تعرضت مليشيا الدعم السريع خلال الفترة الأخيرة إلى هزائم عسكرية متكررة أفقدتها قدرًا من التوازن في مناطق بابنوسة بولاية غرب كرفان، ومدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور على يد القوة المشتركة، بجانب الوقوع في فخ تم التخطيط له بدقة عالية من قبل الجيش لهذه القوة المتمردة بمنطقة المثلث الذي يربط مابين السودان ودولتي مصر وليبيا، مما جعلها عرضة لهجوم ومواجهات عسكرية من خارج الجغرافيا السودانية.

ومن المرجح أن تنتقل الحرب في السودان إلى مربع جديد يحمل الطابع الإقليمي، وهو ماقد يرسم تحالفات تبحث عن مصالحها ضد تلك المليشيا التي باتت تشكل مهددًا إقليميًا على بعض دول الجوار السوداني سياسيًا، واقتصاديًا، وعسكريًا.

+ فشل سياسي

وعلى الصعيد السياسي لم تتمكن مليشيا الدعم السريع وحلفائها حتى الآن من تكوين الحكومة التي أعلن عنها وفقًا لوثيقة التأسيس الموقع عليها في كينيا في فبراير الماضي، بل دبت الخلافات حول توزيع المناصب التنفيذية والحقائب الوزارية، مما يؤشر بتعذر تشكيل الحكومة لعمق الخلافات وتباعد الرؤى بين المكونات التي قامت بالتوقيع على ميثاق نيروبي.

+ أزمات

وموخرًا تتالت الأزمات على رأس الدعم السريع بعد ارتفاع أعداد الجرحى والعجز عن علاجهم، وعدم القدرة على دفع الرواتب مما تسبب في حالة من السخط والامتعاض والتململ وسط القوات، فضلًا عن التأخر في دفع الديات المقرر لها منذ وقت طويل وفقًا لإتفاق سابق بين قيادة الدعم السريع وزعماء العشائر، وهو ما دفع العمد والنظار على الامتناع عن دعم المليشيا بعد أن كانوا يشكلون عنصرًا أساسيًا في التجنيد والتشوين وجمع آليات وعتاد الحرب والوقوف مع الدعم السريع اجتماعيًا، وعسكريًا عبر مايعرف بالفزع، مما أدى إلى تلقي المليشيا لهزائم كبيرة دفعت قياداتهم إلى تهديد زعماء القبائل بإقليم دارفور وكردفان بالقتل والضغط عليهم للتراجع عن قراراتهم.

+ هزائم عسكرية متتالية

ويعزي الكاتب الصحفي على داود فقدان الدعم السريع للإتزان مؤخرًا لعدة أسباب أهمها تعرضه لهزائم عسكرية متتالية في ولاية الخرطوم، ووسط السودان، وشمال وجنوب كرفان. وأيضًا مقتل أبرز القيادات في معظم المعارك العسكرية على يد الجيش مما جعله قوة عسكرية بلا قيادة. ويضيف داود: هناك عوامل محلية منها تراجع التأييد الشعبي في مناطق الدعم السريع أو مايعرف بالحواضن الاجتماعية، خاصة بعد أن صار الرأي السائد وسط القبائل والحواضن هو عدم الإنضمام للقتال مع الدعم السريع برغم الاغراءات المطروحة على القبائل، مما يؤشر لتخلي زعماء دارفور بصورة تدريجية عن الدعم السريع نظرًا لإنعدام الرؤية من وراء إدارة الحرب، لذا نجد أن المليشيا لجأت لتصميم خطاب سياسي اعلامي يحمل طابع التعبئة الإثنية والجهوية.

