#سواليف

في واحدة من أكثر الشهادات الإسرائيلية فظاعة منذ اندلاع العدوان على #غزة، كشفت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية عن سلسلة #اعترافات صادمة أدلى بها #جنود في #جيش #الاحتلال، أكدوا خلالها تورطهم في إطلاق نار مباشر على مدنيين #فلسطينيين خلال تزاحمهم للحصول على #مساعدات_إنسانية شمال القطاع.

الاعترافات، التي وُصفت بأنها “دليل إدانة ذاتي غير مسبوق”، فجّرت موجة من الغضب القانوني والحقوقي، وأعادت إلى الواجهة سؤالًا ملحًا: هل نحن أمام سياسة قتل عمد مخططة، تسعى لتجويع الفلسطينيين ثم تصفيتهم عند نقاط الإغاثة؟

“فخاخ إغاثية”.

. شهادة من قلب الجريمة

مقالات ذات صلة ما هو كحول الميثانول الذي أودى بحياة 4 أشخاص في الزرقاء؟ 2025/06/28

“أُمرنا بإطلاق النار على كل من يقترب من #الشاحنات”. بهذه الكلمات اختصر أحد الجنود الإسرائيليين في شهادته لصحيفة “هآرتس” المشهد في شمال غزة، مضيفًا أن إطلاق النار لم يكن ردًا على تهديد، بل تنفيذًا لأوامر مباشرة.

في تعليقه على هذه الاعترافات، أكد أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأمريكية والأوروبية للقانون الدولي، الدكتور محمد مهران، أن ما ورد يمثل اعترافًا رسميًا موثقًا بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، داعيًا المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق فوري وشفاف.

ويقول مهران في حديث صحفي: “نحن لا نتحدث هنا عن تجاوزات فردية، بل عن نظام إجرامي ممنهج يستدرج المدنيين الجائعين إلى ساحات الإعدام، ويحيل المساعدات الإنسانية إلى أدوات للقتل الجماعي”.

منظور حقوقي

قانونيًا: #القتل_العمد و #جريمة_التجويع من منظور القانون الدولي، تُعد هذه الأفعال خرقًا صريحًا: للمادة (8) من نظام روما الأساسي التي تجرم القتل العمد كجريمة حرب؛ والمادة (147) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تعتبر القتل المتعمد للمدنيين “مخالفة جسيمة” تستوجب الملاحقة القضائية؛ والمادة (54) من البروتوكول الإضافي الأول التي تحظر تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب.

الدكتور مهران يشير إلى أن استهداف المدنيين أثناء بحثهم عن الغذاء “يشكّل صورة مركّبة من الانتهاكات، تبدأ بجريمة الحصار، وتكتمل بجريمة القتل”، مضيفًا أن المساعدات الإنسانية تحولت من رموز للنجاة إلى أدوات للموت.

“غزة خارج القانون”: نظام فصل عنصري وقتل بدم بارد

وفي واحدة من أخطر الشهادات، قال أحد الجنود: “غزة مكان بقواعد مختلفة، لا تطبق فيها قوانين الحرب”.

بالنسبة لخبير القانون الدولي، فهذه العبارة وحدها تمثل إدانة صريحة بإنشاء نظام فصل عنصري ممنهج، يُجرد الفلسطينيين من أي حماية قانونية، ويرتقي إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة (7) من نظام روما.

كما يكشف وصف الجنود للحشود المدنية بأنها “قوة مهاجمة” عن عملية تجريد كاملة للضحايا من إنسانيتهم، ما يعيد إلى الأذهان ممارسات الإبادة الجماعية التي وُثقت في صراعات أخرى، من البوسنة إلى رواندا.

أسلحة ثقيلة ضد الجوعى: انتهاك صارخ لمبدأ التناسب

بحسب الشهادات، استخدم جيش الاحتلال الرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون والقنابل اليدوية لتفريق أو قتل المدنيين المتجمعين عند نقاط توزيع المساعدات.

ويرى مهران أن هذا الاستخدام للقوة ينتهك بشكل صارخ “مبدأ التناسب” الذي يُعد حجر الزاوية في القانون الدولي الإنساني، مشيرًا إلى أن “القتل الجماعي تحت غطاء الردع الأمني هو استخدام مفرط وغير مشروع للقوة يُصنف كجريمة حرب واضحة”.

الإفلات من العقاب: سياسة مستمرة منذ عقود

أكثر ما يثير القلق، بحسب الخبير، هو أن الجنود لم يكونوا مضطرين لتبرير القتل أمام قيادتهم، في إشارة إلى أن ما جرى كان مقبولًا ضمنيًا، بل وربما مشجَّعًا.

