما تزال تعيش في عقود القرن الماضي، حيث تعتقد ما زال بالإمكان؛ التعتيم الإعلامي، طمس الحقائق، تزييف الواقع، وتضليل الرأي العام المحلي والدولي بشأن ما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكذلك حال الحريات وحقوق الإنسان في المجتمع العراقي. وحيث تتوهّم حكومة السوداني أن حجب الحقيقة يمكن أن يجمّل صورة العراق أمام الراي العام الإقليمي والدولي. ان القرار السياسي الذي يقف خلف منع التظاهرات خلال انعقاد القمة العربية، يكشف عن محاولة واضحة لتسويق صورة السوداني وحكومته أمام جامعة الدول العربية، على أمل أن يحظى بدعمها السياسي واعترافها واعضائها بأي حكومة يسعى إلى تشكيلها بعد الانتخابات. كما يسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحقيق مكاسب انتخابية داخلية، عبر إظهار نفسه كقائد يحظى بقبول إقليمي، وإلى كسب ثقة الشركات الرأسمالية وتشجيعها على الاستثمار في العراق، رغم الواقع المضطرب الذي تحاول حكومته تغطيته بستار من الإنكار الإعلامي والبهرجة السياسية. وكما حدث في تجارب الأنظمة العسكرية التي جاءت إلى السلطة عبر الانقلابات خلال النصف الثاني من القرن الماضي، في ما يُعرف بدول “المخروط الجنوبي” أو بلدان أمريكا اللاتينية، فقد شهدنا على سبيل المثال، وليس الحصر، تنظيم كأس العالم في الأرجنتين عام ١٩٧٨، في وقت كانت البلاد تخضع لحكم عسكري جاء بانقلاب دموي، تخلله تنفيذ سلسلة من الإعدامات والاعتقالات ضد المعارضين اليساريين واختفى قسرًا أكثر من 30,000 شخص، معظمهم من النشطاء اليساريين أو المعارضين السياسيين، وجرى تعذيب واحتجاز آلاف المعتقلين في مراكز سرية، وفرضت رقابة مشددة على الإعلام والمجتمع المدني. كان تنظيم كأس العالم، بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية آنذاك، جزءًا من محاولة مدروسة لتعزيز النزعة القومية في الأرجنتين عبر كرة القدم من جهة، ومن جهة أخرى لتجميل صورة النظام العسكري القمعي أمام العالم، وإعادة تأهيله سياسيًا، بعد أن شوهته جرائمه وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان. وقد أنفقت الحكومة مبالغ ضخمة على البنية التحتية والمنشآت، في حين كانت البلاد غارقة في القمع والفقر والاختفاءات، مثلما يحدث اليوم بالإعداد لمؤتمر القمة العربية في بغداد. – انظر- عقيدة الصدمة-نعومي كلاين- قد يتساءل البعض: ألا تبالي حكومة السوداني بصورة “الديمقراطية” في العراق، أو بصورة حكومته أمام العالم، عندما تتخذ مثل هذه القرارات القمعية؟ والجواب لا يحتاج إلى كثير من الجهد؛ فـ “الديمقراطية”، إذا ما عُرِّفت بمفهومها الغربي، لا تعني شيئًا لا لحكومة السوداني، ولا لجامعة الدول العربية وأعضائها، ولا حتى للشركات الرأسمالية وممثليها السياسيين في العالم. ما يهم هذه الأطراف حقًا هو وجود حكومة قادرة على السيطرة على الأوضاع السياسية بـ”الحديد والنار”، وتوفير بيئة آمنة وجذابة للاستثمار الرأسمالي في منطقتنا. ومتى ما تحققت هذه الشروط، يُمنح لتلك الحكومة الدعم الإعلامي والسياسي، بل وحتى المالي، بلا تردّد. إن مكانة العراق في التقسيم العالمي للإنتاج الرأسمالي