النازيون الجدد في قلب بريطانيا.. خلية إرهابية تخطط لهجمات على مساجد ومعابد
تاريخ النشر: 16th, May 2025 GMT
في تطور خطير يسلط الضوء على تهديدات الإرهاب اليميني المتطرف في المملكة المتحدة، تم إدانة ثلاثة أفراد ينتمون إلى خلية نازية إرهابية بتخطيطهم لشن هجمات على أماكن العبادة الإسلامية واليهودية في إنجلترا.
هؤلاء المتطرفون كانوا قد جمعوا ترسانة ضخمة من الأسلحة، بما في ذلك أسلحة نارية تم تصنيعها باستخدام تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وناقشوا استهداف مساجد ومعابد يهودية في المملكة المتحدة، ما يعكس تصعيدًا خطيرًا في الأنشطة الإرهابية المدفوعة بالكراهية والتطرف العنصري.
الخطة الإرهابية
تضمّنت الخطة الإرهابية التي تم اكتشافها من قبل أجهزة الأمن البريطانية، ونشرت تفاصيلها صحيفة "الغارديان" في تقرير مطول لها مساء أول وأأمس الاربعاء جمع مجموعة من الأسلحة الحربية، من بينها أسلحة نارية مطبوعة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي كانت على وشك الإطلاق. تم تخزين أكثر من 200 سلاح بين بنادق معطلة، وسكاكين صيد، وأقواس، وفؤوس.
كما تضمنت الخطة مناقشات تفصيلية حول استهداف أماكن عبادة إسلامية ويهودية، بما في ذلك الهجوم على مركز إسلامي في مدينة ليدز. وفي الوقت ذاته، ناقشوا أيضًا فكرة اختطاف وتعذيب إمام، مع تحديد مسار الهجوم وكيفية تجنب الكشف عنها.
الخلية النازية
المتهمون في هذه القضية هم، وفق "الغارديان" كريستوفر رينغروز (34 عامًا)، ماركو بيتزيتو (25 عامًا)، وبروغان ستيوارت (25 عامًا). هؤلاء الثلاثة يشكلون خلية إرهابية نازية افتراضية لم يتقابلوا شخصيًا، ولكنهم كانوا على اتصال دائم عبر الإنترنت. على الرغم من كونهم يعيشون في مناطق مختلفة من المملكة المتحدة (كانوك، ديربي، وغرب يوركشاير)، فقد شكلوا شبكة مترابطة عبر منصات الإنترنت، حيث كانوا يتبادلون موادّ متطرفة ويروجون لخطاب معادي للمهاجرين والعنصرية.
الخلية كانت تحمل إيديولوجيات نازية جديدة، حيث أعجب أفرادها بأدولف هتلر وتبنوا أفكارًا عن التفوق العرقي، محرضين على العنف ضد المهاجرين، بالإضافة إلى تحريضهم على استهداف المثليين، اليهود، والمسلمين.
دور التكنولوجيا في الجريمة
واحدة من أبرز سمات هذه القضية هي استخدام التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ مخططاتهم الإرهابية. تم العثور على مسدس ناري مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في حوزة كريستوفر رينغروز. هذا المسدس، الذي كان على وشك الإطلاق، كان قد تم تصنيعه باستخدام تعليمات متاحة على الإنترنت. لم يتطلب هذا السلاح سوى بعض الأجزاء البسيطة لتحويله إلى سلاح فتاك، مما يسلط الضوء على قدرة الجماعات الإرهابية على استخدام التكنولوجيا الحديثة لإنشاء أسلحة بسهولة ودون الحاجة لمصادر تقليدية.
