يمانيون / تقرير

انعقدت القمة العربية في بغداد، اليوم السبت 19 ذو القعدة 1446هـ الموافق 17 مايو 2025م، وسط مشهد دموي متفاقم في قطاع غزة بفلسطين المحتلة، وتفكك كارثي في السودان، وتوغلات إسرائيلية يومية في سوريا ولبنان، لكن البيان الختامي جاء باهتًا، مُفرغًا من المضمون، وعاجزًا عن أن يشكل ولو حدًا أدنى من الرد العربي الجاد على الجرائم والانتهاكات التي تحدث في غزة ولبنان وسوريا والسودان.

غزة تُباد والعرب يكتفون بالتنديد اللفظي
يستمر الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جرائم إبادة جماعية وتجويع بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة، بينما يكتفي القادة العرب بعبارات منمقة عن “القلق” و”ضرورة وقف القتال”.. لم يتضمّن البيان أي آلية فعلية للضغط، لا دبلوماسية ولا اقتصادية، ولم يطرح حتى الحد الأدنى من الإجراءات الرمزي. هذا الصمت العملي بمثابة ضوء أخضر لاستمرار المجازر، ورسالة مخزية إلى الشعب الفلسطيني بأن الدم الفلسطيني ليس أولوية عربية.. وأن ما يحدث في المناطق العربية من اقتتال تشعله دول الاستكبار وتزكيه دول عربية من مهام قيادات ثنائي الخليج العربي “السعودية والإمارات” أبرز الحلفاء

تجاهل فاضح للدور التخريبي في السودان
لم يأت البيان على ذكر السودان إلا بوصفه “قلقًا”، دون الاعتراف الصريح بمسؤولية دول عربية – وعلى رأسها الإمارات – في تسليح الميليشيات المتمردة ودعمها سياسيًا ولوجستيًا في خدمة مشاريع التفتيت.. هذا التجاهل ليس بريئًا، بل يعكس رضوخ الجامعة العربية لمراكز النفوذ والمال على حساب دماء الشعب السوداني وسيادة أراضيه.

سوريا ولبنان: الصمت عن الاحتلال والعدوان
رغم تكرار الإشادة بـ”وحدة سوريا”، تجاهل البيان الإشارة إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية واللبنانية، وغيّب أي دعوة صريحة لتحرك عربي جماعي لمواجهتها. كما لم يطرح أي مبادرة عملية لرفع الحصار والعقوبات التي تخنق الشعب السوري وتعيق إعادة الإعمار، ما يعكس أن السياسات الغربية لا تزال تتحكم في الإيقاع العربي.

غياب الرؤية وضعف الإرادة
افتقر البيان لأي مشروع سياسي جاد أو خارطة طريق لمواجهة الانهيارات الإقليمية. لا دعوة لعقد قمة طارئة بشأن غزة، ولا مبادرة للتعامل مع الانهيار العربي المتسارع، ولا حتى موقف موحد واضح من المخاطر الوجودية التي تواجه المنطقة. كان بيانًا لإدارة الصورة لا إدارة المصير.

قمة بلا روح… وبيان بلا أثر
ما صدر عن قمة بغداد لا يرقى لأن يُسمى موقفًا سياسيًا، بل أقرب إلى بروتوكول بارد في زمن نازف يخدم العدو وقوى الاستكبار.. كما أنه انعكاس لشلل الإرادة العربية، وتحول القمم إلى طقوس شكلية، تفتقر للكرامة قبل أن تفتقر للقرار.. وبينما تُباد غزة، وتُقسم السودان، وتُقصف سوريا، وتنهار لبنان، ويشعل فتيل القتال في ليبيا، يبقى النظام العربي الرسمي سجين العجز والتواطؤ، في وقت تحتاج فيه الشعوب إلى موقف لا إلى مجاملة أو عمالة صاخبة.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

البيان الختامي.. القمة العربية في بغداد تدعو لوقف الحرب في غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية

بغداد - الوكالات

دعا البيان الختامي للقمة العربية الرابعة والثلاثين، التي انعقدت السبت في العاصمة العراقية بغداد، إلى ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة فورًا، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية دون عوائق، مشددًا على رفض محاولات التهجير القسري لسكان القطاع.

وأكد القادة والزعماء العرب، في البيان، دعمهم لجهود إنهاء العدوان ورفع الحصار عن غزة، ودعوا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية للضغط من أجل وقف إراقة الدماء، وضمان حماية المدنيين.

أبرز ما ورد في القمة:

الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد شدد في كلمته الافتتاحية على أن القمة تُعقد في ظروف إقليمية بالغة التعقيد، داعيًا إلى توحيد المواقف العربية وتغليب العمل المشترك لمواجهة التحديات.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس طالب بتبني خطة عربية شاملة لإنهاء الحرب، تشمل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات، والإفراج عن الأسرى والرهائن، والانسحاب الكامل من غزة.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعا الولايات المتحدة إلى ممارسة ضغط فعلي على إسرائيل لوقف الحرب، واستئناف عملية سياسية جادة، منوهًا بدور بلاده في الوساطة.

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أكد أن "لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"، وأشاد بالوساطة العُمانية لوقف الهجمات في البحر الأحمر، مجددًا دعوته لحل سياسي في اليمن.

دعم مالي وإعمار:

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن تبرع بلاده بـ40 مليون دولار لدعم جهود الإعمار، مقسّمة بالتساوي بين غزة ولبنان، في إطار مبادرة الصندوق العربي للتعافي وإعادة البناء.

بشأن سوريا:

رحب القادة العرب بقرار رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، معتبرين أنه خطوة إيجابية نحو دعم الاستقرار والعودة إلى الحياة السياسية والاقتصادية الطبيعية، وسط دعوات لبذل جهود عربية موحدة لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

مقالات مشابهة

  • ملفات ساخنة ارتكز عليها البيان الختامي لقمة بغداد.. إليكم أبرزها
  • برلمانية: البيان الختامي لقمة بغداد أكد على الثوابت العربية
  • البيان الختامي للقمة العربية.. تأكيد على التضامن العربي والالتزام بالقضايا المحورية
  • البيان الختامي لقمة بغداد يرفض تهجير الفلسطينيين ويدعو لعملية سياسية شاملة في سوريا
  • البيان الختامي للقمة العربية يؤيد مساع التوصل الى حل سياسي شامل في اليمن ودعم المجلس الرئاسي
  • البيان الختامي لقمة بغداد يدعو لتوحيد الجهود وتحقيق مصالح شعوب المنطقة
  • عاجل|البيان الختامي لقمة بغداد 2025 يجدد رفضه القاطع للتهجير ودعم إعادة إعمار غزة
  • البيان الختامي.. القمة العربية في بغداد تدعو لوقف الحرب في غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية
  • البيان الختامي للقمة العربيّة في بغداد... هذا ما تضمّنه عن لبنان