تتركّز في صناعة النفط، وعلى هوامش هذه الصناعة قد تُقام بعض المشاريع أو الصناعات التي تكمّل هذا الدور، لكنها في جوهرها تصب في خدمة سلسلة الإنتاج الرأسمالي العالمي، وتذهب الغالبية العظمى من أرباحها إلى جيوب الشركات الرأسمالية العابرة للقارات، الدول الإمبريالية التي تهيمن على الاقتصاد العالمي. أما الحصة التي تُمنح لتابعييها في العراق، والتي تمثّلها فعليًا حكومة السوداني وأطراف العملية السياسية، فلا يهم من أين تأتي أو كيف تُوزع. أي بعبارة أخرى، لا يكون لهذه الشركات من وسيلة لضمان استمرار أرباحها سوى عبر فرض شروط عمل قاسية على العمال، وتكريس مناخ من قمع الحريات، بهدف منع أي مطالب بالعدالة الاجتماعية أو تحسين مستوى المعيشة، لأن أي تحسّن في رفاهية العمال يعني اقتطاعًا من أرباح تلك الشركات، وهو ما تسعى بكل الوسائل إلى منعه. ولا يمكن مقارنة الوضع في العراق بما هو عليه في الدول الغربية، حيث تشهد تلك البلدان، على سبيل المثال، خلال اجتماعات مجموعة الدول الصناعية السبع (G7) أو قمم حلف الناتو، تظاهرات واسعة، واعتراضات جماهيرية، واشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة، دون أن يُنظر إليها كتهديد للاستقرار أو مبرر لقمع الحريات. لكن رغم ذلك، لا تُعد هذه التظاهرات تهديدًا حقيقيًا لاستقرار تلك الأنظمة، لأنها تقوم على مؤسسات راسخة ودول ذات هوية سياسية واضحة، وضربت جذورها في المجتمع عبر قرون. ولكن في العراق، فحتى هذه اللحظة، لا توجد “دولة” بالمعنى السياسي والمؤسسي الكامل، ولا هوية سياسية متفق عليها. إن جميع القوانين والقرارات التي تصدر في عهد حكومة السوداني ليست سوى محاولات لحسم مصير الدولة وهويتها السياسية، وهي محاولات لا تزال تتخبط في مهب الريح، بفعل التحولات العميقة التي تضرب منطقة الشرق الأوسط. وبناءً على ذلك، لا حكومة السوداني، ولا الحكومات السابقة أو القادمة، قادرة على تحمل تظاهرات من النوع الذي نشهده في ما يُسمى بالدول الديمقراطية. ولهذا السبب، تسعى هذه الحكومة إلى توجيه ضربات استباقية لأي حركة احتجاجية جماهيرية قد تُحدث هزة إضافية لصورتها المهزوزة أصلًا أمام المجتمع الدولي. إن صوت العاطلين عن العمل، والمحرومين، و الناقمين على منظومة الفساد والمحاصصة والطائفية، لن يُسكت بقرارات أمنية مؤقتة. بل سيظل يرتفع، مهما حاولت السلطة خنقه أو تجاهله، لأن الحق في الحياة الكريمة والعمل والكرامة الإنسانية لا يخضع لمزاج القمم أو حسابات الدعاية الرسمية. ما يحتاجه العراق ليس تلميعًا زائفًا لصورة النظام، بل تغييرًا جذريًا للواقع السياسي والاجتماعي الذي أنتج كل هذا الخراب. ولن يكون ذلك إلا من خلال تمكين الجماهير من التعبير عن نفسها بحرية، وفرض التغيير بإرادتها، لا بخطب المؤتمرات وقرارات المنع. فالف قمة عربية ومؤتمر إقليمي ودولي يقام في العراق او يشارك حكومته فيه، لن يغير من صورة حقيقة النظام السياسي الحاكم في العراق القائم على منظومة الفساد والتضليل والقمع والتمييز بكل اشكاله الديني والطائفي والجنسي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: حکومة السودانی فی العراق التی ت