التحقيق والإحباط:
تم إحباط الهجوم المخطط له عندما تمكن ضابط سري من التسلل إلى هذه الخلية النازية المزعومة تحت اسم مستعار. هذا الضابط، الذي أُطلق عليه اسم "بلاك هارت"، تمكن من تسجيل محادثات وأفعال تشير بوضوح إلى نية المتهمين في تنفيذ هجمات إرهابية. في 20 فبراير 2024، تم القبض على الثلاثة متهمين، ليتم بعدها التحقيق معهم وتقديمهم إلى محكمة شيفيلد كراون حيث أُدينوا بتهم تتعلق بالإرهاب وحيازة أسلحة نارية.
الأيديولوجيا والتهديد الإرهابي
الخلية النازية كانت تتبنى أيديولوجيا عنصرية متطرفة، حيث كان أفرادها يعتقدون في وجود "حرب عرقية" وأهمية العنف لإثبات قوتهم ضد ما يعتبرونه تهديدات من المهاجرين والأقليات. في محادثات بين أعضاء المجموعة، تحدثوا عن فكرة “فعل العنف” وأعربوا عن استيائهم من جماعات اليمين المتطرف الأخرى التي لم تتخذ خطوات فعلية لتنفيذ أيديولوجياتهم. بروغان ستيوارت، الذي كان يُطلق على نفسه لقب "الفوهر" أو القائد، كان يؤمن بأن العنف هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق أهدافهم السياسية.
وقال ستيوارت في إحدى محادثاته عبر تطبيق “تيليجرام” إنهم “لا يمكنهم البقاء في حالة انتظار” بل يجب عليهم تحريك الأمور عبر العنف، مشيرًا إلى أنه يريد “اقتحام المباني الحكومية وشنق السياسيين”. كما تحدث عن خططهم لتقليد أساليب قوات الأمن الخاصة النازية (SS) في تنفيذ الهجمات.
المحاكمة والعوائق
في محكمة شيفيلد كراون، تم تقديم الأدلة التي تثبت تورط المتهمين في أنشطة إرهابية خطيرة، بما في ذلك المحادثات التي كانوا يتبادلونها حول تنفيذ الهجمات. كما أظهرت التحقيقات أن هؤلاء المتطرفين كانوا يخططون لهجوم على أماكن العبادة، حيث كانوا يناقشون استهداف المساجد والمعابد اليهودية في المملكة المتحدة.
وفي بيان من هيئة الادعاء الملكية، قالت بيثان ديفيد، رئيسة قسم مكافحة الإرهاب، إن هؤلاء المتطرفين كانوا يحاولون تنفيذ هجمات عنيفة ضد الأبرياء، استلهموا أفكارهم من أيديولوجية النازية الجديدة. وأوضحت أن العمل الإرهابي كان سيؤدي إلى "عواقب وخيمة" لو أن السلاح الذي كان قيد التصنيع قد اكتمل.
التحذير من استمرار تهديدات اليمين المتطرف
هذه القضية تُظهر بشكل قاطع تصاعد تهديدات اليمين المتطرف في المملكة المتحدة وفي جميع أنحاء العالم. من خلال التركيز على الكراهية ضد الأقليات وتبني أيديولوجيات عنصرية، أصبح هؤلاء المتطرفون يشكلون تهديدًا حقيقيًا للأمن العام. كما أن استخدام التكنولوجيا في تصنيعم للأسلحة وزيادة قدرتهم على تنفيذ الهجمات يُبرز أهمية التحقيقات المتواصلة والتعاون الدولي لمكافحة هذه الجماعات التي تهدد الاستقرار الاجتماعي.
ويعتقد قانونيون أن إدانة هذه الخلية النازية تمثل خطوة هامة في مواجهة الإرهاب اليميني المتطرف، ولكنها أيضًا تبرز ضرورة التصدي لهذه الجماعات قبل أن تتمكن من تنفيذ هجماتها.
وتثبت وقائع هذه القضية أن استخبارات مكافحة الإرهاب، جنبًا إلى جنب مع التكنولوجيا المتقدمة، تلعب دورًا أساسيًا في الكشف عن هذه الخلايا قبل أن تصبح تهديدًا حقيقيًا للمجتمع.
