الاحتلال يتهم جنود قاعدة زيكيم بالهروب أمام المقاومين في السابع من أكتوبر
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
ما زال جيش الاحتلال يصدر تِباعا نتائج تحقيقاته في إخفاقه أمام أحداث السابع من تشرين الأول / أكتوبر، وآخرها ما حصل بمستوطنة زيكيم، حيث اتهم جنودا من لواء غولاني بالهروب من المواجهة.
وكشفت رويتال هوفيل مراسلة موقع "المكان الأكثر سخونة في جهنم"، أن "18 مسلحا من حماس تمكنوا من تنفيذ هجوم أسفر عن مقتل أربعين مستوطنا وجنديا، داخل الكيبوتس وعلى الشاطئ، وفي ثلاث قواعد عسكرية منتشرة في المنطقة، وقد كشف الجيش عن بعض نتائج تحقيقاته، لكنه اختار التعتيم على مدى فشله، وتوجيه أصابع الاتهام لجنود غولاني السبعة الذين كانوا هناك".
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "محققي الجيش أبلغوا أعضاء كيبوتس زيكيم عندما عرض عليهم النتائج الرئيسية أن قوة لواء غولاني فشلت فشلًا ذريعًا، ولم تتصرف بشراسة، ولم تسعَ للتلامس الوثيق مع العدو، واتهمهم بالفرار، رغم أنها أفادت بتفوّق عددي كبير من المسلحين الذين كانوا يقتربون، فيما أظهرت التحقيقات أن الجنود كانوا يخشون الصواريخ، وفضلوا الاختباء داخل دبابة، رغم أن قائدهم الأعلى، لم يكن في الميدان إطلاقًا، وتخلّى عن جنوده".
ونقلت عن الجنود الذين شاركوا في معركة شاطئ زيكيم، أنهم "عاشوا أعنف لحظات الجحيم، لحظات الرعب ومشاعر الذنب التي رافقتهم منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ورغم الصدمة، فقد دخلوا غزة، وقاتلوا هناك لأشهر عديدة، لكنهم في آيار/ مايو 2024، أعلن الجيش أن معظم مقاتلي الوحدة غير لائقين للقتال، وسُرّحوا منه لأسباب نفسية، بعد أن اتضح أنهم في حالة انهيار".
وأوضحت أنه "بدلاً من عرض الجيش لأسباب فشله في زيكيم، وتحديد المسؤولين عنه، بدءًا من كبار القادة، فقد فضّل إلقاء اللوم على "الغولانيين"، ولومهم مجددًا لعدم سعيهم للاحتكاك المباشر مع المسلحين، بزعم منعهم من التسلل من البحر والجو والبر، مما مثّل في حينه أخطر فشل عملياتي واستخباراتي في تاريخ الدولة".
وختمت بالقول إن "الجيش لا يزال يرفض الكشف عن كاميرات الشاطئ التي وثّقت ما حدث، زاعما أن الوثائق حُذفت بسبب هجوم إلكتروني، دون تقديم تفسير للرسائل والفيديوهات التي حُذفت بشكل غامض".
في سياق متصل، وبعد أكثر من عام ونصف على أحداث "السبت الأسود" كما يسميه الإسرائيليون، الذي شهد تنفيذ أحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وبعد نشر العديد من تحقيقات الجيش، تخطط "الشرطة" لبدء التحقيق في أدائها في ذلك اليوم، لكن الاسرائيليين تفاجأوا بالإعلان أنه لن يتم التوصل لنتائج التحقيقات حتى نهاية العام المقبل، وبعد الانزعاج من طول هذه المدة، زعمت الشرطة أنها مهمة غير مسبوقة في أهميتها ونطاقها.
