بوابة الوفد:
2025-12-14@03:18:17 GMT

باحثة إسلامية: الرضا بابُ اللهِ الأعظم

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

 قالت الباحثة الإسلامية سميرة عبد المنعم، إن الرضا هو بابُ اللهِ الأعظم، ومُستراحُ العابدين، وأنسُ المحبين وحياةُ العارفين، وهو سكونُ القلبِ لما اختاره الربُّ للعبد، واليقينُ بأن الخيرَ فيما قضاه الله وقدره، فمن رزقه اللهُ الرضا فقد ملأ صدرَه أمْنًا وغِنى.

واضافت عبد المنعم، أن الرضا مِفْتاحُ السعادة، ونعيمُ الآخرة، والرضا على ثلاثةِ أقسام: الرضا بما قسمه اللهُ وأعطاه، والرضا بما قدره اللهُ وقضاه، والرضا باللهِ عن كلِّ ما سواه.

 وأردفت، أن الرضا بما قسمه الله وأعطاه: وثمرتُه: أن يصلَ العبدُ إلى درجةٍ عميقةٍ من الرضا بحاله، وبما قدّرَه الله له في الصحةِ والمالِ والولدِ وغيرِها من متاع الدنيا.وترك الشكوى والاعتراض على قسمة الله، قال رسولُ الله:" قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ "، فالدنيا ما اكتملَت لأحد، فمن الناس من ابتُلي في صحتِه أو مالِه أو ولده، ولا نجاةَ للعبدِ إلا بالرضا :" وارض بما قسمه اللهُ لك تكن أغنى الناس، وليس الغنى عن كثرةِ العرض، ولكن الغنى غنى النفس" فكم من أناس ملكوا الدنيا وهم فقراء، وكم من أناس باتوا بغير عشاء وهم سعداء.

الله أوحى إلى بعض أنبيائه

 وقالت، أن الله أوحى إلى بعض أنبيائه: إذا أوتيتَ رزقاً مني، فلا تنظر إلى قلّتِه، ولكن انظر إلى من أهداه إليك، وإذا نزلت بك مصيبةٌ فلا تشكني إلى خلقي، وكيف تشكو ملكَ الملوك، وبيده ملكوتُ كلِّ شيء إلى عبدٍ مملوك لا يقدرُ على شيء" ، قال ـــ عليه الصلاة والسلام ــ:" مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا "، وليعنك على الرضا بما قسمه الله وأعطاه أن تنظرَ إلى من هو دونك، قال رسول الله: " انْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْكُمْ، وَلَا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لَا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عليكم " فنظرُك فيك يكفيك على أن صاحبَ الفضلِ عليك هو الله، وقليلٌ يكفيك خيرٌ من كثيرٍ يُطغيك، ولن تجد خيراً أفضلَ من الرضا بحالِك، وما عند الله خير وأبقى، كتب بعضُ بني أميةَ إلى أبي حازم، العالم الزاهد يعزمُ عليه إلا رفع حوائجَه إليه، فكتب له وقال: رفعتُ حوائجي إلى مولاي فما أعطاني منها قبِلت، وما أمسك عني رضِيت، إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ".

دعاء يجب ترديده أثناء الركوع

ثم الرضا بما قدره اللهُ وقضاه: وهو درجةٌ رفيعة، ومنزلةٌ شريفة، أن ترضى بالقضاء وتصبرَ على البلاء، " ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه " ذكر المفسرون أنها المصيبة تصيبُ الرجلَ، فيعلمُ أنها من عند الله، فيسلّمُ لله ويرضى، يقول الإمامُ أبوحاتم: " لو لم يكن في الرضا إلا راحةُ النفس وهدايةُ القلب لكان الواجبُ على العاقل ألا يفارقَه الرضا في كل أحوالِه" ، وإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه، فإن صبر اجتباه، وإن رضي اصطفاه، وإن عظم الجزاء مع عظم البلاء، ولتعلموا عباد الله: أن شدائدَ الدنيا مما يجبُ على العبدِ أن يصبر عليها ويرضى بها؛ وهي نعمٌ في الحقيقة؛ لأنها تعرضُ العبدَ لمنافعَ عظيمةٍ ومثوباتٍ جزيلة، فظاهرُها الشدة، وباطنُها الثوابُ والرحمة " 

دعاء يجب ترديده أثناء الركوع

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: عبد المنعم

إقرأ أيضاً:

تأملات قرآنية

#تأملات_قرآنية

د. #هاشم_غرايبه

يقول تعالى في الآية 211 من سورة البقرة: “سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.
هنالك الكثير من سوء الفهم فيما يتعلق ببني إسرائيل، بعض الناس يصدقون مقولة أنهم شعب الله المختار، وآخرون يعتبرونهم ملعونين، لكن الحقيقة ليست في هذا ولا ذاك، فقد بين تعالى ذلك حينما نفى صحة كلام اليهود والنصارى بأنهم أبناء الله وأحباؤه بقوله: “بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ” [المائدة:18].
أكرم الله نبيه إبراهيم بعد اجتيازه سلسلة امتحانات صعبة تخور دونها عزائم أشد الرجال تحملا، فقد وقف وحيدا ضد قومه الوثنيين وتمسك بإيمانه رغم أنهم ألقوه في النار، ثم هاجر الى أرض الشام ومصر وصبر على عدم إنجابه الذرية، ولما منحه الله ولده الأول (اسماعيل) أمره أن يبعده وأمه الى الحجاز وتركهما في أرض قاحلة، لكن إيمانه العظيم تغلب على عاطفته الإنسانية واستجاب، وبعد أن كبر ابنه أمره الله أن يذبحه بيده، فكان ذلك الإبتلاء عظيما وفوق قدرة البشر، إلا أنه استجاب من جديد،.. بعد كل ذلك أصبح مؤهلا ليكون أمة في رجل فكان الإكرام الأعظم بأن صلى الله عليه وباركه، وأثابه بأن جعل كل الأنبياء التالين من ذريته من ابنه اسحق، وبشره بأن اسحق سينجب يعقوب والذي سيكون الأنبياء تترى من سلالته حتى ينتهوا بالمسيح، وبعده تنتقل النبوة الى ذرية إسماعيل الذي سيكون من ذريته سيد الأنبياء وخاتم الرسل وستكون رسالته مهيمنة على كل ما سبقها، لأنها الدين النهائي للبشر الى يوم الدين.
وهكذا فقد كان في بني إسرائيل النبوة، لكن ذلك كان في أناس مخصوصين، لذلك أجاب الله نبيه إبراهيم عندما سأله أن يكون ذريته أنبياء صالحون يهدون الناس الى الإيمان “قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” [البقرة:124]، فكان كل نبي يأتي من صلب نبي قبله، وليس كل أبنائه أنبياء، بل منهم ظالمون ، لذلك تكونت ذرية تكاثرت منهم صالحون وأغلبهم فاسقون، ومنهم من كان يصدق بالأنبياء وأكثرهم غلبت عليهم المصالح وحبّ الدنيا، فكذبوا ببعضهم وقتلوا بعضهم الآخر.
هنا نصل الى فهم الآية، فالله يمنح النعم لمن يشاء، ولحكمة بالغة، لأنها تحقق غايات يريدها في سابق علمه، قد ندرك بعضها وقد لا نعي جُلّها، إنما منحُها ليست تفضيلا لمن مُنِح، ولا تقديرا له، ولا شك أنها ترتب مسؤولية على الممنوح بحسن الإستخدام ،فإن استعمل تلك النعمة لغير الوجه الذي أراده عوقب بصرامة، ونال من الله الإنتقام الشديد.
وبسبب تبديل النعمة التي أنعمها الله عليهم غضب على هؤلاء القوم الظالمين، فحكم عليهم بالتشتت في أنحاء الأرض وضرب عليهم الذلة والمسكنة، وحكم الله عدل كله: “وَمَا ظَلَمَهُمُ ٱللَّهُ وَلَٰكِن كَانُوٓاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” [النحل:33].
وبعد أن عرفنا الحكمة من جعل الأنبياء من ذرية ابراهيم عليهم السلام جميعا، نعرف أن مقولة شعب الله المختار باطلة، فإذا كان الله تعالى لا يميز بين البر والفاجر من خلقه في الرزق والنعم، فهل سيفضل من غضب عليهم على سائر البشر؟.
أما موضوع أرض الميعاد فهي مثلها باطلة، فقد أمر الله موسى عليه السلام أن يرحل بقومه من مصر ويسكنوا فلسطين، فكلها أرض الله، من أجل أن تتم كلمة الله فيولد فيها آخر الأنبياء من سلالة اسحق وهو (المسيح عليه السلام)، مثلما شاء من قبل أن يقيم (اسماعيل) في أرض الحجاز، ليولد فيها بعد زمن من اختلاط الأنساب خير البرية (محمد صلى الله عليه وسلم)، وفي جميع هذه الأحوال، ليس ذلك تمليكا، بل مساكنة أهلها تماما مثلما استقدم يوسف أهله ليسكنوا مصر، فلم يكن ذلك تمليكا بل سكنا الى حين، وكذلك فلسطين.

مقالات ذات صلة القفز الخاطئ بالمظلة . . ! 2025/12/11

مقالات مشابهة

  • آل الخياط والبلوشي يزفون حسين
  • لما أمرنا الله بغض البصر ولم يأمرنا بغض النظر؟
  • "دراسات إسلامية بنات الأزهر بالإسكندرية" تنظم معرضاً فنياً للرسم والتصوير
  • عاجل.. وزراء خارجية مصر و7 دول إسلامية يدينون اقتحام الاحتلال لمقر «الأونروا» في القدس
  • ميسي يكشف النقاب عن تمثال شاهق له في الهند ضمن جولة «الأعظم»
  • الإنجاز الأعظم / مهند أبو فلاح
  • الصحفي الأردني بسام الياسين في ذمة الله
  • التطرف ليس فى التدين فقط
  • تأملات قرآنية
  • أوبو تكشف عن التحديث الأعظم لـ 6 هواتف.. هل جهازك ضمن القائمة؟