Three Nazi extremists convicted of planning terrorist attack in England | UK news | The Guardian
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية اليميني خلية بريطانيا خلية تطرف يمين المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المملکة المتحدة هذه القضیة
إقرأ أيضاً:
احذر.. ميتا تخطط لاستغلال صورك لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
لطالما كانت شركة ميتا المالكة لمنصة فيسبوك، محورا للنقاشات المتعلقة بالخصوصية، خصوصا مع استخدامها بيانات المستخدمين في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، بما في ذلك الصور المنشورة علنا، لكن التطورات الأخيرة تشير إلى أن الشركة تخطو خطوة أعمق في هذا الاتجاه، قد تثير مخاوف أكبر.
ميتا توسع صلاحيات Meta AI لمراقبة الصور على هاتفك حتى قبل نشرها؟فبحسب تقرير نشره موقع TechCrunch، فوجئ عدد من مستخدمي فيسبوك برسالة منبثقة عند محاولة رفع قصة أو ستوري، تدعوهم لتفعيل ميزة جديدة تدعى “المعالجة السحابية”.
بحسب الشركة هذه الميزة، تمكن فيسبوك من فحص الصور الموجودة على ألبوم الكاميرا في هاتف المستخدم ورفعها تلقائيا إلى خوادم ميتا بشكل دوري.
كما تزعم ميتا الهدف منها هو تقديم أفكار إبداعية مثل تشكيلات صور، تلخيصات للفعاليات، فلاتر ذكية بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ومقترحات مخصصة لأعياد الميلاد والمناسبات المختلفة.
لكن تحت هذا الغطاء الإبداعي، تكمن تفاصيل مثيرة للقلق، إذ إن الموافقة على تفعيل الميزة تعني أيضا السماح لـ ميتا بتحليل الصور غير المنشورة على فيسبوك أو إنستجرام، بما في ذلك ملامح الوجه، العناصر داخل الصورة، ومعلوماتها الوصفية مثل التاريخ والموقع، وذلك بهدف تحسين أداء نظامها الذكي.
رغم تأكيد ميتا أن تفعيل هذه الميزة اختياري ويمكن للمستخدمين إيقافها في أي وقت، إلا أن الشركة لم توضح ما إذا كانت الصور المرفوعة إلى السحابة سيتم استخدامها لاحقا في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي أم لا.
ومع تحديث سياسة الاستخدام للذكاء الاصطناعي بتاريخ 23 يونيو 2024، ما زالت هذه النقطة غير واضحة تماما.
وفي رد على استفسار موقع The Verge، نفت ميتا حاليا أنها تستخدم هذه الصور غير المنشورة في تدريب نماذجها، لكنها لم تستبعد احتمال القيام بذلك مستقبلا، ولم توضح الحقوق التي تحتفظ بها على تلك الصور بمجرد رفعها إلى السحابة.
لحسن الحظ، يمكن للمستخدمين إيقاف الميزة من خلال إعدادات التطبيق، وتؤكد ميتا أنها ستحذف الصور غير المنشورة من خوادمها خلال 30 يوما من تعطيل الخدمة.
لكن المثير للقلق، كما يرى خبراء الخصوصية، أن الميزة تقدم للمستخدم كـ خدمة مفيدة ومسلية، في حين أن استخدامها الفعلي قد يساهم في التسلل بهدوء إلى بيانات شخصية لم يكن من المفترض أن تغادر جهاز المستخدم أصلا.
وفي وقت تعيد فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي رسم علاقتنا بالتكنولوجيا، يبدو أن شركات مثل ميتا تختبر حدود ما يمكنها جمعه من بيانات، واستخدامه بل وربما بيعه لاحقا، ما كان يوما قرارا واعيا بمشاركة صورة، أصبح الآن خطرا بأن يتم رفعها وتحليلها دون وعي المستخدم الكامل.