وشهدت أحياء أبو سليم وصلاح الدين جنوبي العاصمة طرابلس اشتباكات مسلحة عنيفة، فيما وثق الليبيون بعدساتهم مشاهد المواجهات الكثيفة التي خلفت العديد من الضحايا والأضرار، في وقت أعلن فيه مركز طبّ الطوارئ والدعم في المدينة عن انتشال 6 جثث من مواقع الاشتباكات.

وتشير وسائل إعلام محلية إلى أن هذه الاشتباكات اندلعت عقب مقتل عبدالغني الككلي المعروف بـ"غنيوة"، رئيس جهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي، والذي يعتبر أحد قادة أقوى المجموعات المسلحة في طرابلس.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3عودة الهدوء إلى طرابلس بعد اشتباكات أودت بحياة عسكريين منهم ضابط كبيرlist 2 of 3الدبيبة يعلن بسط الأمن في طرابلس عقب اشتباكات مسلحةlist 3 of 3عبد الغني الككلي أول رئيس لجهاز دعم الاستقرار الليبيend of list

ومع اشتداد المواجهات، دعت وزارة الداخلية الليبية المواطنين في طرابلس إلى ضرورة الالتزام بالبقاء في منازلهم حفاظا على سلامتهم، في حين أعلنت وزارة الصحة رفع درجة الاستعداد في جميع المستشفيات والمراكز الطبية لاستقبال الحالات الطارئة.

وفي سياق الإجراءات الاحترازية، أعلنت وزارة التعليم تعليق الدراسة ليوم واحد، بينما قررت جامعة طرابلس تعليق الدراسة حتى إشعار آخر، كما سُجل انقطاع التيار الكهربائي في عدة مناطق بالعاصمة طرابلس جراء الاشتباكات.

وعبّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها العميق تجاه تفاقم الوضع الأمني في طرابلس، ودعت جميع الأطراف إلى وقف الاقتتال فورا واستعادة الهدوء، مذكرة جميع الأطراف بالتزاماتها بحماية المدنيين في جميع الأوقات.

إعلان تساؤل واستنكار

ورصد برنامج شبكات (2025/5/13) جانبا من تفاعلات الليبيين مع تجدد الاشتباكات في عاصمتهم طرابلس، حيث تساءل بشير في تعليقه: "لماذا القتل ليش ما قبضوا عليهم وحبسوهم كان لازم الدم.. ألا يكفي حروب وترويع المواطنين ألم يكن دعم الاستقرار أحد ركائز الدولة؟".

فيما لاحظ سليم في تدوينته أنه، كانت النزاعات متفرقة والتراشق عشوائيا والضحية بينهم مواطن أو جندي عادي أو حي سكني بعيد.. الآن بقدرة قادر، انضمت المجموعات وإخوة السلاح بالأمس الذين لم يتفقوا على شيء بعد 2011.

بينما اعتبر مصطفى أن ما يحدث "خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن ننتظر فرض تطبيق كل القوانين المنظمة للعمل وأن تدار مؤسسات الدولة بكفاءات وذوي الخبرات وبعيدا عن معيار المحاصصة والولاءات وبدون تدخلات وفرض إملاءات إذا أردنا للوطن أن ينهض ويزدهر.. سيادة القانون هو السبيل لتقدم الدول".

وغرد أحمد معلقا "ليبيا اليوم صارت أكبر ساحة مفتوحة لأجهزة مخابرات عالمية.. كل ضربة محسوبة، كل رسالة مدروسة، والتنفيذ بأياد ليبية، لكن الأوامر تجي من برا (الخارج) السياسة في ليبيا لا تدار بالعاطفة بل بالرصاص الصامت والابتسامات السامة".

وفي آخر التطورات، أعلنت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية ليلا سيطرتها على كامل منطقة أبوسليم وانتهاء عمليتها العسكرية بنجاح، دون أي إشارة إلى أسباب هذه الاشتباكات التي هزت العاصمة.

من جانبها، أكدت وزارة الداخلية أن الأوضاع في العاصمة طرابلس آمنة ومستقرة، ودعت المواطنين، وخاصة الموظفين في مؤسسات الدولة، إلى الالتحاق بأعمالهم والمساهمة في عودة الحياة إلى طبيعتها بعد ليلة دامية شهدتها العاصمة الليبية.

13/5/2025

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی طرابلس

إقرأ أيضاً:

عبد الغني الككلي أول رئيس لجهاز دعم الاستقرار الليبي

عبد الغني الككلي، كان قائد مليشيات مسلحة إبان الثورة الليبية، ثم أصبح شخصية مركزية في الجهاز الأمني للبلاد بعد سقوط نظام معمر القذافي. تقلد مناصب أمنية عدة أبرزها رئيس "جهاز دعم الاستقرار"، ومكنته هذه المناصب من نسج شبكات واسعة من النفوذ في طرابلس، اقتحم بفضلها لاحقا عالم الأعمال من بوابة التجارة في النفط.

المولد والنشأة

وُلد عبد الغني بلقاسم خليفة الككلي، ولقبه "غنيوة"، في مدينة بنغازي، انتقل وعائلته في سن مبكرة إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث استقر في حي أبو سليم، أحد أكبر أحياء المدينة.

انقطع عن الدراسة في سن مبكرة، وعمل في مخبز النصر الواقع في منطقة أبو سليم، قبل انخراطه تدريجيا في أنشطة تجارية غير مشروعة.

وبحسب مصادر عدة، تورط الككلي في أنشطة غير قانونية وقضى نحو 14 عاما في السجن عقب إدانته في جريمة قتل، وأفرج عنه بعد أحداث 17 فبراير/شباط 2011.

