جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-12@08:28:06 GMT

رسالة إلى مستر «ترامب كاوبوي»

تاريخ النشر: 14th, May 2025 GMT

رسالة إلى مستر «ترامب كاوبوي»

 

السلامُ ليس صفقةً ولا الدماءُ عملةً... فهل تفهم؟!

 

د. مجدي العفيفي

 

(1)

عندما تخطو على أرض الخليج بـ"حذاء رعاة البقر" الذي اعتدتَه، مُلوِّحًا بوعود "الازدهار الاقتصادي" و"الصفقات التاريخية"، تذكَّر أنَّ التاريخ لا يُكتَب بالدولار وحده! فخلفَ أرقام صفقاتك المُعلَنة، هناك أرقامٌ أخرى تُنقَش بالدم: أطفال فلسطين الذين قُتِلوا تحت دباباتٍ مُموَّلةٍ بسلاحك، وأُسَرٌ مُزِّقت بيوتها بمُوافقاتك السياسية.

نعم، أنت بارعٌ في تحويل السياسة إلى "ترامب كارد" تجني منه أرباحك، لكنَّ القيمة الحقيقية للقادة تُقاس بمدى إنسانيتهم، لا بمدى ثرائهم.

لقد جعلت من "صفقة القرن" سوقًا للمساومة على حقوق الشعوب، لكنَّ فلسطين ليست سلعةً في مزادك!

(2)

مستر ترامب:

إذا كنتَ تظن أنَّ التاريخ سيتذكَّرك لثرائك أو براعتك في البيع والشراء، فاعلم أنَّ ذكراكَ في ضمير الإنسانية ستكون أقرب إلى "تاجر حروب" منه إلى "رجل سلام". ففي الوقت الذي تُحضِّر فيه قوائمَ أرباحك، يُحضِّر الفلسطينيون قوائمَ شهدائهم.

قد تنجح في شراء الذمم، لكنك لا تملك ثمن الضمير. وقد تُجبر العالم على الصمت، لكنك لا تستطيع إسكات صوت الحق.

من عالَمٍ لن ينسى أن الأطفالَ الفلسطينيين كانوا "تكلفةً جانبية" في حساباتك القاسية!

(3)

مستر "ترامب الدموي"... يا من تظن نفسك إمبراطورًا على عالم لم يعد لك فيه مكان! أتدري أن عصرك الزائل قد انتهى؟ أمريكا لم تعد قطبًا أوحد، ولم تعد قادرة على فرض إرادتها على العالم كما تفعل الوحوش.

نحن في زمن سقوط عرش أمريكا وانهيار زمن القتلة..!

 الصين تقود الاقتصاد العالمي.. وروسيا تحطم غرورك في أوكرانيا.. وآسيا تتحرر من استعمارك البغيض. أنت وأمثالك مجرد وحوش، تحاولون البقاء فوق جثث الأبرياء، لكن العالم يتغير من تحت أقدامكم.

(4)

يا قاتل أطفال فلسطين! هل تظن أن دماءهم ستذهب هباءً؟ هل تعتقد أن صفقاتك الخليجية ستخفي جرائمك؟

والله لن تُنسى، وسيُذكر اسمك في التاريخ كواحد من أكثر الرؤساء دمويةً، تاجر بآلام البشر من أجل ملياراتٍ تنهبها باسم "الصفقات".

 لقد سقطت أمريكا، وسقط معها زمن الطغاة الذين يحكمون بالحديد والنار. العالم الآن يقاومكم، والمقاومة تنمو في كل مكان. فلسطين تنتصر، وحلفاؤك الخونة ينهارون.

مهما جمعت من أموال النفط، ومهما زورت من حقائق، فهزيمتك قادمة.

(5)

اعلم مستر كاوبوي: أنت مجرد دمية في يد دولة فاشية آيلة للسقوط، وأن زمن الاستعمار الأمريكي قد ولى، والعالم لم يعد يخاف منكم، وأن دماء الأطفال الفلسطينيين ستطاردك حتى في قبرك.

اسمعها مني- وأنت بينك وبين السياسة الحقيقية سنوات ضوئية- أمريكا سقطت، والعالم الجديد لا مكان فيه لوحوش مثلك!

يا من حوَّلَ السياسةَ إلى مذبحة، والاقتصادَ إلى نهبٍ مُمنهج، أتَعرف كم مِن دُولارٍ تلطَّخَ بدماء الفلسطينيين في "صفقتك المشؤومة"؟ أتَذكر كم ألف طفلٍ ماتَ لأنك بعتَ الضميرَ العالميَّ بخصمٍ بخس لصالح حُلفائك؟

(6)

 أيها الفاشيُّ العجوز: هل فاتك أن العالم لم يعد يحترمُ "كلابكم" الذين يرقصون على أنغام الدولار؟

هل نسيتَ أن "إسرائيل" التي تُمجِّدها أصبحتْ دولةً مُقزَّمةً تُحاصِرها المُقاومةُ من كل حدبٍ وصوب؟

هل أغفلتَ أن حُلفاءك يختبئون خلفَ قصورهم بينما شعوبهم تُدرِكُ أنهم مجرَّدُ ورقةٍ في لعبتك القذرة؟

(7)

لنكن صريحين.. سياساتك فشلتْ فشلًا ذريعًا: "صفقة القرن" ماتتْ قبل أن تولد، ولم تتركْ إلا رائحةَ العار.