وأكد أوري بلاو مراسل موقع "شومريم" أنه "ليست الحكومة هي الوحيدة التي لا تتعجل في التحقيق في إخفاق السابع من تشرين الأول / أكتوبر، فبعد حوالي عام ونصف من أحداثه، اتضح أن تحقيقات الشرطة في أدائها في ذلك اليوم لن تُنجز قبل نهاية 2026، أي بعد حوالي ثلاث سنوات من وقوع الهجوم، مع أنه قبل شهر ونصف فقط، أعلن مفوض الشرطة داني ليفي عن تشكيل فريق خاص للتحقيق في سلوك الشرطة، برئاسة ديفيد بيتان، نائب المفوض السابق، قائد المنطقة الجنوبية الأسبق، حيث تقاعد من الخدمة قبل الهجوم".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "وفقًا لوثيقة داخلية للشرطة، سيستمر عمل لجنة التحقيق عاما ونصف، على أن تُرفع نتائجها مباشرةً للمفوض، وسيتناول عملها أداء الشرطة، وتفاعلها مع الهيئات الأخرى، ووضع جداول زمنية لإجراء التحقيق، على أن تشمل المرحلة الأولى التي تستغرق ثلاثة أشهر، جمع المواد من الشرطة والهيئات الخارجية، ووضع منهجية للتحقيق، والمرحلة الثانية تشمل إجراء تحقيقات في ساحات محددة، وتستغرق ثلاثة أشهر أخرى، ووضع القضايا الاستراتيجية للتحقيق لأربعة أشهر أخرى".
وأشار أن "عملية التحقيق برمّتها سوف تستغرق عاما ونصف من العمل، حيث يتقاضى بيتان مقابلها 700 ألف شيكل، وهي مدة طويلة بشكل غير معتاد، رغم أن قرار إجراء التحقيق أتى على خلفية انتقادات داخل الشرطة، خاصة من كبار مسؤوليها السابقين، ومفادها أن الشرطة، على عكس الشاباك والجيش، لن تحقق في سلوك القوات يوم الهجوم، أو الأحداث التي سبقتها، ويُتوقع أن يتجنب التحقيق الاستنتاجات الشخصية ضد الضباط، ويركّز على التوصيات النظامية".
وأوضح أن "طول الوقت الذي ستستغرقه الشرطة لفحص نفسها أمر غير معتاد، حتى من منظور تاريخي، فقد استغرقت لجان التحقيق التي نظرت في قضايا أوسع بكثير من سلوك الشرطة وحده وقتًا أقل بكثير، فقد نشرت لجنة أغرانات الحكومية بعد حرب 1973 تقريرها المؤقت الأول بعد أقل من ستة أشهر، ونشرت لجنة فينوغراد الحكومية للنظر في حرب لبنان الثانية 2006 تقريرًا جزئيًا في غضون سبعة أشهر من إنشائها، وتقريرًا نهائيًا بعد عام وأربعة أشهر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال حماس حماس الاحتلال قاعدة زيكيم صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السابع من تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
جنود الاحتلال يعترفون: هكذا حوّلنا المساعدات في غزة إلى فخاخ للموت
#سواليف
في واحدة من أكثر الشهادات الإسرائيلية فظاعة منذ اندلاع العدوان على #غزة، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن سلسلة #اعترافات صادمة أدلى بها #جنود في #جيش #الاحتلال، أكدوا خلالها تورطهم في إطلاق نار مباشر على مدنيين #فلسطينيين خلال تزاحمهم للحصول على #مساعدات_إنسانية شمال القطاع.
الاعترافات، التي وُصفت بأنها “دليل إدانة ذاتي غير مسبوق”، فجّرت موجة من الغضب القانوني والحقوقي، وأعادت إلى الواجهة سؤالًا ملحًا: هل نحن أمام سياسة قتل عمد مخططة، تسعى لتجويع الفلسطينيين ثم تصفيتهم عند نقاط الإغاثة؟
“فخاخ إغاثية”.. شهادة من قلب الجريمة
مقالات ذات صلة“أُمرنا بإطلاق النار على كل من يقترب من #الشاحنات”. بهذه الكلمات اختصر أحد الجنود الإسرائيليين في شهادته لصحيفة “هآرتس” المشهد في شمال غزة، مضيفًا أن إطلاق النار لم يكن ردًا على تهديد، بل تنفيذًا لأوامر مباشرة.
في تعليقه على هذه الاعترافات، أكد أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، الدكتور محمد مهران، أن ما ورد يمثل اعترافًا رسميًا موثقًا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، داعيًا المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق فوري وشفاف.