+ مخاوف من ضربات عسكرية

ويوضح المحلل السياسي محمد سعد بأن هناك مخاوف وسط الدعم السريع بأن يتعرض لضربات عسكرية على يد القوات المسلحة المصرية، أو الجيش الليبي التابع للحكومة المعترف بها دوليًا بقيادة عبد الحميد الدبيبة، لهذا تجد أن المليشيا تبحث عن حليف إقليمي يشاركها الفعل، لذا بات قياداتها يتحدثون ويبررون خطوة الانقضاض على المثلث الحدودي الرابط مابين السودان، ومصر، وليبيا بأنهم سيقومون بلعب دور حماية العالم من عصابات الإجرام الإرهابية والهجرة غير الشرعية، وتجارة المخدرات. وأضاف سعد: كذلك فقد أثرت العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوربي، والولايات المتحدة الأمريكية على الدعم السريع مما يجعلها قوة عسكرية مؤهلة بأن تصنف “بالإرهابية” نتيجة لأفعالها، وعليه سارعت للبحث عن مخرج جديد يلفت أنظار العالم بأنها قوة بإمكانها القيام بأدوار إقليمية ودولية تصب في صالح العالم الذي أضحى يحارب المهاجرين، وتجارة السلاح، والجماعات الإرهابية.

أمدرمان: الهضيبي يس
الوان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

المسيرية والدينكا يرفضون تواجد “الدعم السريع” في أحد الأسواق

المسيرية والدينكا يرفضون تواجد “الدعم السريع” بأحد الأسواق

متابعات- تاق برس – رفضت اللجنة الأهلية المشتركة بين المسيرية ودينكا نقوك في منطقة أبيي الوجود العسكري لقوات الدعم السريع في “سوق النعام” الواقع على الحدود بين السودان وجنوب السودان.

وتتنازع الخرطوم وجوبا على السيادة حول أبيي، حيث تتواجد فيها القوة الأمنية المؤقتة للأمم المتحدة “يونيسفا”، التي تعمل على ضمان جعل المنطقة منزوعة السلاح إلى حين التوصل إلى حل بشأن تبعيتها.

وتقع منطقة سوق النعام على بعد 15 كيلو مترًا شمال أبيي، وجنوب مدينة الدائر، وتخضع لإدارة إشرافية مشتركة من المكونات الأهلية “دينكا نقوك، والمسيرية” مع وجود قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في أبيي “يونسفيا”.

وقال التاجر في سوق النعام، حامد أحمد سليمان، لـ “دارفور24″، إن عشر عربات من قوات الدعم السريع دخلت السوق لأول مرة ونفذت عملية اعتقالات.

 

وأشار إلى أن اللجنة المشتركة والقوة الأمنية المؤقتة رفضتا وجود الدعم السريع وطالبتا بخروجهم من السوق.

 

وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، مارثا بوبي، في 27 يونيو الجاري أمام مجلس الأمن الدولي، إن تزايد وجود عناصر الدعم السريع في منطقة أبيي فاقم الوضع الهش أصلًا.

وأوضح التاجر أن قوات الدعم السريع ومجموعات سكانية في المنطقة طالبت بحل اللجنة الأهلية المشتركة وتكوين لجنة أخرى، إلا أن مجموعة أخرى رفضت المقترح خشية أن يؤدي أي تدخل من الدعم السريع إلى زعزعة استقرار المنطقة.

 

وقالت مصادر متعددة لـ “دارفور24” إن قوات الدعم السريع حاولت أكثر من مرة السيطرة على السوق الحيوي، خاصة بعد زيارة رئيس الإدارة المدنية بولاية غرب كردفان إلى السوق في مايو الماضي.

أبييالدعم السريعسوق النعام

مقالات مشابهة

  • المسيرية والدينكا يرفضون تواجد “الدعم السريع” في أحد الأسواق
  • “نيويورك تايمز”: الإمارات ضالعة في حرب السودان وبن زايد سلح “الدعم السريع”
  • إمعانا في خنقها.. “الدعم السريع” تفعل هذا في الفاشر
  • والي الخرطوم يواصل جولات تفقد أحوال المرافق الخدمية التي طالها خراب ونهب المليشيا المتمردة
  • الأمم المتحدة: ميليشيا الدعم السريع تجند مقاتلين داخل أفريقيا الوسطى
  • مقاومة الفاشر: مليشيا الدعم السريع تستمر في قصف أحياء المدينة منذ صباح اليوم
  • السودان يدعو لتصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية
  • السودان: الدعم الإماراتي لمليشيا الدعم السريع هو السبب الوحيد لاستمرار النزاع في البلاد
  • 13 قتيلا بينهم أطفال بقصف لقوات الدعم السريع في دارفور