حربُك الاقتصادية على الصين وروسيا ردَّتها بقوةٍ جعلتْ دولارَكَ يرتجف!

أنت مجرم حربٍ بكل معنى الكلمة لدعمُك المباشر لإسرائيل في مجازرها والذي يوثِّقه العالمُ كله، وستُحاسَبُ عليه. الأسلحةُ الأمريكية التي قتلتْ أطفالَ اليمن وفلسطين شهادةُ إدانةٍ في جيب التاريخ.

لا تظن أن منصِبَك السابق سيحميك؛ فالقانون الدولي يطاردُ مجرمينَ مثلك!

(8)

تذكَّر يا مستر: مهما طالَ الليل، فالفجرُ آتٍ... ومعهِ الحسابُ العسير!

التهديد السياسي: العالم الجديد يراقبكم!

لن تُفلتوا من العدالة؛ فالعالم يتجه نحو نظامٍ متعدد الأقطاب، حيث أمريكا لم تعدْ قادرةً على إسكات الأصوات.

المقاومةُ تنتصر؛ سواء في فلسطين، أم في أوكرانيا حيث تُسحَقُ أسلحتكم، أم في أفريقيا التي ترفضُ استعماركم.

دماء الضحايا ستُطاردكم؛ فالشعوبُ التي قتلتُموها لن تموتَ؛ بل ستُنهي عهدَ الخونة!

قد تظن أن المالَ والسلاحَ يُبطلانِ الحقَّ، لكنَّ الحقيقةَ كالنار... لا يُخمِدُها إلا الزوالُ.

فاستعدّوا لفصلٍ جديدٍ من التاريخ... حيثُ لا مكانَ للقتلةِ والخونة!

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جمال عبد الجواد: إستراتيجية الأمن القومي تعلن أمريكا الباحثة عن مصالحها لا قيادة العالم

قال الدكتور جمال عبد الجواد، المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الأخيرة جاءت كحصيلة واضحة لما تراكم داخل السياسة الأمريكية من تناقضات وفجوات خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنها تقدم صورة جديدة ومختلفة تمامًا لسياسة الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.


وأوضح "عبد الجواد" خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج "المشهد" المذاع على فضائية "Ten"، مساء الأربعاء، أن واضعي الإستراتيجية بدأوا بتعريف جديد لمفهوم "الاستراتيجية" ذاته، وهو ما اعتبره "اختراعًا" يعكس رغبة في قطع الصلة بالماضي وتصحيح ما يرى صناع القرار أنه أخطاء وقعت فيها الاستراتيجية الأمريكية التقليدية.


وأشار  المستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إلى أن أحد أبرز التحولات التي تطرحها الوثيقة هو تغيير صورة الولايات المتحدة كما عرفها العالم طيلة عقود، قائلًا: "أمريكا التي نعرفها هي دولة تقود العالم، لكن في هذه الإستراتيجية أمريكا لا تقود العالم، بل هي دولة تسعى وراء مصالحها فقط".

 مصطلح "التنافس الاستراتيجي"


ولفت إلى أن الوثيقة ركزت بشكل كبير على مفهوم "السيادة"، كما تجنبت استخدام مصطلح "التنافس الاستراتيجي"، رغم أن محتواها يشير إليه ضمنيًا، إذ تقدّم العالم باعتباره ساحة تتحرك فيها "دول ذات سيادة تبحث عن مكاسبها، في إطار يبتعد عن الرؤية التقليدية لدور الولايات المتحدة.


واعتبر أن الهجرة تشكّل المفارقة الثانية الكبيرة داخل الاستراتيجية، إذ تحظى بموقع محوري في تصورات صانعي الوثيقة حول التهديدات والأولويات الأمريكية في السنوات المقبلة.
واختتم قائلاً إن الوثيقة تعلن ولادة نهج أمريكي جديد يختلف جذريًا عن الصورة التاريخية لدور واشنطن كقوة قائدة، ويميل إلى واقعية سياسية تُقدّم المصالح المباشرة على الطموحات الكونية.

طباعة شارك جمال عبد الجواد الأمن القومي الأمن القومي الأمريكي

مقالات مشابهة

  • عدي الدباغ يوجه رسالة للجماهير بعد خروج فلسطين من كأس العرب 2025
  • U S A وإسبانيا تطلبان خوض وديتين أمام منتخب مصر استعدادا لـ مونديال أمريكا
  • بشرى لـ منتخب مصر .. الحرس الثوري يهدد مشاركة نجم إيران في مونديال أمريكا
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • ميسي يسطر التاريخ في الدوري الأمريكي
  • جمال عبد الجواد: إستراتيجية الأمن القومي تعلن أمريكا الباحثة عن مصالحها لا قيادة العالم
  • بين الواقع والطموح.. التاريخ يمنح السعودية الأفضلية أمام فلسطين قبل موقعة كأس العرب
  • بيكيه يكشف خطط التوسع لدوري الملوك في أمريكا قبل كأس العالم 2026
  • هند رجب.. من صوت طفلة إلى رسالة سينمائية في مهرجان كرامة
  • خدمة كوبرنيكوس: 2025 يحتمل أن يكون ثاني أو ثالث أعوام العالم الأعلى حرارة في التاريخ