إقرأ أيضاً:

الحكومة تبحث تحسين الصورة البصرية والمظهر الجمالي لشوارع مصر الجديدة

كتب- محمد نصار:

عقدت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، اجتماعًا اليوم بحضور الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، والمهندسة منى البطراوي، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، والمهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ومشاركة عدد من الإدارات المعنية بوزارة الداخلية، وقيادات وزارة التنمية المحلية، ورئيس حي مصر الجديدة.

يأتي الاجتماع في إطار متابعة وزيرة التنمية المحلية لنتائج الزيارة المفاجئة التي أجرتها خلال شهر أبريل الماضي لحي مصر الجديدة استجابة لشكاوى المواطنين ورصد عدد من الإشغالات للمحلات والمطاعم والكافيهات والورش غير المرخصة وتكليف وزيرة التنمية المحلية لقطاع التفتيش والرقابة بالمرور اليومي والمتابعة لتلك المنطقة بالتنسيق مع حي مصر الجديدة.

وشهد اللقاء استعراض عدد من المقترحات والأفكار التي أعدها المهندس محمد أبوسعدة، رئيس جهاز لتنسيق الحضاري، والتي تساهم في إعادة الشكل الجمالي والحضاري وتطوير عدد من شوارع حي مصر الجديدة ومن بينها شوارع (الكوربة - بغداد ـ إبراهيم اللقاني - إبراهيم باشا) بما يساعد في القضاء على أي مظاهر سلبية أو عشوائية بسبب الإشغالات الخاصة بالكافيهات والمطاعم والمقاهي والمحال التجارية وإعادة الانضباط في تلك الشوارع بما يساهم في راحة وسلامة المواطنين من السكان المقيمين أو المترددين على تلك المناطق وتسهيل حركة المرور والسيارات للمواطنين.

من جانبها، أشارت الدكتورة منال عوض، إلى حرص الوزارة في الحفاظ على الطراز الحضاري والعمراني والمعماري لمنطقة مصر الجديدة وإعادتها لسابق عهدها وإزالة أي تشوهات لحقت بالمنطقة خلال الفترة الماضية بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضاري والجهات المعنية، بما يساهم في تحسين الصورة البصرية وعودة المظهر الجمالي لها.

وأشار الدكتور إبراهيم صابر، إلى حرص محافظة القاهرة على تحسين جودة حياة المواطنين في جميع أحياء العاصمة والقضاء على أي مظاهر للعشوائية وتحقيق الانضباط في الشارع والتصدي لأي إشغالات تتسبب فيها المقاهي والكافتيريات والمحال التجارية.

وفي ختام الاجتماع، تم الاتفاق على استمرار التواصل والتنسيق بين الوزارة والمحافظة والجهات المعنية المختلفة لدراسة المقترحات والأفكار وعقد اجتماع خلال الأسبوع المقبل لاستعراض ما تم الاتفاق عليه.

اقرأ أيضًا:

ممثل المستأجرين يكشف لمصراوي أبرز النقاط الخلافية في قانون الإيجار القديم

موجة حارة في هذا الموعد ونشاط للرياح.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة

شركة أوراسكوم: أسعار الوحدات السكنية في الجونة ترتفع 15% سنويا

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الحكومة تحسين الصورة البصرية شوارع مصر الجديدة الدكتورة منال عوض

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة وزير الشؤون النيابية: الحكومة تؤمن بأن التعليم هو حجر الأساس لبناء الإنسان أخبار صور| إزالة عقار مخالف بعين شمس وإحالة مسؤولين للنيابة.. والوزيرة: رسالة أخبار الحكومة: تحويل السيارات للغاز الطبيعي يوفر 2270 جنيها شهريا أخبار التنمية المحلية: إزالة 1100 حالة تعدٍ خلال 48 ساعة وإجراءات قانونية ضد أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

الحكومة تبحث تحسين الصورة البصرية والمظهر الجمالي لشوارع مصر الجديدة

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

بعد التراجع الكبير.. هل فقد الذهب بريقه وسيواصل الهبوط الفترة المقبلة؟ حرارة شديدة ورمال وأتربة.. الأرصاد تكشف طقس الساعات المقبلة 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • حكومة السوداني ما زالت تخالف العقوبات الأمريكية على إيران
  • الحكومة تبحث تحسين الصورة البصرية والمظهر الجمالي لشوارع مصر الجديدة
  • نائب إطاري يطالب حكومة السوداني بإخراج القوات التركية بعد حل حزب الـpkk
  • عقيلة صالح: الحكومة الموحدة شرط أساسي لإنهاء الانقسام السياسي في ليبيا
  • حكومة السوداني تقرر تعطيل الدوام قبل وبعد انعقاد قمة بغداد
  • نائب:حكومة السوداني ” غير شرعية”
  • السوداني يؤكد على عمق العلاقات بين العراق وروسيا
  • خور عبد الله: بين الجغرافيا والسيادة والخذلان السياسي
  • حكومة صنعاء تعلن بدء صرف مرتبات موظفيها.. وهذه هي الجهات التي ستصرفها