داكا- أعلنت الحكومة البنغلاديشية المؤقتة، برئاسة محمد يونس، حظر جميع أنشطة حزب رابطة عوامي البنغلاديشية والمنظمات التابعة له، الذي تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة، المقيمة حاليا في منفاها بالهند، وذلك بموجب قانون مكافحة الإرهاب.

وجاء إعلان الحظر الرسمي، أمس الاثنين، إذ برَّرت السلطات القرار بارتكاب الحزب "جرائم" ضد الإنسانية، وأكدت أن الحظر سيظل نافذا حتى استكمال محاكمة زعماء الحزب.

وبالتوازي مع هذا الإجراء، ألغت لجنة الانتخابات تسجيل الحزب ومنعته من المشاركة في أي انتخابات مقبلة.

وجاءت الخطوة وسط دعوات متزايدة من الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني إلى حظر رابطة عوامي، الذي يُتّهم "بالحكم الاستبدادي" وارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان خلال فترة توليه السلطة، حسب تقارير المنظمات الحقوقية بما فيها الأمم المتحدة.

جرائم عوامي

وفي خطوة متصلة، كشفت الحكومة المؤقتة عن خطط لتعديل قانون المحاكم المتصلة بالجرائم الدولية، الذي أُقرّ في الأصل خلال عهد حسينة، ليشمل أحكاما تُجيز مقاضاة المنظمات والأحزاب السياسية المرتبطة بجرائم ضد الإنسانية.

وكانت الشيخة حسينة غادرت البلاد إلى الهند في الخامس من أغسطس/آب 2024، طلبا للجوء، عقب اندلاع احتجاجات طلابية واسعة النطاق ضد حكمها، استندت إلى اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان.

إعلان

ويُعد "عوامي" من أقدم الأحزاب السياسية في البلاد، وقد أسسه الشيخ مجيب الرحمن، والد الشيخة حسينة، ومؤسس جمهورية بنغلاديش التي كانت تعرف سابقا باسم "باكستان الشرقية"، قبل أن تستقل عن باكستان عقب حرب دعمَتها فيها الهند عام 1971. وتولى عوامي، بقيادة الشيخة حسينة، حكم بنغلاديش منذ عام 1996 حتى 2001، ومن 2009 حتى أغسطس/آب 2024.

 

من جهته، اتهم الأكاديمي السابق والناشط السياسي البارز في بنغلاديش، أنور محمد، حزب "عوامي" بالتمسك بالسلطة دون إجراء أي انتخابات نزيهة منذ توليه الحكم في 2009.

وقال محمد -في حديثه للجزيرة نت- إن الحزب خلال فترة حكمه الممتدة من دون انتخابات ذات "مصداقية"، واصل منح الامتيازات للشركات الكبرى محليا ودوليا، وانخرط في انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، شملت عمليات "قتل" خارج نطاق القانون، وحالات "اختفاء قسري".

وأضاف أنه بالرغم من أن حظر حزب سياسي ليس أمرا ديمقراطيا، فإن ممارسات رابطة عوامي نفسها هي التي أدت إلى حظر أنشطتها في البلاد، و"أصبح الحزب ضحية لتاريخه المليء بسوء الإدارة، والفساد، ونهب الموارد".

أنشطة الحراك الطلابي في بنغلاديش الذي أطاح بالشيخة حسينة (الجزيرة) حظر للإرهاب

في السياق، رحَّب بقرار الحظر محمد علاء الدين، الأمين العام المشترك لحزب المواطنين الوطني، وهو حزب أسسه قادة طلابيون أسهموا في الإطاحة بالشيخة حسينة، وأكد أنه إجراء "ضروري" لضمان محاكمات حرة ونزيهة، واتهم أعضاء في رابطة عوامي بتهديد الأشخاص الذين رفعوا دعاوى قضائية ضدهم.

وقال علاء الدين للجزيرة نت: "أنا أعارض حظر الأحزاب السياسية بشكل عام، لكن في هذه الحالة، لم تحظر الحكومة حزبا سياسيا، بل حظرت الأنشطة الإرهابية والإبادة الجماعية التي ترتكبها منظمة إرهابية".

واستشهد بأدلة تدعم ادعاءاته، منها مقتل أكثر من ألفي شخص خلال احتجاجات العام الماضي، وعمليات إعدام خارج القانون، شملت علماء مسلمين، ومقتل متظاهرين خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى بنغلاديش عام 2021.