هذا ما يشكل، برأيه، “انهيارًا تامًا لسلطة القانون داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية”، مؤكدًا أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يكرّس الإفلات من العقاب ويهدد مصداقية النظام القانوني العالمي برمته.

نداء إلى المحكمة الجنائية الدولية: آن وقت المحاسبة

ودعا الدكتور مهران المحكمة الجنائية الدولية إلى التحرك العاجل دون تأخير، مؤكدًا أن هذه الاعترافات ليست فقط “قرائن جنائية”، بل “أدلة دامغة موثقة من مصادر إسرائيلية”.

وطالب بـإصدار مذكرات توقيف دولية بحق المسؤولين عن السياسات العسكرية في غزة وتفعيل مبدأ الولاية القضائية العالمية في الدول التي تسمح بذلك؛ ووقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع جرائم الحرب الدولية.

وأطلق مهران تحذيرًا شديد اللهجة: “إن لم يُحاسب الجناة في غزة، فإننا أمام انهيار كامل للمنظومة القانونية التي قامت بعد الحرب العالمية الثانية. ما يحدث في القطاع اليوم ليس مجرد انتهاك، بل نموذج مرعب لتسليح الطعام وتجريم الحياة”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف غزة اعترافات جنود جيش الاحتلال فلسطينيين مساعدات إنسانية الشاحنات القتل العمد جريمة التجويع القانون الدولی

إقرأ أيضاً:

وزراء إسرائيليون يعترفون بفشل الحرب على غزة وسط تصاعد الدعوات لإنهائها

القدس المحتلة- الوكالات

اعترف وزراء إسرائيليون بتعثر العمليات العسكرية في غزة، في حين يعقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية بشأن الوضع العسكري والأسرى، وذلك في ضوء تصريحات أمريكية عن تقدم كبير قد يسمح بإبرام اتفاق ينهي الحرب.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية مساء الأربعاء، عن 3 وزراء في الحكومة قولهم "إن الحرب في غزة تحمل تصورات نظرية، لكنها عمليًا لا تحقق نتائج".

وأشار الوزراء إلى أن ثمة ضرورة للقيام بفعل آخر على المستوى العسكري أو السعي إلى إنهاء الحرب وإنجاز اتفاق.

وأوضحت القناة الـ12 أن نتنياهو لا يزال يعتقد أن الخطة الفعالة هي خطة على مراحل، مثل تلك التي صاغها ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط.

وأثار الكمين الذي قتل فيه 7 عسكريين إسرائيليين على يد كتائب القسام في خان يونس دعوات في إسرائيل إلى إبرام صفقة تنهي الحرب وتعيد الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وفي الإطار، دعا مسؤولون في الائتلاف الحاكم وحزب الليكود إلى إنهاء العمليات في غزة دون الانجرار خلف الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.

ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن هؤلاء المسؤولين أنه لا يمكن إنكار أن الإسرائيليين قد أُرهقوا من جبهة غزة.

وقال مسؤول حزب الليكود إنه لو طرح اتفاق بشأن غزة، فإن نتنياهو سيوافق عليه.

في غضون ذلك، يجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الخميس، مشاورات مع فريق مُصغّر من الوزراء وكبار مسؤولي الأمن بشأن الوضع العسكري في غزة وكيفية التحرك بشأن إطلاق سراح الأسرى.

وكان نتنياهو وصف مقتل الجنود السبعة في خان يونس باليوم بالغ الصعوبة.

وفي السياق، أعرب موشيه غافني رئيس لجنة المالية في الكنيست عن حزب "يهودات هتوراه" عن استغرابه من استمرار إسرائيل في القتال بقطاع غزة، بينما يقتل الجنود طوال الوقت.

مقالات مشابهة

  • الإغاثة الطبية بغزة: جنود الاحتلال اعترفوا بإطلاق النار للمناطق العلوية بأجساد المدنيين
  • الدفاع المدني في غزة: نظام توزيع المساعدات غير إنساني
  • بعد شهادات جنود الاحتلال .. حماس تدعو لاستئناف توزيع المساعدات من أونروا
  • الاحتلال يعترفون بتلقي أوامر لإطلاق النار على طالبي المساعدات بغزة
  • جيش الاحتلال ومجموعة “ياسر أبو شباب” يتناوبون على قتل الجوعى في مراكز المساعدات
  • جنود الاحتلال يعترفون بتلقي أوامر لإطلاق النار على طالبي المساعدات بغزة
  • إعلام عبري: الجيش تعمد استهداف الفلسطينيين قرب مراكز المساعدات في غزة
  • مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس
  • وزراء إسرائيليون يعترفون بفشل الحرب على غزة وسط تصاعد الدعوات لإنهائها