ثورة فبراير/شباط 2011

برز الككلي أثناء أحداث الثورة الليبية عام 2011، بانضمامه إلى صفوف الثوار ضد نظام "معمر القذافي" في حي أبو سليم، جنوب العاصمة طرابلس، ورغم أنه لم يكن ضابطا في الجيش الليبي، فإنه تمكن من تشكيل مجموعة مسلحة محلية أسهمت في بسط السيطرة على أجزاء واسعة من المدينة، مستفيدا من الفراغ الأمني والسياسي الذي خلّفه سقوط النظام وانهيار الدولة المركزية.

إعلان ما بعد الثورة

أسس الكيكلي "كتيبة أبو سليم"، وهي واحدة من أقوى الكتائب المسلحة في طرابلس، أوكلت لها مهام حفظ الأمن في منطقة أبو سليم ومحيطها.

اضطلعت الكتيبة بدور بارز في فرض النظام على المستوى المحلي ومواجهة الجريمة المنظمة، إلا أنها في المقابل وجهت لها اتهامات بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتقالات التعسفية وسوء معاملة السجناء.

لاحقا، انخرط الككلي في تحالفات مع كتائب أمنية أخرى، كما دخل في صراعات مع مجموعات مسلحة منافسة، وأصبح جزءا من شبكة معقدة من القوى المسلحة المتنازعة على السلطة في طرابلس.

وفي إطار محاولات الدولة الليبية لاحتواء المليشيات ودمجها داخل مؤسساتها الرسمية، تولى الككلي رئاسة جهاز دعم الاستقرار، الذي أنشأته حكومة الوفاق الوطني في 11 يناير/كانون الثاني 2021.

ورغم أن الجهاز تأسس رسميا للعمل تحت سلطة الدولة، فإنه واقعيا حافظ على استقلالية كبيرة، ولم يكن إلا امتدادا لنفوذ "غنيوة" بغطاء رسمي، وفقا لما ذهبت إليه تحليلات عديدة تناولت الوضع الأمني في ليبيا.

علاقته بالحكومة

بدأت العلاقة بينه وبين حكومة الوفاق الليبية بقيادة فايز السراج عام 2021، فحينها تولى الككلي رئاسة جهاز دعم الاستقرار، وهو جهاز شملت صلاحياته حماية المقرات الرسمية وتأمين الشخصيات العامة والمشاركة في العمليات العسكرية.

ونتيجة ولائه للحكومة، تمكن الككلي من توسيع نفوذه خارج طرابلس، وصولا إلى مدينتي غريان جنوب العاصمة وزليتن شرقها، وارتبط اسمه بعدد من الاشتباكات المسلحة غربي البلاد.

لكن نجمه سطع بشكل أكبر بعد وصول عبد الحميد الدبيبة إلى رئاسة حكومة الوحدة الوطنية في مارس/آذار2021، حينها عُقد بين الجانبين تفاهم واضح يسمح للككلي بتثبيت حلفائه في مناصب إستراتيجية، مقابل تقديمه الحماية للعاصمة طرابلس.

ومع مرور الوقت، أصبح اسم الككلي وجهازه حاضرا بقوة في دوائر السلطة بطرابلس، وتدخل مرات عدة في تعيين شخصيات نافذة، مما أثار خلافات حادة مع فصائل مسلحة أخرى كانت تسعى للتموضع في مفاصل الدولة.

إعلان

وتقول تقارير إعلامية إن التفاهم بين الدبيبة والككلي أسهم في تعزيز نفوذ الأخير، ومكنه من بسط سيطرته على هيئة أمن المرافق الحكومية، الجهة الوحيدة المكلفة بالإشراف على النقل الآمن للأموال بين البنوك في طرابلس ومصرف ليبيا المركزي.

مقتله

قُتل عبد الغني الككلي يوم 12 مايو/أيار2025 في تبادل إطلاق نار جنوب العاصمة الليبية طرابلس، إثر تصاعد حدة التوترات الأمنية بين الجماعات المسلحة داخل المدينة وجهاز دعم الاستقرار الذي كان يتولى رئاسته.

وأعلنت وزارة الدفاع التابعة لحكومة الوحدة الوطنية "فرض السيطرة" على كامل منطقة أبو سليم جنوب طرابلس، بعد الاشتباكات الدامية، وأضافت الوزارة في بيان، أن العملية العسكرية في العاصمة انتهت بنجاح بعد السيطرة على منطقة أبو سليم التي تضم المقر الرئيسي وأغلب مقار جهاز الدعم والاستقرار، مؤكدة أن قواتها تواصل العمل لضمان استدامة الأمن والاستقرار في العاصمة.

مقالات مشابهة

  • هدوء حذر في طرابلس بعد اشتباكات دامية
  • عبد الغني الككلي أول رئيس لجهاز دعم الاستقرار الليبي
  • انتشال 6 جثامين من مواقع اشتباكات طرابلس
  • وزارة الدفاع تعلن نجاح العملية العسكرية في طرابلس
  • سلطات امن طرابلس نعلن انتهاء الاشتباكات المسلحة والسيطرة على الأوضاع
  • من التوترات إلى الطوارئ.. إليك الخط الزمني لتطورات أحداث العاصمة
  • ليبيا.. مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار إثر اشتباكات مسلحة في طرابلس
  • بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تحذر: نرصد تحشيدات عسكرية بطرابلس
  • توتر في العاصمة الليبية طرابلس .. أنباء عن مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار غنيوة الككلي