إعلان

وأضاف علاء الدين أن "الحظر غير ديمقراطي، لكن لحماية الديمقراطية، يجب التحرك ضد من لا يؤمنون بها، أولئك الذين يؤمنون بالإرهاب، ويسعون للاستيلاء على سلطة الدولة بأي وسيلة، ويحتجزون البلاد رهينة بأساليب غير ديمقراطية".

شروط العودة

وحول إمكانية عودة رابطة عوامي إلى الساحة السياسية، يرى الناشط أنور محمد أن عليها الاعتراف بجرائمها وتقديم اعتذار للشعب، ومن دون ذلك لن تتمكن من العودة، نظرا لما سببه حكمها من معاناة اقتصادية لكثير من المواطنين.

في المقابل، رأى الأمين العام لحزب المواطنين محمد علاء الدين أن عودة رابطة عوامي مرهونة بإنهاء محاكمتها، وتقديم كل من تورط في جرائم ضد الإنسانية أو أي أنشطة إجرامية أخرى إلى العدالة.

ووفقا لعلاء الدين، فقد اقترح حزبه إنشاء لجنة "حقيقة ومصالحة"، يمكن عبرها لأنصار وقيادات رابطة عوامي الحضور إلى اللجنة والمطالبة ببراءتهم.

لكنه اختتم قائلا: "بعد 9 أشهر من الاحتجاجات والإبادة الجماعية، لا يزالون في حالة إنكار، ولا يقبلون الاعتراف بما فعلوه بالشعب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الشیخة حسینة رابطة عوامی علاء الدین

إقرأ أيضاً:

لاحتواء الأزمة السياسية.. الرئيس الفرنسي يدعو لاجتماع طارئ

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قادة الأحزاب السياسية إلى اجتماع عاجل في قصر الإليزيه لبحث سبل احتواء أزمة سياسية غير مسبوقة تهدد استقرار البلاد.

وقالت قناة “بي إف إم تي في” نقلاً عن مصادر مطلعة، إن الدعوة وجهت لقادة الأحزاب الليلة الماضية لعقد اجتماع اليوم عند الساعة الثانية والنصف ظهرًا في قصر الإليزيه.

ويأتي هذا الاجتماع وسط توقعات بالإعلان عن اسم رئيس الوزراء الفرنسي الجديد خلال الساعات المقبلة، في خطوة تهدف إلى تهدئة الأوضاع السياسية المتأزمة.

ومن اللافت في الدعوة استثناء حزبين بارزين من اللقاء، وهما حزب “التجمع الوطني” اليميني بقيادة مارين لوبان، وحزب “فرنسا الأبية” اليساري، مما يعكس تعقيدات المشهد السياسي الحالي.

ولم يتضح حتى الآن ما إذا كان سيتم الكشف عن اسم رئيس الوزراء الجديد خلال هذا الاجتماع، أو قبله، حيث من المرجح أن يستغل ماكرون اللقاء لشرح خياراته السياسية وتبرير تشكيل الحكومة القادمة.

ويأتي هذا التطور في ظل تأثيرات متصاعدة على الساحة السياسية الفرنسية، وسط توقعات بأن يكون له أثر مباشر على علاقات فرنسا مع الحلفاء، خاصة في لندن.

مقالات مشابهة

  • السفير محمد العرابي بعد تعيينه بـالشيوخ: العالم اليوم بات يلتف حول رؤية القيادة السياسية
  • تفاصيل اجتماع أعضاء الهيئة العليا لحزب الوفد المعارضين لسياسات عبدالسند يمامة
  • «مستقبل وطن» كفر الشيخ يُكثف استعداداته لانتخابات النواب | صور
  • محمد همام مهنئا الشهابي بتعيينه في الشيوخ: صاحب مسيرة عطاء بالحياة السياسية
  • كيف خسرت الهند بنغلاديش وربحتها الصين وباكستان؟
  • فتوى قضائية تحظر تواجد باعة جائلين في المواقع الأثرية والمتاحف
  • لبنان يوقف 32 شخصا مشتبها بتعاملهم مع اسرائيل في الأشهر الماضية
  • كاليفورنيا أول ولاية تحظر "الأغذية فائقة المعالجة" بالمدارس
  • وزيران سوريان يعلنان ترحيب دمشق بإلغاء قانون قيصر
  • لاحتواء الأزمة السياسية.. الرئيس الفرنسي يدعو لاجتماع طارئ