ويقول مهران في حديث صحفي: “نحن لا نتحدث هنا عن تجاوزات فردية، بل عن نظام إجرامي ممنهج يستدرج المدنيين الجائعين إلى ساحات الإعدام، ويحيل المساعدات الإنسانية إلى أدوات للقتل الجماعي”.
منظور حقوقي
قانونيًا: #القتل_العمد و #جريمة_التجويع من منظور القانون الدولي، تُعد هذه الأفعال خرقًا صريحًا: للمادة (8) من نظام روما الأساسي التي تجرم القتل العمد كجريمة حرب؛ والمادة (147) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تعتبر القتل المتعمد للمدنيين “مخالفة جسيمة” تستوجب الملاحقة القضائية؛ والمادة (54) من البروتوكول الإضافي الأول التي تحظر تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.
الدكتور مهران يشير إلى أن استهداف المدنيين أثناء بحثهم عن الغذاء “يشكّل صورة مركّبة من الانتهاكات، تبدأ بجريمة الحصار، وتكتمل بجريمة القتل”، مضيفًا أن المساعدات الإنسانية تحولت من رموز للنجاة إلى أدوات للموت.
“غزة خارج القانون”: نظام فصل عنصري وقتل بدم بارد
وفي واحدة من أخطر الشهادات، قال أحد الجنود: “غزة مكان بقواعد مختلفة، لا تطبق فيها قوانين الحرب”.
بالنسبة لخبير القانون الدولي، فهذه العبارة وحدها تمثل إدانة صريحة بإنشاء نظام فصل عنصري ممنهج، يُجرد الفلسطينيين من أي حماية قانونية، ويرتقي إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة (7) من نظام روما.
كما يكشف وصف الجنود للحشود المدنية بأنها “قوة مهاجمة” عن عملية تجريد كاملة للضحايا من إنسانيتهم، ما يعيد إلى الأذهان ممارسات الإبادة الجماعية التي وُثقت في صراعات أخرى، من البوسنة إلى رواندا.
أسلحة ثقيلة ضد الجوعى: انتهاك صارخ لمبدأ التناسب
بحسب الشهادات، استخدم جيش الاحتلال الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون والقنابل اليدوية لتفريق أو قتل المدنيين المتجمعين عند نقاط توزيع المساعدات.
ويرى مهران أن هذا الاستخدام للقوة ينتهك بشكل صارخ “مبدأ التناسب” الذي يُعد حجر الزاوية في القانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى أن “القتل الجماعي تحت غطاء الردع الأمني هو استخدام مفرط وغير مشروع للقوة يُصنف كجريمة حرب واضحة”.
الإفلات من العقاب: سياسة مستمرة منذ عقود
أكثر ما يثير القلق، بحسب الخبير، هو أن الجنود لم يكونوا مضطرين لتبرير القتل أمام قيادتهم، في إشارة إلى أن ما جرى كان مقبولًا ضمنيًا، بل وربما مشجَّعًا.
هذا ما يشكل، برأيه، “انهيارًا تامًا لسلطة القانون داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية”، مؤكدًا أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يكرّس الإفلات من العقاب ويهدد مصداقية النظام القانوني العالمي برمته.
نداء إلى المحكمة الجنائية الدولية: آن وقت المحاسبة
ودعا الدكتور مهران المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرك العاجل دون تأخير، مؤكدًا أن هذه الاعترافات ليست فقط “قرائن جنائية”، بل “أدلة دامغة موثقة من مصادر إسرائيلية”.
وطالب بـإصدار مذكرات توقيف دولية بحق المسؤولين عن السياسات العسكرية في غزة وتفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية في الدول التي تسمح بذلك؛ ووقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع جرائم الحرب الدولية.
وأطلق مهران تحذيرًا شديد اللهجة: “إن لم يُحاسب الجناة في غزة، فإننا أمام انهيار كامل للمنظومة القانونية التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية. ما يحدث في القطاع اليوم ليس مجرد انتهاك، بل نموذج مرعب لتسليح الطعام وتجريم الحياة”.